الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب جديد للدكتور جواد بشارة بعنوان الكون الجسيم والكون المتسامي

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2021 / 12 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الكون الجسيم والكون المتسامي
L univers transcendant Ultime et l Univers particule
الكون المرئي ليس سوى جسيم أولي
L’Univers Observable n’est qu’une particule élémentaire
تأليف وإعداد وترجمة د. جواد بشارة

صدر للباحث العلمي والكاتب المغترب د. جواد بشارة كتاب بعنوان" الكون الجسيم والكون المتسامس: الكون المرئي ليس سوى جسيم أولي " عن دار الفرات للثقافة والإعلام والنشر والتوزيع في بابل ــ الحلة ـــ العراق 2021 بلغت صفحات الكتاب 810 صفحة مع تسعة عشر فصلاً وتمهيد ومقدمة وخاتمة مادة الكتاب مستمدة من دراسات وأبحاث لعدد من العلماء الكبار في الفيزياء وعلم الكونيات من بينهم ستيفن هوكينغ وروجرزبينروز وبرايان غرين وماكس تيغمارك وبول ديفز وكارلو روفيللي ولي سمولين وجون بيير لومينيت وجون بيير بتي وتران كسيوان ثيوان وإتين كلاين وأورليان بارو وأندريه ليندي ويونارد سيسكند وجوزيف بولشينسكي وميشيو كاكو وألكسندر فيلنكين وآخرون .


يبدأ الباحث كتابه بتمهيد نظري لمحتوى الكتاب تحت عنوان " من اين نبدأ وإلى أين نحن ذاهبون؟" تساءل فيه المؤلف عن أصل الكون وأصل الوجود الكلي المطلق وأصل الإنسا وأصل الحياة الخ.. ثم يناقش موضوعاً في غاية الأهمية والحساسية تحت عنوان " الثالوث المحير: الله، الدين، العلم" وهو عنوان لكتاب مستقل سيصدره الباحث قريباً طرح فيه الأسئلة الوجودية عن الله وعملية الخلق والدين ودوره السلبي في حياة المجتمعات باعتباره أفيون الشعوب وموقف العلم الحديث من كل ذلك. ثم يباشر بحثه بالفصل الأول الذي يحمل عنوان " أضواء جديدة على نظرية الانفجار العظيم ، وهي الصل المفترض للانفجار العظيم ونشأة الكون المرئي والذي يستكمله في الفصل الثاني الذي يحمل عوان" أصل العالم" ، والفصل الثالث بعنوان" الكون الكمومي أوالكوانتي أو حكايات الكوانتوم الغريبة" حيث يغوص في اللامتناهي في الصغر وماهية الكون في عالم الكموم الغرائبي حيث تتوقف أو تتعطل قوانين الفيزياء الكلاسيكية بل وحتى قوانين النسبية. وفي الفصل الرابع يتطرق إلى " كون آينشتاين" المبني على أساسيات نظريته النسبية بينما يلقي الضوء في الفصل الخامس على الموجات الراديوية الغامضة" وفي الفصل السادس يحدثنا عن الكون التبادلي أو الدوري أو التعاقبي وفق رؤية روجرز بينروز أما في الفصل السابع فنطلع فيه على نجاح العلماء في تقليل ضوضاء الإشارة الكمومية وفي الفصل الثامن يشاركنا في البحث عن الكون الموازي" حسبما ورد في أطروحة أندريه زاخاروف وجون بيير بتي ، وفي الفصل التاسع تفاصيل عن الكون الفقاعة أو النموذج الكوني المغاير" وفي الفصل العاشر يطلعنا على معلومة تحت عنوان " نصف الكون المرئي مفقود وقد وجده العلماء للتو كما جاء في كتاب بهذا العنوان للعالم الفرنسي الفذ جون بيير بتي ويستمر المؤلف في الخوض في أبحاث متقدمة حول المادة في الكون في الفصل الحادي عشر" أما في الفصل الثاني عشر فيبحث عن الحجم الحقيقي للكون وفي الفصل الثالث عشر يلقي الضوء على اختلال حفظ الطاقة في الكون وفي الفصل الرابع عشر يحدثنا عن إرهاصات كونية معاصرة وفي الفصل الخامس عشر يدعونا للاستماع لصوت الكون المرئي وفي الفصل السادس عشر يطلعنا على محاولات علماء الرياضيات إثبات إن الكون واع ، ما يفرس نشوء الحياة والوعي والذكاء فيه وفي الفصل السابع عشر قراءة لأفكار ورؤية العالم الفرنسي جون بيير لومينيت في كتابه رغوة الزمكان وفي الفصل الثامن عشر غوص في مسألة المادة الأصلية المرئية والمادة الخفية في الكون المرئي حسب رؤية برايان غرين وفي الفصل التاسع عشر بحث في نشأة الكون ونهايته وأطروحة الأكوان المتعددة كما وردت في كتاب ماكس تيغمارك الكون الرياضياتي.وفي الكتاب العديد من الصور والرسومات البيانية والجداول والمعادلات والإحصائيات والجداول .
لقد تعلمنا في المدرسة في درس الفيزياء في أواسط القرن العشرين " أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث، أو لاتخلق، من العدم"، وهذا قانون علمي فيزيائي لا يمكن دحضه أو الطعن به. وتعلمنا أيضاً أن المادة والطاقة وجهان، أو حالتان " لجوهر" واحد، ويمكن تحويل أحدهما إلى الأخر. ثم عرفنا فيما بعد أن هناك عدة حالات للمادة وعدة أنواع من المادة والطاقة، فهناك المرئي منهما والمضاد وهناك المظلم أو الأسود أو المعتم أو الداكن أو اللامرئي، وإذا كان غير مرئيا فهذا لا يعني أنه غير موجود. فهناك المادة التي نعرفها وهناك المادة المضادة التي نعرف بوجودها ويمكننا إنتاجها في المختبرات لكنها غير متوفرة في حياتنا اليومية و لا نعرف عنها الكثير، وهناك الطاقة التي نعرفها بكل أشكالها، وهناك الطاقة السوداء أو المعتمة أو المظلمة التي تقف وراء ظاهرة التوسع الكوني .وهناك الوجود ، بمفهومه العلمي وبمفهومه الفلسفي وبمفهومه اللاهوتي أو الثيولوجي، وهذا المفهوم الأخير يفرض علينا الإيمان والاعتقاد بموجد لهذا الوجود ، ولكن المعضلة هي في ظاهرتي الزمن والمكان ، أو الزمكان ، كما أسماه آينشتاين مبدع النسبية العامة والخاصة، فهل هذا " الموجد" للوجود موجود؟ وأين يمكن أن يتواجد؟ هل في المكان الذي نعرفه بأبعاده الهندسية الإقليدية المألوفة؟ هل هو داخل الوجود أم خارجه ، أو في مكان آخر؟ وهل هو موجود قبل الوجود؟ ومنذ متى؟ هل هو موجود في نطاق الزمن الذي نعرفه أم في زمن آخر كان موجوداً قبل عملية الخلق؟ وماذا كان يفعل قبل عملية الخلق؟ وهل كان لديه الخيار في خلقه للعالم؟ فهناك زمان كوني وزمان وجودي وزمان نسبي وزمان مطلق الخ..، وفق هذه الرؤية الميثولوجية. وهناك الكون المرئي الذي نعرفه وندرسه ونتعاطى معه بأدوات علمية ورياضياتية، وهناك ما قبل هذا الكون المرئي ، المعروف فيزيائياً بما قبل الانفجار العظيم أو ما قبل البغ بانغ، ما يعني وفق منطق الفيزياء أنه لا بد من وجود ما هو أكبر وأسع واشمل من الكون المرئي كما تقول أطروحة تعدد الأكوان ،أي أن هناك حيز مطلق لا حدود له و لا بداية ولا نهاية له، وهذا الحيز المطلق هو الذي يحتوي ويضم كل ما هو موجود بما في ذلك كوننا المرئي ، و معه الأكوان المتعددة ، اللامحدودة أو اللامتناهية العدد ، ولو اعتبرنا أن هذا " المطلق الوحيد" حي واعي وفي حالة حركة دائمة وتجدد مستمر منذ " الأزل" وإلى " ألأبد" أو إلى ما لا نهاية، فيمكننا اعتباره " الله" وفق المنطق الرياضياتي العلمي ولكن ليس في صيغته الميثولوجية لأنه لم يخلقه أحد ولا يخلق شيئاً، وهو الوجود الحقيقي الوحيد الممكن الوجود والواجب الوجود على حد تعبير المتصوفة، وكل شيء ما هو إلا جزء منه ، سواء كان ظاهراً أو خفياً، مرئياً أو غير مرئي، ما يعني أن هذا المطلق أي" الله" ليس سوى طاقة و جوهر، أو ماهية لا نعرف كنهها، لم يخلقها أحد وليس لها موجد و لا توجد في مكان و لا في زمن محدودين ، ومنها انبثق وينبثق دوماً كل شيء ، وأن كل ما يوجد إن هو إلا جزء من تكوينها ، سيما في جانبه المادي الذي نعرفه ، بما فيه نحن البشر وكافة الكائنات الأخرى، وهناك الكثير من المكونات التي لا يعرفها البشر ، فهناك مواد مجهولة من قبل البشر وتستعصي على إدراكه المحدود وقابليته العلمية البدائية، ومن بينها الروح أو النفس، و لا تعرفها إلا الحضارات الكونية الأقدم والأكثر تطوراً، لأن كل ما هو موجود مادياً أو فيزيائياً يكون قابل للحساب والقياس ويكون كمومياً quantifiable أو ويمكن التعبير عنه من خلال العلاقات والمعادلات والأرقام والأعداد الرياضياتية التجريدية ما يعني أن الواقع المادي قابل للرقمنة لذا لا يمكننا القول " أن الله موجود" لأن ما هو موجود بالمعني الحسي يكون محدوداً ومعرضاً للقدم والشيخوخة والاستهلاك و لا يمكن تصوره أو إدراكه إلا مكانياً، وحصره بحدود الأبعاد المكانية الهندسية الإقليدية، أي في إطار المحدود الوجودي، أي ما هو إلا شيء من بين الأشياء، في عالمنا المحسوس والقابل للإدراك والفهم والاستيعاب البشري. ولكن هناك بالتأكيد أشياء تختفي وراء الواقع الظاهر الذي نعيش فيه، هناك عالم آخر غير مرئي كما يقول مورفيوس لنيو في فيلم ماتريكس وعلينا إدراكه بالعقل. فإذا غاب العقل ظهرت الخرافة وإذا سادت الخرافة ضاع العقل كما يقول سبينوزا لذا يجب إتباع منهج ديكارت وسبينوزا، على غرار منهج تفسير الطبيعة المبني على الملاحظة والتجربة والبرهان وعلى كافة المعطيات اليقينية، فلا يمكننا عن طريق الخرافة والمعجزات معرفة الله واثبات وجوده أو سبر ماهيته. إن عملية الخلق للجزيئيات والموجودات النسبية، لم تجر وفق السيناريو الميثولولجي الديني الخرافي الذي قدمته النصوص الدينية المتمثل بخلق الله لآدم ومن ضلعه أخرج حواء التي أغوت آدم بارتكاب الخطيئة الأولى وأكله ثمرة الشجرة المحرمة كما تقول الأسطورة الدينية. فكوننا المرئي لم يأت جراء إرادة إلهية خارقة تجسدت عملياً تلبية لمقولة كن فيكون من العدم واللاشيء. وبأن اللاشيء الذي انبثق منه الشيء المادي الملموس هو في حقيقة الأمر الخواء الكمومي أو الكوانتي والمعروف لدى العامة بالفضاء الفارغ أو الفراغ الكوني والفراغ الكمومي ، وهو غير الخواء، والذي يمكن التعامل معه بنظريتي النسبية العامة والميكانيك الكمومي أو الكوانتي، فالنسبية العامة تتعاطى مع قوة الثقالة أو الجاذبية لكنها في جوهرها نظرية المكان والزمان أو الزمكان وتشرح وتفسر ديناميكيات حركة الأجسام خلال الفضاء الكوني، بل وتتناول أيضاً ديناميكيات الفضاء نفسه وتوضح تطوره، أي تعمل في نطاق اللامتناهي في الكبر. بينما نظرية الكموم أو الكوانتوم تتعامل مع الجسيمات ما دون الذرية وأصغر المكونات المادية والطاقوية للكون المرئي، أي اللامتناهي في الصغر.
الروحانيون والمتدينون وأصحاب العقل الخرافي لايمكنهم أن يستوعبوا فكرة نشوء شيء من لاشيء الذي هو في الحقيقة انبثاق شيء ما من فضاء فارغ ظاهريا لكنه مليء بالجسيمات الافتراضية غير المرئية وغير القابلة للرصد حالياً وهو فراغ سابق للوجود المادي وهو بدوره ناشئ من اللامكان، وبالتالي تراهم يركنون لتصور مثالي رومانسي عن إله يسمونه الله هو الوحيد القادر على أن ينتهك المستحيل ألا وهو إخراج أو صنع شيء من لاشيء حسب اعتقادهم. وهو الأمر الذي ردده طيلة آلاف السنين علماء اللاهوت وقالوا بضرورة وجود قوة وراء الطبيعة وخارج الكون واعتبروه الممكن الوحيد. لكنهم عاجزون عن الرد والإجابة على سؤال لماذا وجد الوجود؟..وماذا كان قبل وجود الوجود؟ وماذا كان الله يفعل قبل وقوع حدث الانفجار العظيم الذي يتحدث عنه العلم...؟ هذا ملخص لمحتويات وفصول هذا الكتاب الذي كان يسعى لفتح نافذة جديدة للوعي والتفكير والتأمل في موضوع الكون والوجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية