الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الجزء الثالث أصول لغة وكتابة القرآن السرياني

نافع شابو

2021 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الجزء الثالث


أصول لغة وكتابة القرآن السرياني

نافع شابو

هناك محاولة للبحث عن أثر الكتابة و اللغة السريانية على الكتابة و اللغة العربية عمومًا وعلى كتاب المسلمين “القرآن” خصوصًا، لأنّ الأثر السرياني والآرامي في لغة القرآن أكيد علميًا
إن لغة العرب وثقافتهم ماهي بالحقيقة إلاّ شكل جديد للغة والثقافة السريانية، مثلما كانت السريانية شكلاً جديداً للغة والثقافة الآرامية
منذ القدم وقبل الفتح العربي الإسلامي كانت الآرامية ثم السريانية تضخ بمعارفها في القبائل العربية من خلال التجارة والامتزاج العرقي والحضاري بين العرب والسريان. أما بعد الفتح العربي لمنطقة المشرق، فإن الثقافة العربية بدأت تتخذ طابعها الحضاري العربي الإسلامي المعروف بفضل اعتناق الأغلبية الساحقة من السريان الإسلام وتبنيهم للعروبة، وبالتالي ضخَّهم في العربية جميع ماورثوه من حضارات أسلافهم السومريين والبابليين والآشوريين والفينيقيين والآراميين. حتى السريان الذين بقوا على المسيحية والصابئية والمانوية لعبوا دوراً كبيراً في نقل علوم الأسلاف وترجمة علوم الإغريق إلى العربية. من السريانية النبطية، أيضاً اشتق الخط العربي وكذلك قواعد النحو العربي
السريانية والقرآن:
الخلل يبدأ أساسًا في الافتراض الإيماني أنّ اللغة العربية هي لغة مستقلة كائناتية/كأنّها كائن مستقل، كما القول أنها لغة أهل الجنة مثلًا، ولئن كان البحث في آرامية وسريانية القرآن يسبقه البحث في آرامية وسريانية العربية، هو بكل الأحوال لا يلغي اللفظ العربي بمعناه المعاصر، يعني، أجل ما نستعمله اليوم هو عربية اليوم، والتي إن استعملنا أصولها السريانية لن تكون مفهومة معرفيًا في بعض المصطلحات، لكن هذا لا يلغيها بالسلب المطلق، وهي أيضًا ما زالت تظهر في اللهجات المحكية بشكل واضح. لكن ربط قدسية القرآن وقدسية تنزيله وقدسية آياته باللغة العربية، جعل من هذه القضية أحد أهم المفاصل التي -حتى بعيدًا عن التعاطي الإلحادي- التي أسقطت جمهور الإسلام في حيرات دفعتهم لأن لا يجدوا مخرجًا منها إلا أن يعيدوا إثبات رأيهم بالقرآن نفسه، من مبدأ إثبات وجود الشيء بالشيء، يعني القرآن قال أنه عربي فهو حتمًا عربي، بهذه الطريقة.
يقول المؤرخ الألماني كريستوفر لوكسمبورج المختص باللغات السامية القديمة في موسوعته “القراءة السريانية للقرآن”: الطبيعة الشفاهية التي ولد فيها النص القرآني في الوقت الذي لم تكن في الجزيرة العربية إلا اللغة السريانية هي اللغة المكتوبة فهي الرحم المؤثر وقتها في الثقافة العربية وتحولها إلى لغة كتابية أو لغة مكتوبة.
كما يقول لوكسمبورغ أن للقرآن جذور سريانية ويجب قراءة القرآن عبر اللغة التي ولد فيها، وهذا ما دفع الرسول محمد أن يحض أتباعه (ومنهم زيد بن ثبت )على تعلم اللغة السريانية.
كانت تأتي كتب إلى محمد وكلها مخطوطة بالسريانية ، وكان زيد من كتاب القرآن وكان محمد لا يثق بالأطلاع على الكتب السريانية التي يمتلكها الا زيداً . فالقرآن كتب باللغة السريانية وبالخط العربي الكوفي المستنبط من الخط السرياني . فأقدم النسخ القرآنية فهي المكتوبة بالخط الكوفي القديم الغير المنقط ، ونسخة ثاني مكتوبة بالخط الكوفي المائل وكلمة كوفة تعني المعوج او المائل . أي الخطان التي كتب بها القرآن هما كوفيان . فلأجل فهم القرآن فهماً صحيحاً يجب العودة الى لغته الأصلية وكتابته الأصلية الغير منقطة لأن التنقيط غيَّر معنى الكلمة والنص .
هناك كلمات مكتوبة بالسريانية بالمعنى والخط فمثلاً كلمة “صلوة” تعني في السريانية “صلاواتا” أي صلوات، أما بالعربية فيجب أن تكتب صلوات.
البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” فكلمة بسم فهي سريانية تكتب “بشمَ” والشين في العربية تصبح سين. أما كتابتها في العربية فيجب أن تكتب باسم وليس بسم .(1)
العلاقات الفنية في نشوء الأبجدية بين اللغتين الآرامية والعربية.
يقول "المطران بولس بهنام في كتابه" العلاقات الفنية في نشوء الأبجدية بين اللغتين الآرامية والعربية":
ان العلاقات الفنية في نشوء الابجدية بين اللغتين الآرامية والعربية هي من الأهمية بمكان عظيم ، بل هي من الناحية ألأعظم اشراقا والأرفع شانا في كيفية تعاونهما وسيرهما جنبا الى جنب في جميع عصورهما التاريخية وتآزرهما على الحياة والنمو والتكامل ، وانبثاق القوى الحيوية وانسكابها من احدهما في ألأخرى فما هو الحق التاريخي الذي تحوزه كلّ من ألأبجديّتين ؟
أولا :إنحدار الأبجدية العربية من الأبجدية الآرامية
يقول البلاذري في فتوح البلدان :
"اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة وهم مرامر بن مرة، واسلم بني سدرة، وعامر بن جدوة فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية، فتعلمه منهم قوم من الأنبار، ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار، وكان البشربن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دوحة الجندل، يأتي الحيرة ، فيقيم بها الحين، وكان نصرانيا، فتعلم بشر الخط العربي من اهل الحيرة، ثم أتى مكة في بعض شأنه فرآه سفيان بن امية بن عبد شمس ، وابو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب يكتب ، فسألاه أن يعلمهما الخط فعلمهما الهجاء ، ثم اراهما الخط فكتبا ".
واذا دققنا هذا النص التاريخي الهام نجد أنفسنا أمام شهادة صريحة تؤيد ما ذهب اليه علماء الساميات وهو أن: (النفر) الذين (اجتمعوا) ببقة وضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء (السريانية). والأصح أن يقال ان هؤلاء الثلاثة (تعلموه) لا وضعوه. أمّأ الخط المسند فإنّه خط حميّر. ومن المعروف ان الحميريين استبدلوا الخط المسند بالخط السرياني .

ثانيا :صور الحروف الأبجدية وعددها في اللغتين الآرامية والعربية
اذا أردنا إيجاد وحدة صورية بين هاتين الأبجديتين يجب علينا الرجوع الى أقدم صورة باقية لكلتيهما وهما القلم (الخط) الأسطرنجيلي ألآرامي (السرياني)، والقلم الكوفي العربي . فعند مقابلة هذين القلمين يتضح لنا اتحادهما في شكل جميع الحروف تقريبا ، ألأمر الذي يؤيد تأثُّر القلم الكوفي بالقلم الأسطرنجيلي تاثُّرا قويا بعد استقلاله عن القلم النبطي ألآرامي القديم . وهذا هو السبب في جعل العلماء الخط الأسطرنجيلي وحده اصلا للخط الكوفي العربي الذي تولّدت منه سائرالأقلام العربية الى يومنا هذا.
[ المعروف في الدراسات الحديثة ان الخط الأسترنجيلي السرياني كان يستخدمه العالم الشرقي من البحر المتوسط غربا الى الصين شرقا ومن ارمينيا ودول اسيا الوسطى شمالا الى الخليج العربي والسعودية جنوبا وكان استخدام الكتابة السريانية في هذه الدول تسمى "الكرشوني" اي الرسم بالحروف السريانية ولكن بمعاني اللغة لتلك الدول ]
ثالثا : الخواص العديدة في الحروف الآرامية والعربية .
تتفق ألأبجديتان الآرامية والعربية بكونهما تستعملان علامات للأعداد عوضا عن ألأرقام العددية . وهذه الطريقة قديمة جدا في ألآرامية وربما يرتقي تاريخها الى العصور السابقة للمسيحية ..ولتصوير عدد آيات فصول الكتاب المقدس ، وعلى ألأخص ألأنجيل ، ولترقيم أعداد كراريس الكتب ،واستمرت هذه الطريقة الى العصور المتأخرة .أمّا ألأرقام الهنديّة المعروفة اليوم (1، 2 ،3 ...الخ) في العالم العربي فلم تعرف الى القرن السابع الميلادي ، قد نبغ في هذا القرن العلاّمة الفيلسوف والفلكي الرياضي "ساويرا سابوخت "، وعلى يده وصلت للمرة ألأولى ألأرقام الهندية الى العرب ، ويظهرانّ استعمالها لم يشع فبقيت عصورا اخرى حتى أخرجت الى ألأستعمال ويعود الفضل في أعدادها لنا الى الرياض السرياني الكبير المشار اليه .
أمّا طريقة الحروف في العلامات العددية فقد شاع عند السريان ألآراميين أكثر جدّا ، فنجد جميع مخطوطاتهم مؤرخة بهذه الطريقة وعنهم أخذها العرب في العصور الأولى لظهور أبجديتهم فأستعملوها كما استعملها ألآراميّون قبلهم [ وهذا ما سنلاحظه في المخطوطات ألأولى للقرآن في الخط الكوفيٍ الغير المنقط ]
أ-1 ، ب- 2 ، ج -3 ، د -3 ....الخ
رابعا : التطوراللفظي في حروف بعض الكلمات المشتركة بين ألآرامية والعربية .
من الراهن انّ اللغتين ألآرامية والعربية باتصالهما التاريخي الطويل ، الذي يمتد نشوئهما ويرتقي الى عهد ازدهارهما ونضجهما ، تبادلتا مادة غزيرة يصعب حصرها في بضع صفحات ، وذلك من حيث ألألفاظ والأساليب وغيرها. من حيث النطق بها في اللفظة نفسها يجب ان نعلم ان الحروف الأبجدية في اللغتين نوعان حروف علّة وهي (ألألف والواو والياء) ، غير ان السريانية قد تضيف (الهاء) الى احرف العلَّة احيانا لخضوعها في بعض الحالات اللغوية الى ما تخضع له احرف العلة في الأعلال والقلب والتغيير (2).
[كما لاننسى ان اسماء الأحرف السريانية تنطق كما في العربية حيث نقول بالسريانية : " ابجد هوز حطي كلمن صعبص قرشت ]
قراءة سريانية آرامية للقرآن محاولة فكّ رموز القرآن
مثّل صدور كتاب جديد للمفكّر الألماني كريستوف لكسنبرغ "قراءة سريانية آرامية للقرآن" زاوية نظر جديدة في غاية الأهمية في مجال الدراسات القرآنية. يتقن لكسنبرغ اللغة السريانية والعربية مستعملا علم الفيلولوجيا (علم اللغات) كأداة قراءة وموزع تفكير. تمّ تحليل الإنجيل في نسخه القديمة والحديثة تحليلا فيلولوجيّا باعتبار الفروقات اللفظية المختلفة الموجودة في النسخ القديمة وبالاعتماد على الشهادات.
ان المسافة الزمنية الفاصلة بين الفترة التاريخية التي أنزل فيها القرآن وفترة الكتابة والنسخ، 200عام تحوّل فيها حال العرب بفعل الإسلام ،وكاتّحاد القبائل العربية والتغيّر الجذريّ من "حال الرمل والقمل"، كما يقال، إلى حال الرفاهية، وشمل هذا التغيّر الشرق الأقصى وحوض المتوسط والفرس والعجم. لم يهتمّ المسلمون بماضيهم إلا 200 سنة بعد التنزيل. كلّ هذه التغيرات السياسية الاجتماعية أبعدت المسلمين عن الماضي الذي في خضمّه "نزل " القرآن. لم يكن النحويون والمفسّرون من عرب الحجاز بل كانوا فرسا يعيشون ببغداد وليست لديهم فكرة موضوعية على حال المجتمع ومسالك عرب ما قبل الإسلام، ولم تكن لهم معرفة بلغات سامية غير لغة القرآن. وتفسيرهم -الذي يتواصل إلى يومنا هذا- مبنيّ على جهلهم للمحيط الفكري والاجتماعي الذي أنزل فيه القرآن.
اعتمد الكاتب الفيلولوجيا أداةً لقراءة مقاطع غامضة من القرآن بغضّ النظر عمّا قدّمه المفسّرون في هذا المجال، وهذا لا يعني أنّه يتجاهلهم، بل بالعكس فهو يعود إليهم بعد أن يتّخذ اتّجاها معاكسا . السؤال المحرّك لأبحاثه يبقى "بأيّ لغة كتب القرآن؟ باللغة العربية حتما، ولكن أيّة عربية؟ النقاش في هذه المسألة قديم، هل هي لغة التخاطب في مكّة؟ لغة الشعر؟ لغة القرآن عند كرستوف لكسنبرغ ليست العربية الرسمية كما ظهرت في ما بعد مع النحويين، بل هي لغة مركّبة نتاج اختلاط العربية والسريانية كانت تمثّل لغة الثقافة بمكّة/ مكة مثلا تعني حرفيا بالسريانية : المدينة السفلى. خطأ المفسّرين يكمن في محاولتهم الانطلاق من النص القرآني كنموذج خالص للغة العربية، في حين أن هذه المصطلحات ليست بعربية معقدة بل سريانية بسيطة وسهلة الفهم. ويعتبر الكاتب أطروحته امتدادا فكريّا لمستشرق سبق له أن جلب الانتباه إلى وجود مقاطع سريانية ارامية في القرآن وهو ألفونسو منغانا.
Alphonse Mingana
ما هي مراجع القرآن؟ سؤال يعود إليه الكاتب بعد العبور باللغة السريانية الآرامية ليقدّم جوابا تفرضه الترجمة: القرآن يعني حرفيا "مجمع فصول""
بحيث هو مقاطع مختارة من الكتب المقدسة التي سبق أن ترجمت إلى اللغة العامية "القرشية" (لغة مركّبة نتاج اختلاط العربية والسريانية) لتقرأ بلغة مفهومة. لكسنبرغ يستند إلى سورة يوسف:" تلك آيات الكتاب المبين" (أي تلك آيات الكتابة مبيّنة). " إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلّكم تعقلون". (أي تفهمون)
في سورة فصلت : "تنزيل من الرحمان الرحيم1 كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون2" لكسنبرغ يقرأ : "كتابة ترجمت في مفاصل عربية": "إنّ علينا جمعه وقرآنه17فإذا قرأته فاتبع قرآنه18ثم إنّ علينا بيانه19"(القيامة )(3).
يشير لوكسنبرغ إلى أن القرآن هو أول كتاب دوّن باللغة العربية لعدم وجود أي أثر تاريخي لمخطوط سابق ما خلا بعض النقوش النبطية القريبة من العربية. وكان الخط العربي في بداياته كنظيره النبطي مجردا من النقـاط والحركات. يشـهد على ذلـك العديـد من المخطوطات القرآنية وغيرها المحفوظة في المتاحف شرقا وغربا، وآخرها تلك التي اكتشفت في أوائل السبعينات تحت سقف جامع صنعاء الكبير. وهناك إجماع على أن النقاط المميزة لاثنين وعشرين حرفا من حروف الأبجدية العربية قد أضيفت إلى النص القرآني في وقت لاحق. إلا أن هناك غموضا حول الزمن الذي تم فيه التنقيط. لكن الملاحظ أن الطبري (القرن التاسع / العاشر ميلادي) قد اعتمد في تفسيره إجمالا على النص الحالي المنقوط.(4)
هل كتب القرآن بالخط السرياني؟

في لقاء ألأستاذ سامي الذيب مع الأب دانيال شمعون مؤلف قواعد اللغة الآشورية حول موضوع : ماذا يعني الكتابة بالخط الجرشوني ؟
يجاوب ألأب دانيال فيقول:
"الخط الكرشوني " الذي يعرف بالسرياني ويستخدم في الكنائس الشرقية (السريانية الآشورية الكلدانية) تعني : لغة ما كُتِبت بحروف لغة أُخرى ، وخاصة في اللغة السريانية ألآرامية ، اي بحروف اللغة السريانية كُتبت لغات اخرى . فمثلا اللغة العربية ، كُتِبت في زمن ما بالحروف ألآرامية (السريانية ، الكلدانية ، الآشورية). وكما يقول الأستاذ كريستوفر لوكسنبرغ ، وغيره من المستشرقين ، أنّ النسخة ألأولى من القرآن ، كُتِبت "بالجرشوني"، اي كُتِبت بالحروف السريانية لكن اللغة عربية (اي باللسان العربي ولكن بحروف سريانية ). المؤرخون يقولون :حتى اللغة الصينية والتركية والفارسية والكورية والمنغولية ، في حقب معيّنة من التاريخ ، كُتبت بالحروف الآرامية (الجرشوني).
كريستوفر لوكسنبرغ يقول : إنَّ جزء من القرآن ،وربّما جميعهُ ، كُتِب ، في البداية، باللغة العربية( باللسان العربي ) ولكن بالأحرف السريانية .لأنّ ألأحرف العربية لم تكن متطورة . ويستشهد لوكسنبرغ من النصوص القرآنية ، فيقول بوجود كلمات كُتبت بالجرشوني ، ثمّ تحولت الى العربية ، وجاء خلط بين بعض الأحرف ، فوقعت اخطاء . هناك كلمات مبهمة في النص القرآني [مثل الصَمد ، الكوثر، الأنجيل ، الطور، اليَم ...الخ ]
اللغة العربية هي اقرب الى اللغة السريانية ولهذا اختلطت بعض الكلمات. غالبية المخطوطات القرآنية مكتوبة بالخط الكوفي ، والخط الكوفي يشبه كثيرا الخط السرياني (ألأسطرنجلي ) ، فهناك بعض الأحرف متشابه ، وربما عندما تمّ نقلها من السريانية الى العربية ، صار هناك اخطاء في نقل بعض هذه الأحرف .مثال العين (ع) والخاء(خ) والجيم (ج) والحاء (ح). لم تكن هناك نقاط او تشكيل الحركات ، فهذا ادى الى لفظ بعض الكلمات خطأ .كذلك (اللام )و(العين) في السريانية متشابهات فعندما كتبت بالعربية صار هناك قراء خاطئة.
السؤال هو هل هناك مخطوطة قُرآنية بالخط الكرشوني ، علما بوجود مخطوطات ارمنية ومخطوطات تركية ،وكورية بالخط الكرشوني ( السرياني )؟ . كريستوفر لوكسنبرغ يقول : اننا لم نجد الى اليوم اي مخطوطة مكتوبة بالخط الكرشوني السرياني . حتى القرن الثامن عشر كانت هناك كتب عربية تُنشر بالأحرف السريانية وكان الأدب العربي يُكتب بالأحرف السريانية ، ثم انتقلوا الى الكتابة العربية . فلماذا لايوجد اي دليل على مخطوطة قرآنية كتبت بالأحرف السريانية ؟
يجاوب سامي الذيب فيقول:
ربما عثمان بن عفان هو الذي حرق هذه المخطوطات [ او من جاء بعده مثل الحجاج بن يوسف الثقفي]
هناك في الدول العربية من لايريد كشف مخطوطات قديمة . ومعروف انّ اليمن تَرفض نشر المخطوطات التي وجدت ، والسعودية لاتكشف عن اثار ومخطوطات للباحثين . بالأضافة الى ذلك كان كتاب العرب القدماء يمحون الكتابة السابقة على الجلود ويكتبون فوق الكتابة القديمة كما ظهر ذلك في مخطوطة صنعاء . هذه المعلومات تحتاج الى ابحاث (5).

منهج كريستوف لوكسنبرغ في القراءة السريانية للقرآن

يقول لوكسنبرغ :
"قرات كتاب ابو موسى الحريري "القس والنبي "[الذي استشهدنا به في الجزء الأول من المقال ] وبكتاب لاحق بعنوان :" المسيحية في ميزان المسلمين" .كتب ابو موسى الحريري بان القرآن ترجمة عن انجيل ورقة بن نوفل وهو ما يسمى "بالأنجيل بحسب العبرانيين ". وقلت في نفسي القرآن يختلف عن الأنجيل. يكفي القوافي في القرآن ليست موجودة في الأنجيل .فإذن ليس صحيحا ان تكون الترجمة حرفية ، ممكن الأفكار مأخوذة من ألأنجيل ولكن بتصرف ..ليس من الضروري ان ارى في انجيل ورقة بن نوفل ان القرآن مترجم منه ام ليس مترجم منه . انذاك اتخذت اسلوبا آخر بان اقرأ القرآن لأنظر هل هناك ترجمة ام لا . فلو كان مترجم فالمفروض ان يكون هناك عبقري ليلاحظ ان هناك ترجمة .وهنا
ابتدات بقراء ة القرآن ولم اكن اعرف عن القران سوى سورة الفاتحة . بدات بقراءة القرآن بدون تأثير خارجي . اي دون التاثير بالدراسات ألأسلامية ولا الأساطير الأسلامية ولا من التفاسير ألأسلامية . ولكن المرجع الأول كان الطبري في تفاسيره للنصوص القرآنية . ما جذبني في دراسة القران هو ما كتبه الطبري في تفسيره لبعض الآيات القرانية في قوله :"إختلف اهل التاوييل في تأويل ذلك".
فتسائلتُ لأيّ سبب هناك اختلاف في التاويل وتفسير النصوص القرآنية ؟ لماذا اهل التاويل مختلفين في تفاسيرهم لنص واحد من نصوص القرآن ؟ فابتدات أن ابحث فيما إذا كان للكلمات في القرآن معنى سرياني . وبهذه الطريقة تدريجيا اكتشف ماهي المعاني السريانية ، ولكن قد تكون هناك كلمات عربية صحيحة ولكن بدون معنى في سياق القرآن . في هذه الحالة كان من المفروض ترجمتها الى السريانية لأتَّخذ المفهوم في التعبير السرياني المعنى المطابق لسياق القرآن . طبعا هذه الدراسة لم اكتشفها بين ليلة وضحاها . واستمريت 20 سنة ومازلت مستمر لأبحث عن لغة القرآن لأكتشف يوميا تقريبا كلمات (سريانية الأصل في القرآن ) . واصبح شعاري :"أعطنا كلمتنا كفاف يومنا "[ اعطنا خبزنا كفاف يومنا في الصلاة الربانية التي علمها الرب يسوع المسيح لتلاميذه ]. في كل يوم افتش ولو على كلمة غامضة في القرآن لأرجع الى جذورها السريانية.
فوجدت كمثال : آخر آية لسورة مريم 98:
﴿ وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا﴾
اعتبر اهل التأويل بحسب الطبري انه لابد انه سمع صوت واعتبروا كلمة "الركز" بمعنى الصوت الخفيّ . ولكن "ركز" بمعنى الصوت لامعنى له لا باللغة العربية ولا باللهجات العربية ولا بالسريانية
إذن هنا حصل خطأ بالأستنساخ
حصول اخطاء في النقل (اي بسبب النقل من الكتب السريانية الى العربية بسبب رسم الحروف ) الراء (ر) والدال (د) بالسرياني متشابهان بالرسم ولكن الدال توضع تحتها نقطة فقط لتمييزها عن الراء التي تكون النقطة فوقها ولكن الرسم واحد. وعند نقلها الى العربية حدث خطا فتحولت احيانا الراء الى الدال والعكس . فحدث ان الناقل نقل الراء(ر) والدال(د) السريانية بنفس الشكل العربي يعني ألراء راء .
ووضع نقطة على ثاني ( راء ) فاصبحت "ركزا" . لكن في الحقيقة النقطة فوق الراء(ر) تكون راء سريانية ، ولكن المفروض ، اول راء(ر) تكون من تحت سريانية ، فتُقرأ ذال (ذ) عربيا . ولذا "لم تسمع لهم ( ذِكرا) وليس (ركزا).
هنا اول ملاحظ وجدت انّ هناك كتابة سريانية المسمّات" بالكرشوني" ، وفي اول محاولة لنقلها الى الخط العربي حصلت هذه الأخطاء . وسوف نرى اكثر من ذلك
اذا في المرحلة ألأولى :مراجعة الطبري الذي يذكرالمفسرين ثُمَّ يُبدي رأيَهُ . أي ليس الطبري هو الذي يشرح ولكن يعتمد على السلف ويعطي الحق لفلان وفلان ولكن احيانا حصلَ أنَّه احد المفسرين جاء بشرح صحيح إنَّما رفضه الطبري.. ولكن علينا ، في هذه الحالات ، ان نبين لماذا هذا الرأيي الوحيد هو الصحيح ، طبعا بالأثباتات اللغوية اي بالمراجع اللغوية
ثانيا : إذا لم نحصل حلا من الطبري ، علينا ان نراجع لسان العرب (القاموس العربي ). حيث نجد في لسان العرب تعبير، كان سرياني بالأساس ، موجودا في اللغة العربية ، لكن فقد معناه حاليا ، وهذا يساعدنا للوصول الى الحل الصحيح ، وإلا سنرى وجود خطأ في التنقيط . حسب بحثي التنقيط لم يحصل الا في المرحلة الرابعة لتدوين القرآن [ راجع مقال الكاتب الجزء الثاني ، كما في الموقع التالي ، عن مراحل تطور القران ]
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738961
المرحلة الأولى المفروض أن تكون بالخط السرياني . ليس عندنا اي شواهد بان القرآن مكتوب بالخط السرياني ، ولكن ألأخطاء التي حصلت في المرحلة الثانية ، من تطور القرآن ، أي عندما نُقل من الخط الكرشوني (السرياني ) الى الخط العربي ، حصلت اخطاء بالنص العربي لايمكن شرحها الا على اساس شكل الحروف السريانية .
في المرحلة الثالثة ، حصل نقل من العربي الى العربي ، وحصلت اخطاء بالرسم ، لايمكن شرحها الا على اساس شكل الحروف العربية .
فاذا في المرحلة الثالثة الرسم كان فقط بدون أي تنقيط . التنقيط حصل فيما بعد في المرحلة الرابعة . وفي هذه المرحلة اي في مرحلة التنقيط حدثت اغلب الأخطاء . من جملتها ال"ركز" المفروض ان تكون" "ذِكر" وليس " ركز"

خامسا : وهي المرحلة الأخيرة هي التشكيل . والتشكيل كما نعرفه من طبع القاهرة سنة 1924 وهي آخر مرحلة لتدوين القرآن . لم احصل على مخطوط مُشكَّل كطبعة القاهرة ولكن لااعرف متى تم تشكيل القرآن ،لدينا فقط طبعة القاهرة. [فإذن ممكن ان نجد مخطوط سابق كما هو مشكّل في طبعة القرآن في القاهرة] . ثم بتغيير التنقيط ممكن ان نحصل على كلمات عربية صحيحة . يعني ممكن ان يحصل خطأ حتى في الكلمات العربية .وإذا لم تكن عربية فمن الممكن ان تكون سريانية فمثلا بالنسبة للتنقيط سورة
الأحزاب"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
السؤال ما معنى قضى نحبه ؟ دخل هذا التعبير في اللغة الفصحى بمعنى توفيّ ، اي مات . لكن قضى نحبه لاعلاقة له بالموت . نحبه التنقيط خطأ ، سريانيا "بحنا" معناها عربيا "إمتحَنَ " مَحَنَ "، قضى "محنتهُ" ، وعدوا الله واوفوا بوعدهم .فإذن قضوا محنتهم ، وليس بمعنى ماتوا . إذن منهم من قضى محنتهم ومنهم من ينتظر ، هذا هو المعنى .
هذا الخطأ حدث بالتنقيط لكن المعنى الصحيح هو سرياني وليس عربي . ولذا القُرّاء العرب لم يفهموا هذا التعبير ، لذا جعلوا له تنقيط غير موجود في اللغة العربية "نحبه " ولكن "بحنه" موجود في اللغة السريانية ومعناه محنتهُ، وهو الصحيح.
أمّا بالنسبة للتشكيل ، متى حدث اخطاء في التشكيل تغيّر المعنى تماما. نعطي مثلا:
"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن مباركا وهدى للعالمين " ماهو معناه ؟
فهموا بهذا التشكيل أنَّ القرآن أُنزل في شهر رمضان ، يعني خلال شهر رمضان ، وهذا غير صحيح
من يقول انه نزل في شهر رمضان ؟ الجواب القرآن . قراء أُنزل خاطئة . المفروض قراءة أَنزَل "فيه" القرآن . وايضا انزل "فيه" . "في" عربيا تعني بالنسبة له بخصوصه ، اي بخصوص شهر رمضان انزل القران تعليمات يشرح لكم كيف التصرّف في شهر رمضان . من كان في سفر وكذا وكذا ..الخ المفروض عليه ان يصوم مثلا كذا وكذا .
فإذا القرآن انزل بخصوص شهر رمضان تعليمات وليس ان القرآن نَزلَ في شهر رمضان !!!!. "في" تعني عربيا بخصوص . مثلا كتاب في التاريخ ، تعني كتاب عن التاريخ ، وليس داخل التاريخ وهذا المعنى اتى اكثر من مرة في القران ." في" بمعنى بالنسبة الى.
طبعا هذا مثل من الكثير من ألأمثال في النص القرآني التي ترجمت الكلمات السريانية الى العربية فاختلف معناها لأسباب عديدة كما جاء اعلاه ، ولايمكن معرفة معاني تلك الكلمات الا بالرجوع الى جذورها السريانية كما يقول الباحث في علم اللغات القديمة " كريستوفر لوكسنبرغ ".(6)

المصادر
(1)
السريانية والقرآن
https://dahnon.org/archives/9926”.
(2)
العلاقات الفنية في نشوء الأبجدية بين اللغتين الآرامية والعربية
http://aramean-dem.org/Arabic/Language/Bishop_Paul_Behnam.pdf
(3)
قراءة سريانية آرامية للقرآن
محاولة فكّ رموز القرآن
http://aramean-dem.org/Arabic/Language/SyrioAramaicReading.htm
(4)
معاني القرآن على ضوء علم اللسان: كتاب للمستشرق كريستوف لوكسنبرغ
(5)
هل كتب القرآن بالخط السرياني؟
https://www.youtube.com/watch?v=o4iE7ADEUx4
(6)
منهج كريستوف لوكسنبرغ في القراءة السريانية للقرآن
https://www.youtube.com/watch?v=Ljhqj2o4eqo&t=460s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نافع شابو
عبد الجبار ( 2021 / 12 / 13 - 13:53 )
بعد التحية
اه لو علم المسلم الحقيقة اما ترك اسلامه في الحال او انتحر لانه قد خدع هذا المسكين كما خدع اباءه واجداده من قبله صل الله عليهم وسلم
ولكن عاجلا ام اجلا سيعرف هذا المسلم المخدوع وستصله الحقيقة ان القران ليس كتابا الهيا ولا منزلا

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت