الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة الوثنية لعقيدة التوحيد ، و آثارها الكارثية على الوعي الجمعي للموحدين ( ١)

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2021 / 11 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


( الحقيقة الوثنية لعقيدة التوحيد ، و آثارها الكارثية على الوعي الجمعي للموحدين )

قلم #راوند_دلعو

( الجزء الأول )

💗 ملاحظتان قبل القراءة :

⬅️ الملاحظة الأولى :

إن موقفي المعرفي تجاه الإله هو الموقف اللاأدري ، فعندما أذكر الذات الخالقة أقصد بذلك على فرض وجود ذات خالقة ، أما أنا في الواقع فلاديني لاأدري ، ( راجع قصتي _ الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ).

⬅️ الملاحظة الثانية :

لا يوجد أي دليل علمي على وجود شخصيات باسم محمد و موسى و عيسى و زرادشت ... الخ ، و إنما أحاكم بكتاباتي أساطير هؤلاء المنقولة بالعرف الجمعي للمحمديين و المسيحيين و اليهود و الزرادشتيين ... و على الأخ القارئ أن ينتبه إلى أن معالجة الأسطورة و آثارها على المجتمع بشكل علمي ، هو بحث علمي ، لأن للأسطورة تأثيراً على واقعنا بشكل أو بآخر ، فكم و كم من الأساطير التي صنعت التاريخ !

قراءة ممتعة أحبائي 🤝 ....

🛑 ( من تعدد الآلهة ... إلى التفريد ... إلى التوحيد )

التوحيد ، تلك العقيدة التي تصف الذات الخالقة للكون بالواحديّة الأحديّة ، و هي عقيدة اجتاحت الشرق الأوسط مع نهايات العصور القديمة و بدايات القرون الوسطى حيث انتشرت الديانات التي ادّعت اتصالها بالماوراء ، كالزرادشتية و المانوية ثم الديانات الإبراهيمية ( يهودية _ مسيحية _ محمدية )...

و لا يخفى على الباحث ظهور إرهاصات و علامات قبيل ميلاد هذه العقيدة التي انبثقت بالتدريج عن العقائد الوثنية التي تتبنى فكرة تعدد الآلهة ... و من هذه الإرهاصات ظهور توحيد العبادة ( أو ما يسمى في العلوم الدينية الحديثة بالتفريد ).

فالتفريد : عبادة إله واحد مسيطر مع الإقرار بوجود غيره من الآلهة ... و بالتالي يختلف التفريد عن التوحيد إذ إن التوحيد هو عبادة إله واحد فقط ، مع نكران وجود غيره من الآلهة بالمطلق ، فهو الخالق الواحد للكون و الجدير الوحيد بالعبادة ... و هي العقيدة التي أعالجها في هذا البحث ( أعني التوحيد ).

و هذا يضحد الأسطورة التي تدعي أن التوحيد وجد أولاً ثم عكرت التعددية صفوه ... فتسلسل السردية التاريخية للظاهرة الدينية يخبرنا بأسبقية العقائد الوثنية التعددية التي يؤمن معتنقوها بوجود عدة آلهة في بادئ الأمر ، ثم تطورت هذه العقائد رويداً رويداً حتى انبثق عنها ديانات تؤمن بوجود عدة آلهة لكنها تأمر بعبادة أحد هؤلاء الآلهة الذي تراه أقوى و أعلى شأناً من الجميع ... و يرى بعض الباحثين أن الديانة اليهودية من هذا النوع أي أنها ديانة توحيد عبادة ( تفريد ) و ليست ديانة توحيد ، فهي تقر بوجود عدة آلهة لكنها تأمر بعبادة الإله ( يهوة ) دون غيره !

هذا بالنسبة لليهودية ، أما المسيحية فتعتبر من الديانات التوحيدية ، لكنني أراها توحيدية بالمجمل دون التفصيل ، فهي تؤمن بوجود إله واحد إجمالاً ، لكن دخولنا في تفاصيل العقيدة المسيحية سيجعلنا ندرك بأنها تتبنى عقيدة الأقانيم الثلاثة ( الآب و الابن و الروح القدس ) ، و مع تشابك الأقانيم تخبو اللهجة التوحيدية قليلاً ، فهي ليست بصراحة تلك التي تنادي بها الديانات الزردشتية و المانوية و المحمدية ...

فالتوحيد يتجلى واضحاً في اللاهوت المانوي ( إله النور ) ، و اللاهوت المحمدي الذي يدعونه ( الله ) ، و اللاهوت الزرادشتي الذي يُسمى ( أهورا مزدة ) و غيرها.

🧠 ( تشريح التوحيد فلسفياً )

إليَّ بمبضع الفلسفة و سكين المنطق و لنضع رقبة التوحيد على مذبح العقل كي نبدأ بعملية تشريح دموية لعقيدة التوحيد ...

🛑 #الحق_الحق_أقول_لكم ... التوحيد فكرة لاهوتية نتجت عن العقل البشري في مراحل قصوره و طفولته ، و هي من التناقض بمكان ( كما سنرى ) بحيث يترفع عن تبنّيها الإنسان العاقل المعاصر ، ذاك الذي أصبح ممتلكاً للوعي الكافي الذي يجنبه المغالطات المنطقية في تفكيره .... فيمنعه من إخضاع الذوات الماورائية ( على فرض وجودها ) للقوانين الكونية و منها المنطق الصوري الناتج عن العقلانية.

إذ لو دققنا في عقيدة التوحيد للاحظنا بأنها ناتجة عن ادعاءَين متناقضين :

➖ أولهما : أن الذات الخالقة للكون منفصلة عنه و بالتالي ذات ماورائية ، أي وراء المادة.

➖ ثانيهما : إخضاع هذه الذات ( رغم ماورائيّتِها ) للعقلانية و توابعها من العددية و غيرها !!

و هو تناقض عجيب ، و بيان ذلك كالتالي :

فمن أخضع الماوراء للعقلانية كمن أراد أن يرى بأذنه أو أنفه ! ... أو أن يسمع بعينه !

فالأذن لم تتطور داروينياً لتفسر و تستقبل و تتحسس الموجة الضوئية ، و إنما تطورت لاستقبال و تحسس الموجات الصوتية فقط .... فمن العبثي استخدام الأذن للرؤية !!

و العين لم تتطور لاستقبال و تفسير و تحسس الموجة الصوتية ، و إنما تطورت لاستقبال طيف محدد من الترددات الضوئية ... فمن العبثي استخدام العين للسمع.

و كذلك العقل أيضاً ، أداة كشف في عالم المادة و الطاقة فقط ، و لا يستطيع كشف الماورائيات و لا مجرد التنبؤ بطبيعة الماوراء ، فهو لا يمتلك الأدوات الكافية لإدراك كينونة و ماهية الماوراء ...

و وجه التناقض عند الموحدين هو أنهم يُقرُّون بأن ذات الخالق ماورائية منفصلة عن العالم المادي ، ثم ينسبون العددية لها !! و هذا تناقض إذ كيف ينسبون العددية لذات يدَّعون أنها ماورائية ؟

⛔ فالتوحيد إذن خلطة فكرية فاسدة ، نشأت نتيجة لقيام بعض فلسفات القرون الوسطى بإخضاع الذات الإلهية ( على فرض وجودها ) إلى المفاهيم الرياضياتية البشرية ، تلك المفاهيم الناتجة عن العقلانية في تصورها للوجود المادي.

و بذلك نستنتج أن التوحيد _ من الناحية الفلسفية _ عبارة عن إخضاع الذات الخالقة للكون ، للواحديّة ... و الواحديّة من مفردات العدديّة ، لأن الواحد من الأعداد ... و العددية ناتجة عن المجردات العقلانية الرياضياتية التي يستقيها العقل البشري من البديهيات الحسية في الوسط المادي المحيط ، و هي نتاج مباشر عن اتصاف الأشياء بالاتصاليّة و الانفصاليّة ، و من هنا تصف عقولنا السلسلة التالية : ( انفصال _ اتصال _ انفصال ) بالواحد.

فكل واحد له نقطة بداية ، ثم استمرارية ، ثم نهاية .... أما البداية و النهاية فهما حيزا انفصال ، إذ يعزلان ذات الواحد عما يليه و يسبقه من الموجودات و التصورات.

و من هنا نجد أن وصف أي ذات بالواحدية يقتضي إخضاعها للعددية الناتجة عن العقلانية المستمدة من المادية ، و بالتالي لا بد من وجود حد ابتدائي ، ثم استمراريّة ، ثم حد نهائي للشيء الموصوف بالواحديّة ... و هذه الانفصاليّة لازمة لتمييز ذات الواحد عن غيرها من الذوات ... و هنا نجد أن الوصف بالواحديّة يقتضي أيضاً الإخضاع للحديّة و الاستمراريّة .... فالواحد ذات بين حدّين ، حدّ بداية و حدّ نهاية ... و هذا هو التجسيم بعينه ، بل ما هو التجسيم إن لم يكن ذاك ؟

و من هنا نجد أن وصف الخالق بالواحديّة إنما هو نوع من الوثنيّة و الوسم بالماديّة !! لأنه ينطوي على تجسيم بحدود و استمراريّة.

كما أن الحديّة و الانفصاليّة و الاستمراريّة إنما هي صفات للماديّة ... أي أنها صفات كموميّة كونيّة ماديّة بحتة ناتجة عن العقلانيّة ....

أضف إلى ذلك أن وصف الذات بالعددية الواحدية يقتضي وصفها بالحجميّة ( الكِبَر و الصِّغَر ) ! فلا يُتصور الواحد إلا محجوماً متحيزاً ، و ما تم تحييزه يتغير بتغير تموضع و إحداثيات الحد ما بين كِبَر و صِغَر و جسميّة ....

⬅️ فلو تصاغرت الجزئية الوسطى ( الاستمرارية ) في الواحد _ أي سعت إلى الصفريّة _ لالتقى الحدان و لتلاشى الواحد بالمحيط ( و هي العدميّة أو الإلحاديّة ) .... و هذا يتناقض مع جوهر الإلحاد ، فالواحدية إثبات وجود ، بينما الإلحاد إثبات عدم !

⬅️ أمّا لو تضخمت الجزئيّة الوسطى بانتفاء الفواصل لتعاظمت الواحديّة حتى استغرقت الوجود كله فاستلزمت ( الحلوليّة _ وحدة الوجود ) و هي اتحاديّة ذات الخالق مع باقي الموجودات .... و هذا يتناقض مع ما نلمسه يقيناً من وجود الموجودات و تمايزها عن الخالق و عدم حلوله فيها ...

{{ ملاحظة : الحلولية عقيدة لها جذور في المسيحيّة ثم تبناها غلاة المحمديّة الصوفيّة في القرون الوسطى و لها أصول في الفلسفات الهنديّة القديمة. }}

⬅️ فإذا سقط الإلحاد عند الموحدين و سقطت الحلوليّة بقيت إذن الوسطيّة ، لكن الوسطيّة تقتضي التجسيم ما بين الإلحاد ( الانعدام صغراً حتى التلاشي ) و الحلوليّة ( التضخم حتى استغراق الوجود ).

و هكذا نجد أن وصف الذات الخالقة للكون بالواحديّة لا يخلو أن يستلزم إحدى ثلاث :

❎ الإلحاد عندما يسعى الحدان للصفر .

❌ الحلول عندما يسعى الحدان إلى اللانهاية .

✖ و التجسيم فيما بينهما ، إذ يستلزم الحجميّة و التحيُّزِيّة ... و هنا يتحول اللاهوت إلى وثن !

و مع انعدام الاحتمالين الأول و الثاني بالنسبة لمُثبتي وجود الخالق ، نجد أن الاحتمال الثالث واجب الاختيار ، و هنا نستنتج أن التوحيد وثنية !!

⬅️ و بما أن كل استمراريّة قابلة للتقسيم ... فهذا يعني أنه لا وجود للواحديّة الأحديّة المُطلقة ، فهي وهم بدليل قابليّة تقسيم الاستمراريّة !!

فالكرسي ليس إلا نصفَي كرسيَّين ، و نصف الكرسي ليس إلا رُبعي كرسيّين و هكذا إلى ما لا نهاية ...

و الكرسي واحد من جهة أنه كرسي ، لكنه متعدد من جهة أنه نِصفَي كرسي ... ! و كل ما وصف بأنه واحد كذلك.

و هكذا نجد أن مفهوم الواحدية يتلاشى بمفهوم الحديّة متضايفاً مع مفهوم التجزيئيّة .... فكل واحد هو نصفين ، و كل نصف واحد هو رُبعين و كل ربع واحد هو ثُمنين .... إلخ.

💠 و مما سبق نجد أن التوحيد يتعارض مع التنزيه ، فإما إله واحد مجسم محدود ، أو ذات ماورائية لا يمكن إخضاعها للعقلانية ... فها هي العقلانية قد فشلت و قادتنا إلى التجسيم عندما حاولنا إخضاع الذات الماورائية لمنطقيتها !!

و لذلك نلاحظ أن كتب الديانات التوحيدية مليئة بالتجسيم ( الأفيستا _ القرآن _ كتاب الجلوة _ مصحف رش _ رسائل الحكمة ) على سبيل المثال لا الحصر.

🛑 هذا من جهة ، و من جهة أخرى أحب أن أنوه إلى أن العقلانيّة وظيفة دماغيّة ، فهل يتصور التنفس بلا رئة ؟ أو الهضم بلا معدة ؟ و كذلك لا تتصور العقلانيّة و ما تفرع عنها من مفاهيم و تصورات مجردة دون وجود الدماغ البشري.

فالدماغ وعاء العقلانية و مرآتها ... بدليل تشوه العقلانيّة بتشوه البنية الدماغيّة ... و هو مثبت مختبرياً.

أما الدماغ ، فخلايا و مشابك عصبونيّة مدارها على الكيمياء ... و الكيمياء مادة ، فما نتج عنها من دماغ مجرد مادة أيضاً ، إذ يستحيل انبثاق الماوراء أو الأشباح عن المادة ... و بالتالي ما نتج عن المادة الدماغية من عقلانية إنما تصلح أداة كشف للمادة و الماديات فقط ، و لا تصلح للماورائيات ... و كل مادي تدركه العقول و كل ما أدركته العقول و أخضعته للعقلانية و ما نتج عنها من تصورات كالتوحيد و الواحدية فهو امتداد للكون ، أي أنه مخلوق .... و بالتالي كل ما وصف بالواحدية الأحدية مخلوق ، لأنه قَبِلَ التعقلُنَ و القَولَبَة بالعقلانية الناتجة عن الدماغيّة البشريّة الكيميائيّة ....

مما يعني أن وصف الذات الخالقة بالواحدية الأحدية إنما هو تجسيم ، و تشبيه لها بالماديات المخلوقات ... و من هذا التنظير أستنتج أن التوحيد تجسيم و الرب الموصوف بأنه واحد ليس رباً ماورائياً بل امتداداً للكون المادي ... أي أنه وثن !

🍄 فعقيدة التوحيد نفي للألوهية عن الذات الخالقة للكون ( على فرض وجودها ) ، و هي عقيدة فاسدة منطقياً تقوم بتسطيح مفهوم الخالق و الجلالية الماورائية التي يفترض نسبتها إليه ( على فرض وجوده ) ....

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إنه من السذاجة بمكان أن نصف الذات الماورائيّة الخالقة للكون بالعدديّة ، سواء الواحديّة أو المثنويّة أو التثليثيّة أو النصفيّة أو الربعيّة ...

و مما لا شك فيه أن التوحيد عقيدة نتجت عن عقول بدائية في القرون الوسطى ، ثم انتشرت في الشرق الأوسط بالسيف و الإرهاب فدمرته عن بكرة أبيه ... حيث توهم أتباع عقيدة الإله الخاضع للواحديّة بأن توحيدَهم للإله المزعوم تنزيهٌ له !!! و هذه هي الفكرة الأخطر في القرون الوسطى و التي حولت التوحيد إلى وحش قتل و يقتل ملايين البشر إلى اليوم.

♦️♣️ ( التوحيد ، فكرة استحالت إلى وحش دموي يلتهم البشر إلى اليوم )

سأبدأ هذا الجزء من بحثي بالتساؤل التالي ...

لماذا اعتبرَ هؤلاء البدائيون البسطاء التوحيدَ تنزيهاً للخالق ؟

كان من الممكن للكهنة من مؤسسي الديانات أن يطالبوا الناس بالإيمان بوجود هيئة خالقة للكون ، دون الدخول في طبيعتها و صفاتها ، فقد كان من الممكن جداً ترك خانة العدد فارغة سواء كانت الهيئة مكونة من إله واحد أو اثنين أو نصفين أو ثلاثة أو مجموعة أو أو ...

فبعد الإيمان بالوجود لن تكون العدديّة بمطلب أساسي إذا أجيبت الجماهير بالجواب البسيط التالي :

{{ لا ندري طبيعة هذه الهيئة الخالقة للكون و بالتالي لا نستطيع وصفها بأي عدد ... }}

لكن هذا لم يحدث ، بل أصر مؤسسوا الديانات التوحيدية كالزرادشتية و المحمدية و المسيحية ... على إخضاع الخالق للواحديّة !!! و اعتبروا ذلك تنزيهاً ثم جاء منهم من قتل البشر بوحشية من أجل ذلك ( كالمحمديين ) ... !

و هنا أتساءل مرة أخرى ... لماذا اعتبرَ هؤلاء البدائيون البسطاء التوحيدَ تنزيهاً للخالق ؟

قد يظن القارئ أن الجواب على هذا السؤال فلسفي محض و يحتاج إلى مكتبات من الفلسفة و العقيدة !!! بينما الحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال بسيطةٌ بساطةَ تفكير البدو و القرويين الذين ظنوا أن توحيد الإله تنزيه له ...

و الجواب كالتالي :

⬅️ لقد اعتُبِرَ التوحيد تنزيهاً للخالق لأنه مجرد امتداد لغريزة الأنانيّة البشرية !!

نعم إنّها الأنانيّة ... إنّها واحديّة الأنا البشريّة و توجيهها للسلوكيات البشرية في خدمة استقطابية و مركزية هذه الأنا ، و إليكم القصة من البداية كالتالي :

لاحظنا أن الخطأ الأكبر ( التناقض ) الذي وقع فيه بسطاء القرون الوسطى هو أنهم أخضعوا الخالق الماورائي لعقلانيتهم المريضة ، إذ قاموا بقياسه على ذواتهم دون أن يدركوا خطأهم و بساطة تفكيرهم ، فتوهموا بمقتضى هذا القياس الفاسد أن خالقهم يتمتع بغريزة الإيجو ( الأنا ) ، و التي يرغب جل جلاله أن يرويها بصفات ذاتَويّة أنانيّة استقطابيّة ، كالتفرد و الغطرسة و التجبر و الأثرة و الأحديّة و الصمديّة و المركزيّة و غيرها ....

🎼 و لمزيد من الإيضاح إليك المعنى بكلمات أخرى :

إن اعتقاد البشر بتنزيهيّة التوحيد لذات الرب هو نتيجة مباشرة لفكرتين فاسدتين :

⬅️ أولاهما إخضاع الخالق للعقلانية ، مما استلزم أنسنة الخالق لاشعورياً ..

⬅️ ثانيهما تقديسهم لأنانياتهم ثم سحب هذا التقديس و إسقاطه على الخالق المؤنْسَن لاشعورياً وفق قياس فاسد ، يسمى في الفلسفة بالقياس مع الفارق ، لعدم اتحاد العلة في كل ... أما عدم اتحاد العلة بين المَقيس ( الخالق ) و المَقيس عليه ( المخلوق ) فينشأ بسبب اختلاف الطبيعة ، هذا الاختلاف المنبعث من ماورائية الخالق في حين أن البشر كائن مادي مشهود.

فلسان حالهم يقول : طالما أنا أقدس أنانيتي ، و طالما أنَّ الربّ إنسان مثلي و على هيئتي البشرية ، فلا بد من أنه يرغب بتقديس أنانيته و استقطابيته و من ثم تلبية فردانيته و إيغوه !!!

فاستنتج الإنسان البسيط من ذلك أن الرب يحب تفرّد ذاته و أحديَّتها و صمديَّتها و قيامها بنفسها و تلبيتها لرغباتها و عدم منازعتها من أي جهة أخرى !

فظن أن وصفه للرب بالواحد الأحد الصمد تنزيهاً له !!! جاء في كتاب المحمديين المقدس ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ).

كما أن الأنانية البشرية بدورها نتاجٌ لعملية ذات وجهين :

❌ أولهما :

تقديس واحديّة الأنا و متطلباتها و نزواتها ...

✖ و ثانيهما:

النفور من التشاركيّة التي تقوم على البذل و الجماعيّة و الاعتراف بالآخر ، آخذة التعدديّة بعين الاعتبار و بالتالي إنكار التفرديّة الواحديّة ....

فظن البشر السُّذَّج الذين يقدسون أنانياتهم ، أن الهيئة الخالقة للكون على شاكلتهم ذات أَنَاً ( إيغو ) مقدس يجب أن تلبى غريزة واحِديَّتِها كُرمى لمتطلبات أنانيتها و استقطابيّتها المركزيّة .... فوصفوها بالواحديّة و اعتبروا وصفها بالمثنويّة أو التثليث أو غيرها من المفردات العددية ذماً ، لأن المثنويّة و ما فوقها تقتضي التشاركيّة الجماعية مما يتعارض مع مصلحة الأنا و غريزة التفرد !!!

و سَمُّوا وصف الخالق بأي من المفردات العددية غير الواحدية ( شِركاً ) !! ثم جعلوه هرطقة و كفراً بل أكبر الكبائر التي لا تغتفر !! جاء في كتاب المحمديين ( إن الشرك لظلم كبير ) ، ( إن الله لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )!

كما أطلقوا على وصف الذات الخالقة بالصفريّة ، إلحاداً !

لكن غاب عن أذهان أولئك البدو أن وصف الهيئة الخالقة للكون بالواحدية عبارة عن تجسيم و مادية ، و ذلك كما أسلفت في التنظير الوارد في صدر البحث.

🍒 و الخلاصة أن قداسة التوحيد في أذهان البدو جاءت من وثنية الفكرة التوحيدية التي ترى في الإله بشراً ضخماً أنانياً يسكن في أعالي الكون ...!

ثم وقع الغالب الأعظم من فلاسفة القرون الوسطى في هذا الفخ فألّفوا المجلدات الضخمة للدفاع عن ما سموه ( عقيدة التوحيد )... في حين أن التوحيد ليس إلا وثنية ساذجة ... و هذه من المُضحكات المُبكيات !!!!

ثم تفرّعت مسائل التوحيد إلى توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات !

و كلها سخافات مضحكة مبنية على خطأ في جذر الفكرة جعل من الخالق جسماً أحداً !!

و بيان ذلك أن تقديس فكرة التوحيد إنما جاء كنتيجة للوثنيّة المتمثلة بإسقاط أنانيّة النفسية البشرية و فردانيّتها على ذات الرب !! ، فالتوحيد ما هو إلا وثنيّة مفرطة ناتجة عن أنْسَنَةٍ سطحيّة للرب ، بل إمعان في التجسيم و التشبيه !!

فانتشرت صفات وثنية مضحكة للرب الواحد في الكتب المقدسة ... ففي الإنجيل نرى الرب على هيئة بشر يُذَل و يُهَان و يُصلب ... و في القرآن نرى الرب متمتِّعاً بكل صفات البشر و انفعالاتهم ، كالغضب و الرضا و الوجه و الساق و المكر و الاستهزاء و الانتقام و العرش و الكرسي و و و ...

و هكذا دخل الشرق الأوسط في نفق من الوهم و الجهل المركب لم يخرج منه إلى اليوم !

بهذه الطريقة انطلت الفكرة على البسطاء فأخذوها بشكل سطحي لعدم إدراكهم لسذاجتها و تناقضها الفلسفي ، ثم انطلقوا يُعملون السيف في الناس مخيِّرِين إياهم بين التوحيد أو القتل !!! ثم كان من شأن إرهاب السيف المحمدي بالذات أن شكّلَ الوعي الجمعي للأجيال اللاحقة لجيل المجرِمِين من محمد و أصحابه ، فولد جيل من التابعين المتحيزين تأكيدياً للموروث التوحيدي الذي فرضه أصحاب محمد بالسيف على سكان الشرق الأوسط و وسط آسيا ... و هنا ولدت الكتابات التي تقدس التوحيد و تفلسفه و ترقعه و تبرره بشكل سفسطي مضحك ... حتى صار التوحيد فضيلة الفضائل و قدس الأقداس !!! فالإله الواحد المزعوم ( الله ) يغفر كل شيء إلا أن تتوقف عن إخضاعه للواحديّة ! ... فهذا طعن في أنانيته الشرهة و ذاتيَّتِه المُستَشرية و مركزيَّته الاستقطابيَّة و تغطرسيَّته المتجبرة ....

و لسان حاله أنْ لاعِبِ الإله الإبراهيمي بكل شيء إلا في مسألة الإيغو اللاهوتي ... فهو خط أحمر يضمن لك الخلود في النار بعد الموت !!

🥀 ( الوصفة الدموية )

ثم عند هذا المنعطف المظلم من التاريخ اكتملَت وصفة الدماء ، ألا و هي ( السيف و الإرهاب + الحماس في الدفاع عن الإيغو اللاهوتي الفرداني تحت مسمى الجهاد ).

فكان أن خرج المارد من القمقم على يد المحمديين !!!

إذ باكتمال وصفة الدماء هذه ، تحولت فكرة التوحيد إلى قنبلة نووية بل هايدروجينية مرعبة انفجرت في أعماق صحاري الشرق الأوسط على يد أحد المجرمين من برابرة القرون الوسطى و من ورائه عصابته التي تشبعت بهذه الفكرة ( محمد و أصحابه )... فانطلقوا يدعمونها بالسيف تارة ، و بالسفسطة تارة أخرى تحت ما سَمَّوه زوراً بعلوم التوحيد و العقيدة ...

و هكذا تحول التوحيد و الفردانية من مجرد فكرة فلسفية وثنية متناقضة إلى قنبلة حماسية قاتلة فتاكة تأكل أخضر البشر و يابسهم تحت بند الجهاد ( راجع كتب السياسة الشرعية ، باب جهاد الطلب )... !

و من يقرأ تواريخ الحروب ثم يتمعن في التاريخ المبكر للديانة المحمدية ، يدرك تماماً أن فكرة الدفاع عن الإيجو اللاهوتي و بالتالي إخضاع الخالق للواحدية هي أكثر الأفكار الفلسفية نصيباً من الدماء عبر التاريخ ، متفوقة على فلسفة الديالكتيك الماركسي التي نشأ عنها ملايين الضحايا على مذبح الشيوعية في النصف الأول من القرن العشرين .... و متفوقة أيضاً على نظرية تفوق العرق الأبيض التي راح ضحيتها مئات ملايين البشر في عصر الكشوف الجغرافية.

🥀 و هنا أتوقف عن الكتابة كي أبكي قليلاً ..... لا ... بل أبكي كثيراً ... أبكي على مليارت القتلى و الجرحى من ضحايا أكذوبة التوحيد التي امتطاها المحمديون وحوشاً لتحقيق نزواتهم.

أقف بخشوع أمام أشرس عملية تطهير عرقي اجتاحت الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و وسط آسيا مع ظهور دولة الخلافة المحمدية و اتساعها !

أقف بخشوع أمام الأرث الثقافي الذي تلاشى بحد السيف ، إذ اندثرت مئات الثقافات و الديانات المسالمة في الشرق الأوسط تحت وطأة سيف التوحيد و ربطه بخرافة نبوءة محمد ( لا إله إلا الله _ محمد رسول الله ) {{ راجع مقالي _ فضح الرابطة الزائفة بين الله و محمد }}.

كم أنا خاشع الآن أمام هذه الحقيقة المرة .... مليارات من الكوارث ما بين قتل و سبي و اغتصاب و تشوه و إعاقة و جوع و تهجير و سبي و استعباد و نفي و تقطيع و إعدام ... كلها بسبب هذه الفكرة القائمة على مغالطة منطقية.

كم هو مؤسف أن يموت ملايين ملايين البشر عبر التاريخ من أجل وهم سخيف قائم على مغالطات منطقية ساذجة !

و لتعلم عزيزي القارئ ، أنني أثناء كتابتي لهذه الكلمات و أثناء قراءتك لهذه الكلمات ، هناك آلاف الضحايا الذين يسقطون في كل أرجاء كوكب الأرض نتيجة للوهم الديني الذي تأسس على خرافة التوحيد !!!

بل حتى تلك الدول التي يسيطر فيها القانون المدني العلماني ، نجد أن ميزانيات الدول تستنزف لتفشيل خطط المحمديين في السيطرة على السلطة تحت شعار ( نشر التوحيد _ لا إله إلا الله ) .... !

و كم و كم من المعارك السياسية التي يقودها المحمديون الذين يمارسون التقية ضد البشر المتحضرين تحت شعار ( لا إله إلا الله ) ... مما يستنزف البلاد و يعطل حركة التطور.

⬅️ فلا تحدثني عن قنبلة هيروشيما الذرية ، و لا عن ناكازاكي و لا عن هتلر و لا عن الحربين العالميتين ، فبالرغم من فظاعة هذه الجرائم ، إلَّا أنها انتهت بانتهاء ظرفها السياسي .... أما القتل بسيف محمد في سبيل الله الواحد فمستمر بتلذذ و اندفاع منذ ألف و أربعمائة سنة إلى هذه اللحظة .... مما يجعل فكرة ( لا إله إلا الله ) هي السلاح الإجرامي الأخطر و الأكثر دموية و إرهاباً في التاريخ .... نعم إنها أخطر من القنابل النووية ، أخطر من الأوبئة و الأسلحة الكيميائية و البيولوجية و الفضائية و و و

و لهذا أقف منافحاً ضد هذا الوهم الذي ملأ الأرض دماءً و دموعاً ... لأنني رجل أحب السلام و الأطفال و كرامة الإنسان.

إنها حرب غبية بنيت على فكرة غبية ، لكنها أخطر و أشد فتكاً من أذكى الحروب الذكية !

و أنا أدعو من غرّر الكهنة بهم فراحوا يقتلون و يفجرون من أجل نشر التوحيد ، أنْ يستيقظوا و يتراجعوا عن وهمهم ، فهم ليسوا إلا رماداً على مذبح الوثنية و ضحايا في سياق الجهل و الإرهاب و عبادة الرقم واحد !

♣️♦️ ( استشراء مرض القطب الواحد كداء عضال في المجتمع )

ثم لنتساءل السؤال التالي :

هل اقتصرت فكرة التوحيد على الحيز العقائدي الديني ؟

أو بكلمات أخرى ... هل بقيت فكرة التوحيد حبيسة كتب العقيدة الزرادشتيه و المانوية و المحمدية ؟ { و أستثني المسيحية لأنها لم تركز على فكرة التوحيد في برنامجها الإيديولوجي ، كما أستثني اليهودية لأنها ديانة توحيد عبادة ( تفريد ) فقط }.

الجواب طبعاً لا .... ( في المحمدية على الأقل ).

و هو ما سأعالجه في هذا القسم من البحث ...

فالتوحيد كما لاحظنا ، ليس إلا قناعاً لغريزة الأنانية الفردانية التي تسيطر على معظم سلوكيات البشر ، ثم الانتقال بهذه الغريزة إلى طبقات من أنَاً جبروتي أعلى ... فها هي و قد وجدت مَن يُشرعنها و يقدمها للضحايا كأيديولوجيا و فلسفة مقولبة تحت مصطلح ( العلوم !!! الدينية ) في كتب و عقائد و أيديولوجيات ما أنزل العقل بها من سلطان ...

فإذا بالفردانيّة تخرج من كتب العقيدة لتقتحم عالم السلوكيات و الاجتماعيات البشرية بجشع و شراهة لم تُعهدان في التاريخ ... !

و هنا تضاعف الأثر التدميري لعقيدة التوحيد ، و أصبح تأثيرها رهيباً على ضحاياها من المجتمعات سيئة الحظ التي وقعت فرائسَ صرعى تحت سيوف التوحيد ، كمجتمعات الشرق الأوسط و شمال و شرق إفريقيا و وسط آسيا و شمال القارة الهندية و أرخبيل الملايو المنكوب بالجهل و التطرف !

و لنحاول الآن أن نذكر بعض الأمثلة عن استشراء فكرة التوحيد و انتقالها إلى تدمير قطاعات الحياة الأخرى ...

♦️( من فردانية الإله إلى فردانية الرسول )

⛔ فلو تعمقنا في عقائد الديانات التوحيدية للاحظنا بأن الإله الواحد له بيت واحد فقط ( قِبلة واحدة ) ، و له عرش واحد فقط ، كما أنه اصطفى رسولاً واحداً فقط ( فردانية ) ، يكلمه حصرياً و يفضله على جميع البشر ... و هنا نلاحظ كيف قام التوحيد بتكريس العنصرية و إقرارها و التأكيد عليها بين البشر .... فما العنصرية إلا شكل من أشكال التحيز للأنانية العرقية أو القبَلِيّة، و من هنا رحب بها الفكر التوحيدي فهي سليلته و توأم روحه !

الحق الحق أقول لكم .... إنّ اصطفاء رجل من البشر و تفضيله على البقية ما هو إلا عنصرية جاءت كظل للفردانية اللاهوتية على الأرض !

فهو تارة يصطفي زرادشت و يفضله على باقي الشعوب ثم يأمرهم بطاعته و الإذعان له ، و تارة أخرى يصطفي ماني ليرسله إلى الأمم كي تطيعه ! ثم يأتي القرن السابع الميلادي فيقرر الإله الواحد الأحد أن يصطفي بدوياً في صحراء مكة يدعى محمداً !! فيفضله على كل أهل الأرض و يأمر البشر قاطبة باتباعه !!! و أحياناً يفضل الباب و أحياناً البهاء {{ على فرض وجود هذه الشخصيات ، إذ لا يوجد دليل علمي على وجود زرادشت أو ماني أو محمد أو يسوع ... و لكننا نحلل بناء على الميراث الفكري المنقول في الكتب التي بين أيدينا ، و نحاكم أفكاراً من شأنها أن تصنع التاريخ و تؤثر في العوام ، فالتاريخ ليس إلا التأثر بما تناقلته الشعوب على الورق }}.

💠 و الآن لنترك رسول الديانة المحمدية التوحيدية يتحدث عن نفسه ، كونه صاحب الديانة الأكثر دموية و انتشاراً من بين الديانات التوحيدية ... و لنستمع إلى كلماته و هي تفضح أمراضه الفردانية و أنانيته المتألهة ... تلك الأنانية التي تضخمت حتى تمتعت بكل امتيازات الألوهية الفردانية عند قطيع الأتباع و مع ذلك يصرون بكل سذاجة على أنه عبد !

♦️ قال محمد : [ أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ] الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح ابن ماجه ، خلاصة حكم المحدث : صحيح

♠️ و روي عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ : محمد : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ " رواه مسلم

➖ و يبلغ الإيجو المحمدي مرحلة تدعو للشفقة في النص التالي :

♣ ️روى مسلم عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ بسند صحيح ، يَقُولُ : سَمِعْتُ محمداً يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ "

هنا تظهر عقيدة التوحيد جلية في حصر محمد للأفضلية المطلقة على كل المخلوقات بذاته !!!

♥️ عن أبي هريرة عن محمد قال : «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى». قيل: ومَنْ يَأْبَى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أَبَى»

رواه البخاري

♦️ عن أنس بن مالكٍ قال : قال محمد : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)).

وفي رواية لمسلم: ((حتى أكون أحبَّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).

فدخول الجنة يتوقف على الإيمان ، و الإيمان يتوقف على أن تحب محمداً أكثر من نفسك و مالك و ولدك و الناس أجمعين !!!

♠️ و جاء في السجعية الرابعة و العشرين من ترتيلة التوبة في الكتاب المقدس عند المحمديين :

《 قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ 》 و إذا علمنا أن الله و رسوله شخصية واحدة ، فصار معنى النص : 《إن كان آباؤكم و أبناؤكم و بقية أهلكم و أموالكم و مساكنكم و أوطانكم أحب إليكم من شخصية محمد و التضحية بأرواحكم في سبيل نزوات و مصالح و إيجو شخصية محمد ، فإن محمد يتوعدكم بالعذاب !!》.

و لو أردنا سرد جميع الأدبيات و الموروثات المحمدية التي تتحدث عن الإيغو المحمدي فلن ننتهي ، إذ كان الرجل حريصاً على تفضيل ذاته و نزواتها على كل شيء .... و هذا يظهر في التشريع المحمدي حيث منح نفسه امتيازات ليست لغيره من البشر :

➖ كمشروعية زواجه بعدد غير محدد من الزوجات ...

➖ و تسرِّيه بعدد غير محدود من السّراري

➖ و استئثاره بخمس الغنائم ( نواتج عمليات السطو المسلح و الاستلاب و النهب التي مارستها عصابته ! ) .

و غيرها الكثير ....

بل حتى أن الإيغو المحمدي تجاوز عصره إلى جميع المراحل و العصور ، ففضل نفسه حتى على زعماء أساطير الماضي كموسى و عيسى ، أهم أنبياء اليهود و المسيحيين !

فقد روى أحمد في مسنده : أن محمداً غضب حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟ ، لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي !

فموسى بجلالة قدره عند اليهود مجرد تابع لمحمد !

بل قد فضل محمد نفسه على جميع من يأتي بعده إلى آخر الدهر !!

فهو أفضل من كل الفلاسفة و المفكرين و صُناع السلام و الإبداع ... و أفضل من رواد التحضر و جهابذة الثورة العلمية و حملة جائزة نوبل و كبار الأدباء و الكتّاب و القادة و السياسيين و و و الخ الخ ...

أما الاسم الذي اختاره لنفسه ففريد متميز ، فهو المحمد أي المحمود الممدوح إلى أبد الدهر ، كما أنه لا يُخاطَب بالجلالة و لا السلطان و لا السمو و لا المعالي و لا السيد و لا الفضيلة و لا السماحة و لا العبقري و لا الدكتور و لا المهندس و لا و لا ...

لقبه أعلى من كل هذه الألقاب ، و هو ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) !!!

و لو دخلنا في تفسير هذه الجملة لغوياً للاحظنا الإيغو المزمن المتضخم ، و جنون العظمة إلى درجة مضحكة لا مثيل لها في التاريخ إلا عند المتألهة من عتاة الأباطرة و جبابرة الملوك ، مع فرق واحد و هو أن الأباطرة و المتألهة إنما انحصرت غطرساتهم و تألهاتهم في أزمنتهم ، أما صاحبنا فإيغوه و فردانيته عابران لكل العصور !!! فالناس مطالبون بالصلاة عليه هم و ذراريهم إلى يوم القيامة !

فبمقتضى هذه العبارة ( صلى الله عليه و سلم ) ، نجد أن محمداً هو الشخص الوحيد الذي يسلم الله الأحد الصمد الفرداني المتغطرس عليه و يدعو له ، و يتمنى له دوام رفعة القدر !

فالله بجلالة قدره ( يتمنى و يدعو ) لمحمد !!

و هنا لو تساءلنا ... لماذا يقحم لفظ ( الله ) في عبارة الثناء الخاصة به ؟ الجواب ببساطة لأن أناه من أنا الله و فردانيته استمرار لفردانية الله الواحد.

و قد لاحظت أنّ هذا هو الموقع الوحيد من التراث التوحيدي الذي يصاب فيه إيغو الله الفرداني بنكسة الذل و الصغار و التبعية لإيغو آخر أعظم شأناً ، ألا و هو إيغو محمد !! مما يجعلنا نجزم بأن الله الواحد هو الشخصية الأولى و الحقيقية لمؤلف الديانة و واضع حجر أساسها قثم بن عبد اللات الذي سمى نفسه ( محمداً ) لكي يستمر الناس في حمده !

🍄 و على الأخ القارئ أن يعلم بوجود اتجاه لدى بعض المفكرين الذين يرون أن محمداً يتوارى و يختبئ وراء شخصية الله ليبرر سيطرته و يمرر تشريعاته و يشرعن خضوع أَتبَاعه له ، فصدور التشريع باسم الله أولى بالطاعة و الإذعان من صدوره باسم محمد ... و أنا أرى أن هذا المشهد كان سائداً في بداية الدعوة المحمدية فقط ، حيث كان محمد ضعيفاً مغموراً ، فهو بحاجة إلى الاختباء وراء الله حيث استخدم اللهَ كجواز سفر لأوامره و مخططاته في بداية الأمر ..

أما عندما تمكن محمد من قلوب و عقول أتباعه ، و ضَمِن إذعانهم الأعمى له ، تضخم الإيغو المحمدي ثم تضخم و تضخم ... فهنا أصبح الإله المحمدي مختبئاً وراء إيغو محمد مستمداً لاهوته منه !! فمن يتابع التشريعات المحمدية يرى الله خاضعاً لمحمد تابعاً له مهتماً أشد الاهتمام بنزواته و تفاصيل لذّاته و مصالحه الشخصية !!

فمرة يُنزِل محمدٌ السجعيات باسم الله ( وحقيقته محمد ) ليشرعن و يبرر رغبته في ممارسة زنا المحارم من خلال إباحة وطئه لزوجة ربيبه زيد !!

و مرة أخرى تنزل السجعيات باسم الله لتستر على خيانة زوجته عائشة له مع صفوان بن المعطل ، ليحفظ له كرامته بين أتباعه !

و مرة ثالثة تنزل السجعيات باسم الله رداً على طلحة بن عبيد الله الذي صرح عن رغبته بالزواج من عائشة _ زوجة محمد _ بعد وفاة محمد ، فإذا بوحدانية الله تُستفَز انتصاراً لإيغو محمد ، فتنزل السجعية التي تمنع الزواج من نساء محمد بعد وفاته ...! مما يفضح الواحدية الاتحادية بين إيغو الله و إيغو محمد.

و هناك عشرات الأمثلة التي تؤكد أن الرجل أصبح لاهوتاً متألها بشكل نظامي صريح !! فقد ترسخت تابعيَّتَه في أذهان أتباعه و أمِن إذعانهم له إلى درجة أنه لم يعد يكترث بالحفاظ على سمعة الجبروت اللاهوتي الفرداني ( الله ) في النص القرآني الذي اخترعه ... فصار يتحدث باسم الله آمراً أتباعه بتلبية و قبول أرذل نزواته و أحقرها و أكثرها لا أخلاقية و تعارضاً مع الكمال الذي يدعي نسبته لذات الخالق ، فالله يصلي عليه و يسلم عليه مهما فعل !

و هنا نخلص إلى أن علاقة محمد بالله مرت بمرحلتين :

⛔ الأولى :

في بداية ادعائه النبوءة و تبنيه لعقيدة التوحيد ، حيث اختبأ محمدٌ وراء الله كمعنى راق جليل في نظر الأعراب البدو ، و ذلك ليُضفي الشرعية على أهدافه التي جعلها مخططات جلالة الله كما يقتضي التوحيد ... أي أنه تدثر بستار قداسة التوحيد و معانيه التي توهم البسطاء سموها و رقيها.

⛔ الثانية :

عندما تمكن محمد من قلوب أتباعه و تيقن من طاعتهم العمياء له مهما صدر عنه من أفعال ، فهنا تحولت علاقة الله بمحمد إلى علاقة الدمية المتحركة بمن يحركها و يتلاعب بها !!! إذْ عندها بدأ محمد ينظر إلى فكرة اللاهوت من برج عاجي ، فاستصغر فكرة الله و تلاعب بها لتمرير رغباته و نزواته كما لاحظنا.

و بذلك يتضح كيفية تلاعب محمد ( أو مصمم شخصية محمد ) بعقيدة التوحيد ، حيث ضخم في بداية الأمر من شأن الفردانية اللاهوتية لأخذ القطيع بالعاطفة و بالتالي تجييشهم و تعبئتهم ، ثم عندما انتصر و رسخت طاعته في لا وعي القطيع بات لا اكتراثياً في شأن النقاوة المفترضة لفكرة التوحيد ، إذ راح يتلاعب بالله و يُصدر عنه ما من شأنه أن يطعن في عنجهية التوحيد في سبيل عنجهية و ملذات و مصالح محمد شخصياً !!

فمن هو الله الأحد هنا ؟

الجواب :

هو إيغو محمد أو الذي اخترع شخصية محمد و نسب إلى هذا الأخير تبني وحدانية الله !

هامش :

الرسم لتوأم روحي #فنسنت_فان_كوخ ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم