الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الاجتماعي ... نتيجة خيارات

محمد الطيب بدور

2021 / 12 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


قد نظن أن المدخل الرئيسي لتفسير العنف الاجتماعي و تكسير ما لم يكن قابلا للكسر في زمن سلم اجتماعية مزعومة هو الصراع بين أشكال السيطرة و الحرمان المراكم للكبت قبل أن يتحول المستقبل الى أحجية ...قبل أن ينجلي في كسر النوافذ و استعمال الأدوات القاطعة و التسلح بالكلمات البذيئة و تفادي الخطر باحياء نواتات صلبة تحمي مصالح فئات و قطاعات هي الأخرى تنقسم في داخلها كتلا متصارعة في خضم تجزئة أصابت خاصة كل ما له علاقة بالمرفق العمومي .
لذلك تتشظى منظومات ظلت الى وقت قريب ملاذ الفقراء و متوسطي الدخل ... فقدت توازنها و ألقت بكل تناقضاتها لبعثرة منظوريها في سابقة خطيرة حيث فقدت المدرسة أشرعة رسالتها و تناسقها..
المدرس الذي يهينه تلاميذه و هو يعطيهم درسا في مبادىء الأخلاق ...الولي الذي لا يجد حرجا في تحقير المربي لأسباب عدة في سياق انهيار ريادة التربية لمجتمع فاقد للتوازن الاقتصادي والاجتماعي و القيمي ..في سياق استحالة اصلاحات جوهرية تستهدف انقاذ المرفق العمومي ضمن
توجهات و موازنات أصبحت خاضعة لسيطرة الصناديق الدولية و علاقتها بدولة غارقة في الفساد همها الوحيد تقديم جرعات مغالطية و اطالة الأزمات المتفاقمة ... جرعات سرعان ما تلتقطها أطراف و مكونات لاغراق المنظومة المتداعية في صراعات تزيد في تفتيتها و النزول بها الى الدرك الأسفل.
ماذا ننتظر من تناقض صارخ و صراع كان في القديم ملتبسا أصبح اليوم يهدد جيلا بضياع سببته اختيارات الانتقاء و الاقصاء و تنافس و بمعايير لم تعد ذاك المصعد الاجتماعي للكثير من شرائح المجتمع و لكن بمعايير شرسة تعتمد البشر سلعة قابلة للتلف أوالتصدير في سياق عولمة تستقطب
بمغرياتها الاستثمارفي الذكاء البشري ...عملية تفرغ الوطن من أدوات التفكير و البحث و الاعتماد على الذات ...سباق محموم تتآكل فيه مكونات المشهد التربوي و أدواته لنشهد انحدارا وتدحرجا و بأساليب جعلت من كل المكونات التربوية حلبة صراع و اصطفافات لن تخدم سوى القادرين بالنأي بأبنائهم عن وضع طال عفنه أدق تفاصيل الحياة المدرسية ... تفاصيل أقلها فقدان الحياة و الانقطاع و استحالة مسايرة نمط يهمش الضعيف و الفقير ...نمط يجعل من رسالة المربي تيها و حيرة و شعورا بالعجز ...دون الانتباه أن الجميع ضحية حتمية لخيارات مجتمعية تقودها سياسات ملغزة لا ترى البشر الا ضمن سياسات اقتصادية و ثقافية و اعلامية تفقر البشر في كل الاتجاهات و لا تراهم و هم يتفككون في حاضر لا أفق له ....لذلك يبدو العنف في ظاهره محكوما بعلاقات بين الأفراد و المكونات المشكلة للمنظومة ...قبل أن يتكشف عاريا في مستواه العميق في سياسات تتحكم في كامل المشهد الاجتماعي ... لذلك يأكل الفقراء و المقهورون بعضهم ....لذلك تفتح جبهات صراع بين الولي و المدرس تاركين لمن يتحملون المسؤولية الوضع الآمن ...وضع يمنع عنهم الرؤية الصحيحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة تتحول لأزم


.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعود إلى الواجهة من جديد بعد




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. وتل أبيب تتحدث عن منط


.. الجيش الروسي يحاول تعزيز سيطرته على شرق أوكرانيا قبيل وصول ا




.. مع القضم الإستراتيجي والتقدم البطيء كيف تتوسع إسرائيل جغرافي