الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولائيون الشيعة عملاء لإيران بإمتياز

وسام صباح

2021 / 12 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


في عهد صدام حسين و نظام البعث ، نشطت الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق تحت شعار المعارضة للنظام الدكتاتوري القمعي الذي تعامل مع أعضاء هذه الأحزاب بقسوة كبيرة، وأعدم الكثير من قيادات وأنصار هذه الأحزاب، ليس لكونها معارضة للنظام فقط بل لأدائها قسم الولاء والإخلاص لتكون عميلة وأجيرة مخلصة لنظام فارسي صفوي يعادي العراق تاريخيا منذ آلاف السنين . ايران بلد له أطماع استراتيجية بعيدة المدى لابتلاع أرض وخيرات وثروات العراق، يريد ان يجعل منه بلدا تابعا له ويستغل المذهب الشيعي لغسل عقول الشيعة البسطاء ويوهمهم أنهم المدافعون عن المذهب واهل البيت وعن شيعة العراق والعالم .
لقد احتضنت الدولة الفارسية الخمينية الأحزاب الشيعية العراقية ليس حبا بهم بل لتسخيرهم كأدوات لخدمتها في ابتلاع العراق، كما آوت كل العراقيين الهاربين من نظام صدام والمسفرين من الأصول الفارسية و عديمي الولاء للعراق وشعبه وتربته . جمعهم نظام الولي الفقيه وغسل عقولهم وجندهم كعملاء للعمل في خدمته ضد بلدهم العراق، جعل منهم منظمات وفصائل مسلحة معادية وابرزهم فيلق بدر الذي كان يقاتل الجيش العراقي في حرب السنوات الثمان ، و كان مسؤول الفيلق هذا هادي العامري الذي قال في لقاء تلفزيوني مع مراسل إيراني على الجبهة العراقية الإيرانية انه يقاتل العدو العراقي، وانه جندي صغير تحت امرة الخميني ينفذ ما يطلبه منه .
أسس النظام الخميني ومن جاء بعده عصابات ولائية لخدمته و نصب قادة للعمل كعملاء وجواسيس له لتمزيق العراق وسرقة خيراته وارسالها الى ايران .
عند الأعداد الأمريكي لغزو العراق قبل عام 2003، كانت المخابرات الأمريكية والبريطانية ترعى وتجمع العملاء من كل حدب وصوب في مؤتمر لندن وصلاح الدين وتنسق بينهم لحكم العراق بعد اسقاط صدام ونظام البعث . وقد نسقت المخابرات المركزية الأمريكية مع إيران وعملائها الشيعة محمد باقر الحكيم و اخيه عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة والمجلس الأعلى وشراذم اخرى جمعتهم ليكونوا نواة لحكومة عراقية قادمة مقابل تعاونهم معها مقابل تسهيل التدخل الإيراني للأمريكان في العراق لإكمال خطة الغزو وتحطيم جيشه وإسقاط نظامه .فعملوا بمبدأ (عدو عدوي صديقي).
بعد إكتمال الغزو الأمريكي البريطاني للعراق واحتلاله عسكريا وإسقاط نظام صدام والبعث، دخلت عناصر فيلق بدر وعصاباته الولائية الى ارض العراق من الحدود الإيرانية للإنتقام وقتل الضباط الطيارين العراقيين و كبار الأطباء وعلماء الذرة والمثقفين بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية لتحطيم العراق علميا وعسكريا. فتم تصفية المئات منهم وهرب مَن تمكن من الهرب منهم الى خارج العراق . كما دخلت خفافيش الظلام الولائية للعبث بالعراق وقتل العراقيين والتحضير لحرب طائفية التي بدأتها إيران بتفجير المرقدين العسكريين في سامراء بأيدي عملاء إيرانيين ألقى الجيش العراقي القبض عليهم واطلق سراحهم نوري المالكي ليعودوا سالمين إلى إيران .
بعد استلام بول بريمر الحكم في العراق، اسس مجلس الحكم مكافأة للعملاء المشتركين بتسهيل غزو العراق. و عملوا على كتابة دستور جديد مفصلا على مقاسات أفواه الطامعين بالعراق من شيعة وسنة وكرد . كل يكتب ما يناسبه من فقرات بالدستور، ولا من معترض لأن الكل مشاركين بسرقة العراق وخيراته وثرواته، متقاسمين مناصبه العليا في محاصصة مذهبية طائفية واثنية مقيتة . فتم تقسيم المناصب الرئاسية بين المتنفذين الثلاثة سنة وشيعة وأكراد . كما تقاسموا الوزارات السيادية والخدمية حسب الرغبة وكمية المنافع التي تدرها على الأحزاب، استلم الوزارات عتاة اللصوص والمجرمين مرشحين عن احزابهم .
في كل انتخابات برلمانية يشتغل المزورون المحترفون بإرشاد وتعاون (الجمهورية الإسلامية الشقيقة) ليفوز العملاء بمقاعد البرلمان بأعلى الأصوات للسيطرة على الدولة واختيار رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس البرلمان من تلك الأحزاب بعد موافقة المخابرات الإيرانية والأمريكية على الأسماء المرشحة بعد إعطاء الولاء لتلك الدولتين للعمل كخدم صغار لخدمة مصالحها وأطماعها في نهب خيرات العراق والسيطرة عليه سياسيا وعسكريا واجتماعيا.
لقد نفذ العملاء ما أراد الأسياد، واقتسم الذباحون بينهم لحم الذبيحة، ولم يتركوا حتى عظامها وجلودها ألا وتقاسموا عليه .
لقد زرع الولي الفقيه الطامع بالعراق والمخطط للإنتقام منه بعد حرب السنوات الثمان، أيدي عملائه من الأحزاب الحاكمة بإصدار التعليمات بتدمير اقتصاد العراق، لتدمير الصناعة والزراعة فيه، لكي يتحول الى سوق مستهلك للبضائع الإيرانية والتركية، وسحب أموال النفط العراقية بالدولار لتحويلها الى ايران وتركيا بالمليارات وافقار الشعب العراقي وتجويعه، حتى الخيار والطماطم والدجاج والبيض الفاسد يستورد من إيران، كما تم الإيعاز للعملاء بتفكيك المصانع الكبرى الحكومية وارسال المكائن والمعدات الثمينة إلى إيران عبر الحدود المفتوحة بلا حارس ولا رقيب بإشراف عصابات التهريب المنظمة من الشيعة والأكراد .
كما صدرت الأوامر بعدم بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية وشبكات التوزيع في العراق وعدم بناء مصافي النفط ليبقى العراق مستهلكا ومحتاجا للكهرباء والغاز والبنزين الإيراني. والدولة الصفوية تحرص ان يصل ميزان التجارة مع العراق الى 20 مليار دولار سنويا لامتصاص ثروات وأموال العراق لتعويض الخسائر الإيرانية من العملات الصعبة من جراء الحصار الأمريكي على الصادرات الإيرانية .
ساهم نظام الولي الفقيه في بناء و مساعدة تنظيم القاعدة الإرهابي من خلال إيواء ابناء الإرهابي الدولي أسامة بن لادن في إيران، وزرع عناصره في داخل العراق للقتل والتخريب . كذلك شجعت إيران و الرئيس الأمريكي الخبيث براق اوباما عصابات داعش في احتلال المحافظات الشمالية والغربية من ارض العراق، واشاعة القتل وقطع الرقاب على الهوية ونشر فرق الموت في الطرقات . فبدأت بتفجير السيارات والعبوات الناسفة في المساجد السنية والحسينيات الشيعية والشوارع لعمل فتنة وحرب طائفية في العراق بين السنة والشيعة .
لأكمال احكام السيطرة الإيرانية عسكريا على العراق، استغلت حكومة الولي الفقيه فوضى الغزو الداعشي و اطلاق فتوى السيستاني للتطوع لقتال عصابات داعش، فتم الإيعاز بتأسيس الحشد الشعبي ليكون الرديف لفيلق القدس و الشبيه بالحرس الثوري الفارسي، واستلام قياداته من قبل عملاء وخدم قاسم سليماني ليحكموا السيطرة عسكريا على العراق بقوة توازي الجيش والشرطة بقيادة قاسم سليماني و خادمه الأمين أبو مهدي المهندس. لضمان عدم حصول أي انقلاب عسكري سني يسحب البساط من تحت الأحزاب الشيعية والعودة للحكم في العراق ثانية . و لم يكتفوا بذلك بل اسسوا فصائل المقاومة لتكون الرديف الشيعي الولائي لأيران لضمان الولاء لدولة الولي الفقيه الفارسي في إحكام القبضة على العراق لقرون طويلة قادمة. ولازالت كل الخطط الخبيثة الفارسية تنفذ بكل دقة في العراق تمهيدا لإعلان العراق محافظة ايرانية وليس بلدا عربيا .
الان قطعت (الجارة المسلمة الشقيقة) كل مياه الأنهار القادمة من إيران والتي تصب مياهها في العراق لإرواء المزارع وللشرب، ولم ينطق أي عميل ايراني من العراقيين بالاعتراض على ولي نعمته الفارسي لهذا العمل العدواني والإجرامي، بسبب الأضرار التي سببتها هذه الجارة الخبيثة للعراق و دمار اقتصاده و تجفيف مزارعه و ابادة ثروته الحيوانية والسمكية، وتهجير سكان المدن والقرى المعتمدة على مياه تلك الأنهار .
فهل بعتم أيها الولائيون وطنكم وشرفكم وغيرتكم على وطنكم، واصبحتم فارسيين أكثر من الفرس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله شوفينيه عنصريه بروبعثيه كريهة ليس مقصدها
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 12 / 10 - 20:18 )
شريف -في بناء عراق الخير لجميع العراقيين


2 - وشهد شاهد من اهلها بالعمالة
وسام صباح ( 2021 / 12 / 10 - 22:55 )
تعبيرك يدل على علاقتك بهذه الزمر الضالة التي تدين بالولاء للولي الفقيه الذي قطع المياه عن شعبك و دمر مزارعه و مصانعه و نهب خيراته . المتألم هو اول من يصرخ .


3 - برميل نفط مقابل برميل ماء
بارباروسا آكيم ( 2021 / 12 / 10 - 23:37 )
السيد الكاتب المحترم
أولاً : الولائيون ليسوا فقط شيعة فهم من مختلف الأطياف هل تستطيع مثلاً أن تقول لي أين تصنف المدعو ريان الكلداني ، و مشعان الجبوري و مسؤول الوقف السني الذي يسميه شباب تشرين ب ( سارومان )

ثانياً : الولائيون ليسوا فقط ولائيي ايران
فهناك ولائيين لتركيا و ولائيين للسعودية و غيرهم كثير
مع الأسف لا يوجد روح وطنية في العراق بإستثناء هذا الجيل الشاب
أما الحركات الدينية في العراق فهي كلها انبثقت من عباءة الإخوان المسلمين
و الحكيم لم يكن عدواً للبعث بل كان صديقاً لهم و لكن وطأة البعث عليه و على عائلته قلبت الحال و دوام الحال من المحال

ثالثاً : ليست الأحزاب الشيعية فقط هي التي قاتلت الى جانب ايران ، فالإتحاد الوطني الكردستاني قاتلوا ايضاً الى جانب ايران و هم ليسوا شيعة

أما المياه فتركيا منذ السبعينات ترفع شعار برميل نفط مقابل برميل ماء !
و أزمة المياه اليوم أزمة عالمية
و مع الأسف فحكام العراق لا يهتمون للأمن المائي

تحياتي


4 - الرد على بار باروسا آكيم
وسام صباح ( 2021 / 12 / 11 - 10:33 )
لا يخفي علي وانا المتابع لأخبار العراق من هم العملاء وما هي اصنافهم، لكني ركزت في هذا المقال على الأحزاب الشيعية الولائية التي تقدم خدمة العمالة لأيران وتبيع وطنها وخيراته مقابل النفوذ والسلطة والمغانم المادية و المعنوية .
ان عمالة حزب الدعوة والمجلس الأعلى وبقية فصائل الأجرام والأغتيالات كلها شيعية تدين بالولاء الى النخاع للولي الفقيه وتأتمر بامره ، ولا ادري بماذا تقلده، فهو الههم الذي يعبدوه و خدمِه وطوع أمره ضد ابناء شعبهم . يشكلون فرق الموت و يغتالون الشباب المعارض و المطالب بالوطن الحر البعيد عن هيمنة الدول الأخرى فيسكتوهم للأبد برصاصات الغدر و الخيانة تنفيذا لأمر الولي السفيه .
لماذا لم يعترضوا على قطع المياه عن العراق ان كانوا يريدون بناء بلادهم والحفاظ على خيراته كما ادعى المعلق رقم 1.
شكرا لتعليقك .


5 - رد أخير
بارباروسا آكيم ( 2021 / 12 / 11 - 12:20 )
أخي العزيز من جديد
تاريخ العراق كله ذبح و ارهاب من الباب للمحراب
و القوى السياسية الشيعية ليست زرع شيطاني خرج من العدم بل هي ابنة هذه البيئة
و رغم ذلك فالوضع في بغداد أهون من وضع عائلة البرزاني الإقطاعية
في بغداد تستطيع على الأقل أن تشتم الجميع
و بدون أمر من خامنئي لا أحد سيقتلك بإستثناء جماعة السيد مقتدى
لكن جرب أن تنتقد العائلة الأقطاعية في كردستان
صدقني لن تبيت في بيتك الى صباح اليوم التالي

أنا لا أزكي الأحزاب الشيعية و لكن .. البلد الوحيد الذي كان يعتبر الإنتماء للوطن _ عيب _ هو العراق

فالقوميون كانت كعبتهم في القاهرة
و الماركسيون كانت كعبتهم موسكو

و قبل ذاك كانت كعبة العراق كله في الباب العالي في استنبول
فليس ذنب القوى السياسية الشيعية أن تبحث لها عن كعبة في طهران
و هؤلاء جميعاً كانوا يعتبرون الإنتماء للوطن سبة

و لكن العيب أن يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية
و لذلك كانت تشرين حركة خلطت كل الحسابات و بعثرت كل الأوراق برغم من كل مساوئها

تحياتي و الى ملتقى قريب

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية