الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 7
عدنان إبراهيم
2021 / 11 / 22العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• هل يستطيع الروح أن يختار خلال حياته الجسدية؟ قد يكون لرغبته تأثير على الاختيار ولكن ذلك يتوقف على نيته، إلا انه في حالته كروح غير متجسد يرى الأشياء عادة بصورة مختلفة جداً. الروح وحده هو من يختار، لكن يجوز له أن يختار وهو في الحياة المادية؛ إذ أن للروح دائماً برهات يتحرر أثنائها من تأثير المادة التي يسكن فيها.
• هل يجب على الروح أن يتحمل تجارب على الدوام إلى أن ييلغ حالة الصفاء التام؟ أجل ولكن ليست التجارب كما تفهمونها؛ إذ أنكم تعتيرون المشقات المادية تجارب، إلا أن الروح الذي يبلغ مقداراً حسناً من الرقي الروحي دون أن يبلغ الكمال لا يحتاج إليها، ولو أنه لا يزال عليه واجبات لا شقاء فيها؛ تساعده على الارتقاء مثل مساعدة الآخرين ليرتقوا بأنفسهم.
• أمن الممكن أن يخطئ الروح في فاعلية التجارب التي يختارها؟ قد يحدث أن يختار تجربة تتعدى حدود قواه، وحينئذ يسقط تحت الحمل، وقد يختار أيضاً تجربة لا نفع له فيها، كأن يختار حياة كسولة وعديمة الفائدة، لكنه في هذه الحال؛ وعقب عودته إلى عالم الأرواح؛ يرى أنه لم يستفد منها بشي مطلقاً، فيطلب أن يُعوّض الوقت الذي ضيعه.
العلاقات يبن الأرواح بعد الموت
• هل تقيم الطبقات المختلفة للأرواح تدرّجاً في السلطة بينها؟ هل هناك بينها من يطيع ومن يأمر؟ أجل؛ سلطة كبيرة مبنية على التدرج إذ تسيطر الأرواح على بعضها بعضاً سيطرة متناسبة مع تفوقها الروحي وتمارس تلك السيطرة يواسطة هيمنة أدبية ومعنوية لا تقاوم.
• هل تقدر الأرواح الواطئة الدرجة أن تتملص من سيطرة الأرواح الأعلى منها؟ قلت إنها سيطرة لا تقاوم.
• الجاه والاعتيار اللذان كان الإنسان يحظى بهما على الأرض هل يعطيان تفوقاً
له في عالم الأرواح؟ كلا، إذ سيُرفع الصغار ويُحط الكبار (1)
• كيف يجب أن نفهم هذا الرفع وهذه الحط؟ ألا تعلم أن الأرواح هي من طبقات مختلفة حسب استحقاقها؟ إذن فإن صاحب الحل والربط على الأرض قد يكون أدنى درجة بين الأرواح، بينما يكون عبده في الدرجة الأولى، أتفهم ذلك؟
• من كان عظيماً على الأرض ثم وجد نقسسه في درجة واطتة بين الأرواح ألا يشعر بالذل؟ كثيراً ما يشعر بذل شديد جدأ؛ وبالأخص إذا كان متكبراً وحسوداً.
• هل تخلط أرواح مشتلف الطبقات بين بعضها؟ أجل وكلا؛ أي أنها ترى بعضها بعضاً ولكنها تتميز عن بعضها تتهرب أو تتقرب من بعضها بحسب تجانس أو نتافر مشاعرها؛ مثلما يحدث بينكم إنه عالم بأسره وعالمكم هو صورة له مصغرة ومعتّمة. فمن هم من نفس الدرجة يقتربون من بعضهم بعضاً بدافع ما هو عبارة عن تجانس؛ ويكوئون جماعات أرواح أو عائلات أرواح يجمعها الانجذاب والغرض الذي يقصدونه، فالأرواح الصالحة تجمعها الرغية في عمل الخير والأرواح الشريرة: الرغية في عمل الشر أو الخجل من سيثاتها أو احتياجها لتكون بين أرواح تمائلها.
• هل جميع الأرواح على اتصال ببعضها بعضاً؟ تذهب الأرواح الصالحة أيتما تشاء؛ ويجب أن يكون الأمر هكذا لكي تتمكن من التآثير على الأرواح الرديئة، إلا أن المناطق التي تسكنها الأرواح الصالحة محرمة على الأرواح الناقصة؛ لكي لا تجلب البلبلة بأهوائها السيئة إلى هذه المناطق.
• ما نوع العلاقات بين الأرواح الصالحة والأرواح الشريرة؟ تجتهد الصالحة محاربة الميول السيئة الأرواح الأخرى لتعينها على صعودها، وهذه الإعانة هي رسالتها.
• لماذا تسر الأرواح السفلى بتحريضنا على الشر؟ من الحسد، لكونها لم تستحق أن تكون بين الأرواح الصالحة، فهي تريد بقدر إمكانها أن تمنع الأرواح التي ما زالت قليلة الخبرة من الوصول إلى السعادة العليا، وتريد أن تتحمل الأرواح الأخرى الشقاء الذي تتحمله هي، ألا ترى ذلك بينكم أيضأ؟
• كيف تستقبل الروح لدى عودتها إلى عالم الأرواح؟ روح البار كاخ حبيب منتظر منذ أمد مديد، وروح الأثيم كشخص محتقر.
• بماذا تشعر الأرواح النجسة عندما ترى روحاً سيئة أخرى تصل إليها؟ تسر الأرواح الشريرة برؤية أرواح مشابهة لها ومحرومة مثلها من السعادة اللامحدودة تماماً كما هي الحال على الأرض عندما يصل اللص التصاب بين أمثاله.
• هل يحضر أقارينا وأصدقاؤنا احيائاً لاستقبالنا عندما نيرح الأرض؟ أجل يأتون لاستقبال الروح الذي يشعرون بالمودة نحوه؛ ويهنئونه كمن عاد من سفر بعد أن نجا من أخطار الطريق، ويساعدونه على التخلص من الروابط الجسدية. وهذا الترحيب هو لطف للأرواح الصالحة عندما يأتي الذين توددوا إليهم لاستقبالهم، بينما من تدنّس يظل في العزلة ولا يحاط إلا بأرواح مشابهة له، وذلك هو قصاص له.
• هل يلتقي الأقارب والأصدقا بعد موتهم دائمأ؟ يتوقف ذلك على درجة رقيهم الروحي وعلى الطريق الذي يسلكونه لتقدمهم. إذا كان أحدهم أكثر تقدماً من صديقه وأسرع منه في تقدمه؛ فلن يستطيعا أن يظلا مع بعضهما، قد يتقابلان أحياناً ولكنهما لن يعودا إلى الاجتماع الدائم طالما أنهما لا يستطيعان السير جنباُ إلى جنب، أو لم يبلغا المساواة في الارتقاء.
• علاوة على الانجذاب العام بسبب التشابه؛ هل تشمر الأرواح بمودة خاصة بين بعضها؟ أجل كما هو الحال بين البشر لكن؛ العلاقة التي تجمع الأرواح أمتن لدى انعدام الجسد، لأنها لا تعود معرّضة لتقليات الأهواء.
• هل تشعر الأرواح بالبغض بين بعضها بعضاً؟ لا يوجد بفض إلا بين الأرواح النجسة؛ وهي التي تدس العدوات والفتن بينكم.
• في حالة عدوّين كانا يتباغضان على الأرض هل يحفظان ضغينتهما في عالم الأرواح؟ كلا لأنهما سيفهمان أن تباغضهما كان من الحماقة وأن سيبه تافه. الأرواح المتأخرة وحدها هي التي تحتفظ بما يشبه عداء يطول حتى يتم تنقيتها، فإذا كان سبب شقاقها مجرد مصاحة مادية فسوف تنساها تماماً قبل تحررها الكامل من تأثير المادة. إذا ما كان بينها تنافر وزال سيب الخلاف فهي ستتقابل ثانية بيسرور.
• ماذا يشعر بعد الموت أولئك الذين أسأنا إليهم في هذه الدنيا؟ إن كانوا صالحين يسامحون بحسب ندمكم، أما إن كانوا أشراراً؛ فمن الممكن أن يحتفظوا بضغينتهم ويطاردونكم أحياناً؛ حتى في حياة أخرى على الأرض، وقد يسمح الله بذلك كعقوبة للمسيء.
• هل من الممكن أن تتفير المودّات الشخصية بين الأرواح؟ كلا إذ من المستبعد أن يخطئوا، فما عاد لهم القناع الذي ورءاه يتوارى المراءون، ولذلك لا تتغير موداتهم إن كانوا مطهرين، والود الذي يجمعهم هو مصدر سعادة فائقة لهم.
• أتستمر حتى في عالم الأرواح المودة التي تبادلها شخصان على الأرض؟ أجل دون شك إذا كانت تستند إلى انجذاب حقيقي، اما إذا كان باعث المودة أسباباً جسدية أكثر من الانجذاب، فيزول الانجذاب مع زوال الجسد الذي يسببه، والمودات بين الأرواح أمتن وأثبت مما هي على الأرض لكونها لا تتوقف على تقلب المصالح المادية وعلى حب الذات.
• النفوس التي تتأهب لتقترن هل اقترانها هذا مقدّر لها سلفأ منن بدايتها؟ هل لكل واحد منا مكان ما في الكون قرينته التي سيلحق بها حتماً يوماً ما؟ كلا؛ ليس هناك افتران خاص ومحتم بين روحين، الاتحاد موجود بين جميع الآرواح؛ ولكن على درجات مغتلفة بحسب المرتبة التي يشغلونها؛ أي بحسب درجة الرقي الروحي الذي أحرزوه، فبقدر ما يزداد رقيهم؛ تزداد ألفة القلوب بينهم. فمن الشقاق تأتي سيئات البشرية، ومن الوقاق تنجم السعادة التامة.
• ما معنى العبارة النصف الآخر التي تستعملها بعض الأرواح للإشارة إلى الأرواح المتجاذية؟ العبارة غير صحيحة، فلو كان لروح ما نصفاً لروح آخر منفصل عنه، لكان روحا ناقصاً.
• عقب التحاق روحين متجاذيين جداً ببعضهما؛ هل تدوم هذه الحالة إلى الأبد أم من الممكن أن يقترقا ويلتحقا بأرواح أخرى؟ كل الأرواح متحدة قلبيا ببعضها وأعني هنا أولئك الذين بلغوا الكمال، أما في الدوائر الروحية السفلية فعندما يرتقي روح لا يعود له نفس الانجذاب نحو الذين فارقهم.
• في حالة روحين متجاذبين هل الواحد منهما هو تكملة الآخر أم أن هذا التجاذب المتبادل هو نتيجة المطايقة التامة بينهما؟ الانجذاب الذي يجعل روحاً يميل إلى روح آخر هو نتيجة وفاقهما التام في ميولهما وغرائزهما، فإذا كان أحدهما مكمّلاً للآخر ضاعت شخصيته.
• أليست المطابقة اللازمة للتجاذب التام نتيجة مشابهة الأفكار والمشاعر، أم انها ايضاً نتيجة التشابه خ المعارف التي أحرزوها؟ نتيجة المساواة في درجات الرقي
• أمن الممكن لأرواح لا تتجاذب الوقت الحاضر أن تتجاذب فيما بعد؟ أجل ستصبح جميع الأرواح متجاذبة، وبناء عليه فإن الروح الذي هو الآن في منطقة سفلية، سيصل بتطوره إلى المنطقة التي يقطن فيها روح سام وسيحدث الالتقاء سريعا؛ بينما لا يحدث ذلك إذا ظل الروح السامي بلا تقدم من جرا عدم تحمله التجارب التي قبلها سابقاً.
• أمن الممكن لروحين متجاذبين أن يصبحا لا متجاذبين فيما بعد؟ دون شك إذا كان أحدهما كسولاً ولا يرتقي.
تذكر الحياة الجسدية
• هل يتذكر الروح حياته في الجسد؟ أجل، وأعني أنه لكونه عاش مرات عديدة كإنسان يتذكر ما كان في الماضي، وصدقتي أنه أحياناً؛ يضحك بأسف من حماقة تصرفه. كالإنسان الذي بلغ سن الرشد يضحك من جنون شبابه أو من أعماله الصبيانية في طفولته.
• هل يستشفّ الروح غرض الحياة الأرضية بالنسبة إلى الحياة المقبلة؟ لا شك أنه يراه ويفهمه بشكل أوضح مما كان خلال وجوده الجسد، فهو يفهم أن تنقيته ضرورية للوصول إلى اللانهاية، ويعلم أنه في كل حياة يتطهر من بعض الدنس.
• كيف تنيسط الحياة الماضية أمام الروح في ذاكرته؟ هل بمجهود من خياله أم كصورة أمام عينيه؟ الاثنان، فإن كل الأفعال التي من صالحه أن يتذكرها تبدو له كما لو كانت في الحاضر، أما الأفمال الأخرى فتبقى في غيوم الفكر أو ينساها تماما، وبقدر ما يزداد تحرره من أثر المادة تقل الأهمية التي يعطيها للأشياء المادية. وقد يكون روحاً برح الأرض حديثاً ولا يتذكر أسماء الأشخاص الذى كان يحبهم ولا تفاصيل تبدو لك مهمة، فهو لا يكترث كثيراً لها، فذلك يطويه النسيان. ما يتذكره جيداُ هي الوقائع الرئيسية التي تساعده في تقدمه.
• كيف ينظر الروح إلى الجسد الذي فارقه منذ قليل؟ كلباس كان يضايقه ويغتبط بالتخلص منه.
• ماذا يشعر الروح لدى مشاهدة جسده وهو ينحل؟ يشعر بلا مبالاة في أغلب الأحيان وكشيء لا يعود يهمه.
• ألا تنذكر الأرواح العذابات التي عانتها أثنا حياتها الأخيرة؟ كثيراً ما يتذكرونها، وتذكارها هذا يجعلهم يقدرون ثمن السعادة التي في إمكانهم أن يتمتعوا بها كأرواح.
• من كان سعيداً في هذه الدنيا أيتحسر على المتع التي يتركها بعد أن ييرح الأرض؟ الأرواح السفلية هي الوحيدة التي قد تتحسر على أفراح تطابق طبيعتها النجسة، والتي تكفر عنها بالعذاب، أما الأرواح السامية؛ فالسعادة الأبدية ألف مرة أفضل لها من الملذات الأرضية الزائلة.
• من بدأ أعمالاً هامة لغرض مفيد ويراها متوقفة يموته؛ هل يأسف في العالم الآخر من كونه تركها دون أن يتممها؟ كلا لأنه يرى أن آخرين خُصّصوا لإتمامها. بالعكس؛ سيحاول أن يؤثر على أرواح بشرية اخرى لتواصل العمل فيها، لقد كان مقصده على الأرض؛ العمل لصالح الإنسانية وهذا المقصد هو ذات مقصد عاتم الأرواح.
________________________________
(1) في القرآن الكريم وصف ليوم القيامة بأنه عاكس للمراتب والمكانات الإجتماعية (إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة) (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
كتاب الأرواح ص 187-196
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن
.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص
.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح
.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة
.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا