الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشيخة الأزهر والإصلاح الدينى

وسام صباح

2021 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طلب الرئيس المصري عدة مرات بخطاباته الموجهة إلى مشيخة الأزهر بحضور الإمام أحمد الطيب ان يهتم الأزهر بإصلاح الخطاب الديني وتنقية الدين والشوائب الدخيلة عليه والخزعبلات التي أدخلتها كتب التراث الإسلامي والتي تشوه الإسلام وتسئ الى نبيه و سمعته .
لقد اغلق الأزهر وشيوخه آذانهم عن هذه النداءات ولم يستجيبوا لها . ساهم الكثير من المثقفين والمتنورين المصريين لمحاولات تنقية الإسلام من الخزعبلات التي تضمنتها كتب البخاري ومسلم و بعض الكتب التراثية الصفراء التي كتبت بلا تنقيح ولا مراجعة منذ أكثر من ألف سنة، والتي يقدسها الشيوخ و سدنة المعبد و يقولون ان صحيح البخاري اصح كتاب بعد القرآن و كذلك صحيح مسلم و غيرها من الكتب التي لا تقدم للبشرية أي خدمة أو منفعة .لكن قانون ازدراء الأديان المصري المفصل على مقاس شيوخ الأزهر ورغبتهم في الانتقام من خصومهم، فسر نقد البخاري ومسلم وبقية كتب التراث العقيمة انها اساءة وازدراء بالإسلام، و اتهم المثقفون الناقدون لها بإزدراء الإسلام و وقدمت شكوى للقضاء المصري بالاقتصاص من النقاد . وقد أصدرت محاكم التفتيش الإسلامية و الإخوانية الحكم على عدد من المثقفين النقاد بالسجن، أمثال إسلام بحيري سجن لسنة واحدة ، و الشيخ الأزهري أحمد عبد الله نصر لازال يقضي عقوبة السجن لثلاث سنوات، وآخر ضحية لشيوخ الأزهر واتباعهم المفكر الإصلاحي المستشار المحامي أحمد عبدو ماهر البالغ من العمر 78 عاما حكم عليه بالسجن خمس سنوات بالتهمة الجاهزة وهي ازدراء الإسلام بينما هو يدافع عن الإسلام ونبيه ضد الخزعبلات المقدسة التي تسئ للاسلام والنبي في صحيح البخاري وغيره من الكتب الصفراء .
ان من يطالب الأزهر بالإصلاح الديني مثله كمثل الأقرع الذي ينصح الناس كيف يطيلوا شعر راسهم و يمشطونه
إن فاقد الشئ لا يعطيه للآخرين . و لايصلح الأزهر ما أفسد عقول الناس من كتب التراث القديمة البالية المليئة بالخزعبلات التي رسخها الشيوخ في عقول المسلمين والتي تتحدث عن الثعبان الأقرع، و ناكر ونكير، وعذاب القبر، ورضاع الكبير والتداوي ببول البعير وتشجيع زواج القاصرات والأطفال من سن تسع سنوات . وحق الزوج في مضاجعة زوجته الميتة، ونكاح البهيمة. ومن حق الزوج ان لا يصرف على زوجته المريضة ولا يشتري لها الكفن إن ماتت لانتفاء الفائدة الجنسية من المريضة والميتة للزوج .
ان كل هذه الخزعبلات موجودة في مناهج الكتب المقررة للدراسة في مدارس الأزهر التي تخرّج الأرهابيين و المرضى النفسيين الحاقدين والمكفرين للطوائف والأديان الأخرى ك الشيعة والبهائيين والعلويين والمسيحيين واليهود .
ان شيوخ السلفية والإخوان يشجعون النقل الغير المتجدد على استعمال العقل والتفكير والتطوير، ولا يجروء أي من رجال الدين على تنقيح كتب التراث القديمة من خزعبلاتها وخرافاتها المنافية لروح العصر والتي لا تتناسب مع التطور الاجتماعي والحضاري ولا تتوافق وحضارة القرن الواحد والعشرين .
مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ الأزهري علي جمعة يؤمن بصحة ما جاء بكتب التراث حتى المنافية للعقل والعلم من أن المرأة يمكن ان تحمل بجنين يبقى فى رحمها أربعة سنوات متتالية وتلده حيا، لأن هذا ذكر بكتب التراث في مثال امرأة (ام عجلان) التي عاشت في مكة قبل 1400 سنة ولدت بعد أربع سنوات من حملها . ان من يؤمن بهذه الخرافات مكانه المصحات العقلية وليس منصب مفتي الجمهورية .
المصيبة ان هؤلاء الجهلة الذين يقودون المجتمع دينيا يطلقون على أنفسهم علماء . فإن كان الشعراوي والقرضاوي ومحمد جمعة علماء، فماذا نسمي اينشتاين واسحق نيوتن و رذرفورد ؟ هل تقاس فتاوى وثرثرات الشيوخ بما قدمه علماء الطب والفيزياء والكيمياء والهندسة وعلوم الفضاء و صانعي الأدوية واللقاحات عبر مئات السنين ؟
هل نساوي بين الذين ينتجون و يصنعون ويخترعون وبين أصحاب الكلام والثرثرة الذين ينقلون عن فلان وعلان حيث سمع فلان انه قيل عن علان كذا وكذا . ماذا أنتج علماء الثرثرة والكلام المنقول وبماذا نفعوا المجتمع والبشرية ؟
لقد انتشر وباء الكورونا بين شعوب العالم ، تحرك رجال الطب و علماء التحليلات المختبرية ومصانع اللقاحات والأدوية وسهروا الليالي حتى أنتجوا اللقاحات التي أنقذت البشرية من هذا الفيروس الفتاك وقللت الوفيات. فلماذا لم يساهم الشيوخ ورجال الدين باستعمال الطب النبوي وبول البعير أو حبة البركة التي تشفي من كل داء لمكافحة وعلاج مرضى الكورونا وهم يصدعون رؤوس الناس بخطب الجمعة بفوائد الطب النبوي والعلاج بقراءة القرآن؟
شيخ الأزهر أحمد الطيب سافر إلى ألمانيا ليعالج الام فقرات ظهره لدى الأطباء الغربيين ومن يسميهم الكفار، ولم يخضع لعلاج الطب النبوي و حبة البركة وبول البعير ولم يجد علاجا لدى الأطباء المسلمين في مصر. لأنه يدري ان الطب النبوي خزعبلات لا تفيد شيئا . بل هي وسائل لخداع البسطاء والجهلة والأميين من الناس وتخديرهم دينيا.
الإصلاح الديني لا ينبع من داخل مؤسسة الأزهر، لأن المريض لا يمكنه أن يعالج نفسه بنفسه، بل يحتاج الى طبيب متخصص بالطب الذي لم يخضع لغسل الدماغ من الشيوخ . فنداء الرئيس السيسي لا يفيد بنصح رجال الأزهر بإصلاح الخطاب الديني او تنقيح مناهج الدراسة القديمة . ان عقول شيوخ هذه المؤسسة مبرمجة على كتب عمرها 1400 سنة ولا تقبل التجديد أو التنقيح ولم يلتفت الأزهر وإمامه وشيوخه لطلب رئيس الجمهورية .
لابد من الغاء كافة مناهج الأزهر و استبدالها بكتب مناهج تلائم القرن الواحد والعشرين . وتعليم الطلبة المحبة للآخرين و التسامح والمواطنة وحب المختلف معهم بالدين والمذهب . وليس أكل لحم الميت في حالة المجاعة، ورضاع الكبير ونكاح الوداع للزوجة الميتة وعذاب القبر والثعبان الأقرع .
انك مطالب يا رئيس جمهورية مصر بثورة جديدة ضد هذه المؤسسة وتعديل قوانينها ومناهجها الدراسية تحت اشراف اساتذة متخصصين. وكذلك أنت مطالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان الذي أصبح سيفا مسلطا على المثقفين والمتنورين لسجن كل من يطالب بالإصلاح الديني عبر محاكم التفتيش الإسلامية وقضاتها التي يديرها الإخوان المسلمون .
فهل ستشهد مصر والدول العربية والإسلامية هذه الثورة التصحيحية ام خزعبلات القرون الماضية ستستمر مع تعاظم قوة مشيخة الأزهر الإخوانية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل