الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إذا لم تستح
خالد محمد
2006 / 8 / 27اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مرت أيام قليلة على خطاب الرئيس بشار الاسد ، الذي ألقاه أمام مؤتمر الصحفيين السوريين وما أسفر عنه من ردة فعل قوية ضده على مستوى الدول العربية ، وبالاخص الاردن والسعودية ومصر . حاول الاسد الصغير كلعادة استثمار (الانتصار) الذي حققه الشعب اللبناني ، والذي كلف اللبنانيين الاف القتلى والجرحى وتدمير البنية التحتية للبنان ، تحقيقا للوعد الذي أطلقه هذا الديكتاتور الصغير للرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنه سيدمر لبنان على رأسه . هذا الخطاب الذي خرج عن كل اصول اللياقة والدبلوماسية المعروفة ، وزع شهادات حسن سلوك وتخوين بحق هذا الفريق أو الثاني في لبنان ، اضافة للقدح والذم بحق بعض الملوك والرؤساء العرب ووصفه لهم (بأنصاف الرجال) .. وكأنما الأسد الصغير كان مشاركا في هذه الحرب ، التي حررت مزارع شبعا وهضبة الجولان أيضا ؟! وهما المنطقتان السوريتان التي تنازل عنهما الاسد الاب عام 1967 ، حينما كان وزيرا للدفاع وبصفقة معروفة التفاصيل للقاصي والداني ! كما تنازل وريثه ، الاسد الصغير ، عن لواء اسكندرونة قبل بضعة اعوام للأتراك وازال اسمها من خريطة الجمهورية العربية السورية ، وضمن صفقة مماثلة لدوام تسلطه واستبداده على الشعب السوري .
كما هو معروف عن الانظمة الديكتاتورية ، فانها لاتفوت فرصة مناسبة من اجل تلميع صورتها القبيحة ، وخاصة بعقد هكذا مؤتمرات محلية وعربية ، من أجل حشد اصوات التأييد لسياساتها العدوانية الخارجية واستبدادها الداخلي . ويكرر اليوم نظام الاسد الصغير ما كان يفعله الاسد الاب سابقا ، وكذلك ما كان يقوم به شقيقه نظام صدام المنهار ، والذي انتهى به الى الحفرة ! فهكذا انظمة عاجزة عن فعل أي شيء ضد العدوان الخارجي ولتحرير أراضيها المحتلة ، غير المزيد من القمع لشعوبها وكبت حرياتها ، فانها تلجأ الى الجعجعة الكلامية الفارغة من خطب وتصريحات نارية تغطي على عجزها وأيضا على اضطهادها لشعوبها . والمفارقة المضحكة هنا ، أن هكذا تصريحات نارية يتم فورا سحبها أو الاعتذار عتها ، ما ان يعلم النظام انها ستسبب له الاحراج أمام الاخرين . كما في حالة التهديد بالرد على اي عدوان اسرائيلي على سوريا ، الذي تراجع عنه النظام السوري أكثر من مرة ! وكما في الحملة الاخيرة ضمن خطاب الاسد على رؤساء وملوك الدول العربية ، التي اعتذر عنها بواسطة وزراءه وصحافته ، بعدما أثارت ردة فعل عنيفة ضد النظام السوري في وسائل اعلام تاك الدول المعنية .
الخطاب الاخير لرئيس النظام السوري زادت من عزلته عربيا ودوليا ، وفتحت عيون البعض المغمضة عن اعماله الارهابية في المنطقة وكذلك على ادواته المحلية في فلسطين والعراق ولبنان . لقد وفر الغطاء العربي ، كما هو معروف ، الفرصة للنظام البعثي السوري ليحسن من وضعه أمام المطالب الدولية المتزايدة ، خصوصا بعد تورطه في اغتيال الرئيس الحريري وغيره من الشخصيات الوطنية اللبنانية . لذلك بادر النظام بالرد على اي تحرك للمعارضة السورية بالبطش والاعتقال ، وما عاد يسمع شيئا عن الاصلاح السياسي والاقتصادي الموعود . إن عزلة النظام الجديدة هي نتيجة لحماقات رئيسه وتهوره وعدم خبرته بالسياسة ، على عكس والده الديكتاتور الراحل الذي كان داهية محنك ويمسك بالكبيرة والصغيرة داخل سوريا . انها لفرصة لا تعوض للمعارضة السورية ، لكي تبدأ بتجميع صفوفها وقوتها وتتجه نحو الدول الاوربية صانعة القرار للمزيد من الضغط على النظام السوري . وايضا للتوجه نحو الدول العربية المهمة كلسعودية ومصر والاردن وغيرها ، بغية التنسيق معها لانقاذ الوطن السوري والمنطقة كلها من شرور هذا النظام الديكتاتوري الارهابي . وقبل كل شيء على المعرضة السورية ، بشقيها في الداخل والخارج ، أن تكف عن المهاترات والاختلافات غير المجدية . والمطلوب من المعارضة في هذا الاتجاه ، أن تبادر للتنسيق فيما بينها تحقيقا لهدف لم شملها ومواجهة الهجمة الامنية المتصاعدة ضدها في الداخل ، والهجمة المغرضة التي تشن ضد قواها في الخارج من قبل أبواق النظام الاعلامية وادواته المعروفة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حرب غزة.. هل تتسبب في تفاقم الأوضاع في الأردن؟ | المسائية
.. 16 قتيلاً حصيلة 24 ساعة من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب ا
.. العراق.. توجه لحجب تطبيق -تيك توك-! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. الرهائن ووقف إطلاق النار.. آخر تطورات المفاوضات بين إسرائيل
.. واشنطن.. نتنياهو وافق على إعادة جدولة اجتماع رفح