الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإله ( الله )غاية؟

أحمد جدعان الشايب

2021 / 12 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-هذه المقالة، أردت نشرها كمعلومات معرفية ثقافية، خاصة لجيل الشباب، الذي حرم هذه السنوات من الاطلاع والقراءة والمعرفة. .
1 - (الله) اسم ومصطلح تم نطقه ولفظه بهذه الأحرف حين نشوء الدعوة الاسلامية، فلم يكن معروفا تاريخيا بهذا الاسم واللفظ قبل الإسلام.
فالإله تم تشخيصه وتقريبه من شكل وهيئة ونفسية الإنسان، بواسطة الكتابات الدينية في جميع الأديان، فهو من غير تصوره أو تقريبه أو تشخيصه، غاية الروح البشرية، فكل دين، أو فكر، أو فلسفة، أو حتى علم من العلوم، أو أية مجموعة بشرية، أو فرد واحد، يسعى ويفكر ويعمل وينتج وينجز لإنقاذ البشرية، فهو بقصد أو بدون قصد يؤدي ما توصله إلى هذه الغاية، وهي بالتالي إرضاء ( للإله)، الذي يفيض سعادة وحبورا لإنجاز الناس عوامل ونتائج الخير، وتلاشي وبتر الشر.( وليكن هذا افتراضا).
فالخير، هو العمل الذي يؤدي إلى إسعاد الناس، ولو حتى فرد واحد، أما الشر، فهو أي عمل يؤدي إلى إتعاس الناس، ولو حتى فرد واحد.
لا يجوز أسعاد فرد على حساب إتعاس مجموعة.
لا يهم إتعاس فرد واحد، بعمل يكون فيه إسعاد مجموعة، في حالة المفاضلة.
ويبقى الخير مطلق.

2- كل إنسان يستطيع بقواه العقلية السليمة، وخاصة منها ما يتعلق ب ( الانتباه.. الإدراك.. التصور.. التخيّل.. الانفعال.. الحس.. العاطفة.. الشعور) يستطيع أن يميز بين الخير وبين الشر، وأفعال الخير أو أفعال الشر، وكل ما يؤدي إلى نتائجهما.
إن هذه الملكات المكونة لملكة العقل، يمكن اختصارها بكلمة واحدة، هي مجموع هذه المكونات التي يمكننا تربيتها وتنميتها وتعليمها وتثقيفها، لكي تكون في نقاء وصفاء، كسطح بلوري صقيل، يعكس نتائج أي فعل أو سلوك، إنه ( الضمير).

3- قد يقول قائل: من هو الذي يتولى تربية وتثقيف الضمير؟.. وكيف نستطيع الوثوق من نقاء سريرته وضميره؟.
نعم ، ولكن لا يفوت أي كائن عاقل، خراب أي جزء من ضمير المربي، لأننا في النهاية نتميز عن وحوش الغابة، بالعقل، ونحن كحيوانات عاقلة، مفكرة، ناطقة، نخضع لقانون طبيعي يسود جميع الكائنات، ونحن منها، حتى بعض الحيوانات، أحيانا، تتصرف تصرفا ينتج عنه فعل خير، إنهاء للشر.
فبعض القطط، على سبيل المثال، وخاصة القط المهيمن، حين يرى معركة بين قطين يتقاتلان، ويعلو صراخهما، يتقدم بهدوء ورزانة وثقة عالية نحوهما، ويقف دون أية حركة، أو حتى دون صوت، فسرعان ما يتوقف القطان عن الصياح والعويل، فقط ينظران إليه، وفورا ينسحبان بهدوء، بينما هو يعود إلى حيث كان دون أن يؤذي واحدا منهما.

4- القانون الطبيعي ، لا يغني عن القانون الوضعي، البشري، الأخلاقي، الذي يحفظ الحقوق، ويحقق العدل، وينهض بإنسانية الإنسان إلى مراتب عليا، متطلعا نحو الغاية التي تنشدها الروح البشرية.

5- كل التشريعات التي وضعها الإنسان ونفذها، منذ أن غدت حياته جماعية منظمة، بعد انتقاله التدريجي من البدائية الحيوانية الصرفة، إلى حياة كائن اجتماعي، ينطق بأصوات وتعابير ومعاني، يفهمها أعضاء مجموعته أو جماعته، ثم تحوّل مع مضي آلاف، بل ملايين السنين، إلى كائن يأنس لجنسه، وتطورت رغبته في الحياة الاجتماعية إلى استقرار في المغاور وسفوح الجبال، ليحمي نفسه ومن يرافقه من جماعته، من تعدي ومهاجمة الحيوانات اللاحمة عليه، حتى استطاع اكتشاف وصنع بعض الأسلحة البسيطة، من الأخشاب والحجارة الصلدة.

6- كل هذه المدة التي عاشها الإنسان جيلا بعد جيل، لم يكن يعرف فيها لا القوانين، ولا التشريعاتُ، ولا حتى الكلام الذي يعبر به عن حقه الذي سلب، ولم تكن حياته وأدواته، ولا ممتلكاته، حينها، بحاجة لأي قانون أو تشريع.

7- لما امتلك الإنسان البدائي القوة باستخدام عقله المتطور عن باقي الكائنات الحية، تطورت أدواته وحياته شيئا فشيئا، فنزل من بين الصخور والجحور، وسكن الوديان والسهول العامرة بالأشجار المثمرة، والمياه الجارية، وصار يدافع عن نفسه، وعن مجموعته، وعن منطقته التي سكنها واستقر فيها.

8 - بعد أن استقر الإنسان البدائي في السهول، اكتشف بعض الأدوات، دجّن بعض الحيوانات، ثم اكتشف المأكولات الزراعية التي يمكنه الاعتماد عليها أيام البرد حيث تنقطع ثمار الأشجار. فكثرت أعماله وأشغاله، لتأمين الحياة الأفضل، فاحتاج إلى الكلام، والتحدث، واستطاع أن يستخدم ذاكرته بتكرار عدد من الرموز والكلمات، التي تعينه على التواصل مع أسرته وجماعته.

9- حين صار لدى الإنسان البدائي، قدرة أولية على الترميز والمعاني بشكل أفضل، تطورت ملكاته العقلية، وخبرته في استخدام الكلمات، ثم تدوينها بشكل تم التوافق عليه، حتى غدت ضرورة لكل فرد يرغب أن يكون متميزا عن جماعته، بمعرفة تدوين رموز بعض الكلمات التي ينطقون بها.

10- حين تطور البشري في المراحل الأولى من حياته على الأرض، تطورت منتجاته، وصار يمتلك أشياء خاصة به، فاحتاج إلى من يحمي حياته وأمنه واستقراره، وأرزاقه التي يجني منها طعامه.
عندها، نشأت بعض القوانين والتشريعات الأولية، المحلية، لتنظيم علاقة الجماعة ببعضها، بحيث يكون كل تعاون ومساعدة على بناء كوخ سكني، أو زرع وجني محصول غذائي، أو المحافظة على سلامة الجماعة من أي هجوم أو اعتداء، فهو خير عام وخاص في الآن ذاته، وكل من يهاجم غيره ليأخذ حصيلة تعبه وجهده بالقوة، أو يعتدي على أي فرد بالأذى والألم من المجموعة، فهو شر عام.
عند ذلك، وُجدت الحاجة للتشريع الأولي البسيط، الذي هو في الواقع، تأكيد (للقانون الطبيعي) الذي بثه الخالق الموجد في الكون، لكن هناك دائما، سنجد من يخرق هذا القانون الطبيعي، مع أنه يعلم تمام العلم، أنه يخرقه، ويستطيع بسهولة كل عاقل واعٍ أن يميز بين الخير وفعله ونتائجه، وبين الشر وفعله ونتائجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة بدءها بمغالطة و لكن لا بأس بها
لطيف عادل ( 2021 / 12 / 6 - 04:57 )
(الله) اسم ومصطلح تم نطقه ولفظه بهذه الأحرف حين نشوء الدعوة الاسلامية، فلم يكن معروفا تاريخيا بهذا الاسم واللفظ قبل الإسلام. هذه مغالطة مثيرة للسخرية بدأ بها الكاتب مقالته ، فالمعروف ان هناك اديان قبل اليهودية كانت تؤمن او تعتقد بوجود الإله ، اما اذا كان يقصد تسمية هذا الإله بلفظة الله فحتى هذه اللفظة موجودة قبل الاسلام و الدليل وجود اسم عبدالله قبل الدعوة الاسلامية و اسم الله كان اسم احد الاصنام التي يعبدها العرب قبل الاسلام و عندما جاء محمد اعتبر الله هو اكبر الاصنام و حتى لو لم يثبت وجود صنم بإسم الله و لكن اكيد لفظة الله كانت موجودة عند العرب بمعناه الحالي و ربما العرب اقتبسوها من اليهودية او الفرعونية او الزرادشتية او غيرها من الاديان ، اما باقي المقالة ففيها افكار حلوة

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير