الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب ثروة الشعب، لا لإهدارها

النهج الديمقراطي العمالي

2021 / 12 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



أقدمت الحكومة على فرض شرط عدم تجاوز سن 30 سنة لكل من يتقدم لمباريات التوظيف التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم ووزارة العدل وغيرهما. وهو شرط تمييزي، يضرب حق المساواة بين المواطنات والمواطنين، إنه شرط لا يعتمد على أية حجة معقولة ومقبولة، اللهم الرضوح لاكراهات التدبير المفلس لصناديق التقاعد. وضعت وزارة التربية والتعليم هذا الشرط لتغطي على قرارها بالغاء التوظيف العمومي وفرض الوظيفة بالعقدة في إطار مشروع القضاء على المدرسة العمومية، وتخلص الدولة النهائي من واجباتها في هذا القطاع تمهيدا لتعميمه على باقي القطاعات العمومية الأخرى.

بهذه القرارات الظالمة تكون الدولة قد اختارت سياسة كسر العظم مع فئات واسعة من جماهير شعبنا الكادحة وهم الشباب المعطل والحركة الطلابية والحركة التلاميذية. عند البحث في الأسباب التي جعلت الدولة تقدم على هذه الخطوة البئيسة نجد أمرين اثنين، الأول يتمثل عدم توفر هذه الدولة الفاشلة على أية إرادة لتطبيق سياسات جريئة تسمح بتوفير مناصب الشغل المنتج والذي تحتاجه بلادنا في العديد من المجالات، والأمر الثاني يتمثل في أن الدولة البوليسية تعتقد بأن وضع التردي واليأس والإحباط المعمم في البلاد يكون قد أعطى مفعوله المرتقب وهو شل حركة أية هبة يمكنها أن تتصدي لمثل هذه المبادرات المفلسة.

إلا أن الرد الشبابي الجماهيري الواسع لم يتأخر، فانتفضت العديد من المواقع الجامعية ومواقع حركة المعطلين المنظمة تنظيما قويا وصلبا، انتفضت جماهير الشباب وخرجت في مسيرات ضخمة أعادت للشارع وهج حركة 20 فبراير، ورُفعت الشعارات تقدم المطالب العاجلة وعلى رأسها إلغاء كل تلك الاجراءات الظالمة والفاسدة، وفتح المجال لإجراء المباريات أمام الجميع من أجل الوظيفة العمومية والتخلي عن التوظيف بالعقدة المذلة والممهدة لهشاشة الشغل وتملص الدولة من واجباتها تجاه شغيلة قطاع التعليم.

فعلى قاعدة هذا الرد الحازم والنهوض القوي للمعنيين والمتضررين، انخرطت المنظيمات السياسية المناضلة في حركية ودينامية متجددة تضع أمامها المهام والواجبات النضالية الأساسية التالية:

1- تحتاج هذه الحركة الاحتجاجية إلى التنظيم الواسع وحشد الدعم والقوى حتى تصبح قوة وازنة في الساحة السياسية والاجتماعية، وكلما كبرت هذه الحركة، كلما أسمعت صوتها لباقي مكونات الشعب وشجعتها على الالتحاق بالدينامية النضالية، لأن كل الأسر الكادحة معنية مباشرة بموضوع الشغل ومحاربة البطالة.

2 – لكي تتقوى هذه الحركة النضالية يجب على التوی المناضلة أن تساعد الفئات المنخرطة في النضال على تشكيل تنظيماتها الواسعة تسهر على التعينة ورص الصفوف ومنع التكسير الذي تقوم به أجهزة الدولة القمعية ووحدات تكسير الإضرابات وتفكيك الوقفات والمظاهرات. وكلما تشكلت هذه التنظيمات المستقلة لأية فئة منخرطة في الحركة الاحتجاجية كلما ظهرت الحاجة الماسة والضرورية لتشبيكها مع التنظيمات المستقلة لفئة اجتماعية أخرى، وهكذا دواليك، حتي يتم ربط كل هذه التنظيمات المستقلة ببعضها البعض وتنجح في التنسيق في ما بينها وعلى قاعدة الديمقراطية المباشرة للجماهير المناضلة.

3- يتوجب على القوى المناضلة من نقابات وأحزاب سياسية أن تقوم بما تمليه المستجدات النضالية وعلى رأسها إسناد هذه الحركة النضالية وجلب الدعم السياسي والنقابي وفتح معارك مباشرة مع الدولة قصد إجبارها على الاستجابة السريعة للمطالب العادلة للجماهير المناضلة وفتح نقاش شعبي واسع حول البدائل الحقيقية لكل هذه الاختيارات الفاشلة لنظام أفسد البلاد ونهب ثرواتها وأهدر أغلى ثروة يملكها شعبنا ألا وهي ثروة الشباب الذي وصل إلى حالة الإحباط واليأس تدفعه إلى الانتحار أو الهروب إلى الخارج متحديا مخاطر الموت والهلاك.

إن الهبة النضالية الحالية لجموع الشباب تعبر عن كون هذا الشعب حي وهو مستعد للتضحية من أجل حقوقه المشروعة وأنه يتلمس طريقه نحو الإطاحة بالاستبداد والاستغلال.

* كلمة العدد 435 من جريدة النهج الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن