الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12374 النضال القومي. بين النفي والإثبات لأبناء الآرامية ، الآشورية، الكلدانية، المارونية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2021 / 12 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مقدمة:
أعتقد أنّ العنوان كاف ٍ لوضعنا أمام إحاطة كاملة عما نريد أن نتحدث عليه كما ويضعنا أمام مسؤولياتنا التاريخية والوجدانية، سواء أَكنا منخرطين في تنظيمات حزبية أشورية ، آرامية، سريانية، كلدانية مارونية .أم كُنا مستقلين، أو ننتسب إلى تيارات أممية أو وطنية أو غير ذلك ولها أهدافها التي تغرد خارج نسق التفكير القومي لأبناء شعبنا بتسمياتهم التاريخية والجغرافية والكنسية.
إذْ أننا نرى أنّ جميعنا يتحمل المسؤولية مهما كان موقعه وأنَّ كانت وجهته. لأنّ النتائج السلبية تؤثر على جميعنا مهما تملصنا من مسؤولية المشاركة في مايجري لأبناء شعبنا من هجرة ٍ وتهجير قسري إلى مناهج بربرية تترك أثارها السلبية ليهرب من تبقى لنا من أهلٍ على أرض وطننا الأم سواء في العراق الحالي أو سورية أو لبنان أو فلسطين ولانتحدث عن المنطقة التي نسميها بطور عبدين ولا وجودنا في إيران.لأنّ وجود مئة شيخ عجوز مع امرأة تماثلهم في العمر والقهر لايُغني في الأمر شيئاً .
ولا أريد أن أقول بأن كلّ ما جرى ويجري وسوف يجري من مأساة وملاحم مأساوية لأبناء شعبنا. نحن نتحمله المسؤولية وحسب. بل يشترك معنا ومنذ زمن ٍ بعيد شركاء الأرض والتاريخ بمنهجيتهم التكفيرية التي الصقوها بنا لمجرد تفسيرات خاطئة من قبلهم عندما فسروا معتقداتنا كما شاءوا على الرغم من أننا منذ عام 325 ميلادية وفي مؤتمر مسكوني عُقدَ في مدينة نيقية (التي تقع في تركيا اليوم). أقرتْ من خلاله الكنائس المسيحية بالإجماع بأن إيمانها بإله واحد ليس فيه مكاناً أو مجالا للشك أو المحاباة .حيث نرى ونقرأُ في مطلع (قانون الإيمان). قولهم (نؤمن بإله واحد آب وضابط الكل خالق السماوات والأرض وبربّ واحد يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور وإله حق من إله حق مساوٍ للآب في الجوهر حتى آخر القانون.....) . وفي سورة مريم الآية 16 يقول(( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا...)). والروح هنا ليس كما تم تفسيره بأنه جبرائيل فمتى كان الملاك المخلوق هو روح الله ؟!! وقرأتُ في تفسير الجلالين معنى (بشراً سويّا. أي لا عيب فيه ولا خطية)
ومع هذا نرى ونلحظ ونعيش اللحظات بكل استهتار من قبل الآخرين بمعتقداتنا ويعتقدون بأنهم هم أصحاب القرار فيما نؤمن به أولا نؤمن. ويستمر تنامي هذا الأثر السلبي غير العادل والمتكافئ في علاقة مفهوم العيش المشترك الذي أظن أنه كذبة وفهلوية وتغطية على حقائق جمة. كل هذا يتحمله وتتحمله المنهجية الفكرية للآخرين من خلال حفظهم للتراث الديني بشكل ميكانيكي آلي دون أيّ تغيير يُذكر فيما يعتقدونه على الرغم من وجود أكثر من وسيلة إعلامية تنويرية . إنما هم يُعطلون قُدسية التفكير العقلي الحر في معرفة الآخرين ومعتقداتهم .والأنكى من ذلك أنهم يعتبرون أنفسهم بأنهم هم الأصح الذين أوكلت لهم مهمة تغيير العالم .
ومع هذا لسنا بصدد معالجة هذه الجزئية إنما نريد أن نُشير إلى أهمية فعلها السلبي على وجودنا .
مع العلم أن مأساتنا ليس الآخرين هم السبب الوحيد في صنعها ولا نحن فيما نعتقد به ونفسره .
بل تُشاركنا في إتمام فصول مآسينا مصالح الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط لما لها من أهمية كعقدة مواصلات عالمية وثروات ستبقى مصدراً لسياساتهم العرجاء وغير العادلة وسيبقى الشرق سوقاً لنتاجات مصانعهم التي لا تتوقف إلا بحرب كونية مدمرة أرى أنها قريبة بحكم وحتمية حركة المجتمعات البشرية برمتها . وستبقى مع ما سبقت الإشارة إليه أحد دعائم معوقات بقاء مأساتنا.
فمن خلال قراءة الأسباب والمسببات السابقة . نجد موضوع تصحرنا من على تراب أجدادنا حقيقة ماثلة للأعمى فكيف للمبصرين التنكر لها؟!! والحقيقة هي نتائج موضوعية وحتمية لما جرى علينا عبر مجازر وحشية ( سيفو) تلك التي لم تنقطع في تاريخنا .
والتي لسنا هنا في صدد طرح آثارها السلبية المميتة ولا تعداد كم مرة وقعت؟! ((إنما ذاك الغيم جلب هذا المطر كما يقولون)).نحن هنا نُذّكر بأهميتها لأننا لو احتسبنا عدد الشهداء الذين قُتل من أبناء القوميات التي تدين بالمسيحية منذ عام 1442. لأرعبنا العدد. وبطريقة حسابية نُجريها على عدد هؤلاء الشهداء فيما لو بقيوا على قيد الحياة لكانت أعدادهم اليوم تتجاوز ال 185 مليون نسمة.
لهذا لابدّ أنها مأساة تقتحم أكذوبة شعارات الإنسانية وتدمر روحياً تعابير (نسيان الماضي، عفى الله عما مضى). ومن يظن بأنّ نتائجها السلبية ستزول بتقادم الزمن فهو أكثر من مستهتر وعبثي ومخلوع بجدارة من الروح الإنسانية.بل سترافق جيناتنا وحياتنا. وهي محطة من المحطات الهدامة التي تلعب دوراً سلبياً في عدم قدرتنا على تجاوز ماضينا( لأنّ الماضي لا يموت) كما يقول الفيلسوف جان بول سارتر.
وتلي هذه المحطة الوحشية التي وقعت علينا محطة ثانية مهمة لابل تُشكل أحد الأسباب الجوهرية في تصحرنا. من على تراب أجدادنا .ونعني بهذه المحطة ما تختزنه جيناتنا الوراثية من بغضاء ونميمة وانهزامية وعبثية ِ وخيانات ٍ تجاه بعضنا بعضا. كلّ ذلك لقاء أن نسمع مدحاً أوكلاماً معسولاً من الأعداء. والميزة الأخرى التي تلاحقنا هو عدم خضوعنا لرئيس نعينه فكلنا رؤساء وقد ترسخت هذه القيم فينا عبر التجربة الحياتية فلا قدرة لنا على تنظيم أنفسنا للأسباب الآنفة الذكر وغيرها.
وأما الحقيقة لكلّ ما جرى علينا سواء أكان من قبل الآخرين أو غير ذلك فيعود بالأساس والجوهر إلى المنهجية المسيحية ذاتها تجاه موضوع التكاثر والزواج من امرأة واحدة ورؤيتها التي تُخالف تطور الحياة الأرضية منذ بدء التاريخ المكتوب وحتى اليوم وستبقى مخالفة مالم نقرأ مسيحيتنا قراءة جديدة تتناسب مع الواقع والمتغيرات والمستقبل مابعد الرقمي الذي اسميه (السراب اللمسي) .علينا أن نقرأ مسيحيتنا قراءة منطقية وموضوعية وواقعية فهي ليست صخرة صماء . أجل قراءة العارف وليس قراءة المؤمن الأعمى. وهنا أقولها صريحة واضحة، عارية كالرصاصة أن المسيحية ليست بالزواج من واحدة ويتحقق خلاصنا ــ نحن بالأصل لا نعمل بالمسيحية إلا القليل منا ـ أجل المسيحية تصلح لكل زمان ومكان وهي منهجية السلام والإخاء وليس هناك من مدرسة أفضل منها لكن بشرط أن نُفعِّلْ قول السيد المسيح (كلّ ما تحلوه على الأرض يكون محلولا في السماء...). وكلمة كل في المنطق الأرسطو طالي تعني كلّ شيء بما يتناسب مع التجديد لمستجدات الأمور الحياتية .
أجل نحن نُعطل أهم مفتاح للدخول إلى حقيقة واقعنا الأرضي عندما لا نعمل بقول السيد المسيح السابق .وإذا ما أضفنا إلى ما سبق من أسباب ومسببات فيما يخص الدور السلبي فإننا نُضيف إليه ما قام ويقوم به أغلب رجالات الكهنوت في كنائسنا الشرقية حين يُجيرون دور العلمانيين لصالح وجودهم على كراسي أراها سبب اضمحلالنا من الشرق. تلك الكراسي وما أكثرها ومعهم أغلب من يدور في فلكهم. أولئك الذين يتبعون منهجية شوفينية لا تقل شوفينيتهم عمن نعتبرهم شوفينيين من غير أبناء شعبنا.وهؤلاء هم سبب هجرة أغلبنا لأنهم كانوا يقدمون للحكومات المتعاقبة شخصيات كانوا يستفيدون منهم أو هم ممن يتعاملون معهم بشكل يومي بينما هناك شخصيات مستحقة تم تهميشها وهذا أيضا ً يُحسب من أخطاء ارتكبتها الكنيسة من خلال بعض أو أغلب رجالاتها الذين لم نجد منهم من وقف أو مات في سبيل رسالته ودوره.
وبعد هذه المقدمة علينا أن ندخل إلى موضوعنا الأساس مع التذكير بأنّ هناك مجموعة معوقات حقيقية كانت وستبقى سبباً في تصحرنا من على تراب وطننا الأم في الشرق.
فماذا عن مضمون عنواننا :( النضال القومي لأبناء شعبنا الآرامي السرياني الآشوري الكلداني الماروني،في سورية والعراق ولبنان وتركيا وغير مكان..)
الكثير منا يعتقد بأنّ مفهوم (النضال القومي) بدأ مع المناضل المعلم (الملفان نعوم فائق). في الثلث الأول من القرن العشرين الماضي .
لكن الحقيقة أن النضال القومي بمعناه الحقيقي والواقعي بدأ بما قدمه جنود الإمبراطورية الأشورية من تضحيات جسّام أثناء المعركة التي جرت آنذاك حين جاءت جحافل الغزاة .في عام 612 قبل الميلاد .وتتابعت أساليب النضال حيث تجسدت بشكل واضح مع بدء هروب قوافل الناجين من أبناء نينوى وما جاورها من المجزرة والمعركة الشرسة التي تعرض لها الجيش الأشوري فكان إن بدأت رحلة الصراع للحفاظ على الحياة وكانت الأمهات أول المقاومات لهول ما جرى وتلاهن الرجال الأشاوس حين راحوا يقطعون المسافات مع من تبقى من النساء والأطفال والشيوخ وذلك بغية تحقيق الاستقرار النفسي والوجودي للناجين .فمن هناك أعتقد أن النضال كان قد بدأ.
والنضال بالنسبة للشعوب المغلوبة على أمرها يبدأ منذ اللحظات الأولى لانهيار المؤسسة العسكرية والتشريعية لتلك الشعوب عندما تتحطم إرادتهم أمام جحافل الغزاة.
فأول ما يفكر به هؤلاء هو المحافظة كما قلنا على ذاتهم ولغتهم وأسلوب معيشتهم مع قدرتهم على التأقلم ضمن تأثيرات البيئة الجغرافية والمجتمعات التي دخلوها كلاجئين. كما وأن مهمتهم ومسؤوليتهم نراها تتجاوز الحفاظ على الذات بل يرون في استمرار حماية تمثيل المؤسستين الروحية والتشريعية من أهم ما يجب الحفاظ عليه. لأنّ أيّ مجموعة بشرية لتستمر هي بحاجة إلى المؤسسة الروحية ـ هذا مع حسابنا لأهمية المرحلة التاريخية للبشرية وأهمية التمسك بالأمور الدينية ــ كما للدور الهام للمؤسسة التشريعية والقضائية المتمثل في المحافظة على المراتب الاجتماعية كألقاب الملك وحاشيته وممن يُسير أمور الرعية من الكبار لاستمرار عجلة الحياة.
ومابين سقوط نينوى ودخول أبناء شعبنا بكافة تسمياته المناطقية في المسيحية لدينا ردحاً من الزمن حيث يستنبط الحكماء والشعراء والكتّاب مناهج جديدة في الفكر السياسي الذي فقدوه ليصل الأمر بهم إلى الدعوة في الثلث الأول من القرن العشرين للنهضة ضد العبثية التي تمثلت في مسيرة أبناء شعبنا .أجل يقوض الله لنا معلماً تملأوه روح القومية وتتوزعه الرغبة النورانية عبر فكر وقّاد إنه المعلم الملفان (نعوم فائق )الذي ولد في ديار بكر في شهر شباط عام 1868م ومات في الولايات المتحدة الأمريكية بنيوجرسي في الخامس من شباط عام 1930 م وكان صاحب تجربة حُسبت له بأنه الأول من دعا إلى النهضة القومية .
إنّ الملفان ( المعلم) نعوم فائق يبقى الرائد القومي الأول بلا منازع على الرغم من وجود تحفظات عدة على شمولية ومشروعية اعتباره الرائد القومي الأول .ولكن النساء ليست عاقرات إنما تلد الرجال المؤمنين بحقهم التاريخي وحين توفرت جميع الظروف في منطقة جغرافية نرى مجموعة من شبابنا يعملون على تأسيس مرحلة نضالية جديدة كانت طلائعها قد بدأت في مدينة زالين الحديثة ( القامشلي) حيث النخب الثقافية والمادية والوجود التراكمي في مدينة القامشلي والجزيرة السورية على أشد قوتها وعنفوان إيمانها لتبدأ فكرة احياء التراث السرياني ثم كان لابدّ من فجر جديد ولد ت فيه فكرة تأسيس ( المنظمة الأثورية الديمقراطية) التي تحقق تأسيسها فعلياً في عام 1957م.وهي منظمة سياسية سورية المكان والتاريخ والأهداف .
إلا أنّ التجربة لازالت وليدة ويظهر في الأفق اختلافاً في الرؤى والثقافات بين المؤسسين والمنتسبين حديثاً وهنا نحن أمام انشقاقات تلت المرحلة التأسيسية للمنظمة ولكنها تسير بخطى ثابتة ومؤمنة وهذا لا يمنع من أننا وجدنا بعد ذلك تأسيس أحزاب أشورية الرؤية وكانت العاصمة اللبنانية بيروت هي الحاضنة لتلك الأحزاب. أجل في السنوات الأولى من تأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية ( مطاكستا). لم يتمكن أصحاب المشروع المولود حديثاً من تأسيس فروع لها في العراق ـ أرض أشور ـ لأسباب عديدة وموضوعية لسنا هنا بصددها. إنما تلي تلك الفترة بداية مرحلة تأسيسية لأحزاب قومية لدى أبناء شعبنا في العراق وسورية ولبنان والعالم.
وهنا لا نريد أن نعدد تلك الأحزاب ولا نذكر أهدافها.
لكننا نؤكد على أنها عَمِلت مع العديد من مؤسساتنا لتحقيق مصالح ثقافية وسياسية أينما وجد شعبنا.
وإذا ما نظرنا نظرة بانورامية للمشهد. بين المرحلة التأسيسية واليوم لوجدنا فجوة وصراعاً وجودياً عميقاً وخطير اً ورهيباً وهنا أيضاً لا نريد أن ندخل إلى ذاك العمق. حماية لفكرتنا من تفسيرات خاطئة ممن يختلفون في التفسير للأمور دوماً وينغلقون على أنفسهم متمسكين بطوطمية أفكارهم.
إنما نسأل أسئلة بسيطة ومهمة فنقول لماذا وجدتْ المنظمة الآثورية الديمقراطية(مطاكستا) أصلاً؟
هل جميع أبناء شعبنا بمكوّناته اللهجوية والتسموية انخرطوا في ذاك التنظيم؟!!
ألم نجد من أبناء السريانية والأشورية والكلدانية والجميع واحد من انخرط في أحزاب أخرى عديدة؟ نذكر منها وأهمها (الحزب الشيوعي السوري خالد بكداش أولا .ثم جماعة رياض الترك فيما بعد ثانيا، الحزب القومي السوري الاجتماعي، الكتلة الوطنية، القمصان الحديدية، حزب البعث ، جماعة الياس مرقص وغيرها من أحزاب تتعدد في مناهجها ورؤيتها ولكنها كلها لم تخدم موضوع وجودنا وحقنا .).
ويعقب ذلك السؤال التالي والهام .ما هو الدور السلبي لرجالات الدين المسيحي تجاه مشروعية وجود المنظمة الآثورية على أرض الجزيرة السورية وبقية الأحزاب التي أسسها أبناء شعبنا؟!! .
هل كان رجال الدين مجبرين على تقديم إجابات لرجال الأمن بفروعه الثلاث بمدينة القامشلي ضد المنظمة الآثورية وبقية الفكر القومي أم هم رأوا فيها مناهضا لمكانتهم الاجتماعية والمادية والمعنوية؟
الحقيقة مرة كطعم العلقم لابل نقولها هناك من أوغر صدر الأمن والشباب المسيحي للابتعاد عن جوهر وأهمية الفكر القومي واعتبروا أن الكنيسة ستفقد عنصرها الشبابي لو أن جميع الشباب انخرطوا في تلك الأفكار السياسية وبهذا فهم ـ أي ـ رجال الدين سيفقدون مكانتهم وأهميتهم وتقديس الناس لهم. ونوجز ملا يوجز لنسأل
السؤال الهام والمهم الذي نتوقف عنده الذي يقول:
مشروعية النضال السياسي عبر أحزاب ومنظمات وهيئات لأيّ مجموعة بشرية حق تكفله القوانين الوضعية والسماوية؟!!
إنما الحقيقة نحن غدونا أشباح في أوطاننا المشرقية. هنا تكمن أهمية السؤال القائل لمن نناضل وهل يُعتد بمفهوم نضالنا في مؤثرات بقاء من بقي هناك؟!! وما حاجتهم بمفهوم النضال ما داموا قلة قليلة؟
هل تعتقدون أنّ من هاجر سيعود ثانية إلى بيته وقريته وبلدته ومدينته؟!!
هل سيعود مع أسرته بكاملها وتعود الأحياء الفارغة بكاملها وتملأ بأصواتنا أم سيعود من هو ليس بطبيعي؟
ماهي مبررات بقاء بقايانا على تراب أجدادنا؟!!
وهل هناك ضمانات دولية ووطنية واجتماعية ومجتمعية ودستورية. تُؤكد على حقنا في إقامة حكم ذاتي أو فدرالي أسوة بالتجربة العراقية للأكراد في العراق وسورية ولبنان حتى نعود؟!! لأنّ دون تحقيق تقرير المصير فكلها عبثية مابعدها عبثية والمسألة مسألة وقت لننتهي حقيقة من على تراب أجدادنا
ونردف بالسؤال والقول هناك مشروع وطني جاد لتحقيق ملامح تجسيد الدولة المدنية في الشرق أصلاً؟!!
مَنْ يضمن لنا بأنّ داعش والداعشية لا تعود في ثياب أخرى وبألوان مزركشة بالحضارة وباسم الديمقراطية حيث لن تترك لبقايانا من حق التمثيل والوجود في أيّ مؤسسة بالدولة الوطنية.؟!! منْ لديه التأكيد والضمانات عليه أن يُخبرني بأن ما أكتبه غير واقعي؟!!!
منْ يؤكد بالأدلة عكس ما ندعيه من أن الذين هاجروا واستقروا في العالم لن يعودوا فحياتهم أصبحت غير ما كانت عليه في أوطانهم الأم وبلدهم ومدنهم وقراهم. أجل لقد تغيروا وتبدلوا هم وأيضا تغير وتبدل بلدهم حيث جاءته جماعات مختلفة لا يمكن أن نتغاضى عن تأثيراتها على من بقي حتى لبقية المكوّنات فالكردي يُعاقب من كردي أخر يُخالف في الفكر الحزبي والعربي أصبح غريباً في بلده للوجوه الجديدة الوافدة وهذه حقائق الكل قد تغير خاصة في منطقة الجزيرة السورية وشمال العراق .
فكل ادعاء بأن المهاجرين أو ربعهم سيعود إلى الوطن أقول له أنت واهم وتحتطب السراب وبليل أغبر وممطر .؟!!
مرة بعد الألف نقولها. ما معنى مفهوم الديمقراطية في مجتمع 98% منه يُخالفنا في العقيدة وكلّ شيء ويرى فينا كفرة. فمع من تريدون أن يعيش مهاجريكم بعد اليوم مع تفكير سلفي اجتاح المنطقة ولن ينتهي ـ هل تعتقدون بأن أبناء شعبنا سيعودون من مغترباتهم التي أسسوا بها حياتهم الجديدة ـ ليعيش أولادهم في مجتمعات لم يعد من يفكر بالعودة والعيش فيها حتى ولو وعدنا العالم كله بضمان (حق تقرير المصير) الذي أراه مستحيلا لابل من سابع المستحيلات. فأولادنا تعلموا لغات جديدة ودخلوا مدارس مغايرة لا الماء مقطوع ولا الكهرباء فعلى من تُراهنون نضالكم ياسادتي ولماذا النضال بشكله القديم ومناهجه التي ذهبت مع ماجرى في سورية والعراق؟
لهذا ولكي لانُطيل نقول بأن النضال القومي مشروع يحق لكل شعوب الأرض أن تعمل به ولكن بشروط تتناسب مع وضعها ونخص وضعنا الذي لم يعد وضعاً واحداً بالأصل فقد تناثرنا على كلّ قارة ٍ العالم ولكل منها مناهج تربيتها ومنطلقات أفكارها الحضارية والرقمية لهذا بالنسبة لي أرى أن نعمل جاهدين على رسم معالم للنضال القومي مع تغيير في المنهجية والتكتيك إلى مايلي:
1= نرى أن فعل ومفهوم وأسلوب النضال القومي السياسي القديم قد انتهى بانتهاء أسبابه التي قام من أجلها.
2= سؤال هام لمن تُناضل أحزابنا يا سادتي وعلى من ومن هم أنصارها هناك؟
3=هل تناضل من أجل عودة من هاجر أم من أجل اقناع الحكومات الغربية بأن يكون لنا حق تقرير المصير على أرض أجدادنا حتى نعود ونتمسك بأرضنا التاريخية أو لنقل ولو على جزء بسيط منها حتى نكون واقعيين وموضوعيين ؟
4= ماهي شرعية ومشروعية أهداف الأحزاب القومية لأبناء شعبنا في ظل مشهد لم يتبقى منا سوى أشباح جماعات منقرضة تعيش في جزر متفرقة هنا أو هناك ممن لم تتوفر لهم ظروف الهجرة لأسباب مختلفة لسنا هنا بصددها؟!!
5= هل الغاية من بقاء الأحزاب القومية في العراق وسورية ولبنان لكي تُقدم تنازلات لابل تتآمر على من تبقى من أبناء شعبنا وأرضنا وحقنا التاريخي فيها ليتم بيعها بشكل مبطن وأحيانا بشكل علني ويتم قبض الفتات. هل هذا ما تسعى إليه الأحزاب القومية لأبناء شعبنا. أم هل توافق على ذلك؟!
6= يُصيبنا الدوار حين نقرأ ما يُكتب عن علاقات يبتدعها قادة الأحزاب القومية في بلادنا المشرقية مع قيادات لأحزاب تمثل الغالبية العُظمى في المنطقة. ونرى كيف ينبطحون تحت عباءة قادة تلك الأحزاب والمؤسسات. هل تسمون هذا بالنضال القومي وأنّ مرده سيكون لصالح من بقي من أبناء شعبنا هناك وتتذرعون بالظروف وامكانياتها وتعتبرون نضالاتكم الانبطاحية حكمة وتكتيكاً؟
7= أعتقد بأن النضال القومي لأحزابنا لم يعد له من مبرر في الوطن بل عليه أن ينتقل للساحات العالمية حيث هناك تكمن الفائدة.
8= أرى أن تتغير سلوكية النضال من نضال على الأرض (الوطن) إلى نضالات ضمن الساحة العالمية حيث أصحاب القرارات التي يمكن لو عَلِمنا كيف نستطيع استغلال علاقتنا مع قادة العالم وبرلماناتهم ومؤسساتهم وأحزابهم وحتى كتابهم وشعرائهم. عندها يمكن لنا أن نبارك نضال أحزابنا القومية.؟
9= أرى أن تعمل تلك الأحزاب في الدول الغربية وعبر العالم أينما وجدت لتهيئة أجيال تؤمن بقضيتها الأم وتدخل الجامعات لدراسة السياسة والاقتصاد حتى يلعبوا دورهم الحقيقي في النضال القومي .
10= أن تعمل تلك الأحزاب مع المؤسسة الكنسية في مشروع إحياء اللغة الأم لأنّ بعد ربع قرن ستندثر لغتنا الأم من بين أجيالنا القادمة. على أن توضع المناهج من خلال اخصائيين، تربويين، ومدّرسين لهم باع في ذلك وعلى أن تكون الدراسة للغتنا طوعية وتتم بأساليب حديثة كما بقية مناهج التعليم في مدارس البلاد التي نعيش فيها والعمل مع الحكومات المحلية واقناعها لإدخال لغتنا الأم إلى مناهج التربية في تلك البلاد.
11= إعادة هيكلة أحزابنا القومية ففي تعدادها الحالي دليل حالة غير صحية. لهذا على قادتها المؤمنين بحقيقة أهدافهم أن يسعوا لمؤتمر شامل يجتمعون ويؤسسون مدرسة للنضال بملامح جديدة تقوم على ما يلي:
آ= هيكلة الأحزاب وأهدافها على ضوء المتغيرات. على ألا تزيد أحزابنا على 8 أحزاب.
ب= تشكيل نواة مشروع (برلمان في المنفى). يكون مرجعيتنا الواحدة مع العالم برمته ويمثل صوت قضيتنا العادلة على تراب أجدادنا ويتشّكل فعلا لا قولا من جميع أطياف الشباب المؤمن والواعد لأبناء شعبنا بما فيهم المستقلين والكنيسة، ويكون مرجعية واحدة ويتمسك بخطاب سياسي واحد وننتهي من مسائل عالقة كمسألة اللغة والتسمية والعلم الواحد ليمثلنا أمام العالم قاطبة.
والسؤال إلى متى نختلف؟!! وإلى متى نتصارع ونتعادى؟
أقولها أمامكم وأمام الجميع أننا بعد أقل من ربع قرن إذا استمرينا على ما نحن عليه. فأقسم بالسماء والأرض لن يكون للنضال من معنى وستتغير أجيالنا إلى غير أفكار لا تمت بصلة إلى موضوع حقنا التاريخي في الشرق وستموت كل هذه الأفكار بحكم حتمية التطور والنمو والتغير والتبدد والتوزع. فنحن نتوزع العالم وكيف تُقنعني بأنه سيبقى لنا من أجيال تؤمن بقضيتنا الحالية ولربما وجدت لديهم قضايا لا تخطر على بال الأحد منا.
من هنا تأتي أهمية الموضوع الذي طرحته منذ أمد طويل ونشرته منذ أشهر عبر الميديا .أراه هو القضية الأولى التي يجب أن تتفق عليه جميع الأحزاب والموضوع هو التفكير الجدي بمشروع الوطن البديل.
وكنا قد اقترحنا أن تكون استراليا هي الوطن البديل وأختصر مالا يُختصر إن توزعنا على بقاع المعمورة ستكون نتائجه مدمرة على مشروعية قضية حقنا على تراب أجدادنا بعد أقل من عشرين عاماً قدادمة.
ومن يقول بأن اليهود قد عادوا إليها بعد أكثر من ألفي عام أقول لهؤلاء وغيرهم إن التاريخ لايُعيد نفسه لأن الظروف تتغير باستمرار وأرض نينوى التاريخية وما يحيط بها وأرض فدان أرام ستتغير معالمها بشعوب هي باقية إلى ما بقي التاريخ ومن يرى غير ذلك فهو واهم.
أعتقد أن مواضيع عديدة بحاجة إلى مكاشفة حقيقية مع تقديرنا لنضالات أبناء شعبنا أينما كانوا ولن نقلل من شأن نضالاتهم وجهادهم في سبيل قضية شعبنا ونحن بمقالنا هذا لانقول بأنهم لم يُناضلوا بل الموضوع أبعد من نضال بأسلوب قديم لأنه ليس كل نضال يقود بالضرورة إلى نتائج إيجابية. نحن لانُلزم أحد بأفكارنا إنما نترك الأمر لقراءات لمن يهمهم الأمر لكننا نُدافع عن أفكارنا دفاع الجندي عن حدود بلاده.وأخيراً النضال لايقتصر على أساليب نعرفها جميعاً فالكتابة الجادة والمثمرة التي تحرك الراكد في موضوع ما هي نضال حقيقي فلا نُقلل من أهمية الكتابة في موضوع النضال القومي.
وللموضوع صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال