الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفيون يطالبون برأس الكاهن زكريا بطرس

وسام صباح

2021 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنتشرت في قبل أيام في مواقع التواصل الإجتماعي بوسترات مصرية المصدر، سلفية وإخوانية الهوى تتهم الكاهن المصري القمص زكريا بطرس بسب وشتم الرسول محمد، وتطالب المسلمين بما يلزم لإسكاته .
انتشرت عدوى التحريض والإتهام الى بعض القنوات التلفزيونية التي يمتلكها الإخوان المسلمون .
من هو القمص زكريا بطرس ؟
انه رجل دين مسيحي قبطي ، مصري الجنسية عمره الآن 87 عاما، تم سجنه في زمن السادات لأغراض دينية كيدية، ثم اطلق سراحه بعد موت السادات على يد اخوان الشياطين وحلفائهم السلفيين. قام عصابة من اخوان الشياطين بأغتيال شقيق زكريا بطرس منذ اكثر من خمسين سنة في ريف مصر بطريقة وحشية بإدخال سيخ حديد من اذنه واخراجه من الأذن الآخرى عبر جمجمته .
القمص زكريا مبشر مسيحي محال على التقاعد ولا يرتبط رسميا باي كنيسة، وهو يعمل حاليا اعلاميا مستقلا من قناة الفادي التبشيرية المسيحية التابعة له، بعد ان بدا بث برامجه الدينية التبشيرية سابقا من قناة الحياة منذ عام 2003 . يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة والعلوم الدينية، يحفظ القرآن والكتاب المقدس عن ظهر قلب . و هو عالم مختص بالدراسات الإسلامية . وله باع طويل في نقد الإسلام نقدا علميا أكاديميا مستندا الى ابحاثه المستمدة من المراجع الإسلامية و كتب التراث والقرآن.
النقد زكريا بطرس العلمي للإسلام نابع من محبته لخلاص نفوس المسلمين للحصول على الحياة الأبدية في ملكوت الله . بدلا ان يخدعوا بدخول جنة الحوريات حيث لا شغل لهم هناك سوى افتضاض بكارات العذراوات و نكاح حور العين ذوات النهود المنتصبة (كواعبا اترابا)، ولواط الغلمان الصغار الذين لا يصدعون ولا ينزفون وهم كاللؤلوء المكنون حيث يطوفون على رواد الجنة بكؤوس الخمر. (انهم في شغل فاكهون) . كلها مغريات جنسية مكتوبة في القرآن !!!
كل ما يقوله زكريا بطرس يقتبسه من القرآن وكتب التراث الإسلامي التي لا يتفق المفسرون المسلمون بعضهم مع بعض في تفسير موحد لها، فيختمون كلامهم الغير متأكدين من صحته بالمقولة المشهورة (والله أعلم).
انه يشارك بعض المثقفين المسلمين في نقد الكتب التي تسيئ الى نبي الإسلام ومنها صحيح البخاري وصحيح مسلم و غيرها من الكتب الصفراء، تلك الكتب التي تصف الرسول محمد بزير نساء، حيث يقولون انه يطوف على نسائه كلهن بليلة واحدة وبغسل واحد، وان قوته الجنسية في النكاح تعادل قوة اربعين رجلا! وان جبريل قد جلب له من السماء قدرا يحتوي على لحم اسمه الكفيت لزيادة قدرته الجنسية في النكاح . ويدعي البخاري واصحابه ان الرسول محمد كان يشجع على رضاع الكبير في حديث لعائشة عن سهلة بنت سهيل و سالم مولى ابي حذيفة، و اوصى بالتداوي بشرب بول البعير وبشرب الماء الذي تسقط فيه الذبابة حيث الشفاء في احد اجنحتها .
هذه الأقوال وردت في كتب الصحاح التي يعتبرها المسلمون السنة اصح كتب بعد القرآن، وتدرس في جامعة الأزهر بمناهج مقررة رسميا . وقد انتقدها الكثير من المثقفين المسلمين منهم إسلام البحيري فسجن سنة واحدة بسببها، وانتقدها الشيخ محمد عبد الله نصر فسجن ثلاث سنوات، والان تم الحكم على المستشار أحمد عبدو ماهر لأنتقاده تلك الخرافات المسيئة للرسول والإسلام، فحكم عليه بالسجن خمس سنوات ! انها عدالة القضاء الآخواني في مصر !!!
ولما كان زكريا بطرس ينتقد تلك الكتب الصفراء، و يظهر أخطاء القرآن اللغوية والعلمية والبلاغية و غيرها، ويحارب الشبهات الإسلامية التي تدعي كذبا ان الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) محرفا، ويدافع عن العقيدة المسيحية ضد المتطرفين والدجالين الذين يبغون اثارة الفتن و الكراهية، ولهذا اصبح زكريا بطرس مطلوبا حيا او ميتا . السلفيون واخوان الشياطين يطالبون براسه علما انه يقدم برامجه النقدية منذ عام 2003 ولم يستطع اي شيخ مسلم الرد عليه او مناظرته لتكذيب ما يقوله . فأصدروا الآن البوسترات في الفيس بوك وتويتر التي تطالب براسه وتحرض المسلمين على قتله ويقولون يا مسلمين ماذا أنتم فاعلون ؟
هذا التحريض على القتل للمنادين بتصحيح الإسلام من خزعبلات الكذبة والدجالين، ليس جديدا في عصرنا الحالي، ولم يخترعه زكريا بطرس . فقد سبق ان قام خلفاء وحكام المسلمين بقتل وحرق الكثير من المثقفين المسلمين و العلماء الكبار من شعوبهم بسبب نفس اقوال زكريا بطرس وبسبب تأليفهم الكتب التي تطالب بتصحيح مفاهيم الإسلام وتنقيته من الخزعبلات، التاريخ يحدثنا انه تم قتل اولئك قسم من اولئك الرجال العظام شر قتلة لموقفهم الإصلاحي . امثال (الفيلسوف ابن الراوندي، الحسين بن منصور الملقب بالحلاج ،عبد الله ابن المقفع ، المتصوف شهاب الدين يحيى السهروردي ، ، المعتزلة ، اخوان الصفا، والعالم ابو يوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق وكثير غيرهم لاقوا ابشع انواع التنكيل والإضطهادات والقتل .
اما في عصرنا الحالي، فقد تم اعدام المفكر الكبير محمود محمد طه من قبل جعفر النميري بتحريض شيوخ الأزهر . و طرد الشاعر والكاتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين من منصبه بتهمة الردة لتأليف كتاب له، وتم اغتيال المفكر فرج فودة، ومحاولة اغتيال الاديب نجيب محفوظ بتحريض شيوخ الأزهر، ومطاردة وتكفير سعيد العشماوي واحمد صبحي منصور، و نصر حامد ابو زيد، وتخصيص جائزة لقتل الكاتب الروائي سليمان رشدي من قبل الخميني. ولازال الأزهر يطارد ويحكم بالسجن على كل من ينتقد كتب البخاري و ما شابهها التي هي نفسها تحمل الإساء للإسلام ونبيه ، بتهمة ازدراء الإسلام .
السلفيون واخوان الشياطين يسبون المسيحيين وعقيدتهم ليل نهار، ويتهمون كتابهم المقدس بالتحريف،و انكار صلب المسيح بآية يتيمة في القرآن دون تفسير اودليل. وفي صلاة الفاتحة يسب كل مسلم في العالم بسورة الفاتحة اليهود والمسيحيين ويقولون عليهم انهم من المغضوب عليهم والضالين . منذ 1400 سنة و المسيحيون الشرقيون في دولهم التي احتلها المسلمون القادمون من جزيرة العرب لا يردون خشية الأنتقام و سيوف المسلمين جاهزة لقطع رقاب كل من ينتقد الإسلام .
لكن في عصر التحرر وحقوق الإنسان و عصر الأنترنيت و القنوات الفضائية، لا خوف بعد الآن، اصبح النقد للاديان مشرع قانونا ، وحرية الراي والفكر مضمونة بوثيقة حقوق الإنسان . وكما هو حلال على المسلمين بالشتم والطعن بعقيدة المسيحيين، فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم .
لهذا السبب ينطلق القمص زكريا بطرس بالرد على كل من يتهجم على العقيدة المسيحية والطعن بالكتاب المقدس وتكفير المسيحيين و حرق كنائسهم وتفجيرها . فينتقد الإسلام من كتب المسلمين انفسهم وما يقوله موجود في التراث والتاريخ الإسلامي . فلماذا يغضب البعض و هم البادئون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وسام صباح
عبدالجبار ( 2021 / 11 / 24 - 09:59 )
بعد التقدير والاحترام
لا اعرف في الحقيقة مالذي يغضبهم في هذا كله ولماذا هذه الضجة الاسلامية بينما الرجل القمص زكريا يقرأ ويفسر من كتبهم الاسلامية وعلى راس الكتب القران، العجيب والغريب ان لا احد من هؤلاء المعترضين قد قرا تلك الكتب ولا بين سطورها ولا قارنها بنفس كتبهم وتفاسيرهم
اذا لماذا هذه العصبية وهذه الضجة الاعلامية. فالذي يحق لكم يا ايها الاسلاميين يحق لغيركم ،فضجتكم هي جعجعة في فنجان نعم في فنجان
ابحثوا عن اسلوب اكثر حضاري فاننا يا معترضين لسنا في حرب بل نحن في حوار وتفاسير
تحية للعقلاء


2 - الاخ عبد الجبار
وسام صباح ( 2021 / 11 / 24 - 13:35 )
اعجبني ردك الجميل والعقلاني فشكرا لك
لقد تحدى الأب زكريا بطرس شيوخ المسلمين ان يردوا عليه ويكذبوا ما يقوله ، لكنهم جميعا اصيبوا بالخرس لأنهم يعرفون جيدا ان ما يقوله صحيح تماما ومن كتبهم الصفراء ولهذا لا يجرا احد منهم ان يناظره او يفند ما يقوله . لكنهم يجيدون التشهير و التهديد بالقتل وهذا ما تعلموه من تاريخهم الدموي.
حلال عليهم نقد كل الأديان السماوية الأخرى ووالإدعاء كذبا بتحريف كتبها و عقائدها ، و يطلقون على اهل الكتاب لقب كفارا ومشركين ، وحرام على اهل الكتاب ان يردوا عليهم و ينتقدوا ما جاؤا به من أكاذيب في كتب تراثهم الحاوي على الخزعبلات و الدجل .
تحياتي لك وشكرا لتعليقك .