الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد 12 عاما من حكم اليمين وسلسلة مؤامرات أمريكية / اليسارية زيومارا كاسترو رئيسة لجمهورية هندوراس

رشيد غويلب

2021 / 12 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


جمهورية هندوراس هي أحد بلدان أمريكا الوسطى. تحدها من الغرب غواتيمالا، ومن الجنوب الغربي السلفادور، ومن الجنوب الشرقي نيكاراغوا، ولديها في الجنوب سواحل على المحيط الهادئ، وفي الشمال مدخل واسع الى للبحر الكاريبي.

كانت هندوراس موطن لعدة ثقافات هامة، أبرزها ثقافة مايا، قبل أن يتم احتلالها من قبل إسبانيا في القرن السادس عشر. وتسود فيها الثقافة الإسبانية الكاثوليكية الرومانية واللغة الإسبانية، التي امتزجت مع الثقافة الأصلية. ونالت هندوراس استقلالها في عام 1821، وعانت باستمرار الكثير من الصراع الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي، وتبقى واحدة من أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي.
تبلغ مساحتها قرابة 112492 كم2 ويسكنها اكثر من 10 مليون نسمة. وتمتلك موارد طبيعية غنية، بما في ذلك المعادن المختلفة، القهوة، والفواكه الاستوائية، وقصب السكر، فضلا عن صناعة المنسوجات المتنامية.
الانتخابات الرئاسية التي جرت في هندوراس في 28 تشرين الأول الفائت تمخضت عن فوز اليسارية زيومارا كاسترو زوجة الرئيس السابق ميل زيلايا، الذي أطاحه به انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة في العام 2009، وزعيمة حزب “ليبرى” اليساري، الذي قاد تحالفا انتخابيا ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ومجموعات أخرى.
وبلغ مجموع الناخبين 5.2 مليون، في البلاد التي أصبحت ضحية لعنف واسع النطاق ولعصابات قوية من مهربى المخدرات.
ومنذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس اليساري مانويل زيلايا عام 2009، حكم هندوراس الرئيس المنتهية ولايته خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي يشتبه بتورطه في تجارة المخدرات.
وكل شيء يشير إلى أن انتقال السلطة سيتم بسلاسة، حيث هنأ الرئيس اليميني المنتهية ولايته، خوان أورلاندو هيرنانديز، كاسترو بمناسبة فوزها، بالإضافة الى تشكيله “فريقا انتقاليا” لتسهيل تولي المهام الرسمية. ومن المقرر ان تتسلم كاسترو مهام منصبها في 27 كانون الأول المقبل. ومن الجدير بالذكر ان مخاوف كبيرة تنتاب الرئيس المنتهية ولايته بسبب ملفات الفساد التي يمكن فتحها، وتواطؤه مع شقيقه الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة الامريكية بسبب ادانته في عمليات كبيرة لتهريب المخدرات.
وبعد فرز قرابة 68 في المائة من أصوات الناخبين، وفق المعطيات المتوفرة، إلا أن كاسترو حصلت على 51,41 في المائة، متقدمة على منافسها مرشح الحزب القومي اليميني، نصري عصفورة، بقرابة 20 في المائة، وقد اعترف الأخير بهزيمته. ومن جانبها هنأت واشنطن كاسترو على فوزها. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين على تويتر إنه يتطلع إلى العمل معا “لتقوية المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل ومحاربة الفساد”، كما هنأت منظمة الدول الامريكية القريبة جدا من واشنطن المرشحة الفائزة.
وفي اول تصريح لها بعد اعلان النتائج الأولية قالت كاسترو: “سنشكل حكومة مصالحة، حكومة سلام وعدالة، سنبدأ عملية في جميع أنحاء هندوراس لتطبيق الديمقراطية التشاركية والديمقراطية المباشرة”. وأنهت حديثها بالقول إنها ستتخذ إجراءات حاسمة ضد الفساد والجريمة المنظمة والفقر والليبرالية الجديدة.
وقبيل يوم الاقتراع، لم يكن فوز كاسترو مؤكدا، وانه سيتم الاعتراف به بسهولة من قبل خصومها في الداخل والخارج. وكانت ذكريات الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة في عام 2009 ضد زوجها مانويل زيلايا، الذي أدى الى وصول اليمين إلى السلطة، حية للغاية. وفي عام 2017، تم منع الانتصار الانتخابي للديمقراطي الاجتماعي سلفادور نصر الله عن طريق التزوير. وتدخلت السفارة الأمريكية، مرة أخرى، وبعد عدة أيام من عدم اليقين أعلن فوز اليميني هيرنانديز بالانتخابات.
ويعد انتصار كاسترو مهما للغاية، حيث أنهي 12 عاما من حكم اليمين، فضلا عن تأثيراته الايجابية على التوازنات في المنطقة أيضا. وخلال الحملة الانتخابية، أكدت كاسترو، انها ستعمل على توثيق العلاقات مع الحكومات اليسارية في نيكاراغوا وبوليفيا وفنزويلا وكوبا. وصرح جيراردو توريس، سكرتير الشؤون الأممية لحزبها للبي بي سي البريطانية أن الرئيسة المستقبلية ستسحب الاعتراف باليميني الفنزويلي المعارض خوان غوايدو “كرئيس مؤقت” للبلاد. وكانت حكومة هيرنانديز قد قطعت العلاقات مع حكومة نيكولاس مادورو. وبعد انتصار اليسار، كان مادورو من أوائل الذين هنأوا فوز كاسترو، ووصف ما حدث بأنه “انتصار للديمقراطية والسلام”.
وهناك أمل كبير في تعزيز الكتلة اليسارية الإقليمية في أمريكا اللاتينية. ومع ذلك، يبقى أن نرى إلى أي مدى ستنحاز كاسترو إلى الحكومات التقدمية؛ ففي تشرين الأول الفائت تحالفت كاسترو مع الديمقراطي الاجتماعي، والمرشح الرئاسي السابق نصر الله، الذي سيشغل منصب نائب الرئيس. ولهذا يعتقد بعض المحللين، ان هذا التحالف سيخفف من جذرية السياسات الخارجية للحكومة الجديدة، فالرئيسة الجديدة دعت في حملتها الانتخابية الى علاقات متميزة مع الصين، في حين ان نائبها المرتقب يدعو الى دراسة السلبيات الناتجة عن الابتعاد عن علاقة ودية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعاني هندوراس من نزف الهجرة، جراء العنف والبؤس، ولجأت الغالبية الساحقة منهم إلى الولايات المتحدة. ويعيش أكثر من نصف سكان هندوراس تحت خط الفقر، وأدى وباء كورونا إلى تفاقم البؤس، وتضاعفت البطالة تقريبا في عام واحد، من 5.7 عام 2019 إلى 10.9 في المائة عام 2020.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان