الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخاشث وا (لك هذا)

عذري مازغ

2021 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


التطبيع هو الوحش الذي لا يفهم، إسرائيل صنعت في العربية فهما خاصا برغم انها غير عربية، التطبيع ببساطة هو إعادة الأمور إلى طبيعتها وهذا يعني في تشدقنا بهذا المصطلح اننا في لبس ما علينا تصحيحه، أي أننا في حالة انفصام غير طبيعية تفترض العودة أو الرجوع إلى ما هو طبيعي والخلاصة هي التالية:
التطبيع هو رجوع للحياة الطبيعية، في السياق القانوني الدولي هو حتمية الإعتراف بعلاقة شاذة تفترض تطبيعها ، قانونيا هناك دولة في المشرق لنا معها علاقة شاذة تفترض تصحيحا (تطبيعا)، لماذا القانون الدولي ؟ ببساطة لان أبجدياته هي: إسرائيل دولة معترف بها امميا، هي عضو فعال في الامم المتحدة وترتبط بدول عديدة في العالم بعلاقة طبيعية، هذا هو السياق العام الذي يستند إليه أي متطبع .
الآن، وبمنطق اللغة نفسها (اللغة العربية هنا) هل يستقيم في هذا السياق الدولي ان نكون ضد التطبيع؟ بمعنى ان كون في تلك الحالة من اللاتطبيع (تلك الحالة اللاطبيعية)؟
هو سؤال ضخم مركب وغير ذي صياغة بسيطة، من جهة تجاه الموقف الدولي (الذي بحسب الامم المتحدة هو موقف طبيعي) ومن جهة الصراع "العربي" الإسرائيلي غير طبيعي او بمنطق الذات هو طبيعي من حيث رفض الدخيل وهنا عوض ان نتكلم عن التطبيع يجب الحديث عن مدلول آخر: الخيانة مثلا (إن القول بالتطبيع وإن في سياق العقل الجمعي العربي يعني الخيانة فإنه في سياقه الدولي لا يعني الخيانة) ومن السهل لأي كان نسف مبررات عدم التطبيع من خلال خروجه بشكل مريح من سياق الذات العربية، في المغرب مثلا يقال: لسنا عرب ولا تهمنا مشاكل "الشرق الأوسخ" (هو موقف عنصري بالطبع) لكن هو ايضا موقف له خلفيات تاريخية حاضرة في العقل الجمعي والتذكير فقط، وفي الزمن الصليد، عندما كنا نهاجم من طرف قطعان الصليب الكاثوليك لم يأتي المشرق لمساندتنا في الغرب، لقد حررنا الكثير من الثغور التي احتلها الإسبان والبورتغاليين وبقيت ثغور حتى الآن مستعمرة وحين نطالب بها نجد من الأشقة من يساند الآخر علينا والحال ان مساهمتنا في تحرير المشرق أكثر من مساهمة المشرق في تحريرنا، هذا في سياق رصد العقل الجمعي، في المفهوم الجديد للدولة (الدولة بمفهومها الحديث) وليس دولة البيعة، في سياق العلاقة الكولونيالية، مفهوم الدولة ليس هو مفهوم الامة، الدولة هي ما هي عليها التكتلات الإجتماعية الحديثة في حيز محدد وجغرافية محددة حددت حديثا بعلاقة كولونيالية، مفهوم الامة مفهوم تقليدي مرتبط بالبيعة وخطاب الجمعة الديني (كانت الصلوات فيها تؤدى باسم القائم على إمارة معينة).
عندما تكلم ماكرون حول الجزائر لم يتكلم عن الامة بل تكلم عن الدولة الجزائرية الجديدة التي هي تاريخيا لا تنتسب إلى صخرة في البحر المتوسط (لا يمكن تسمية دولة بمساحة قارة بجزيرة صغيرة لا تظهر أصلا في الخرائط)، في ليبيا أثارني فعل خاص أثناء الحراك، فعل رمزي لاستعادة مفهوم الأمة تجلى في تغيير علم القذافي او علم إيطاليا (لا ادري .!) بالعلم الليبي القديم الذي ينتسب إلى مملكة ليبية، أي انها في حركية ليبيا السياسية تلك من خلال رمزها العلمي (من العلم) استعادت هويتها كأمة وهذا امر جيد حتى وإن كانت ليبيا حتى الآن لا تتضح معالمها بسبب الإرهاب والأجندة الدولية، ومن وجهة نظري، في الشان الليبي، على ليبيا تبدا اولا بالمصالحة الوطنية وليس بالإنتخابات، مصالحة تؤدي إلى تأسيس ميثاق المواطنة التي على أساسها يمكن تبنى أية انتخابات والتي على اساسها أيضا يمكن تحديد شكل الدولة. انتخابات في غياب مصالحة وطنية مؤسسة لن تنفع سواء بالديموقراطية الالمانية أو الأمريكية أو الفرنسية أو المغربية.
أما الجزائر فعليها شيء أكثر لاستعادة هويتها كأمة كأن تقطع مع ارثها التركي وإرثها الفرنسي كأن تكون أي دولة إلا ان ترث اسمها التركي أو الفرنسي.
ميكانيزميا المغرب طبع رسميا مع إسرائيل وكانت الإتفاقيات الامنية والمخابراتية أمرا ملحوظا لدرجة أن وزيرا فلسطينيا سابقا ممن طبعوا مع إسرائيل في اتفاقيات اوسلو وإسبانيا لم يتردد أن يسمي المغرب ب "جاسوس العرب" وان يطلب بخروج المغرب من التطبيع العربي (الجامعة العربية)، في السياق نفسه تاتي العلاقات المغربية الجزائرية التي لم تعطي في القضية الفلسطينية إلا نهيق الشعارات، إن التعبير الأسمى للجزائر في علاقتها مع المغرب من خلال علاقة المغرب بإسرائيل هو عدم التطبيع مع المغرب: كانت الجزائر تريد أن تناضل بالسلاح في فلسطين لكن بسبب البعد الجغرافي وجدت ضالتها اليوم في المغرب الصهيوني : الإتفاق عند النظام الجزائري (وهذا ردد في اكثر من تصريح) هو انتقال إسرائيل إلى شمال إفريقيا. لا باس أن تكون علاقة المغرب مع دولة اممية هي خروج عن الذات (ولن نسأل عن أي ذات) لكن هذه الذات نفسها في علاقة الأنظمة العربية نفسها بإسرائيل مثيرة اكثر للتساؤل، هذا يجرنا غلى إشكال آخر عالجه ماركسيون عرب في القرن الماضي: إن حركة التحرر الوطني مرتبطة موضوعيا بقطع العلاقة الكولونيالية التي هي نفسها تمثلها الأنظمة العربية، غن الأنظمة العربية هي رأسمالية بطبعها تتأبد هيمنتها من خلال علاقتها الكولونيالية بالغرب، وخلاصة: إن النضال ضد هذه الانظمة هو في جزء منه هو النضال في القضية الفلسطينية لأجل تحررها، بخلاصة اخرى: إن تحررنا من انظمتنا هو جزء من تحرر كل الشعوب وليس فقط فلسطين، إن الانطمة التي تحررت (نظريا) ولم تفد شعوبها في الرفاه والحرية والديموقراطية ليست أنظمة تحررية وإن نعقت صخبا بالنضال والوطنية.
بعض الردود السريعة:
لا أفهم صراحة كيف يكون المرا في المغرب ملكيا حتى النخاع وفي نفس الوقت ضد التطبيع! (في هذا السياق أتكلم عن الأحزاب المتأسلمة حتى النخاع والملكية في نفس الوقت)
لا أفهم كيف يكون هناك يسار في المغرب، ملكي حتى النخاع (او حتى بتبنيه الملكية الدستورية) ويكون في الساحة ضد التطبيع!
لا أفهم كيف يصب النقد التقدمي في تقرير المصير في الصحراء المغربية، بينما تاريخيا الصحراء في الشمال الإفريقي مرتبطة اجتماعيا من حدود مصر إلى حدود الساحل الاطلنتيكي ؟ لماذا الفكر التقدمي اليساري لا يفهم هذا إلا في الصحراء الغربية وليس في كل باقي الصحراء (أحيلكم إلى روايات إبراهيم الكوني الليبي، هذه الروايات هي واقعية وإن بدت خيالا إبداعيا لأنها تستند إلى معطيات حقيقية من قبل اعلام وجغرافية وعادات واسفار وغيرها)
لا أفهم ايضا كيف اتضامن مع قضية اصحابها لا يتضامنون من قضايانا
إشكال آخر:
هل يقبل المناضل اليساري التقدمي المغربي أن يفرط في قضية الصحراء ويقبل بان تلتف عليه دولة قارية من كل الجوانب؟ لنفترض وصلنا إلى الحكم كيسار، هل سنفرط في امننا القومي ؟ هذا السؤال طرحته قبلا على يساري إسباني وصل إلى البرلمان، السؤال كان: مالذي يجعلكم تصمتون عن قضية الصحراء وانتم في موقع السلطة؟
الجواب: "هناك إكراهات سياسية يجب ان نلتزم بعدم إثارتها"، وانا هنا اتذكر سباتيرو عندما كان معارضا يطرح مشكل الصحراء الغربية، عندما وصل إلى السلطة كانت اول زيارة له إلى الخارج هي المغرب والآن هو خارج السلطة يعتبر من اصدقاء المغرب .
سألت ذات يوم صديقتي اليسارية التي كانت عضوا في الحكومة الاندلسية المحلية: هل فعلا ستحررين الطبقة العاملة الأندلسية من استغلال المؤسساة الرأسمالية؟
ردت علي ببساطة رفيقي العزيز: نحن ليست لدينا مصادر طبيعية لنخلق ريعا نرفه به مواطنينا كما العرب عندهم بيترول
ــ لكن هناك الارض والشمس والماء والبشر..؟
تجاهلتني ببساطة، قالت لي: لنحتفل الآن ودعنا من السياسة (كنا بالفعل في حفلة عيد ميلاد رفيقة اخرى )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على