الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحظور / المسموح : ثقافيا

بلقيس خالد

2021 / 12 / 9
الادب والفن


ورقتي المشاركة في الندوة العلمية الموسومة العنف الثقافي والاجتماعي للمرأة، التحديات والتمكين. التي اقامها قسم التأريخ بالتعاون مع الاكاديمية الدولية لبناء القدرات/ مكتب العراق، برعاية السيد رئيس جامعة البصرة أ،د سعد شاهين.
وبإشراف السيد عميد كلية التربية للعلوم الانسانية أ،د حميد سراج جابر. مدير الندوة الاستاذ الدكتور ساجد الشرقي.
صباح الأربعاء 8/ 12/ 2021 على قاعة مدينة العلم

المحظور / المسموح : ثقافيا
بلقيس خالد
يتنوع العنف بتنوع البيئات واللغات، ويزداد العنف عنفا
حين يستهدف المرأة، فهي الهدف الاستراتيجي للتعنيف
على مدار الوقت.
العنف الثقافي : في كل الأحوال ينضّد كرد فعل تقوم به جهة ٍ مستفزة
قلقة على رصيدها السيادي المطلق. فهذه الجهة ترفض الشراكات
التي تعني المناصفة، ولا تؤيد سوى التشارك الجزئي/ الفرعي الذي لا يؤثر على سيادتها المطلقة.
تتناول ورقتي المحظور والمسموح في النص النسوي.. وسأنضد ذلك تراتبيا ً.
تثمين النص النسوي : يكون في الغالب وحدة قياسه : كم نسبة الغواية الحرة في النص النسوي !!
هذا التثمين : يبخس ُ قيمة المرأة ويؤطرها في الراسخ الأبدي. ويجردها من العقل والذات المستقلة.
الثقافة النسوية : متوفرة كبضاعة والطلب عليها لا تشوقا لأسلوب المرأة في الكتابة أو مدى مهاراتها في الاستفادة من تقنيات الحداثة
لازالت النظرة ذاتها لدى الجنسين : كلاهما ينظران للنص النسوي من العين السحرية في الباب.
اتوقف عند أربع أديبات
(1) غادة السمان
(2) فدوى طوقان
(3) د يزي الامير
(4) مي زيادة
قبل فترة نشرت غادة السمان وهي الأديبة الجريئة في كتاباتها
رسائل الشاعر الكبير أنسي الحاج ورسائل الروائي غسان كنفاني ..ولم تنشر رسائلها لهما، والسبب : ربما أن الأديبة تخشى من تعنيف مزدوج : مجتمعي وثقافي .
د يزي الأمير: نشرت رسائل حبيبها الشاعر خليل حاوي والذي كانت خطيبته بشكل رسمي. ثم افترقا. وفي نشرها للرسائل حاولت حجب بعض الجمل الحميمية بينهما وحين اطلع شقيق الشاعر خليل حاوي على الرسائل اعترض على ذلك في مقالة نارية وطالب في مقاضاة الأديبة د يزي الامير.
مي زيادة : طلبت من العقاد أن يعيد رسائلها فأمتثل الرجل لطلبها.
فدوى طوقان : نجد في كتاب (صفحات مجهولة) للناقد رجاء نقاش فقط رسائل أنور المعداوي إلى فدوى طوقان بينما غيّبت رسائلها له.
نرى من خلال هذه المشاهد الثقافية ان الكاتبة اخفت مشاعرها الحسية المتبادلة مع المرسل إليه خشية على صورتها المثالية المجتمعية.. وتحاشيا للعنف الثقافي والمجتمعي.
في أحدى المرابد (مهرجان المربد) أجريت استفتاءً مع الأديبات : هل ستكتبين سيرتك الذاتية؟ فكانت الاجابات معظمها : لا. مع نظرة استغراب وقلق. تساءلت لماذا؟ كانت الاجابات متشابهة: لا احد يرحمنا وسيكون الأذى الاكبر من نصيب أسرنا.

الروائية العراقية هيفاء زنكنة : كتبت سيرتها حين كانت سجينة في سجون النظام السابق.. واقتصرت السيرة على فترة السجن فقط.

نوال السعداوي كتبت سيرتها بثلاثة أجزاء (أوراقي ..حياتي)
تناولت حياتها من طفولتها ونضالها في الجامعة والسجون وأثناء عملها كطبيبة كانوا يعاقبونها في نقلها إلى الأماكن النائية وبخصوص الباحثة والناشطة نوال السعداوي فأن انطباعي كقارئة كان الرقيب في داخلها ينقذها من الاسهاب في التفاصيل.

الباحثة والناقدة فاطمة المحسن صدر لها قبل أقل من شهر (الرحلة الناقصة) تتناول فيها محطات من حياتها في السجون العراقية والمنافي وعلاقاتها المتنوعة مع زوجها المفكر فالح عبد الجبار.
وتخبرنا المحسن (أنا هنا أسجل تجربتي هذه أول مرة فقد رفضتُ تدوينها رغم إلحاح الأصدقاء وفالح – تعني زوجها المفكر فالح عبد الجبار – الذي كان يقول لي ينبغي أن تتخلصي منها بالكتابة ص100) وفاطمة المحسن تتحدث عن اعتقالها في منتصف السبعينات، وهي ترفض تدوينها لبشاعة التعامل معها أثناء التعذيب. وهنا تسمو كرامة المرأة فترفض ان تنال عطفا عليها كضحية.
الروائية ليلى البلوشي صدرت لها في 2014 رواية عنوانها(رسائل حب مفترضة بين هنري ميلر وأناييس نن) وفي الغلاف صورتهما في ص11 استقبلتني هذه المقدمة:
(هذه الرسائل من(قلب) و(فكر) ليلى، أما الكاتبان الشهيران هنري ميلر وأناييس نن فهما مجرد افتراض) أليس في حيلة القناع يتحصن الوجه من الأذى؟ ويكون لكل من ميلر ونن دوريّ قلب وعقل ليلى وهكذا تكون شخصية المؤلفة بعيدا عن أي أذى ثقافي او اجتماعي.

في كتابها (عصيان الوصايا) لطفيّة الدليمي قائلة :
(كان عليّ أن أخترق أول التابوهات مطوّقة بخوفي وحده، شهوة مواجهة المجهول هي ما يجعل الخوف وليس الاقدام دافعا لاختراق المحرمات).
هناك حيلة تقنية تتوسلها بعض الروائيات إذ يجسدن لقطات متناثرة من حياتهن في بعض شخوص الروايات.

حين نتعقب تاريخ القصة القصيرة العراقية، ستصادفنا كاتبات بصريات استعملن أسماء مستعارة، خشية ً من التعنيف المجتمعي الذي يقابل الفعل القصصي.. بطريقة مستفزة.
للكتابة النسوية بصورة عامة مساحة واسعة من حرية الإبداع : مطبوعات روائية وشعرية ولوحات تشكيل ومساهمات مسرحية ومشاركات بورش ثقافية داخل / خارج العراق.
علينا أن نعي جيدا أن الحرية : مفهوم واسع وعلينا كنساء مثقفات أن نحترس فالحرية مفخخة أيضا. إذن علينا أن نحسن التعامل مع حريتنا. فالوعي بالظرف المجتمعي يجب أن يرافقه فهمنا للحرية،
ومساحات الابداع لا ضفاف لها. فالكتابات المؤائمة للمجتمعات الأخرى منسجمة مع بيئتها.. بالنسبة لي أراها لا توائم مجتمعي الذي يئن من ويلات لا حصرلها.. كما أن مشكلات البلدان المتقدمة نسويا
تمثل ترفا.. لا يتوفر لنا في بلداننا العربية
ونحن كمثقفات لا يعني أننا نمتلك الحصانة من العنف الثقافي والمجتمعي.
هناك أيضا التعنيف الثقافي النسوي/ النسوي، وهذا يحتاج ورشة عمل خاصة.
كثيرا ما اتساءلُ
هل هناك حلول لهذا العنف؟
الندوات على مر الزمان هل قدمت لنا حلولا؟
لماذا نقيم هذه الندوات؟
من يمكنه سماع أصواتنا؟
من خلال عملي في الوسط الثقافي..اتأمل كثيرا هذا العنف واحاول جاهدة ان اكتشف الحل.. ولكن لا حلول.. العنف دائم مادام هناك رجل وامرأة وعمل.
مسك ختام ورقتي : تجربتي الشخصية مع العنف الثقافي،تعلمتُ منها :كيفيات غزيرة في تخفيف صدمات العنف ..العنف الذي يزيدني إيمانا بمواصلة طريقي الثقافي مادامت الرعاية الشفيفة الزرقة هي مظلتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا