الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أراء صادمة تبغي فضح واقعنا المتخلف

سامى لبيب

2021 / 11 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- لماذا نحن متخلفون (86) .

- لا يعتمد تقدم أو تخلف الشعوب على ما تمتلكه من وسائل التكنولوجيا والتقنية الحديثة كما يعتقد الكثيرون بل على منهجها وثقافتها الفكرية ومخزونها الحضاري التي إما أن تنتج حالة تقدم أو تأخر , فالمكون الثقافي الحضاري هو الذي سينتج التكنولوجيا والتقنية وكافة أشكال التقدم , كما أن المكون الثقافي الرجعي المتجمد سينتج حالة تخلف بالضرورة .
- من هنا يكون حُكمنا على تقدم وتخلف الشعوب من خلال مخزونها الثقافي الفكري الذي ينتج أسلوب ومنهجية حياة وطرق تعاطي مع الأمور الحياتية سواء بشكل مرن منطقي أو مُتحجر مُتعسف , ومن هنا أيضا نجد أن ثقافتنا الشرقية الإسلامية قد أثبتت جمودها وتخلفها وإفلاسها وعدم قدرتها على تقديم فكر متطور مواكب للعصر بل صار وجودها مُعرقل لتقدم وتحضر الإنسان بما تستحرضه من نهج فكري وسلوكي قديم .
- تتفرد الثقافة الغربية الآن بكل مقومات الحضارة من خلال منظومة وفلسفة فكرية تُعظم من حرية الإنسان وكرامته لتطلق إمكانياته الإبداعية فى العمل والإنتاج والفن , ومن هنا يجمع الجميع على تفوق وعظمة حضارة الغرب في عالمنا المعاصر لما أنجزته فى شتي المجالات بدءاً من حرية وكرامة الإنسان إلى التفوق العلمي والتقني والتكنولوجي والرفاهية ليتقدم هذا مجموعة رائعة من الخصال كإحترام الحريات الشخصية وحقوق الإنسان , كذا التفاني في العمل وإتقانه علاوة على النظام الدقيق فى كافة مناحي الحياة .

* فزاعة العلاقات الجنسية الحرة .
- لا يَنكر حضارة الغرب إلا كل جاحد وحاقد وصاحب رؤية منغلقة متعصبة ليشيد العامة والخاصة بها , وإن كان دائما هناك تحفظ من حضارة الغرب من جانب الأصوليين والسلفيين الإسلاميين يتمثل فى رفعهم فزاعة وفوبيا الحريات خاصة الحرية الجنسية .
- لقد فلح السلفيون في شيطنة حضارة الغرب من خلال نقد وجود حريات جنسية لديهم , ليتحفظ المعتدلون ويرفعوا شعار فلنقتبس من الغرب محاسنه ولنبتعد عن قبحه , ليكون واقع الحال أننا لا نقتدي بمحاسنه ولا فضائلة ولا قبحه .
- أعترف بخطأ توجهي في حداثتي عند تبني قول فلنقتبس من الغرب محاسنه ولنبتعد عن قبحه منطلقاً من رؤيتي حينها بعدم التصادم مع ثوابت وقيم مجتمعنا , ولكني أري الآن أن هذا القول خاطئ ومُضلل يبغي الإبتعاد عن حضارة الغرب والتنفير منها وشيطنتها لتبقي وضع ثقافتنا كما هي عليه وذلك بخلق فزاعة وفوبيا ورفض لأخلاق وسلوك الغرب ليصب في نهاية المطاف إلى الإرتماء فى حضن ثقافتنا البائسة المتجمدة المتخلفة .
- أقول الآن أننا لو لم نتبع المنظومة بأكملها فلا داعي منها , فالتصور أننا سننتقي من الغرب محاسنه ونهمل سلبياته كما نراها فهذا لن يتم , فالأمور يجب أن تتخذ تقبل فلسفة كل المنظومة أو لتنصرف عنها فلن يجدي الإحتيال والمرواغة والترقيع .
- قد تكون رؤيتي هذه صادمة وهذا هو واقع الحال وما أبتغيه من الصدمة التي تخلق فكر وموقف مغاير وتحريك المياه الراكدة , ولكن لا تكون هذه الرؤية معتمدة على تصدير الصدمة الفاقعة فلها مبرراتها المنطقية والسيوسولجية.
- بداية الحريات مبدأ أساسي للحضارة الغربية فهي حجر الزاوية التي قامت عليها هذه الحضارة فأي إنتقاص من الحريات الشخصية يعني التقويض والخروج عن فكر وفلسفة ومضمون الحضارة الغربية , لتأتي الحرية الجنسية كمكون أساسي من تلك الحريات وليزداد أهميتها أنها من الضرورات الحياتية للإنسان .
- اللذين يستخدمون الحرية الجنسية كفزاعة وتنفير من حضارة الغرب غير مُحقين فى تنفيرهم , فبداية ما شأنهم التدخل فى الحريات الشخصية ؟! , وماذا يضيرهم من تلك الممارسات الحرة ؟! , ليتبقي الرغبة فى إستحضار الثقافة المستبدة التى تطلب الوصاية والقهر والتدخل فى الحريات الشخصية والفضول بدس الأنوف فى حريات وسلوك الآخرين .
- التنفير والتقبيح للممارسات الجنسية الحرة هو لنصرة الأفكار الثيوقراطية في مواجهة حرية الإنسان أملاً في بقاء منظومة الملاك القادرين على شراء الجسد وإعتلاءه فى مواجهة الفقراء والمهمشين لتتعالي قيمة وسطوة المال والإمتلاك وتتواري قيمة الحب .
- خطورة حظر الممارسات الجنسية الحرة هو فتح الباب الملكي لقهر الحريات مما يسمح بالتدخل فى كافة الحريات كحرية التفكير والتعبير والإعتقاد والسلوك مما يعني تقويض أسس الحضارة كما يعني ترسيخ مفهوم وثقافة الوصاية لمن لا يحق لهم الوصاية .
- قد يُقبح البعض حضارة الغرب والحريات الجنسية فيه بوجود البغاء والعهر , لنقول بداية أن البغاء والعهر كان متواجداً قبل وجود الغرب وأنه متواجد فى كافة المجتمعات وأن البغاء يرجع للمنظومة الرأسمالية التي تشتهي الإستثمار حتي في جسد المرأة , كما أن العهر ليس قبيح فى المجمل فهو تفريغ للطاقات الجنسية المحرومة من إقامة علاقات عاطفية وتجنباً لإعتداء وإغتصاب هؤلاء المحرومين لبنات وأطفال أبرياء .

* حرية الفكر والإعتقاد والتعبير .
- من المفاهيم التي إقتبسناها من الحضارة الغربية مبدأ حرية الفكر والإعتقاد والتعبير لتتصدر البنود الأولي في دساتيرنا , ولكن لكون هذا البند إقتباس من حضارة الغرب دون التشبع بثقافة وفلسفة الغرب , فقد تدخلت ثقافتنا البائسة العفنة لتفرغ هذه الحرية من مضمونها لتصدر قوانين وتشريعات تناهض وتناقض تلك الحرية , فهناك قوانين إزدراء الأديان مثلاً المُستمد من ثقافتنا ونهج العصور الوسطي فليس هناك حرية فكر وإعتقاد طالما تمس الأديان خاصة الإسلام , فليس من حقك تغيير دينك وإعتقادك الإسلامي بأي دين أو معتقد أو فكر آخر , بل ليس من حقك تغيير مذهبك الإسلامي من سني إلى شيعي , كما يعتبر من الإزدراء إيمانك بالقرآن فقط دون الأحاديث , كذا نقدك لفكر السلف القديم وإجتهاداتهم هو من الإزدراء , لنجد أنفسنا أمام فكر سلفي متعنت .
- المثير للإشمئزاز والتقيؤ أن كل دعاوي وقضايا إزدراء الأديان صادرة من أفراد عاديين وليس من أجهزة الدولة أي يتدخل فرد عادي ليحشر أنفه ويطالب بالحكم على مُفكر بإدعاء إزدراء الأديان , ليضاف لذلك هذا السفه أن الأمور تترك لتقدير ومزاج القاضي فليست هناك قوانين محددة لإزدراء الأديان !
- لا مكان للثورة والحجر على كتابات أو رسومات أو أفلام يقال عنها أنها مسيئة فهذا إعتداء وفرض وصاية على حرية الفكر والإبداع والتعبير , ولنا أن نسألهم سؤال لن يفلحوا فى تقديم إجابة منطقية عنه , فما الضرر الذي يحيق بهم أو بدينهم من كتابات ورسومات يُقال أنها مُسيئة , لننصحهم فمن يستاء عليه الإنصراف أو إستخدام الريموت كنترول .
- حرية الفكر والإعتقاد والتعبير من أسس الحضارة الإنسانية وهي تُعلي من قيمة العقل والفكر والإرداة وحجر الزاوية للتطور فلا تابوهات ودوائر حمراء تَحد من حرية الإنسان , ولكن كون ثقافتنا البائسة تحاول التشبث وفرض وجودها فهي تقوض أهم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان .
- إن الإستثناء فى الحريات هو بمثابة فتح الباب لكل أشكال القمع والقهر والوصاية على حرية الإنسان كما أن الأمور تنساب لتزيد دوائر القهر والإستثناء , فحظر العلاقات الجنسية سيجلب دوما تدخل ووصاية على أى عمل أدبي أو فني يري الرقيب والسلفي أنه حرام وغير جائز , كذا حظر نقد الأديان والرسل سيجلب حظر نقد القامات والشيوخ لتتسع دوماً دوائر الحظر والقهر .
- يخطئ من يتصور أن منظومة الحظر والقهر والتنفير هي من حضور وإنتاج المؤسسات الدينية بل هي أدوات لتفعيل القهر والحظر خدمة لأهل السياسة , فالسياسي يبغي فى ترسيخ وجود دوائر وخطوط حمراء ليتربي المواطن على وجودها فلا تمتد الأمور لتتعامل مع سياساته .
- إن إعتياد الإنسان على ممارسة حريته الشخصية وحرية الفكر والتعبير بدون حظر وقهر سيطلق بالضرورة كافة قدراته الإبداعية فهو مُتحرر من القيود لنحظي على إنسان مُبدع فى عمله , لتجدر الإشارة أن الحرية تقف وتتقيد عندما تمس حرية الآخرين ولا قيود لها عندما تتصادم مع أفكار ونظريات وثوابت الآخرين .
- الجدير بالإنتباه أن إستمرار الحظر والقهر سيخلق بالضرورة حالة من الإحتقان والكبت المجتمعي كما يؤثر على الصحة النفسية للإنسان , ولكن الأمور لن تكتفي بذلك فستنتج حالة مختلة متردية تتمثل فى إعتياد الشعوب على القهر لتستعذب العيش فى ظل الحظر والقهر والذل بل قد يصل الحال إلى أن تدافع عن منظومة القهر والقاهرين بإعتبارهم المحافظين على التراث والثوابت والأخلاق وهنا تتحول الأمور إلى حالة ميئوس منها لنقول : مفيش فايدة .
- إن ممارسة الحظر والقهر على حرية فكر وسلوك الإنسان سينتج بالضرورة مسخ بشري , فهناك قهر فى حالة الرغبات الجنسية ليولد حالة من الكبت والهوس الجنسي والشعور بالذنب والتشوش , فالجسد جائع والذهن مشغول بهذا الجوع مما يعيقه عن العمل والإبدع والإنتاج , كذا كبح وكبت أراءه وحرية فكره وإعتقاده سينتج حالة من النقمة أو المبالاة والبلادة ليمارس بيلوجية الحياة متجمداً متقولباً مقهوراً عن الفكر والإبداع , فلا تسأل لماذا نحن متخلفون .

دمتم بخير .
ما لم نحقق حرية الفكر والإعتقاد والتعبير والسلوك فلن نذوق التطور والحضارة وسنتمرغ فى مستنقع التخلف إلى أن ننقرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصلاعمة
بارباروسا آكيم ( 2021 / 11 / 28 - 15:40 )
في الحقيقة أستاذي العزيز
مع الإسلام و المسلمين وجدت العجائب
قبل أيام كنت أقرأ عن تجمد بعض اللاجئين حتى الموت في محاولتهم تجاوز حدود بيلاروسيا الى الإتحاد الأوربي

إحدى اللاجئات التي تم التعريف عنها بأسم _ علي _ أي لقبها
حاولت تكسير أصابعها و طحن عظام يدها بشيء ثقيل لكي يتم نقلها للمستشفى و لا يتم ترحيلها الى بلدها
أحدهم فضل الهرب من حرس الحدود و الموت تجمداً على العودة الى بلده
الآخر تم إعادته مرتين من بيلاروسيا و الآن يقول بأنه خسر كل شيء و لكنه سيحاول من جديد

و المصيبة أنهم أول ما يصلون الى حدود الإتحاد الأوربي يبدأون بعمل كانتونات شبيهة ببلدانهم
و تبدأ من جديد نفس الدائرة القذرة
مخدرات على ميليشيات على تجنيد مقاتلين للقتال هنا و هناك على غسيل أموال و الغش التجاري الخ الخ الخ

حتى الدول التي كانت تعتبر مفتوحة و ترحب باللجوء كالسويد و المانيا بدأت ترفض هجرة المسلمين

طيب لماذا لا يعالجون سبب المشكلة وهو الإسلام و تنتهي القصة ؟

عجيبين هؤلاء البشر
في حياتي لم أرى بشر غريبي الأطوار مثل الصلاعمة

تحياتي و تقديري


2 - المسألة الجنسية
بارباروسا آكيم ( 2021 / 11 / 28 - 17:07 )
المسألة الجنسية تحولت بالفعل الى وسواس عند البعض

إخوتي الأعزاء
جزء رئيسي من الإختلالات التي تعانون منها هو الكبت الجنسي
حاولوا أن تعملوا نوادي للتعارف حتى تتعرفون على الجنس الآخر بدل التحرش الذي تمارسونه في الشوارع

الله على أَيام بار _ كيريا بوبي _
يوم كانت العاصمة اثينا جميلة و خالية تماما من المسلمين
لم يكن هناك تحرش و لا خطف و لا إغتصاب و لا نشل

على كل حال لقد بيع بار كوريا بوبي
واشتراه التلفزيون اليوناني و أخذوا يقيمون فيه حفلات رأس السنة
و بقيت تلك العصافير تزقزق و ترفرف و كأن شيء لم يتغير

https://youtu.be/wz6zRZSuBfk

الإخوة المسلمين حاولوا أن تعملوا مثل هذا التجمع الثقافي
لكي تتعارفوا

فأني لكم ناصح مبين
تحياتي و الى ملتقى قريب


3 - هل بالإساءة والسب تنتصر الأفكار.. ألم تنقرضوا بعد
سامى لبيب ( 2021 / 11 / 28 - 17:13 )
تحياتي للجمبع
ورد فى بريدي أكثر من 50 مداخلة مكررة لمتداخل واحد في سطر واحد كلها سب وإساءة فهو لا يقدم أي فكر ورأي أكثر من السب فهل بالإساءة والسب تنتصر الأفكار.
لقد كان عهدي فى بداياتي بالحوار أن أتلقي عشرات المداخلات علي هذه الشاكلة عبارة عن سب وإساءة وللأسف كان الحوار يحذف بعضها ويترك الباقي وحتى الحذف فكان يترك عنوان المداخلة التي تحمل السب المباشر.
الآن الحوار يحذف مثل هذه المداخلات من الوجود ليضيع جهد هؤلاء ويضيع معها إشفاء غليلهم.
لن أطلب من هذا المتداخل التحلي بالموضوعية فثقافته تتبني السب للأفكار المغايرة وإذا كان إلهه يسب فهل ننتظر منه سلوك متحضر .. ولكن في النهاية أقول ألم تنقرضوا .. أؤكد لك أنكم فى سبيل الإنقراض والبقاء فى مزبلة التاريخ ومتاحف الحفريات .


4 - الكبت والشبق والهوس الجنسي ينتج كل أفكارهم ورؤاهم
سامى لبيب ( 2021 / 11 / 28 - 20:46 )
أهلا أستاذ بارباروسا آكيم
مداخلتيك تثير الكثير من الإستغراب والدهشة,فبالنسبة لذهنية المسلمين ورؤيتهم للغرب فأتصور أن كل المسلمين يحلمون بالعيش فى الغرب كحال معظم الجنسيات ولكن هناك شرائح من المسلمين وليس كلهم يحملون الكراهية والإزدراء والتكفير للحضارةالغربية وقد يمارس الإرهاب بالرغم أنهم حبوا وزحفوا للحصول على الإقامة والمعيشة في الغرب!ولا أعرف هل من سبني وسب الغرب يهفو للحياة فى الغرب!
أفسر سلوك هؤلاء بأنهم مؤدلجين إسلاميا سياسيا وليس كل المسلمين على هذا النحو ولكن للأسف لا يوجد ضمانة لإستمرار المسلم على نهج حضاري.
أري أن يعتني الغرب بهؤلاء السلفيين المؤدلجين فهم قنابل موقوتة وذئاب منفردة ستقوض حضارة الغرب لتتبدد مقولة أن حضارة الغرب قوية ستذيب كل العرقيات والأديان فهذا لا يتفق مع عدوانية ووحشية الثقافة الإسلامية.
أما تناولك للحالة الجنسية فى شرقنا العزيز فأتفق فى تحليلك فأري أن هناك كبت وهوس جنسي طاغي على الذهنية الإسلامية وهي تشكل كل التفكير والأراء والمبادئ وقد كتبت بحثا مستفيضا فى هذا الشأن لأتناول تحليل مشاهد عديدة وخلفياتها الجنسية الشبقة وللأسف ضاع هذا البحث ولكن مازال في ذهني


5 - في البدء كان الجنس . (صدمة للإفاقة من الغيبوبة)
محمد بن زكري ( 2021 / 11 / 28 - 21:37 )
نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية ، تحرر العقول من هيمنة الغيب ، و تطلق إمكانات و قدرات التفكير العلمي و الإبداع المعرفي . و البداية تكون بعلمنة مناهج التعليم و تحديثها ، و جعل الدين « مادة اختيارية » تقدم فكرة (محايدة) عن كل الديانات . و إلا سيظل حالنا على ما هو عليه من التخلف و الجمود .
في البدء كان الجنس ، ثم كان فعل الجنس - لدى الإنسان - كشفا معرفيا لعوالم المجهول .
في ديانات الخصب الأمومية ، لدى المجتمعات الزراعية (النهرية خصوصا) ، عندما كانت الأنثى متربعة على عرش الألوهية ؛ كانت ممارسة الجنس صلاةَ شكر و طقسا تعبديا لربة الخصب و الحب الأم الكبرى عشتار ، بشتى تجلياتها الربوبية الأنثوية .
إن الجنس هو التابو الأكبر ، الذي يحكم كل مناحي الحياة في مجتمعاتنا الأبوية ، و هو التابو الذي يتكامل مع تابو الدين ، في خدمة نظام الاستبداد الراسمالي (الأبويّ) ، ذلك أنّ تابو الجنس يتضافر مع تابو الدين ليتقاطعا مع تابو السياسة ، لفائدة المتسلط . فهو التابو الأخطر الذي يجب كسره و التحرر من عبوديته ، بمنظور أن حرية الجنس (المسؤولة ذاتيا) ، هي شرط موضوعي لحرية التفكير التي هي الشرط الأساس لحرية الإبداع .


6 - الأخلاق والسلوك نتاج تطور قوي وعلاقات الإنتاج
سامى لبيب ( 2021 / 11 / 29 - 14:15 )
أهلا أستاذ أحمد الخمار وجميل هوحضورك وياليت نحظي على كتابات غزيرة منك
أري أن الأخلاق والسلوك نتاج تطور قوي وعلاقات الإنتاج وليس شئ آخر ,فحضارة الغرب وسلوكياته ليست نتاج مجهود وأراء وفكر فلاسفة بل نمط العلاقات الإنتاجية هى التى فرضت مثل هكذا سلوك فمع ظهور البرجوازية والمجتمع الصناعي كان لازما من ظهور الحريات الشخصية للرجل والمرأة علي السواء لتنتج الحريات الجنسية التى نراها الآن.
هذه الحريات بعيدة عن المجتمعات العربية ليس لكونها دينية الهوي بل لأن علاقات الإنتاج بها إقطاعية وذات إقتصاديات ريع , فبدلا من رعي الأغنام صارت الأمور نحو رعي آبار النفط لتظل المنظومة السلوكية كما هي بدون تغيير متحصنة بالفكر الديني أى أن الدين هنا هو صيانة وتحصين لمنظومة المجتمع وليس كسلطة وناموس إلهي كما يظنون..ودليلي أن الشرائح المجتمعية التي نالت حظا من تطور علاقات الإنتاج رافقها تغير فى المنظور الأخلاقي والسلوكي .
الأمور معقدة ومتشابكة ليصير الحل الجذري فى تغير قوي وعلاقات الإنتاج .


7 - مفهوم الملكية والإقتناء أفسد الجنس وإبتذله
سامى لبيب ( 2021 / 11 / 30 - 14:36 )
أهلا أستاذ محمد بن زكري
مداخلتك عميقة لأطالبك بألا تكتفي بها كمداخلة فهي جديرة ان تكون بحثا.
تناولت بعمق أن تابو الجنس هو نتاج ظهور المجتمع الذكوري وهذا يدفعنا إلى قراءة أصل العائلة لإنجلز.
لي رؤية أضافية فالمنظور الذكوري للجنس هو نتاج لظهور مجتمع الملكية وتحكم الرجل بمصادر وعلاقات الإنتاج أى أن مفهوم الملكية التى إعتري المجتمعات الإنسانية قد أنتج علاقات كثيرة كالأسياد والعبيد والملاك والأقنان وسطوة الرجل على المرأة
للأسف مازال مفهوم الملكية سائدا حتى الآن ليتمثل فى تشريعات كالمهور والصداق ومازال يجد له مكانا فى التعبيرات الشعبية عن الحب ليقال للمرأة هذا الرجل شاريك أى يطلب ودك بأسلوبهم, ولتقاس مكانة المرأة فيمن يدفع كثيرا من المال والذهب فداء إعتلائها ومازالت هذه الرؤية قائمة حتي الآن ولاعزاء للحب وكرامة المرأة.
إن تغلغل مفهوم وفلسفة الملكية والمال أفسدت العلاقات الإنسانية ليصبح الجنس شئ يشتري ليكون الفارق أن هناك من يشتري الجنس من عاهرة فداء عدة ساعات وهناك من يشتري الجنس العمر كله فداء مهر وشبكة.
ما يفضح الذكورية فى الجنس أننا نعتبر الرجل الفاعل والمرأة مفعول به بالرغم هو فعل مشترك


8 - تحرر المرأة شرط لتحرر الإنسانية
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 2 - 00:23 )
ممتن جدا لدعم و ثقة المفكر الكبير الأستاذ سامي لبيب ، إذ يطالبني بتناول المسألة بحثيا و ألا أكتفي بالمداخلة . و سيكون ذلك - ما دام في العمر بقية - بمشاركات لاحقة على صفحتي .
لي هنا بضعة مشاركات سابقة ذات صلة ، منها مقاربة بعنوان : رمزية الجنس في أساطير ديانات الخصب https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594574
و مقال بعنوان : المرأة و إعادة إنتاج الهيمنة الذكورية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=631781
إن الهيمنة الذكورية ، سواء على مستوى مؤسسة العائلة - التي هي مؤسسة ذات بعد طبقي - أم على مستوى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ذكورا و إناثا ؛ هي امتداد للهيمنة الذكورية الاستحواذية ، التي تشكل جوهر النظام الراسمالي .
و إنه في نظم الاستبداد الراسمالي ، و في عصر العولمة (استبداد راس المال المالي المعولم) ، ليس - بتقديري - مِن تحرر إنساني حقيقي ، إلا بتحرر النساء أولا من سلطة الاستبداد الذكوري ؛ فعندما تتحرر المرأة من استبداد نظام الزواج التقليدي ، يتحرر الرجل من استبداد نظام الحكم الفرداني الكومبرادوري ، و يتحرر المجتمع الإنساني من استبداد نظام العولمة الاحتكاري .


9 - ماهذه الثقافة وما هذا التراث الذي يفسد كل شئ
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 2 - 17:45 )
تحية أستاذ محمد بن زكري
مشكور على تحليلاتك المستفيضة التي تفسر وتخوض فى وضع المرأة العربية ولكن لي توقف ماثل أمام الجميع وعلينا أن نتعامل معه.
يالرغم أن المجتمع الليبي مجتمع قبلي ومنه إنحدر القذافي وما كان له أن يتواجد يوم واحد فى الحكم بدون دعم القبائل له ولكن فى مسيرةهذا الديكتاتور الثوري شهدنا إنفراجة فى التعامل مع المرأة فقد كون حرس له من الليبيات ليقدم نموذج مدني لسياساته.
هذا الوضع لم يستمر ولم نشهد حركة نسائية تدافع حتى عن الشكليات لتقبع المرأة فى تراثها القبلي المتخلف.
هذا الوضع شهدته مصر منذ بداية القرن ال19 وشهدنا تألقه فى الخمسينات والستينات فكان للمرأة وضع وشهدنا حفلات أم كلثوم لهوانم مصر بدون حجاب لتأتي حفيدتهن لننحجبن وتتنقبن بل نشهد تماهي المرأة المصرية فى ثقافة التخلف والرجعية لتكون نصيرات وحائط الصد الأول للرجعية.
هذه الردات الحضارية المدنية تحتاج لتفسير فلماذا لا تصمد أى حركة أو تمظهر أمام القوي السلفية ولماذا لا تستمر فى نهجها المدني.
ما هذه الثقافة المدمرة وما هذا التراث الذي يفسد كل شئ وقادر على الحضور دوما ليوأد أى تطور وتقدم ومن هنا يكون نضالنا ضد هذه الثقافة.


10 - حول الظاهرة القذافية / 1
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 3 - 20:13 )
- ليس دقيقا أن المجتمع الليبي قبلي ، و في متلازمة ستوكهولم تفسير لظاهرة القذافي .
- الثابتان الحصريان ، في فكر معمر القذافي و نظام حكمه ، هما العروبة و الإسلام . العروبة : بمفهومها العرقيّ الشوفينيّ الديماغوجي (غير المستند إلى حقيقة علمية تاريخية أو جينية) . و الإسلام ، متمثلا في مرجعية الشريعة و العرف (رغم تحولاته من السلفية السنية المالكية إلى هرطقة القرآنيين فإلى الدعوة للخلافة الفاطمية الجديدة !) .
- و كما تحولاته الدينية (المزاجية) ، فكذلك كانت تحولاته (المزاجية) سياسيا من الانقلاب العسكري ذي الايديولوجيا العروبية الناصرية ، إلى نصف ثورة اجتماعية (ذات قشرة يساروية شبه اشتراكية طفولية مزايدة) تطبيقا لكتابه الاخضر ، لم تعش أكثر من سنتين ، فانتهاءً إلى ثورة مضادة قوامها خلطة كومبرادورية من النيوليبرالية و الاسلاموية .
- موقف القذافي من المرأة ، هو بالخلاف تماما لما يبدو من (مظهرية) استعماله للنساء كحارسات ببزات عسكرية ، فواقع الأمر هو أن تلك الحارسات لم يكن سوى شكل ديكوري ذي وظيفة تسويقية ، أما علاقتهن به فلم تكن تتجاوز مرتبة (حريم السلطان) و لم يكن مسموحا لهن بالزواج (و بس) .


11 - حول الظاهرة القذافية / 2
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 3 - 20:15 )
- مكانة المرأة في الكتاب الاخضر (الجزء الثالث / الركن الاجتماعي من «النظرية العالمية الثالثة») ، هي مكانة متدنية جدا ، و المرجعية التي تحكم وضع المرأة ، في كل الوثائق الدستورية و التشريعية لنظام القذافي ، هي أحكام الشريعة الإسلامية ، كما في (وثيقة حقوق و واجبات المرأة في المجتمع الجماهيري) التي صيغت - كما نُصّ عليه في مقدمتها - اهتداءً بالدين و العرف شريعةً و بالكتاب الاخضر منهجا . بالرغم من أن الوثيقة تضمنت بعض البنود المنصفة للمرأة حقوقيا ، و التي ووجهت بحملة رفض شرسة من التيار الاسلامي المتشدد بشتى فصائله ، في مجتمع مسلم شديد التزمت الديني ؛ ما أوقف تفعيل تلك البنود واقعيا .
- سيستغرب و سيفاجأ أغلب الناس (خارج ليبيا ، و داخلها أيضا) ، عندما يعرفون أن النساء في طرابلس العاصمة (خلال أواخر عقد الستينات و امتدادا إلى النصف الأول من عقد السبعينات للقرن الفائت) ، كن يتمتعن بهامش واسع جدا من الحريات الشخصية ، و خاصة في اللباس و التخلص من الحجاب ، إلى درجة ارتداء الفتيات مايوهات السباحة ذات القطعتين - بيكيني - على الشواطئ !
- ومع التسعينات كانت العباءة الخليجية هي الزي الموحد لليبيات !


12 - حول الظاهرة القذافية / 3
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 3 - 20:16 )
- مع إعلان القذافي نفسه إماما للمسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ، و دعمه لجمعية الدعوة الإسلامية (الإخوانية) ، و معادلته لشهادة حفظ القرآن ، مع درجة الليسانس و البكلوريوس ! حيث كان النظام يفاخر بأن ليبيا هي بلد المليون حافظ . و مع تكريسه للشريعة الإسلامية كمصدر رئيس للقوانين ؛ تأسس في الواقع الليبي زواج متعة بين النظام و بين ما يسمى بالاسلام السياسي ، متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين و الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة (المستتابتين) و تيار السلفية المدخلية .
- و من ثم ، فتأسيسا (تراكميا) على تأسلم نظام القذافي ، بتأسلمه شخصيا ؛ سواء من قبيل المزايدة - الشعبوية - على تيار الإسلام السياسي ، أم من قبيل (التوبة) تكفيرا عن المروق العلماني ؛ كان انطلاق التسونامي السلفي الذي اجتاح العقول ، و عم الدولة تشريعيا بمنهجيته الدينية المتزمتة ، و ساد المجتمع بثقافته الماضوية التي تستقي عناصرها التكوينية و انساقها المعرفية البنيوية من تراث الفكر الديني لعصور انحطاط الخلافة العباسية و ما بعدها . و هو ما صار الآن متحكما بكل مناحي الحياة ، في حقبة (الفوضى الخلاقة) الفبرائرية ، للدولة الليبية الفاشلة .


13 - تحية وتقدير للأستاذ محمد بن زكري
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 5 - 14:42 )
أنا ممنون جدا أستاذ محمد بن زكري لمداخلاتك الاخيرة المعنونة بالظاهرة القذافية والتى منحتني فهما عميقا لفترة القذافي والتى إعتراها الجنون والحالة المزاجية والنرجسية.
قد أختلف معك فى قولك :ليس دقيقا أن المجتمع الليبي قبلي , فالمجتمع الليبي قبلي بإمتياز ومن أسباب بقاء القذافي هو وجود دعم قبلي له وهذا ما يتكأ عليه سيف الإسلام القذافي فى الترشح للإنتخابات.
ما أستغرب له أن القذافي تأرجح بين الأفكار والرؤي المتطرفة الشاذة ليقترب لليسار والعلمانية فى فترة ما وبين العروبة والإسلام فى فترة أخري لينتج بعدها كتابه الأخضر وكل هذه الأطروحات التى غلب عليها الشطط والشذوذ بعيد عن ثقافة المجتمع القبلي والغريب أنها وجدت شعبية وسط الجماهير ليرددونها كالببغاوات , فهل الإنتماء القبلي هو الذي ينصر الأفكار النابعة من أفراده أم هناك مصالح تتحقق وسط هذه الضبابية من الهرطقة والمراهقة والخبل الفكري .. أتصور الإثنين.
تقديري وإحترامي لقلمك وفكرك.


14 - نقاط إضاءة مع التحية و التقدير للاستاذ سامي لبيب 1
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 7 - 03:31 )
- من المتعذر إلى درجة الاستحالة تقييم شخص معمر القذافي ، كحاكم مستبد بالسلطة و متقلب المزاج ، إلا بإعمال أدوات و أساليب دراسات علم النفس بشتى فروعه البحثية المتخصصة ، ربطا بظروف نشأته القاسية ، في بيئة بدوية شحيحة ، و الموقع الاجتماعي المتواضع لعائلته - حتى داخل قبيلته - و أساس تكوينه المعرفي الهش و المضطرب و الموسوم بالتعصب الديني و العنصري .
- لا أنفي النزعة القبلية عن الواقع المجتمعي الليبي ، لكن توصيف المجتمع الليبي (حوالي ستة ملايين و نصف المليون نسمة) بأنه مجتمع قبلي ، هو بالتأكيد توصيف ليس دقيقا . ففي الغرب الليبي حيث الكثافة السكانية الأكبر (أكثر من ثلثي السكان) لا تأثير ذا شأن يذكر للقبلية ، و ينحسر الولاء القبلي متراجعا أمام الولاءات الجهوية و المناطقية . و في طرابلس العاصمة (عدد المسجلين بها حوالي مليونان و نصف المليون نسمة) تختفي القبلية تماما . و ليس للقبيلة ثقل اجتماعي - وازن سياسيا - إلا في شرق البلاد (برقة) ، إلى درجة أن نسبة كبيرة من المثقفين و أساتذة الجامعات يلوذون بعباءة شيخ القبيلة و مظلة الوجهاء و الأعيان (أثرياء القبائل) ، و إلى حد ما في الجنوب الليبي (فزان) .


15 - نقاط إضاءة مع التحية و التقدير للاستاذ سامي لبيب 2
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 7 - 03:34 )
- معمر القذافي ركز بشدة على إحياء القبلية و تعزيزها ، بُغية الاستثمار فيها سياسيا . و قد جعل من (القبيلة) ما سماه « مظلة اجتماعية » لأفرادها ، بدلا من أن تكون (الدولة) هي المظلة الاجتماعية و الحقوقية للمواطنين كافة . و هو قد عمل بدأب لترسيخ القبلية و الانقسام القبلي ، و دعم قبائل و مناطق معينة على حساب غيرها ، فاتحا بذلك باب التنافس القبلي و المناطقي لكتابة وثائق المبايعة والولاء بمداد من الدم ! و امتد التنافس على إعلان الولاء ، ليشمل العائلات و الافراد ، كسبا لرضا القائد و سعيا لنيل عطاياه و التمتع بمزايا إنعاماته .
- العقيد القذافي حكم البلاد و أخضع الناس ، بالرعب المفرط : إعدامات متلفزة ، و نصب المشانق في الجامعات و الفضاءات العامة ، و تصفيات جسدية للخصوم ، و اعتقالات و سجن المثقفين و أصحاب الرأي ، و حظر تام لحرية التعبير و حق الاختلاف ؛ فكانت هيمنته المطلقة مبنية على إلغاء الآخر و استلابه وجوديا ، في ما يشبه جمعنة لمتلازمة ستوكهولم ، التي تمظهرت سياسيا في شكل طوابير من وفود (المبايعات) القبلية و الجهوية و الإثنية للأب الزعيم (في ما يشبه الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي) !


16 - نقاط إضاءة مع التحية و التقدير للاستاذ سامي لبيب 3
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 7 - 03:36 )
- سيف القذافي ، لم يكن على وفاق مع والده ؛ فبرنامجه الاصلاحوي (مشروع ليبيا الغد) ، ينسف تماما مشروع (المجتمع الجماهيري) ؛ حيث إن برنامج سيف ، هو مغامرة قفز في الفراغ ، لاستنبات النموذج الأميركي للنيوليبرالية في تربة مجتمع متخلف و اقتصاد ريعي يعتمد على عائدات بيع النفط !
و من خلال برنامج سيف (النيوليبرالي) ، حاول القذافي الأب استرضاء الغرب ، للبقاء ، بالتنازل عن نظامه الجماهيري ! فكان الشروع في تطبيق مشروع ليبيا الغد النيوليبرالي ، بمثابة شرارة النار التي أشعلت حريق انتفاضة فبراير الشعبوية الغاضبة .
- ترشح سيف القذافي للرئاسة ، يعتمد أساسا و بالدرجة الأولي على السخط الشديد الذي يؤجج مشاعر ملايين الشعب المفقَر و المجوّع ، جرّاء فساد حكام ليبيا الجدد الذين نهبوا مئات مليارات الدولارات ؛ حيث صار مليونيرات نهب المال العام يعدون بالألوف ، حتى إن رئيس البعثة الأممية غسان سلامة ، صرح بأنه في ليبيا يولد مليونير كل يوم نتيجة لافتراس المال العام . أما الثقل العددي لسرت كلها بما فيها قبيلة القذاذفة ، فلا يبلغ ربع الثقل العددي لمدينة مصراتا وحدها (و هي مدينة لا تقبل مطلقا بعودة سيف الى السلطة) .