الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسب الإجرام للإله.

اسكندر أمبروز

2021 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ننظر الى الجرائم والفظائع التي اقترفها أتباع الأديان باسم دينهم أيّ كان هذا الدين , أو افتعالهم للفظائع من قتل ونهب وشن الحروب وسرقة وسبي ومصائب أٌخرى لا تعدّ ولا تحصى نرى تبريراً يكاد يكون شاملاً ومتطابقاً بين الأديان رغم اختلافها الكبير من نواح عديدة !

وهذا التبرير هو إعادة كلّ شيء لأوامر إلهيّة...ولكن ومن حيث لا يحتسب , قام صنّاع الخرافة تلك والتبرير الأحمق ذاك , بنسف دينهم وخرافاتهم عن بكرة أبيها , فاضحين لخرافاتهم وأديانهم على حقيقتها التي لا تعدو عن كونها أيديولوجيا وأداة بيد الحاكم للسيطرة على الشعوب وتسييرها كالقطعان.

فالمؤمن الذي برر أفعاله تلك بالأوامر الإلهيّة هو وبكل وقاحة وجهل وحمق وفراغ منطقي , ينسب الشرّ لإلهه , ويقول وبملئ الفم أن الهه شرير , يأمر بالسبي والنهب والسرقة والقتل والاستعباد والاغتصاب والأحكام والعقوبات الهمجيّة الفاشلة والحروب والإعدامات لأتفه الأسباب ووو...الخ.

فمعضلة الشر التي كنّا قد ناقشناها سابقاً , هي فعلياً لا تنفع مع أديان اله الدم الثلاثة لسببين , أولهما هو أن هذا الإله غير موجود , وقد تم إثبات ذلك علميّاً وبكل بساطة , ولمن يريد التحليل لهذا الأمر عليه بهذا المقطع القديم الذي قمت به لشرح المسألة...
https://www.youtube.com/watch?v=DCtVRi26x6k&t=13s

والسبب الثاني هو أن أديان اله الدم الثلاثة , تنسب الشرّ لإلهها وتنسب له الأوامر الشريرة , وتنسب له المجازر الجماعية ونسفه التامّ للبشرية جمعاء , صانعين منه الهاً سايكوباتياً حقيراً لا يرقى الى أن يوضع في ميزان عقدة الشرّ أصلاً , حيث أنّ الأخيرة تفنّد وجود أي اله شخصيٍّ كان , أي اله يمتلك الصفات المطلقة من خير وقدرة ومن ثم مقارنة إمكانيّة وجوده مع مقارنة صفاته المطلقة بالواقع , ولكن نحن لسنا بحاجة لهذا التحليل المنطقي لأن الأديان حرفياً أسفه من هذا بكثير !

ومن يدعي بأن الإله يأمر بهذه الأفعال لأنه مطلق الأخلاق والحكمة وأن له وراء ذلك حكمة ما , فهذا لم يثبت شيء , ولم يبرر أوامر الهك بالإجرام , فالأديان الأُخرى تنسب الإجرام والأوامر والتشريعات الإجرامية لآلهتها , فكيف لنا أن نعلم من هو الصادق هنا ومن هو الإله الحق الذي لديه الحكمة المطلقة ؟ ولهذا فنحن بحاجة لتبيان تلك الحكمة بشكل واضح وواقعي بالأدلّة , فالادعاء بأن الحكمة الإلهية وراء التشريعات القذرة هو ادعاء فارغ لا ينم سوى عن ضعف وفراغ الدين منطقياً أخلاقياً. فهو لم يجد التبرير الأخلاقي لتلك الجرائم , فنسبها لحكمة إلهه , فهو لم يكتفي بنسب الإجرام لذلك الإله , بل برره أيضاً بتصريح عائم سخيف لا يساوي قشرة بصلة منطقياً بلا أي دليل عليه من الواقع.

ولتوضيح هذه المهزلة أكثر , علينا أن نسأل...ما الحكمة من تشريع الاستعباد وفتح أبوابه على مصراعيها في أديان اله الدم الثلاثة ؟ وما الحكمة من تشريع الغزو والسبي واغتصاب النساء وتحويل حياة شعوب بأكملها الى جحيم ؟ ولو أجبت بأن الهدف هو نشر الدين , فعليك بهذا المقال الذي نسفت فيه ربّك وسفاهة جهاده عزيزي الدعدوش...

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723368

فكما ترى لا مبرر لهذا الإجرام على الإطلاق فلو أراد الهك نشر دينه لما أمر بقتل أحد قط...

وأيضاً علينا أن نسأل...ما الحكمة من إبادة الإله للبشرية جمعاء كما فعل في خرافة الطوفان المزعوم ؟ هل فعل ذلك لإزالة الشر والإبقاء على الصالحين فقط ؟ فإذا لماذا هنالك أشرار اليوم ؟ وما الحكمة من قتله لأطفال المصريين ؟ أو من قتل الطفل في قصّة الخضر ؟ فلو كان يعلم أن الولد سيصبح كافراً فلماذا خلقه ؟ ولماذا لم يقدّر له الهداية عوضاً عن قتله ؟ والمصيبة هي أنه قدّر عليه الضلال (بفضل مصيبة القضاء والقدر التي سنفنا ربها سابقاً أيضاً) ومن ثم حكم عليه وقضى حكمه في مسرحيّة هزليّة أسخف من السخافة ذاتها , والنتيجة ؟ طفل بريء ميّت !

وما الحكمة من قتله للأطفال الآخرين عبر التاريخ وإلى اليوم بسبب تشريعه وأمره بختان الذكور الذي أودى ولا يزال يودي بحياة الملايين حول العالم بسبب مرض الهيموفيليا (نزيف الدم المزمن) أولم يكن يعلم الهك الأحمق بوجود هذا المرض ؟

وما الحكمة من نشر الدين أصلاً هل هي القيام بالطقوس والهلاوس السخيفة ؟ وهل الإله بحاجة لهذه المهزلات أصلاً ؟ وإن لم يكن بحاجتها فلماذا خلق البشرية أصلاً ؟ ألم يخلقها لتعبده ؟ فإن لم يكن بحاجة لهذه العبادة فخلقه لها هو عبث وأمره بتنفيذ تلك الطقوس هو تسلية , ومحاسبته وتعذيبه لمن لا يقوم بها هو الجنون والساديّة العبثيّة الشيطانيّة بعينها.

وهل نُشِرَ الدين من أجل التطوير الأخلاقي ؟ فهذا أيضاً ليس من الواقع في شيء لأن الأخلاق الإنسانية والبشرية مستقلّة عن الخرافات الدينية النسبية القاصرة ؟ ولمن يريد المزيد في هذه المسألة عليه بالمقال هذا أيضاً...
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737314

فكما نرى فإن هذه التضاربات الدينية والسخافات الخرافية في كتبها الصفراء تبدو اليوم عارية تماماً , ضعيفة واهنة مليئة بالعيوب أمام نور المنطق والتفكير والنقد والتشكيك , فلا حكمة من وراء الإجرام , ولا يمكن لإله أن يأمر أو يقترف أي إجرام , ومن ينسب هذا الفجور لإلهه ليبرر إجرامه وحيونته للعالم هو يحكم على دينه بالبطلان التامّ , وعلى نفسه بالحبس المؤبّد إن نفّذ تعاليم إلهه في دول العالم الحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي