الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاطعة المعبد المقدس ؟

حسن مدبولى

2021 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حكاية من الخيال :

كانت هناك قرية ما فى هذا العالم ، تلتمس التقوى وطاعة رب الكون ، ويملؤها النور ويشع من أرضها الهدى والقيم الطيبة ، وكان الناس فى ربوع الأرض يهرعون إلى زيارتها طلبا للبركة والتماسا للغفران من المولى إعتقادا منهم بطهارة وقدسية ترابها ، وقد من الله بالخيرات على تلك القرية فنزل على أهلها الثراء وإزداد نفوذها وقوتها وسلطانها مع إزدياد أعداد الزائرين لها ، ومن جانبهم توسع أهل تلك القرية فى تطوير أماكنهم المقدسة،وحولوا معظم البلاد إلى معبد كبير ضخم توفرت فيه كل صنوف الراحة للعابدين، كما أنشأوا مراكز علمية تصدرتها خيرة العلماء المتخصصين فى شرح القيم والنصوص ، كما تفنن أهل القرية فى إستقبال الناس من أقصى الأرض وأدناها وتبودلت المنافع حتى صارت القرية مركزا إيمانيا وإقتصاديا عظيما ،
لكن بمرور الوقت، ومع تضخم الثروات وفحشها ، بدأ أهل القرية يتقوقعون ويتمحورون حول ذواتهم التى تضخمت، وذلك بعد أن كانوا عونا للعباد فى كافة أنحاء الأرض، كما إنقلبت الأمور على أعقابها فتولى أمور القرية شرارها ومترفوها ،ففسقوا فيها ،وإنحصرت إهتماماتهم فى دعم الأمن و المكانةالشخصية ،وتحول الإنفاق العام والخاص الى الملزات والموبقات، وتبدلت الساحات الكبرى التى تحيط بالمعبد الرئيسى إلى مراكز للترفيه ومراقص وأوكار للقمار ، ثم زيد الأمر فإنتشرت البارات والخمارات والملاهى الليلية ، ثم زيد الأمر فتم قهر العلماء ومنعهم وإسكاتهم قهرا ، مع التوسع فى إستغلال الزوار الأبرياء الطيبين والتفنن فى نهب أموالهم بصكوك مزيفة، بل ووصلت الأمور إلى نهب موارد المعبد المقدس من نذور و تبرعات وهبات وذكوات وعوائد ، ولم تتوقف المسألة عند هذا الحد ، بل تحولت القرية من مركز يشع بالنور والهداية والمحبة والوحدة والسلام ،إلى أوكار للتآمر والعدوان على الجيران والأشقاء، وتمرير التحالفات والصفقات مع الأعداء ، حتى الطقوس الدينية المقدسة حوصرت و تحولت إلى ما يشبه الرموز الوثنية ؟

كل هذا وغيره الكثير من ممارسات الخزى والعار التى طالت تلك البقعة من الأرض التى كانت طيبة ، أصبح دافعا كافيا لكى يتسائل بعض الطيبين المحبين حول جدوى إستمرار تعاملهم مع تلك القرية المنحرفة، وأهلها الذين حادوا عن جادة الصواب ؟
وكيف يهوون إلى ذلك المكان ويستمرون فى الإذعان للإمامة الدينية تحت قيادة أولئك الذين يفتخرون بالتآمر والقتل، ويبتهجون بإشاعة العهر والفساد ، ويستخدمون أموال الزوار المأمومين فى دعم كل حملات الإساءة الممنهجة التى تنتقص وتقلل من شأن وقداسة الرمز المعظم نفسه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ حسن أبو علي
عدلي جندي ( 2021 / 12 / 5 - 22:34 )
حلوة حكاية القرية دي
كنت زودت حبتين وقلت قبائل قرية الرُحل دي كانوا طيبين قوي يا خال وراحوا يغزوا الدول اللي حواليهم عشان ينقذوهم من الكفر وتوابعه من نار اشعلها صاحب الفرن لمدة ثلاثة آلاف من الاعوام لحد ما إسودت بعيد عنكم من قوة اللهيب واللي مش ح يصدق تخاريف تلك القبائل يا إما يندبح يا إما يدفع المعلوم عشان يسيبوه واذا اسعده الحظ وولد في منطقة أخري غير الموبوءة بذلك المرض صاحب الفرن ح يبدل جلده كل ما يتحرق وربما حضرتك تعرف بقية الحدوتة وتوتة توتة خلصت الحدوتة
شوية صدق الفرية دي بعد ما صدرت لينا التخلف والجهل ح تتقدم وتغادر الماضي وللأسف ح تفضل الشعوب الإخري كمصر وليبيا والعراق وسوريا في دائرة جهنمية من التخلف والردة الحضارية

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي