الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفلاطون والأنبياء ..

هاتف بشبوش

2021 / 12 / 3
الادب والفن


إسطورة (آير إبن أرمينيوس) في كتاب الجمهورية للفيلسوف إفلاطون ، إسطورة الموعظة لبني البشر في أنْ يتقوا الشر وأن يتحلّوا بالفضيلة . ( آير) هو بطل إستشهد في أحد الحروب ثم عاد من الحياة الأخرى ليروي للناس ما رآه هناك فيخبرهم بعجائب العقاب والثواب فيقول : أول مادخلت باب الآخرة وجدت هناك قضاة يقومون بعزل الأخيار الى جهة الميمنة والأشرار الى جهة الميسرة (الشمال). أما هو أخبروه أن ينتظر ويشاهد ليعيدوه الى الحياة الدنيا ليخبرهم بما رآه . فرآى الأشرار يحملون كتبهم على ظهورهم وقد كتبت عليها أعمالهم الشريرة ، وأما الأخيار يحملون كتبهم في يمينهم . فيقول كانت هناك نفوس تهبط من السماء طاهرة راضية مبتهجة ، وهناك نفوس تهبط الى باطن الأرض مكفهرة مجهدة ويلتقون في ساحة كبيرة ، وأنّ كلّ هذه النفوس كانت تعرف بعضها البعض في الحياة الدنيا فيقوموا بالسلام والحديث مع بعضهم ، فالأشرار يتحدثون عن عذابهم وألامهم وندمهم وقد مضى عليهم آلاف السنين ، والأخيار يتحدثون عن رضاهم وسعادتهم بما لايصدق من سحر وهناء جزاء أعمالهم الخيرة في الدنيا. أراد البطل (آير)أن يتسفسرعن الطغاة المعروفين لديه والذين أوغلوا في القتل لشعوبهم فسمع من أنهم حاولوا الهروب من فتحة في الأرض لكن السجانين تصدوا لهم بالضرب المبرح والهراوات فأذاقوهم شتى أنواع التعذيب وأعادوهم الى عقاب النار .
هنا لو تسنى للمرء أن يرى التناص والتشابه الكبير بين ماقاله إفلاطون وبين ماجاء في الكتب المقدسة . التشابه الأول مع ( اليعازر) الذي أعيد من الموت من قبل المسيح . ثم في سورة الواقعة التي تقول ( وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة( الشمال) كما الآية التي تقول ( والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة ) . أما عن الطغاة الذين حاولوا الهروب جاءت في سورة الحج (كلّما أرادوا الخروج منها أعيدوا اليها كي يذوقوا عذاب الحريق) ونفس السورة تتحدث عن عذاب آلاف السنين لأهل المشأمة . ثم الساحة الكبيرة التي يلتقي بها أهل الجنة والنار في سورة الأعراف ((ونادى اصحاب الجنة أصحاب النار ..أنْ وجدنا ماوعدنا ربنا حقا ..فهل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا ) . فهنا هل نستطيع القول أنّ إفلاطون كان نبياً منسياً . والاّ كيف روى في كتابه الشهير(الجمهورية) هذه الإسطورة العجيبة في تشابهها مع بقية الكتب المقدسة وهو الذي ولد ومات قبل المسيح بأربعة قرون . أم أنّ الأنبياء أخذوا من إفلاطون . إنها مجرّد تساؤلات تشغل العقل المحظ الذي يبحث عن الإجابة .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا