الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثاني.

راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)

2021 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثالثاً، نقد حجة الضبط الدقيق:

الضبط الدقيق عند المؤمنين:

يجادل المؤمنون بأن الكون الذي نعيش فيه حسب العلم مضبوط بدقة لإنتاج الحياة ، إبتدائا بالنجوم التي تكونت بداخلها العناصر الكيميائية الأثقل والتي بدورها كونت الكواكب بفضل الجاذبية وكذلك دخلت في التفاعلات الكيميائية الأعقد لإيجاد المركبات الكيميائية والعضوية منها والتي كانت أساساً لنشأة الحياة وتطورها، كل هذا هو إما نتيجة الصدفة أو الضرورة الفيزيائية أو التصميم حسب قولهم. ثم يواصلون بالقول أنه من غير المحتمل أن يكون السبب هو الصدفة أو الضرورة الفيزيائية. ثم يقوموا بترجيح أن هذا الضبط الدقيق هو نتيجة التصميم الذكي ثم يدعون أن هذا المصمم هو إلههم. تأتي فكرة الضبط الدقيق من ملاحظة أن الثوابت الفيزيائية ، مثل كتلة البروتون والنيوترون والإلكترون وثابت الجاذبية ومقدار الطاقة المظلمة (أو الثابت الكوني) هي قيم تعمل معًا في توازن دقيق، و أي تغيير فيها بمقدار ضئيل من شأنه أن يجعل تكوين المادة و النجوم وظهور الحياة أمرًا مستحيلًا.


أفتؤمنون ببعض العلم وتكفرون ببعض:

العجب العجاب أن نفس الأشخاص الذين ينكرون نظرية التطور المثبتة علميا بالكثير من الأدلة من مختلف فروع العلم يستخدمون العلم في محاولة لإثبات وجود إلههم. إنه أمر مثير للشفقة أن تجدهم ينتقون من العلم ما يعجبهم ويتجاهلون الذي لا يناسبهم كما يفعلون بنصوصهم الدينية بالضبط فتجدهم تارة ياخذون المعنى الحرفي لبعض الآيات وتارة يؤولون الآيات التي لا تناسب مذهبهم.


مغالطات في حجة الضبط الدقيق:

هناك مغالطتان يقع فيها المؤمنون عند استخدام حجة الضبط الدقيق سواء بقصد أو بغير قصد. الأولى هي القول أن الكون يبدو لنا مصمم إذن هو مصمم ويتجاهلون الاحتمالات الأخرى أو يتجاهلون عدم شمولية واكتمال علمنا وأن كثيراً ما تبدو الأمور على غير حقيقتها. المغالطة الثانية هي القول أننا لا نعلم سبب مايبدو لنا على أنه تصميم إذن إله ديانتنا هو من فعل ذلك وهذه مغالطة الاحتكام الى الجهل.


حجة الضبط الدقيق ليست علمية:

اعتراضنا على حجة الضبط الدقيق يكون بتوضيح أن القول بامكانية حساب احتمالية وجود هذا الكون من عوامل طبيعية ليس أمر علمي لأننا لا نعلم شيء عن ما سبق الإنفجار العظيم على وجه اليقين فلا نعلم ما إذا كان كوننا وحيداً أو ما إذا كان هناك أكوان عديدة تختلف عن بعضها البعض في الثوابت والقوانين الفيزيائية وكوننا هو من ضمن الأكوان التي كانت مناسبة بما فيه الكفاية لنوعنا من الحياة (التي يعتبر الكربون أساسا لها)، ولا نعلم ما هي الاحتمالات الأخرى للأكوان الممكنة أو ما إذا كان فهمنا للفيزياء ما زال قاصراً أو ما إذا كان هناك قوانين طبيعية أزلية تحتم عدم اختلاف الكون أو الأكوان كثيرا عن ماهي عليه. لكي نعرف الاحتمالية الصحيحة فيجب أن نجد طريقة للخروج من الكون ودراسة عملية تكون الأكوان وعد الأكوان التي تدعم الحياة والأخرى التي لا تدعمها حينها فقط سنعلم ما إذا الاحتمالية التي يروج لها المؤمنون صحيحة أم لا. قد يوهمون البعض أن حجة الضبط الدقيق هي مدعومة علميا لكنها ليست كذلك لأن حساباتهم لا يمكن إثباتها علميا وبالتالي لا يمكن الإعتماد عليها لإثبات وجود إله علمياً كما يدَّعون بالاضافة إلى أننا لا نعلم احتمالية وجود ذلك الإله وما إذا كان لديه دين وأي دين هو من بين آلاف الأديان المتناقضة والمليئة بالأخطاء والمحاباة لأتباعها.


هل الكون مصمم من أجلنا؟

إن القول بأن الكون مصمم هو افتراض مسبق غير مدعوم لوجود غاية لهذا الكون. إن القول أن هذا الكون مصمم من أجلنا ما هو إلا غرور محض فقد ظن الإنسان من قبل أنه موجود في مركز الكون وأن الشمس والكواكب تدور من حوله واتضح خطأ ذلك واكتشف أنه ليس إلا على ظهر أحد الكواكب التي تدور حول الشمس والتي هي بدورها واحدة من مليارات النجوم الموجودة في مجرة درب التبَّانة والتي بدورها أحد مليارات المجرات الموجودة في هذا الكون. لقد ظن الإنسان أنه نوع فريد من أنواع الحياة ثم اتضح له أنه لا يختلف كثيراً عن بقية أشكال الحياة على الكوكب بل جميعهم يشتركون في أصل واحد وأسلاف مشتركة وأنهم أقارب نسو بعضهم البعض.
لقد مر 13.8 مليار سنة منذ الإنفجار العظيم بينما نجمتنا الشمس و كواكب النظام الشمسي لم يكونوا موجودين قبل 4.6 مليار عام والحياة لم تبدأ على سطح الأرض إلا منذ ال3.5 مليار سنة الماضية بينما ظهور البشر لم يكن إلا منذ 0.007 مليار سنة مضت، بمعنى أن البشر لم يكونوا موجودين قبل 7 ملايين عام وهذ رقم صغير جدا بالنسبة لعمر الكون. بعد 5 مليارات سنة لن تكون الأرض صالحة للعيش بسبب تحول الشمس إلى عملاق أحمر بعد نفاذ الهيدروجين في مركزها وهذا بعد مضي ما يقارب مليار عام من تصادم مجرتنا مع مجرة أندروميدا. بعد قرابة 100 مليار عام من الآن غالبية النجوم سوف تموت ومن ثم سيصبح الكون مظلم وغير صالح للحياة وسيستمر على هذا الحال معظم عمره وربما إلى ما لا نهاية. حتى إذا كانت الأرض ليست الكوكب الوحيد الذي به حياة في هذا الكون (وهو أمر محتمل جدا) يظل لدينا كواكب أكثر لا تدعم الحياة و غير مأهولة ويظل معظم الكون خالي من أي أثر للحياة. يتضح لنا من ما سبق أن الحياة ليست أولوية الكون بل أن الكون لن يبالي إذا كنا غير موجودين فلم نكن موجودين في بدايته ولن نكن موجودين في نهايته نحن لسنا إلا نقطة ضئيلة للغاية تظهر لوقت وجيز جدا بالنسبة لمساحة وعمر هذا الكون (ربما هو الآخر واحد من عدد لا نهائي من الأكوان) وأغلبية عمره بين حر وبرد شديدين فلو كان الغاية من هذا الكون هو دعم الحياة فهو لا يقوم بعمله على أتم وجه بل هناك الكثير من العبث بالإضافة إلى أن الكون به الكثير من الأشياء التي تحاول قتل الحياة وكأنها طفيل غير مرغوب به مثل الزلازل والعواصف والفيضانات والتغير المناخي والنيازك والأشعة فوق البنفسجية وأشعة جاما (طبقة الأوزون غير كافية لحمايتنا من جميعها). بطبيعة الحال أي كون لا يدعم الحياة على الإطلاق لن نكون موجودين فيه لدراسته حسب المبدأ الأنثروبي (الإنساني) الضعيف فمن الغباء أن نتفاجئ بأن قوانين كوننا الفيزيائية تدعم هذا النوع من الحياة (رغم عدم كفاءته في ذلك). على الرغم من أن نوع الحياة الأرضية والقائم على الكربون هو الشكل الوحيد الذي نعرفه من أنواع الحياة فقد يكون من الممكن وجود أنواع أخرى من الحياة لا تعتمد على الكربون في أجزاء أخرى من الكون التي لديها الخصائص اللازمة لنشأة و دعم تلك الأنواع من الحياة. الكربون لديه القدرة على تكوين روابط معقدة مع نفسه وعناصر أخرى و السيليكون قادر أيضًا على تكوين روابط مماثلة مما جعل العلماء يتكهنون بأن السيليكون هو المرشح الأكثر ترجيحًا ليكون أساسًا لأنواع الحياة التي لا تعتمد على الكربون. لوكانت تلك الحياة موجودة لظنت كما ظننا أن الكون مصمم خصيصا لها إذا لم يتسنى لها التفكير بعمق في الموضوع.


الثابت الكوني ليس بتلك الدقة:

الثابت الكوني تقدر قيمته بواحد من 10 أس 120 وهذه قيمة ضئيلة جدا لكنها إذا ارتفعت أكثر من عشرة أضعاف أي أنها أصبحت أكبر من واحد من 10 أس 119 يعني أن كوننا لم يكن ليتكون على ما هو عليه الآن. لكن ما يتجنب ذكره المؤمنون أنه اذا انخفضت قيمة هذا الثابت فكوننا لن يتأثر كثيرا من ذلك ويفضل أن تنخفض الى أن تكون مساوية للصفر حينها سنتمكن من رؤية مجرات بعيدة عنا أكثر في الكون و سيمكننا الوصول إلى مجرات أخرى إذا كانت لدينا التكنولوجيا للسفر إليها عند تباطئ سرعة توسع الكون.
لكن الثابت الكوني على ما هو عليه الآن يجعل من أي حضارة قد تطور تكنلوجيا للسفر السريع عبر الفضاء في حاجة لسرعة تفوق سرعة تمدد فضاء الكون للوصول إلى مجرات مجاورة لكن سرعة التمدد في تزايد مستمر مع مرور الوقت وكلما كانت مجرة بعيدة عن أخرى أكثر كلما كان تمدد الفضاء بينهما أسرع. يقدر أنه مع مرور 100 مليار سنة ستصبح سرعة تمدد الكون بيننا وبين المجرات المجاورة أسرع من الضوء ولن نستطع حتى رؤية ضوء نجومها التي تبقت إذا كنا مازلنا موجودين في كوكب بديل للأرض يدور حول أحد النجوم المتبقية. حاليا أي مجرة بعيدة عنا أكثر من 46.5 مليار سنة ضوئية لن نستطيع رؤيتها لنفس السبب. من كل ما سبق نستنتج أن الثابت الكوني ليس بتلك الدقة التي يسوق لها المؤمنون وربما يمكن قلب الطاولة عليهم والإشارة إلى عبثية تسارع تمدد الكون و ما هي الأشياء التي خسرناها بسبب ذلك.


هل الثوابت الفيزيائية ثابتة عبر كل من المكان والزمان؟

من المقدر أن كوننا المرئي يبلغ قطره حوالي 93 مليار سنة ضوئية لكن هذا ليس كل الكون بل الجزء الذي نستطيع أن نراه منه، بسبب أن توسع فضاء الكون يصبح أعلى من سرعة الضوء بعد تلك المسافة وبالتالي ضوء المجرات التي خارج الجزء المرئي لن يصلنا أبداً. من غير المعروف مدى كبر كامل الكون لكن يقدر العلماء حسب نظرية التضخم الكوني أن كامل الكون يكبر الجزء المرئي منه ب 150 سكستليون ضعف (بإضافة 21 صفر لل150). من الصحيح أن الثوابت الفيزيائية يفترض أنها ثابتة عبر كل من المكان والزمان، لكن هذا مجرد افتراض قد لا يكون الجزء المرئي الصغير من الكون كافيا لتبريره. إذا كانت الثوابت تختلف عبر المكان و / أو الزمن ، فيمكننا أن نفترض أن الجزء من الكون الذي نعيش فيه لديه الشروط اللازمة توفرها لإنتاج نوع حياتنا فنحن وجدنا لأن الظروف ملائمة و ليس هناك ما يدعونا للقول أن الظروف ملائمة لكي نكون موجودين.


الأكوان والثقوب السوداء:

لو سألنا أنفسنا لماذا نسبة البشر العقيمين لا تساوي نسبة البشر القادرين على الانجاب؟ أو بمعنى آخر لماذا احتمالية وجود شخص قادر على الإنجاب أكثر من احتمالية وجود شخص عقيم؟ طبعا إذا اعتبرنا العقم أمراً جينياً فقط فيمكننا القول أن العقيم لا ينجب وبالتالي لن يورث جيناته التي تسبب العقم للجيل الثاني. بعض من العلماء يفترضون وجود شيء مماثل من التكاثر والتطور عند الأكوان ويقولون بأن الأكوان القادرة على دعم وجود الثقوب السوداء (مثل كوننا) هي التي يمكنها أن تنتج أبناء من الأكوان (Fecund Universe)
يشير أولئك العلماء أمثال Lee Smolin أن الأكوان التي التي بها ثقوب سوداء بها المقومات الأساسية لنشأة الحياة بشكل ثانوي.


تعدد الأكوان حقيقة أم خيال؟

هناك الكثير من فرضيات الأكوان المتعددة يفترضها العلماء من منظورات مختلفة لا يسعني ان اذكرها هنا لكن يمكن البحث عنها بنفسك، طبعاً، جميعها لا تتعدى كونها فرضيات لا يمكن اثباتها لأننا كما يبدو سجناء هذا الكون ولا يمكننا عمل تجربة لاثبات صحة وجود أشياء خارجه حتى الآن. بالنسبة لي أنا لا أؤمن بوجود أكوان متعددة ولكني أعتقد انه شيء محتمل جداً لأننا موجودين في هذا الكون ونعلم أن وجود كون هو أمر ممكن وبما أن واحد ممكن ما الذي يمنع وجود أكوان أخرى؟ سيكون الأمر غريبا إذا لم يتكرر الشيء الممكن إذا أعطيناه وقت كافي أما إذا أعطيناه وقت لا نهائي فسيحصل لعدد لا نهائي من المرات، بينما الإله لا نعرف ما إذا كان وجوده ممكنا من الأساس. ان اشارة أحدهم الى الضبط الدقيق هو اعتراف بأن الكون بامكانه ان يكون على أكثر من شكل وهذا يصب في مصلحة فرضية الأكوان المتعددة. حتى لو افترضنا وجود خالق ما الذي سيجبره على التوقف عند كون واحد إذا كانت لديه حاجة في خلق الأكوان ومالذي يمنعنا من التفكير في محاولاته السابقة. نحن لا نحتاج تفسير جديد للأكوان الأخرى إذا كانت موجودة فبمجرد قدرتنا على تفسير وجود هذا الكون فسيمكننا تعميم هذا التفسير على البقية فلو أننا احتجنا إلى ثلاث ساعات لتجميد مكعب واحد من الماء فسنحتاج إلى نفس الوقت لتجميد عشرة مكعبات أيضا. قد يكون وجود إله و وجود أكوان متعددة هي أمور لا يمكن اثباتها ولكن الأكوان المتعددة هي تفسير طبيعي لما يسمى بالضبط الدقيق بينما وجود إله هو تفسير غير طبيعي وهذا أشد ما يكون بعدا عن العلم لأننا دخلنا في عالم الأرواح والأشباح والجن والملائكة التي كانت تعتمد كبدائل للتفسيرات الطبيعية وهنا قد نكون رددنا على القائلين أن تعدد الأكوان يناقض مبدأ نصل أوكام (ockham s razor) الفلسفي (الذي ينص على أنه عند تساوي نظريتين في القدرة على تفسير شيء ما فإن النظرية التي تحتوي على فرضيات أقل هي الأرجح) بل يمكننا ان نقلب الطاولة على الههم والقول أنه يتطلب الكثير من الفرضيات الخفية التي اشرنا إلى العديد منها طوال هذا المقال. ربما البشر أو أحد الشعوب المتطورة منا في المستقبل البعيد إذا لم ننقرض أو ندمر الحضارة قبل ذلك سيكون بإمكانهم خلق أكوان (ربما أفضل من هذا) إما كتجربة علمية أو في محاولة للهرب من مصير هذا الكون المظلم عند موت النجوم. فاحتمالية وجود خالق عاقل طبيعي لا يعني ضرورة أن إله دينك موجود و انما أكثر ترجيحا القول أن كوننا هو كون بداخل كون آخر وليس كوناً أصلياً.




هل هناك أثر للتصميم في الحياة؟

هناك الكثير من الناس من أديان مختلفة عندما تعطيهم بعض المعلومات من علم الأحياء يقولون سبحان …… (أحشر اله ديانتك في الفراغ) ويتجاهلون نظرية التطور (المثبتة بالكثير من الأدلة) التي تفسر ذلك و يصمون آذانهم عندما يتم ذكر المشاكل التي تواجهها تلك الكائنات الحية نتيجة ما يمكنهم أن يسموه عيوب في التصميم من نفس وجهة النظر التي لديهم. على سبيل المثال ، حواس البشر لإدراك البيئة التي حولنا ليست دقيقة فنحن لا نستطيع رؤية الأشعة تحت الحمراء للرؤية الليلية ولا نرى الأشعة فوق البنفسجية لحماية أنفسنا من سرطان الجلد ولا نرى الإشعاعات النووية التي بمقدورها أن تقتلنا. يوجد في أعيننا ثقب في شبكية العين لهذا الصورة التي يتلقاها دماغنا ليست مقلوبة وحسب بسبب مرور الضوء من عدسة العين الصغيرة بل أيضا غير مكتملة لوجود ثقوب في الشبكية التي تتلقى الضوء من عدسة العين. يقوم الدماغ بقلب الصورة إلى الوضع الطبيعي وأيضاً يقوم بملء هذه الثقوب من المشاهد المحيطة بها وبالتالي لا ندرك وجودها. لكي نكون قادرين على صنع الأصوات التي في لغاتنا البشرية ، فإننا أصبحنا عرضة لخطر الاختناق، لأن مدخل المريء والقصبة الهوائية متقاربتان جدًا من بعضهما البعض. أمور أخرى كثيرة غير مثالية فيما قد يسميه البعض تصميم الجسم البشري مثل أن الجهاز التناسلي والجهاز البولي يشتركان في بعض أعضاء الجسم و مشكلة العمود الفقري الغير مثالي للمشي على ساقين وينتهي بكثير من البشر بالمعاناة من آلام الظهر في مرحلة من حياتهم ولا ننسى سن العقل الذي وجوده غير مهم بل ويسبب آلام موجعة للكثير من الناس عند ظهوره.


فجوة الخلية الأولى:

إن عدم معرفتنا يقيناً بكيفية نشوء الخلية الأولى التي بدأت مسيرة التطور بالإنتخاب الطبيعي لا يعني أن تدخل قوى خارقة للطبيعة هو التفسير الوحيد بل هناك عدة فرضيات علمية تحاول تفسير هذا. لا يمكننا قياس الخلية الأولى بأحاديات الخلايا الموجودة الآن لأن جميع اشكال الحياة المعاصرة حتى البسيطة منها تطورت وبالتالي لا يمكننا حساب احتمالية نشوء حياة من تفاعلات كيميائية لاننا لا نعرف تركيب الخلية الأولى فالخلايا الأحادية لم يحفظها لنا السجل الأحفوري لهشاشتها. ان نشوء الحياة على الأرض كان بعد مليارات السنين من الانفجار العظيم وبالتالي لا يمكننا الحكم على عدم مقدرة العلماء على انشاء حياة من الصفر في المختبرات لانه ببساطة ليس لديهم وقت كافي، لكن العلماء تمكنوا من صنع مواد عضوية عبر تفاعلات كيميائة تحاكي حالة الأرض في ذلك الوقت (وهذه بداية جيدة). من المحتمل ان الحياة جائت من كواكب أخرى عبر الشهب أو النيازك. نحن لا نعلم بالضبط كيف بدأت الحياة ولكن هذا ليس دليل على وجود خالق لأن الجهل لا يستخدم لاثبات شيء. ولا يمكن تفسير مجهول (أصل الحياة) بمجهول آخر (إله).



حياة تصارع من أجل البقاء و وهم التصميم:

منذ ظهور الحياة على الأرض وهي تصارع من أجل البقاء بل أنها تعرضت لخمسة كوارث رئيسية وهي الانقراض الاوردوفيشي-السيلوري و انقراض العصر الديفوني المتأخر وكذلك انقراض العصر البرمي و انقراض العصرالترياسي-الجوراسي و انقراض العصر الطباشيري الثلاثي. جميعها سببت انقراضات جماعية مأساوية كادت لتبيد الحياة عن الكوكب تماماً ، بالإضافة إلى العديد من الكوارث الأخرى الأصغر حجماً لكن لا تقل مأساوية. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 99٪ من جميع الأنواع الموجودة قد انقرضت خلال تلك الحوادث المؤسفة أو غيرها. إن الفارق الزمني بين كوارث الانقراض الخمسة الكبيرة تلك هو في المتوسط 100 مليون سنة ولم يتبقى لنا إلا القليل من عشرات ملايين السنين إلى أن تكون احتمالية حدوث كارثة تسبب انقراض جماعي (للمرة السادسة) للكائنات الحية في جميع أنحاء الأرض شبه أكيدة وربما ستكون القاضية، هذا إذا لم يقم البشر بالمهمة بأنفسهم بنجاح بسبب استمرارهم في تدمير البيئة والتفنن في صنع الأسلحة الفتاكة، لكن ما ذنب بقية أشكال الحياة الأخرى لتحمل نتيجة خلل في أدمغة البشر. خلافا لما قد يعتقده البعض فالحيوانات ليست آلات بل لها مشاعر مثل الخوف والقلق والتوتر والجوع
بل وتعاني من اضطراب ما بعد الصدمة كونها لا تتكلم مثلنا لتعبر عن مشاعرها لا يعني أنها أقل أهمية فلو كان الأمر كذلك لكان الصم والبكم أو الأقل ذكاء أو حتى الأطفال في موقف لا يحسدون عليه . إن معظم الحيوانات تعيش في رعب يومي من أن يتم تمزيقها حية لتصبح وجبة طعام لحيوانات أخرى، لهذا تلجأ للاختباء لكنها في نفس الوقت مجبرة على تعريض نفسها للخطر في سبيل البحث عن الطعام لها ولاطفالها أو الموت من الجوع. الحيوانات المفترسة لا تفهم أن الحيوان الذي توشك على افتراسه هو أم أو حامل أو حتى طفل
بل انها إن لم تفعل ذلك سوف تعرض نفسها وأطفالها للموت من الجوع فهي لا يمكنها النجاة على الأعشاب. إن موت الأم لكثير من أطفال الحيوانات يعني حكم بالإعدام للوقوع فريسة سهلة أو حتى الموت البطيء من الجوع. كون البشر (حاليا) في قمة الهرم الغذائي جعلهم في رفاهية نسبية ولكن لم ينجوا من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والأوبئة التي تودي بحياة المئات والآلاف من الناس شيوخ وأطفال وحوامل بلا تفرقة أو مبالاة تذكر. يبدو أن هذا المصمم الذي يدعي وجوده المؤمنون غير مبالي أو غائب ومهمل أو في أسوء الأحوال سادي وعنيف. لقد عجز ذلك الإله المزعوم أن يزود الناس بالرحمة الكافية للاهتمام ببعضهم البعض بل أعطاهم كراهية وغباء وقدرة تدميرية كافية لإهلاك أنفسهم.

لقاؤنا في جزء ثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #