الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات امرأة في سلة المهملات

فوز حمزة

2021 / 12 / 2
الادب والفن


أيامي جميعها متشابهة .. باستثناء الأيام التي لا أتمكن فيها من ممارسة الجنس .. هي المختلفة .. وهذا اليوم من الأيام المتشابهة ..
لعنت كل شيء حين استيقظت .. لأني منحت النوم وقتًا أكثر مما يستحق على حساب الحقيقة ..
كان اليوم سيمر مثل غيره .. لولا أن شبيهي فيه .. موقعه كموقع يوم الجمعة بين الأيام ..
لا استطيع البوح أكثر ..
سأظل طيلةَ المذكرات بدون اسم .. ليس خوفًا .. إنما لعدم شعوري بالحاجة إليه .. كوني بعيدة عن كل ما يمت بصلة إلى عالمي الحقيقي ..
أظنني الآن بدأت أكذب ..
ذاع صيتي في عالم الرجال المتشابهين .. بأنني أنثى تستحق ما يغدقوني بها من أموال وهدايا .. في المقابل أمنحهم متعًا جنسية يفتقدونها..
لم يكن ذلك صعبًا عليّ لأنني انطلق بأفكاري معهم عن حب قديم وما أجد فيه من ملاذ جسدية .. كنت اجتر خبرات الماضي .. ثم إن تكرار المشهد قد أكسبني براعةٌ كبيرة في اختراعِ تفاصيل جديدة أشد إثارة أجبرت الشركاء المتشابهين على كتم الأصوات ومتابعة الحدث بصمت .. عادةً ما ينتهي بالفوضى التي لا بد منها لاستمرار الحياة..
حقيقة .. لا أتذكر في أيّ كتاب قرأت هذه العبارة ..
على غيرِ عادته .. جاء شبيهي لهذه الليلةِ مبكرًا .. فالأزمات التي تواجهه تجبره على التخفي أحيانًا ريثما تهدأ الأمور .. قضى الليلةَ متحمسًا .. مركزًا ذهنه في الوصول لأعمق نقطة في الخلاف .. كافح بعنف وجاهد بصبر لإيجاد الحلول .. كان مؤمنًا بأن الحياة من أجل أن تستمر .. لابد أن نقدم لشركائنا بعض التنازلات .. فرضخ واستسلم ..
من أجل أن يثبت حسن النوايا .. سلّم عن قناعة وإيمان زمام القيادة .. ومع أذان الفجر وبينما كان يحاول إزالة آثار فوضاه .. توصل إلى سّر الغضب المنزل فينا..
عندما فكرت في دخول عالم الكتابة .. لم أواجه صعوبة في ذلك .. فأحد أشباهي وكان كاتبًا .. منحني أسرار هذا العالم .. علمني كيف اختار العنوان الذي يثير فضول القارىء .. وأن أسبق الأحداث وافترض الحلول لها .. وهذا سّر تفوق الكاتب في مجتمعه وأيضًا سّر غربته..
لا أنكر أنّ الفوضى معه لها طعم خاص .. ليس فقط لأنها فوضى خلاقة مبدعة .. بل لأنه كان حريصًا على ألا يغادر قبل أن يضع نقاطه على الحروف من أجل أن تتوضح الفكرة وتؤدي رسالتها.
حقاً .. كان فنانًا صانعًا للجمال..
أحد العناوين الجريئة التي اخترتها .. أثارت اهتمام شبيه مهم .. بعد أن أثارت لديه أشياء أخرى..
كطير الظلام .. يأتي تحت جنح الليل ويغادر تحت الجنح الآخر .. لا يتحدث كثيرًا .. وحين سألته مرة عن سبب ذلك .. ردَّ: لقد بلعت صوتي .. لست متأكدة مما قال .
وأنا أزيل فوضاه .. بعد مغادرته .. شعرت بالخوف .. لم أكن في حاجة لمثل هذا السؤال الغبي .. فأنا لا أخشى الارتفاع لكنني أخاف السقطة .. هذه الجملة التي لا أتذكر أين قرأتها .. تصف حالتي .. لا استطيع إخفاء أعجابي به لأنه يعرف كيف يعيد تنظيم فوضاه دون أن يترك أثرًا.

أيامي جميعها متشابهة .. إلا الأيام التي لا أمارس الجنس فيها هي المختلفة .. وهذا اليوم كان من الأيام المختلفة التي تمنحني وقتًا لأراقب الأحداث عن بعد .. بعد أن عرفت ما الذي يؤثر في سيرها وتحركاتها عن قرب.
في برنامجٍ تلفزيوني .. وفي يومي المختلف هذا .. اجتمع أشباهي الثلاثة .. اختلفوا في كل شيء لكنهم في النهاية اتفقوا لتقديمِ الحلول التي تجعل كل أيامي متشابهة.
في نهاية اللقاء .. قدموا الدليل على أنهم سيظلّون متشابهين دومًا ولن يختلفوا يومًا .. ثم كانت الساعةُ الخامسةُ فجرًا حين صحوت من نومي .. إنه موعد أذان الفجر .. ثمةُ قاذورات فوق سريري وجدتها .. يا إلهي!! إنها من فعل أوراق مذكرات تلكَ المرأة المجهولة التي وجدتها في سلة النفايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد