الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحتاج قطعا إلى حزب طليعي للقيام بالثورة

شادي الشماوي

2021 / 12 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ليني وولف ، جريدة " الثورة " عدد 353 ، 15 سبتمبر 2014
http://revcom.us/a/353/why-you-absolutely-need-a-vanguard-party-to-make-revolution-lenny-wolff-en.html

لماذا نحتاج إلى حزب ؟ و بخاصة ، لماذا نحتاج إلى حزب طليعي –أي إلى حزب يكرّس له أناس حياتهم قلبا و قالبا جسدا و روحا للقيام بالثورة و قيادتها و المضيّ بها قدما ؟
فعلا ، إذا كان كلّ ما تحاولون القيام به هو كسب بع الإصلاحات في إطار النظام القائم ، فلا حاجة لكم إلى مثل هذا الحزب. و إذا كتنم تحاولون بناء مجتمعات صغيرة بديلة صلب المجتمع القائم و تأملون في أنّ ذلك سيغيّر بصورة ما الأمر جميعه ... حسنا ، لستم في حاجة إلى حزب طليعيّ .
" أخذ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية على عاتقه مسؤولية قيادة الثورة فى الولايات المتحدة ، قلب الوحش الإمبريالي، كمساهمة رئيسية منه فى الثورة العالمية و الهدف النهائي، الشيوعية . وهذا تعهّد عظيم و تاريخي و كلّ الذين يتطلعون لرؤية حدوث هذا يجب أن يلتحقوا بهذه الطليعة و أن يساندوها عاملين سوية مع هذا الحزب ، و بانين له الدعم و على أساس تبنّى قضية و نظرة الشيوعية ، ينضمون إليه .
تحرير الإنسانية قاطبة : هذا و لا شيء أقلّ من هذا هو هدفنا ، ليس هناك من قضية أعظم و لا هدف أسمى له نكرّس حياتنا. "
مقتطف من " القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " [ متوفّر بالعربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ضمن كتاب شادي الشماوي ، " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ) " ].
لكن ماذا إذا توصّلتم إلى فهم أنّ النظام القائم لا يمكن إصلاحه ؟ ماذا إذا توصّلتم إلى رؤية أنّ الناس قادرين على ما هو أفضل بكثير جدّا – أنّه بوسعنا أن نتجاوز بالفعل الفظائع و البؤس و السحق اليومي للأرواح – نتجاوز ذلك بواسطة ثورة تهدف إلى إجتثاث كلّ الإستغلال و الإضطهاد و إلى تغيير المجتمع كلّه ؟ و ماذا إذا توصّلتم إلى معرفة أنّه دون مثل هذه الثورة ، كلّ هذه النضالات ...كلّ هذه الجهود المبذولة لإنشاء شيء جديد ...ستذهب سدى و في النهاية لن نبلغ أيّ شيء؟
ما العمل حالئذ ؟
الثورة أمر معقّد للغاية ( ! )
حالئذ ستواجهون مباشرة أسئلة منها ماذا ستعنيه مثل هذه الثورة ؟ بجلاء ، على الناس أن يُغيّروا تفكيرهم على نطاق واسع. سيتعيّن أن تطوّر إستراتيجيا لهذا الغرض . و الناس ، ملايين الناس ، سيتعيّن عليهم تعلّم كيفيّة التمييز بين مختلف طرق التقدّم التي ستعرض عليهم في لحظة منتهى أزمة سياسيّة . كما سيكون عليهم إمتلاك إستراتيجيا و عقيدة تمكّن الجماهير بملايينها و مع تغيّر تفكيرها، من تجاوز آلة عسكريّة قمعيّة ذات قوّة قصوى عندما يحين وقت القيام بذلك.
و إذا أنجزنا ثورة و إفتككنا السلطة ، ما العمل بعد ذلك ؟ من سيُنظّم و يقود مئات ملايين البشر بكافة وجهات نظرهم المختلفة ، في بناء مجتمع جديد كلّيا ، بنظام إقتصادي و هيكلة سياسيّة جديدة ؟ من سيقود الشعب لتجاوز الشوفينيّة الأمريكيّة المتجذّرة عميقا ، و لبناء مجتمع جديد على نحو يجعله لا يواصل نهب الأمم المضطهًدًة - ل " جنوب الكوكب " – و بدلا من ذلك يقدّم تضحيات من أجل شعوب العالم ؟ و للقيام بكلّ هذا بطريقة لا يتمّ فيها التخلّى عن السلطة ... فيما نضمن ، في الآن ذاته ، أنّ تكون السلطة سلطة تستحقّ التمسّك بها ؟
فكّروا للحظة فحسب في كلّ هذا . الثورة ممكنة . لكنّها من أعقد الأشياء التي بوسعكم تصوّرها . هل تعتقدون حقّا أنّ كلّ ما تعنيه الثورة – حتّى الأشياء الأساسيّة التي لمسنا أعلاه ... هل تعتقدون أنّه من الممكن أن تحقّقها مجموعة رخوة بلا هيكل و بلا نظام قيادة ؟ دون منهج مشترك يخوّل لهم أن يحلّلوا تحليلا علميّا و بدقّة الواقع و أن يرسموا كيفيّة المضيّ قدما؟ بلا وسيلة للعمل في وحدة و إنضباط في اللحظات الحاسمة حينما يكون كلّ شيء على المحكّ ؟
لقد أفضى وهم إمكانيّة حصول ثورات " دون قيادة " ... وهم أنّ " الناس " بأنفسهم و دون قيادة و بكافة التناقضات التي تشقّ صفوفهم ، سيحرّرون بطريقة ما أنفسهم من الذين يضطهِدونهم ... لقد أفضى ذلك الوهم حتّى مع أفضل النوايا ، إلى هزائم نكراء و إلى مضاعفة الفظائع المرتكبة على يد السلطات القائمة – و المثال الأحدث على ذلك ما جدّ في مصر . الكثير من الأشياء موضع رهان و بالتالى علينا أن نكون واقعيّين .
و إذا توصّلتم إلى رؤية أنّ مثل هذه المجموعة القياديّة ضروريّة ، هل تعتقدون أنّ هذا يمكن أن يُوحّد معا في اللحظات الأخيرة ؟ أم سيحتاج الأمر النموّ مع السير على الطريق و مدّ الجذور و إنتداب أناس جدد و التعلّم بشكل أفل من كلّ شيء كيفيّة العمل الجماعيّ لفهم الأشياء و قيادة نضال الشعب و قتاله ؟
ما تقوم به الطليعة
إذا فكّرنا في هذه الأسئلة ، ننتهى إلى الحاجة التي لا مناص منها لحزب طليعي . فالطليعة تكرّس نفسها إلى الخوض في مشاكل الثورة بالطريقة الأشمل و الأكثر علميّة ممكنة ، ثمّ تتحرّك متّحدة لتطبّق تطبيقا عمليّا الأجوبة . و يستخدم الحزب منهجا علميّا – مركّزا نفسه على هذا المنهج و مطوّرا إيّاه و شاحذا أكثر في الآن ذاته . و يستخدم الحزب هذا المنهج ليلخّص تجربته و تجربة الآخرين كذلك في المجال السياسي و سواه من المجالات و بصورة واسعة للغاية . و يعمل الحزب في وحدة مستخدما هذا لمواصلة تطوير نفسه و تصحيح ما يكون ضعيفا أو إحادي الجانب أو خاطئا لديه ... متوصّلا إلى معرفة أعمق للواقع في الوقت الذى يواصل فيه التحرّك لتغيير هذا الواقع . فالحزب وسيلة لقيادة الجماهير و التعلّم منها ، و للتقدّم بأناس من صفوف الجماهير و تدريبهم ليتولّوا أدوارا نشيطة و واعية في الثورة . إنّه مهيكل على نحو يمكّنه من القيام بكلّ الأشياء و من إطلاق و قيادة المبادرة إلى أقصى الحدود الممكنة و لزرع الإنضباط لبلوغ التحرّر . و يلتزم أعضاء الحزب طوعا إلتزاما مدى الحياة بأن يكونوا جزءا من هذه السيرورة و بأن يتصرّفوا وفق الإنضباط المطلوب فى السرّاء و الضرّاء ، و ذلك بهدف التسريع بإيجاد فرصة نادرة لتفجير الثورة عمليّا ... و قيادة الشعب لإنتهاز هذه الفرصة لمّا تظهر.
و دون مثل هذا الحزب ، لا تملك الجماهير حقّا أيّ شيء . أجل ، سينهض الناس للنضال – لكن مجدّدا ، بيّن التاريخ مرارا و تكرارا أنّ مثل هذا النضال ، متروكا لنفسه و بنفسه ، ليس بمستطاعه أن يؤدّي على طول الطريق إلى الثورة ... و مرّة أخرى ، ستعرف الجماهير تراجعا . الوقت ببساطة متأخّر جدّا ، و نحن نعلم أكثر من اللازم لنسمح لهذا بأن يحدث بصفة متكرّرة .
و بمثل هذا الحزب ، للجماهير الشعبيّة فرصة ... فرصة حقيقيّة ... لتحرير نفسها . و فكّروا في ما سيعنيه ذلك التحرير. – سيتنفّس مليارات البشر بحرّية و سيعملون معا من أجل الإزدهار ، و الذين يلتحقون بالحزب يقومون بذلك لأنّهم يفهمون هذا... و يفهمون أنّه لا وجود لشيء أعظم تتمحور حوله حياتهم الخاصّة من بناء و تقوية مثل هذا الحزب ، لأجل إنجاز هذه الثورة و المضيّ قدما نحو التحرير .
هناك مثل هذا الحزب – وهو يتحمّل مسؤوليّات
و اليوم ، في الولايات المتّحدة ، لدينا مثل هذا الحزب – الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و هذا شيء عظيم جدّا . و لدينا قائد نادر و فريد من نوعه ، بوب أفاكيان ، رئيس هذا الحزب ، الذى تقدّم بفهم أعمق للشيوعيّة و الثورة وهو يوفّر قيادة عمليّة لهذا الحزب . و هذا في حدّ ذاته أمر ثمين – ثمين إلى أقصى الحدود . و لهذا الحزب خطّ متطوّر جدّا حول كيفيّة القيام بالثورة و المضيّ قدما ، إعتمادا على ذلك الفهم الجديد و مستفيدا من التلخيص العلميّ لتجربة مئات ملايين طوال عقود من القيام بالثورة . و لهذا الحزب هياكل صميميّة تتبنّى هذا الخطّ و تساعد في تطويره و تكريسه و له أناس على إستعداد للتوجّه إلى غمار النضال و للوقوف إلى جانب الجماهير و العمل على قيادتها .
لكنّنا نناضل كذلك من أجل تجاوز المشاكل و الهنات . و نحن نسرع لرفع التحدّيات الكبرى أمامنا . و لنكن صريحين ، إنّنا قادمون من الخلف و نواجه وضع حياة أو موت . بوسعنا تحقيق خطوات كبرى إلى الأمام...إلاّ أنّنا و كامل قضيّة الشيوعيّة و الثورة قد يصابا بتراجع جدّي . المستقبل لم يُكتب بعدُ و الرهانات عالية و عالية جدّا .
و الآن ، ليس وقت أن يتعاطى ذوو الفكر الثوريّ مع هكذا حزب على أنّه هِبة . و ليس وقت أن يتعاطوا مع قائد هذا الحزب على أنّه هٍبة . فقائد مثل بوب أفاكيان – شخص كرّس حياته قلبا و قالبا للثورة و طوّر عمليّا نظريّة الشيوعيّة الثوريّة إلى مستوى جديد وهو يقدّم القيادة العمليّة للحزب – نادرا جدّا ما يظهر . و هناك بُعد ورد في مقال " مشاهدة شريط " محطّة فروتفايل " مع بوب أفاكيان " – " يحسن بنا أن نقرّ بما لدينا في بوب افاكيان و نثمّنه ، و نتصرّف وفقا لذلك " – ينطبق هنا .
إذن ، لا . نهائيّا ، الآن ليس وقت وقوف ذوى التفكير الثوري على الربوة آملين تحسّن الأوضاع و متمنّين للحزب حظّا سعيدا . حان وقت التفكير العميق في مسألة ما الذى يتطلّبه من الحزب قطع خطوات للتقدّم التى يحتاج بصفة ملحّة إلى قطعها ، الآن بالذات ، للإضطلاع بدوره . و نهائيّا ، الآن ، إستنادا إلى كلّ ما توصّلنا إللى فهمه بشأن الحاجة إلى ثورة و ما تقتضيه هذه الثورة ، حان الوقت لأن يفكّر كلّ شخص تفكيرا عميقا في دوره الخاص و مسؤوليّته الخاصة في هذه السيرورة ... دوره الخاص في ضمان أن تكون للجماهير الطليعة التي تحتاجها و لنعيد كلمات بوب أفاكيان في خاتمته القويّة لخطابه " الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ! " كي لا " ينتهي [ ما نقوم به ] إلى لا شيء " و كي لا " يساوى لا شيء ".
تحلّوا بالجرأة .
------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري