الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المواصلات بدمشق والحرب الكونية على سورية؟

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2021 / 12 / 6
سيرة ذاتية


المرأة المحجبة التي كانت تسخر من التي تركب على دراجة في سوريا وتسميها حسن صبي هي نفسها تعلمت على الدراجة في هولندا وغيرها اليوم وتراها تنتقل بها لأنها ترى جميع الناس تستخدمها في هولندا والتشريعات تحميها وتوفر الأمن لها.. الدراجة كانت ومازالت بصحبة الصينية حتى وصل بلدها للمركز الأول في الاقتصاد العالمي و الدراجة صديقة الكوبية التي امنت لبلدها خمسة لقاحات ضد كورونا بينما عجزت دولة كفرنسا ان تنتج ولو لقاح واحد.. ما الذي يمنع ان يغير السوريين عاداتهم.. كما دفعت أزمة الطاقة الصينيين نساء َرجالا الى استخدام الدراجة و لم تمنعهم من التفوق بل وفرت صحة وعافية لهم اغنتهم عن الرياضة.. فالمسافة بين ساحة الشهبندر حتى حي التضامن في المخيم كنت اقطعها مشيا رغم توفر باص خاص بتنقلاتنا صباحا ومساء للعمل في مجلة الحرية بدمشق و الصادرة من قبرص و رغم تلوث العاصمة السورية لان الجلوس في العمل كان كارثة لو لم اخصص هذه الساعة او الساعتين للمشي.. و كان بامكاني أيضا ان اخذ تكسي على حساب الشغل لأنني محرر واعتبر ان تأخري بسبب استغراقي بكتابة المادة السياسية التي علي كتابتها كل أسبوع أو تحرير بعض صفحات عدد مجلة الحرية احيانا لم أفعل ذلك الا مرة او مرتين خلال سنة لاني لا احب التبذير أيضا. .
حتى هنا في بلجيكا اقطع مسافات طويلة مشيا مع انه لعشرات السنوات لدى اشتراك شهري يسمح لي استخدام القطارات والباصات و المترو متى اردت.. بعد كورونا و اعتبار الباصات مصدر اساسي لكورونا بت تقريبا نادرا ما استخدم الباصات و جدتها فرصة لمقاطعة شركة الباصات التي في أغلب الأحيان تستطيع أن تصل مشيا الي هدفك قبل وصول الباص او انتهاء اللفات التي يتبعها الباص لتخديم اكبر عدد من المناطق في طريقه وانا بصدد شراء دراجة لاستخدمها كما يستخدمها المزيد والمزيد من البلجيك نساء ورجال..حيث أن طبيعة لييج ليست كهولندا فهي مناطق عالية و منخفضة ومتدوجة وليست منبسطة فاستخدام الدراجة في بعض المناطق يتطلب قوة عالية..
حتى في مهماتي الصحفية كان مضطرا من يرافقني او ارافقه ان يمشي بشكل ماراثوني.. فالمترجمة الألمانية كريستين جعلتها تمشي في ساحات وشوارع المدينة القديمة وخلف المسجد الأموي وحتى مطاعم الصالحية وحديقة الروضة و الوصول إلى ساحة الامويين اي مكتبة الأسد سيرا على الأقدام وكانت صبورة و روحها رياضية بل ذهبت إلى المخيم مخيم اليرموك معي ومشت في شوارعه وحاراته وهي فتاة جميلة جدا وشقراء بتعرفها انها اجنبية من بعد عدة كيلومترات والغريب انها تضحك كعادتها وتبتسم بطيبة وهي ترى أمور اعتدنا عليها بينما هي تسأل عنها كأنها من عجائب الدنيا السبع وهذه الشابة الألمانية الشيوعية لم تكن تجد في ذلك عيبا وهي الخبيرة في الترجمة من العربية الألمانية وبالعكس والتي تتبوأ مركزا مرموقا في ألمانيا الشرقية يومها..
من المفترض أن يغير الشعب السوري عاداته وهي فرصة للتخلص من تلوث العاصمة بحيث لا تخدم الباصات والسرافيس الا المناطق شبه النائية والأطفال وكبار السن..كتبت ذلك بعد أن قرأت تقريرا عن الازدحام على ميكروباصات العاصمة وهذه ليست بسبب الأزمة اليوم بل منذ اكثر من ثلاثة عقود. . اذكر انني امتنعت عن زيارة عمتي التي تسكن في الفيلا الغربية بالمزة اكثر من مرة بسبب رعبي من هجوم الناس على المواقف قرب وكالة سانا وقرب كلية الحقوق عند شمهم بحاستهم السادسة ان ميكروباث قد وصل.. انتظرت عدة مرات ان انتهز فرصة لاصعد الا ان الرعب كان يتملكني من الهجوم الساحق والمباغت الذين يشن على الميكرو لحجزه من العائدين والعائدات من اشغالهم في المدينة إلى الضواحي.. اي ان هذه الأزمة قديمة و مستعصية ولا علاقة لها بالحرب الكونية رغم شراستها على الشعب السوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر