الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الأرواح للتجسد | 8

عدنان إبراهيم

2021 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• أيهتم الروح بعد بالأعمال التي تنجز على الأرض وبتقدم الفتون والعلوم؟ يتوقف ذلك ‏على درجة رقيه الروحي أو على نوع المهمة التي قد يضطر إلى إنجازها. ما يبدو لك ‏عظيما قد يكون في أحيان كثيرة قليل الأهمية في نظر بعض الأرواح، وهم يجدون روعة ‏تلك الأعمال مثلما يجد العلامة روعة تاليف تلميذ المدرسة فما يهم الروح هو ما يثبت ‏رقي الأرواح المتجسدة وتقدمها.‏
• ‎ ‎هل تداوم الأرواح على حبها للوطن بعد الموت؟ على نفس المبدأ أي أن للأرواح ‏السامية وطنها هو الكون، أما على الأرض فوطنها هو حيث لها أكبر عدد من ‏الأشخاص المتجذبين إليها.‏
يعلق آلان كاردك هنا ويقول: حالة الأرواح وكيف ينظرون إلى الأشياء تختلف إلى ما لا ‏نهاية له بمقدار درجة تطورهم الأدبي والعقلي وعادة لا تمكث الأرواح الرفيعة الدرجة ‏على الأرض إلا مدة قصيرة إذ ترى أن كل أعمال الإتسان تافهة وخسيسة إزا عظمة ‏اللائهاية وبهجتها والأشياء التي يعطيها الإنسان أهمية كبيرة هي صبيانية جدأ نظرهم إلى ‏درجة أنهم لا يجدون فيها أي شي يجذبهم إليها إلا إذا كانوا مدعوين ليساهموا ‏ تقدم ‏الإنسانية.‏
أما الأرواح المتوسطة الدرجة فعدد إقاماتها على الأرض أكبر من الأولين ولو أنهم ‏ينظرون إلى الأشياء بنظرة أعلى مما كانوا ينظرون إليها خلال حياتهم.‏
وفيما يخص الأرواح العامة فهي تبدونوعا ما كأنها مقيمة على الأرض تُكوّن سواد ‏الشعب اللأمرثي المحيط بنا وتحفظ إلا قليلاً نفس الآراء ونفس الميول ونفس الأفكار التي ‏كانت لها تحت غلافها الجسدي، فهي تتدخل في أعمالنا وتخلط باجتماعاتنا وإلهياتنا ‏وتشترك فيها بالفعل إلى حد ما يحسب طباعها ويما أنها لا تستطيع إرضاء أهوائها فهي ‏تسر من الذين يستسلمون لأهوائهم وتشجعهم عليها، وفي عدادها يوجد أرواح جادة ‏تشاهد وتراقب لتتعلم وتتحسن.‏
• هل تتغير أفكار الأرواح في حالتهم كأرواح؟ كثيراً، إذ يطرأ عليهم تغيير كبير جداً بقدر ‏ما يقل تأثير المادة على الروح. قد يبقى الروح أحياناً بنفس الأفكار مدة طويلة‏ لكن ‏شيئا فشيئاً يزول تأثير المادة ويرى الأشياء بوضوح وعندئذ يبحث عن الوسائل ليرتقي.‏
• هل تأبه الأرواح يتذكار الأشخاص التذين أحبتهم على الأرض؟ أكثر بكثير مما تظنون ‏وهذا التذكار يزيد سعادتها إذا كانت سعيدة وإذا كانت شقية يخفف شيئاً من ‏شقائها. ‏
• ‎ ‎هل ليوم ذكرى الأموات معنى احتفالي للأرواح؟ هل يستمدون لزيارة أولثك الذين ‏يذهبون ليصلوا قدام قبرهم؟ تأتي الأرواح تلبية لندا الفكر ذلك اليوم وفي أي يوم آخر.‏
• وهل يشيرون بأسف لهدم وجود صديق يتذكرهم؟ ماذا تعني الأرض لهم! لا يتعلق أحد ‏بها إن لم يكن بالقلب. إذا لم يكن الود موجودا قلا يوجد شيء يريط الروح بها، وله ‏الكون بأسره أمامه.‏
• ‎ ‎هل تجلب زيارة القبر للروح سروراً أكبر من الصلاة لأجله في البيت؟ زيارة القبر هي ‏طريقة الناس ليظهروا أنهم يفكرون في الروح الغائب، لكن الصلاة هي التي تقدس إحياء ‏الذكرى لا يهم الكان طالما الصلاة تأتي من القلب.‏
• ‎ ‎أرواح الأشخاص الذين يقام لهم تماثيل أو أنصاب هل تحضر حفلات تدشيتها وهل ‏تسر برؤيتها؟ يأتى عدد كبير منهم إليها إذا استطاعوا لكنهم يأبهون بالتكريم أقل مما ‏يأبهون بالتذكار. ‏
• ‏ ماذا يجعل بعض الأشخاص يرغيون أن يدفنوا مكان بدلاً من آخر، هل يعود ذلك ‏عليهم بسرور بعد وفاتهم؟ هذه الأهمية التي تعطى لأمر مادي أهي دلالة على تأخر ‏الروح؟ ميل الروح إلى بعض الأماكن يدل على التأخر الأدبي، ماذا يعني تفضيل قطعة ‏أرض على غيرها للروح السامي الدرجة، ألا يعلم أنه سيجتمع مع من يحيهم حتى لو ‏كانت بقاياهم مشتتة!‏
• هل يعتبر جمع البقايا الجسدية لجميع أفراد أسرة ضريح واحد فكرة تافهة؟ كلا لأنه ‏عرف تقَيْ وبرهان على المودة للذين أحببتموهم، ولكن هذا الجمع يعني قليلاً للأرواح. ‏فهو ينفع الناس لأن تذكار الذين رحلوا يبعث على الخشوع.‏
• ‎ ‎هل يحضر الروح جنازته؟ يحضرها في حالات كثيرة جداً، لكنه في بعض الأحوال لا ‏يدري بما يحدث فيها إذا كان ما يزال بعد في الاضطراب.‏
• روح الشخص الذي مات عن قريب هل يحضر اجتماعات الوارثين؟ يحضر في أغلب ‏الأحيان، ويشاء الله ذلك لتعليم الروح ولمعاقبة المذنبين، في هذه الاجتماعات يقَدّر قيمة ‏عباراتهم السابقة في التعبير عن وفائهم وصداقتهم له، وتنكشف له جميع مشاعرهم ‏الحقيقية، والخيبة التي يشعر بها حينما يرى شراهة الذين يتقاسمون ماترك تطلعه على ‏مشاعرهم الحقيقية نحوه، ولكن سيأتي دورهم أيضاً.‏
‏ ‏
الاستعداد للعودة إلى التجسد
• هل تعرف الأرواح متى ستعود إلى التجسد؟ تشعر بدنو الأوان مثلما يشعر الأعمى ‏بالنار عندما يقترب منها. تعلم بضرورة الانضمام إلى جسد جديد، مثلما أنتم تعلمون ‏انكم ستموتون يومأ ما ولكنكم تجهلون متى ستموتون.‏
• ‏ إذن هل العودة للتجسد هي من ضرورات الحياة الأرواحية مثلما أن الموت هو من ‏ضرورات الحياة الجسدية؟ أكيد هو كذلك!‏
• هل تكترث جميع الأرواح لعودتها إلى التجسد؟ هناك أرواح لا تفكر في الأمر بتاتاً ‏وحتى لا تفهم شيئاً عنه إذ يتوقف ذلك على مقدار تقدمها.‏
• ‎ ‎هل يستطيع الروح تعجيل أو تأجيل أوان تجسده؟ قد يستطيع تعجيله إذا رغب بشدة، ‏وقد يستطيع أيضا تأخيره إذا تراجع أمام التجربة، إذ أن بين الأرواح يوجد أيضا جبناء ‏والذين لا يبالون بشيء، ولكن الروح لا يفعل ذلك بلا عقاب، إذ أنه يتعذب من جراء ‏موقفه كالمريض الذي يرفض الدواء الناجع الذي قد يكون فيه شفاؤه. ‏
• ‎ ‎إذا كان الروح سعيداً بحالة متوسطة بين الأرواح التجوالية ولا يطمح أن يرتقي هل ‏يستطيع إطالة حالته هذه على الدوام؟ لا على الدوام، لأن الارتقاء ضرورة يشعر بها ‏الروح عاجلاً أو آجلا ولأنه يجب على جميع الأرواح أن يصعدوا، لأن الصعود هو ‏مصيرهم. ‏
• ‎ ‎هل اتحاد الروح مع جسد معين أو مع جسد ما هو أمر مقدّر سلفاً أم يحدث ‏الاختيار في آخر لحظة فقط؟ يحدد الروح سلفاً ‏ جميع الأحوال باختياره للتجربة التي ‏يرغب في احتمالها فهو يطالب أن يتجسد، والله لكونه يعلم كل شي ويرى كل شيء ‏يعلم ويرى سلفا أن ذلك الروح سيتحد مع ذلك الجسد. ‏
• ‏ هل يتاح للروح أن يختار الجسد الذي سيدخل فيه أم يختار فقط نوع الحياة التي تصلح ‏للتجربة اللازمة له؟ يجوز له أيضا اختيار الجسد، لأن نقائص ذلك الجسد هي تجارب ‏تساعده ليرتقي، إذ يتغلب على العراقيل التي تتصدى له، إلا أن الاختيار لا يتوقض ‏على إرادته دائماً ولكن يجوز له أن يطلب ذلك. ‏
• ‎ ‎هل يجوز للروح أن يرفض، في آخر لحظة الدخول الجسد الذي اختاره؟ إذا فعل ذلك ‏فسوف يشقى أكثر بكثير من الروح الذي لم يطلب أية تجربة.‏
• ‎ ‎لو حدث أن عدة أرواح تقدمت للتانس جسد واحد أوشك أن يولد، كيف يخصص ‏لواحد منهم؟ من الممكن أن تطلب أرواح عديدة ذلك التأنس، في هذه الحالة الله هو ‏الذي يقرر من هو الأكفأ لإنجاز المهمة المخصصة لذلك الولد‏ ولكن سبق لي القول إن ‏الروح يعيّن الأوان الذي سينضم فيه إلى الجسد.‏
• ‎ ‎هل يرتبك الروح ساعة تجسده ارتباكاً مماثلاً للذي يحدث عند خروجه من الجسد؟ ‏يعاني ارتباكا أشد منه وأطول منه فعند الموت يخرج الروح من العبودية، أما عند الولادة ‏فيدخل فيها.‏
• ‎ ‎هل الحين الذي يوشك فيه الروح على التجسد هو حين مهيب له؟ هل يقوم بهذه ‏العملية كمن يفعل شيئاً خطيراً وهاماً لنفسه؟ هو كالمسافر الذي يركب البحر سفرة ‏خطيرة ولا يعلم إذا كان سيجد فيها حتفه بين الأمواج التي سيواجهها. ‏
يعلق آلان كاردك ويقول: يعرف المسافر الذي يركب البحر الأخطار التي يتعرض لها، ‏ولكنه لا يعرف إن كان سيغرق أم لا. هكذا هي حال الروح، فهو على علم بنوع ‏التجارب التي رضي بها، ولكنه على جهل إذا كان سيفشل أم لا تحت حملها. مثلما أن ‏موت الجسد هو عبارة عن عودة الروح إلى الحياة كذلك فإن العودة للتجسد هي عبارة ‏عن موت أو احتضار الروح أو بالأحرى نفيه أو احتجازه، فهو يبرح عالم الأرواح ‏ليدخل في العالم الجسدي مثلما بيرح الإنسان العالم الجسدي ليدخل عالم الأرواح
• حيرة الروح إزا احتمال فشله ‏في التجارب التي سيتحملها في الحياة هل تحدث قلق فيه ‏قبل تجسده؟ قلقاً كبيراً جداً إذ ان تجارب حياته سوف تعجّل أو تؤجل ارتقائه تبعاً ‏لاحتماله لها حسناً أو سوءاً.‏
• ‎ ‎هل يصحب الروح بعض أصدقائه الأرواح إبان تجسده؟ وأعني هل يأتون لحضور ذهابه ‏من العالم الأرواحي كما يأتون لاستقباله عند عودته إليه؟ يتوقف ذلك على الدائرة التي ‏يسكنها الروح فإذا كان من الدوائر التي تسود فيها الموذة فستصحبه حتى آخر لحظة ‏الأرواح التي تحبه لتشجعه والتي عادة تتبعه في الحياة
• ‎ ‎الأرواح الصديقة التي تتبعنا في الحياة أهي أحياناً تلك التي نراها في احلامنا
والتي تعبر عن مودتها لنا وتظهر لنا بوجوه لا نعرفها؟ أجل هي ذاتها في أغلب الأحيان فهي تأتي ‏لزيارتكم كما أنتم تذهبون لزيارة شخص محبوس السجن.‏


اتضمام الروح إلى الجسد
• في أي وقت ينضم الروح إلى الجسد؟ يبدأ هذا الانضمام عند الحمل، لكنه لا يتم إلا في ‏لحظة الولادة. منذ لحظة الحمل يقترب الروح المعين ليسكن ذلك الجسد ويتصل به ‏بواسطة صلة مائعية تتوثق أكثر فأكتر على مر الأيام حتى اللحظة التي فيها يبصر الطفل ‏النور الصرخة التي تنطلق من الطفل حيتَئَد‏ تعلن أنه صار واحداً من الأحياء ومن عباد ‏الله
• ‎ ‎هل اتحاد الروح مع الجسد هو اتحاد نهائي منذ لحظة الحبل؟ وخلال هذه الفترة الأولى ‏هل يجوز للروح أن يعرض عن السكنى في الجسد المعين له؟ الاتحاد نهائي بمعنى أن لا ‏يجوز لروح آخر أن يأخذ مكان الروح المعين لذلك الجسد، لكن بما أن الصلات التي ‏تصله به ضعيفة جدأً فمن الممكن أن تقطع يسهولة، وقد يحدث ذلك يإرادة الروح الذي ‏يتراجع أمام التجربة التي اختارها وفي هذه الحالة لا يعيش الطفل ‏
• ‎ ‎مادا يحدث للروح إذا مات الجسد الذي اختاره قبل الولادة؟ يختار جسداً آخر.‏
• ما منفعة هذه الميتات الباكرة؟ نواقص المادة هي في أغلب الأحيان سبب هذه الميتات ‏الباكرة
• ‎ ‎هل يعلم الروح سلقاً أن الجسد الذي يختاره لم يقّدر له أن يعيش؟ يعلم ذلك أحيانا إلا ‏أنه إذا اختار ذلك الجسد لهذا السبب فلأنه يتراجع أمام التجربة.‏
• بعد أن يتم اتحاد الروح مع جسد الطفل ويصير من المستحيل أن يرجع الروح عن اختياره ‏هل يندم احياناً من كونه اختار هذا الجسد؟ إذا كان سؤالك هو هل يشتكي كإنسان ‏من الحياة التي يعيشها وإذا كان يود أن تكون مختلفة عما هي؟ فالجواب نعم. أما إذا ‏كنت تعني أنه يندم من اختياره، فالجواب هو كلا، لأنه لا يعلم أنه هو الدي اختاره ‏ولأن من المستحيل على الروح بعد تجسده أن يندم على اختيار لا يدري به. على أنه قد ‏يجد الحمل ثقيلاً جداً، وإذا اعتقد أنه أشقّ مما يستطيع أن يحتمله فيلجأ حينئذ إلى ‏الانتحار.‏
• في الفترة بين الحبل والولادة هل يحتفظ الروح بجميع قدراته؟ بعضها أو كلها، تبعاً لطور ‏الحبل لأن الروح ليس متجسداً بعد بل مرتيطاً فقط، ومنذ لحظة الحبل يبدأ الاضطراب ‏يتسلط على الروح بعد أن حان الأوان ليبتدئ حياة جديدة، ثم يزيد هذا الاضطراب ‏تدريجياً حتى الولادة. وفي‏ هذه الفترة‎ ‎فإن حالته تقريباً كحالة الروح المتجسد أثناء نوم ‏الجسد، وبمقدار ما يقترب أوان الولادة تنمحي أفكاره كما يزول أيضا تذكر الماضي فلا ‏يعود له وعي به عقب دخوله الحياة المادية، إلا ان هذا التذكر يعود إلى ذاكرته شيئاً ‏فشيئاً في حالته كروح متحرّر. ‏
• ‎ ‎هل يستعيد الروح حالاً عند الولادة قدراته كاملة؟ كلا لأنها تنمو تدريجياً مع نمو ‏الأعضاء هذه هي حياة جديدة ييتدئها، ولا بد له أن يتعلم استعمال أدواته، ولكن تعود ‏له أفكاره شيئاً فشيئاً كما يحدث لمن يستيقظ من النوم فيرى نفسه في وضع مختلف عن ‏الوضع الذي كان فيه عشية أمس.‏
• ‎ ‎ما هو تفسير الحياة داخل الرحم؟ مثل حياة النبات الراكدة، يعيش الجنين حياة حيوانية ‏أيضا، إذ أن الإنسان يحوي‎ ‎في ذاته الحياة الحيوانية والحياة النباتية، ويستكملهما بالحياة ‏الروحية عند الولادة. (1)


‏كتاب الأرواح ص 197-207
‏_______________________________________‏
‏(1)‏ المقصود بالحياة الروحية هو النفخة الملَكية (نفخة القُدس) التي يفارق بها الإنسان ‏الحيوان، وهي الحدث الكوني الهام الذي ظهر لأول مرة في آدم، وخلق جيلاً جديداً ‏على الأرض، انتهى به الجيل القديم من الإنسان الأول الحيواني الذي كان لا يتكلم ‏ولا يعي إلا ما تعيه الحيوانات من متطلبات النفس الحيوانية الجسمانية. فبالنفخة ‏المَلَكية ارتقى هذا الهيكل الجسماني وبدا مؤهلاً ليفهم المعاني المجردة والعلوم والفنون ‏الراقية ويتخلق بالأخلاق الفاضلة.‏
يقول الإمام أبو العزائم:‏
‏(النفوس المعروفة سبعة أنواع. جمادية، فنباتية، فحيوانية، فإبلبيسية، فملكوتية، ‏فقدسية، فالنفس ‏الكلية. ولكل نوع مقاصد وأحكام ومشاهد وملاذ و آلام ولكل ‏نفس منها حكمة).‏
ويقول عن النفس الحيوانية: (هى نوعان: نفس غضَبية ونفس شهوانية
‏1-النفس الغضبية: وبها دفع المضار عن الإنسان، وجلب المنافع فهى التى بها ‏الشجاعة ‏والإقدام والصبر، وعلو النفس والحِلم (عكس الغضب) وتحمل الشدائد فى ‏اكتساب الخيرات والمبادرة إلى عمل ‏القربات إذا انقادت إلى النفس الملَكية.‏
وبها الهلع والجزع والطيش والتهور والتعدى، والكبر ‏والظلم والجور إذا أهملت عن ‏التهذيب والتزكية. والنفس الغضبية أو السبعية: هى القوة التى بها ‏الغضب والنجدة ‏والإقدام على العظائم، والميل إلى التسلط والترفع وأنواع الكرامات، والسعى ‏فيما يبلغ ‏إلى نوال ذلك.‏
‏2-النفس الشهوانية: وبها تحصل العفة والحياء، والزهد والورع والأمانة، والخشية ‏والرهبة والرغبة، ‏والرجاء والطمع فى الفضائل إذا تهذبت وانقادت للنفس الملَكية.‏
ويحصل بها الفجور والفسوق ‏والفحشاء، والجبن والمذلة، والتملق والخداع والشره، ‏والكيد والمكر وسوء الظن والتطرف فى ‏الشهوات إذا أهملت. والنفس البهيمية أو ‏الشهوانية:هى القوة التى بها الشهوة، وطلب الغذاء، ‏والحظوظ الجسمانية التى فى ‏المأكل والمشرب والمنكح.‏
ويقول عن النفس الملَكية أو الناطقة: (هي القوة التى بها الفكر والشوق إلى معرفة ‏الله تعالى وتحصيل العلوم ‏الحقيقية. وهى النور المضىء لأفق الحواس العاملة الذى به ‏الإدراك والفقه والحركة فى عوالم ‏الملكوت، وكشف أسرار التجليات، وفهم غوامض ‏العلوم، والتجمل بجميل الأخلاق وكمال ‏الصفات.‏
ومتى صار لها السلطان على البدن؛ كان الإنسان ملَكاً وأكمل، لأن الملائكة تتولى ‏‏منفعته ودفع المضرة عنه وتُسَخّر له فى مقعد الصدق.‏
وتلك النفس الملكية هى المديرة لجميع النفوس، وإنما تكون قائمة بأمور الجسم إذا ‏قهرت بقية ‏النفوس وحبستها عن نزعاتها ورعوناتها. فإن تسلطت عليها النفوس ‏الأخرى كان لها تدبير ‏شئون تلك النفوس وإعانتها على غاياتها وبذلك يكون ‏الإنسان حيوانا وأقل أو شيطانا وأضر).‏ اهـ من كتاب (اصطلاحات الصوفية).‏
ويلاحظ من كان له حظ في العلم أن هناك فرق كبير بين الحقائق الروحية التي ‏يقدمها الإمام أبو العزائم، وتلك التي تقدمها الأرواح السامية.‏
إن علوم الروح وتشريح الإنسان في بُعده الروحي الباطني، هو من أعز العلوم ‏وأندرها، ولا يعلمه إلا قليل، ولذلك قال الله تعالى (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم ‏من العلم إلا قليلا) لأن علوم أهل الأرض حتى الآن قاصرة على الجانب المادي ‏الحيواني الذي يفتخرون به ويسخرون من الماورائيات، وهذا من شدة جهل الإنسان ‏حتى الآن بحقيقته، على عكس سكان العوالم الأخرى الأكثر تطوراً منا، فأهل ‏الأرض ليسوا في مرتبة متقدمة في التطور، ولكنهم من أكثر العوالم تأخراً ومادية.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س