الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع الناعم وفيلم اميرة - والاوسكار

هاله ابوليل

2021 / 12 / 11
الادب والفن


التطبيع الناعم عبر الأفلام وفيلم" اميرة " مثالا
عندما مثلت حياة الفهد الممثلة الخليجية المتمرسة فيلم" ام هارون" الذي يسبر بالذائقة الجماهيرية نحو تطبيع العلاقات الدافئة مع اليهود "ورغم ان اليهود ليسوا اعداءنا ولكن الصهاينة منهم الذين تركوا بلادهم ليحلوا محلنا في فلسطين هم من نعاديهم" هذه المعادلة التي ماننفك نكررها , ومع ذلك فالتطبيع الناعم من وراء هذا الفيلم الذي لا داعي له . لم يكن ليخدم تلك المقولة بل ليخدم ما تزمع اليه هذا الكيان الاماراتي المستحدث من تطبيع لعلاقاتها مع الكيان الاجرامي الصهيوني المحتل لاراضينا والتي يجمع بينهما انهما دخلاء على المنطقة العربية لأن الفيلم بالذات يتحدث عن يهود في الخليج العربي فهل يستحق مائة او خمسمائة يهودي يعيشون في دول الخليج أن نعمل من اجلهم فيلم كلف ملايين وان نفتتح لهم سفارة بمليارات الدراهم وان نغازلهم وندللهم لا لشيء سوى لنجعل العالم يرى كم نحن متسامحين في حين دولة الكيان الصهيوني ابنة صهيون ماتفتأ تقتل الاطفال والشيوخ والنساء والصبيان ولا تهتم بما يقوله العالم عن اجرامها , تقتلهم بحقد دفين سببه معرفتهم انهم محتلين وعصابات اجرامية تسطو على املاك واراضي الغير برعاية دولية واممية لا تفعل شيئا سوى ابداء القلق ليس على ضحايا فلسطين بل ابداء القلق ان يكون هناك قتلى من ابنة صهيون .
أما الامارات راعية وعرابة التطبيع و التي ما تنفك تحاول ادخاله الى كل بلد عربي, كما فعلت بالسودان والمغرب وستحاول في ليبيا واليمن بحجة عمل علاقات طبيعية معهم وذلك بتمويل ضخم بالمليارات تضح لمدينة الاعلام لتنفيذ مسلسلات تدعو الى محبة الصهاينة وانهم لم يقتلوا احدا منهم لأنهم يعلمون ان الموساد هو عصابة على رأس كيان اجرامي قد يفتك بهم في اي لحظة فتحاول ان تسايرهم وتصاحبهم لتتقي شرورهم وخاصة ان ممالك الرمال عبارة عن زجاج قابل للهشيم في اي عملية انتقامية . وإلا ان لم يكن الخوف من الموساد فما الذي يجعلهم ينبطحون هذا الانبطاح المهين لنيل رضا ابنة صهيون ومغازلتها وتدليلها باربعين مليار شيكل لبناء مستوطنات جديدة والفتك بالفلسطينيين المقاومين لدحر صمودهم وتركعيهم
فهل تخاف الامارات فعليا من الموساد كعصابة اجرامية انتقامية مقززة ام من حماس ام من كلاهما !! سؤال برسم الاجابة ستجيب عنه الايام القادمة .
كان فيلم ام هارون الممول اماراتيا بمبلغ خرافي , يتحدث عن عائلة يهودية عاشت في البحرين ولكن لماذا لم يتم تمثيل الدور بالاستعانة بممثلة من الامارات او البحرين بل ذهبوا مباشرة الى الكويتية حياة الفهد هل لأن الكويت العزيزة لم تنجر وراء عيال زايد كما انجرت جزيرة الرتويت البحرينية بل نأت بنفسها عن الخوض في مياة التطبيع القذرة و هذا الموقف المشرف سبب الحقد لدى عيال زايد فانهم ارادوا ان يدحشوا الكويت في الفيلم لغرض في نفس يعقوب عبر ممثلة كويتية محبوبة حتى يظهر ان الكويت متواطئة في التطبيع كنوع من المشاركة الوجدانية يرتجيها عيال زايد في مغامراتهم التطبيعية الغير محسوبة جماهيريا لتشكيل وعي خليجي موحد ان الكويت ايضا تميل الى السباحة في مياة التطبيع الجارية في الخليج كمنطقة صرف صحي تصل للامارات .معولين على شعوب استهلاكية غير مثقفة وغير واعية لما يجري من سحب للبساط من تحت اقدامهم بتفريغهم من العروبة وشعاراتها السابقة أن هذه اللقيطة هو كيان لقيط اجرامي محتل جاء لتدمير العالم العربي كشرطي امريكي وعصابات للقتل والتدمير واثارة النعرات والخلافات بين العرب وتفريقهم وخرق صفوفهم بسكين التفرقة والاقليمية المتعصبة.
وقعت حياة الفهد في الفخ واتهمت بالتطبيع في بلادها الرافضة له بقوة وحوربت من قبل الجميع لأن الفيلم كان وصمة عار لا يليق بتاريخها الفني فخرجت لتبرر انها وقعت ضحية للمرتزق الفلسطيني الساقط محمد دحلان - الرجل الثاني بالقذارة بعد حمد المزروعي وكلاهما استشاريان في مجلس ولي العهد محمد بن زايد الذي استولى على ولاية العهد بقوة المليشيات المسلحة التي يجهزها له دحلان من دول تبيع جنودها لخدمة من يدفع لهم الدولار مثل اوكرانيا والسنغال ونيجيريا والسودان رجل يحلم بامبراطورية اماراتية ممتدة وهل تقام امبراطوريات على سيقان دجاجة حيث لا تاريخ و ولاء ولا حضور و لا تواجد اقليمي ولا دعم شعبي ولا حتى امارات سبعة متحدة بعد أن سطا MBZعلى كل شيء مثل أي دكتاتور يحمل عصا لشعبه .
لعب دحلان دورا قذرا باقناع الفنانة التي تجاوت الستين عاما لتمثل هذا الدور المشبوه والذي يحاول ان يوحي ان لليهود في الخليج موطأ قدم بعيد وهي اكذوبة بحرينية ساذجة وقد كشفتها اكاذيبهم في حينها
وقالت حياة الفهد ان دحلان اقنعها بالدور وقدم لها شيكا مفتوحا بحجة أن ذلك " مصلحة فلسطينية " ودعما للسلام .
وقد سمعنا بعد الفيلم توجهات صهيونية للمطالبة باملاك الشرذمة التي تركت بيوتها في الخليج طواعية وبدون اجبار بل ذهبت لتستوطن اراضي الغير وتحتل اراضيهم وبياراتهم وتستولي على حقوقهم في الحياة وهذا فعلا مايفعله الدرهم الاماراتي المتصهين حيث باتت مطالبة اليهود جهرا باملاكهم التي تركوها , ناسين انهم استولوا على املاك الغير-الذين قتلوهم وشردوهم ليحلوا محلهم .
تم تصويره في دولة الإمارات.و المسلسل انتاج شركة الفهد المملوكة للفنانة حياة الفهد وشركة جرناس المملوكة للإماراتي أحمد الجسمي،والتي يملك فيها محمد دحلان فوق ال 40% من اسهمها والتي كانت جزءا من مغامرة التطبيع المخطط لها .
وفي هذه السنة جاءت الضربة من الاردن الذي اجاز ت فيه الهيئة الملكية الاردنية ترشح فيلم اميرة ليمثل الأردن في ترشيحات جوائز الأوسكار2022 ورغم انه لا يوجد سابقة لفوز اردني سابق في الاوسكار الا انه عورض بقوة لهذا الترشح لاساءته لاهالي الاسرى والتشكيك بنسب اولادهم و الغريب ان الفيلم غير اردني سوى ان بطلته هي ممثلة من عجلون تسمى صبا مبارك السيوف اكتشفها يوما ما وقدمها للجمهور مخرج فيلم المتنبي فيصل الزعبي وعندما كبرت قليلا لم تعد تشكر من وضعها في طريق الفن بل وتجاهلت كل من قدم لها يوما دعما كانت ستجده لو كانت متواضعة في محنتها هذه
ام لماذا الاردن قرر أن يختار هذا الفيلم رغم ان مخرجة ومؤلفة هو المخرج محمد ذياب المصري هو واولاده وابناء عمومته ومنتجي الفيلم شركات اماراتية معروف توجهها في خدمة الاحتلال ولاشيء اردني سوى تلك الفنانة التي باتت تتعرى مثل فنانات هوليوود فهل صدقت فعلا أنها ستصبح نجمة هوليوود بتمثيلها المتواضع .
فيلم اميرة اعتبر مسيئا لأنه يسىء لقضية الاسرى التي تشرف اسرهم بأن يلجأ المخرج المصري الذي يبدو مطبعا بتحويل سفراء الحرية الى اولاد مشكوك بنسبهم بعد تحوير قضية الاسرى الذين لاامل بخروجهم من السجن فمعظمهم لدية عشر مؤبدات والتي طالبوا فيها سلطات الاحتلال .بالاجتماع مع زوجاتهم للحصول على مواليد , فرفض الاحتلال هذا المطلب فلجأوا الى تهريب نطفهم (الحيوانات المنوية) وانجاب اطفال لهم هم اطفال وسفراء الحرية.
فالفيلم يشكك بنسب الاطفال كقصة خيالية بطلها صهيوني يريد تمرير التطبيع مع العدو ضمن اسئلة وجودية حيث تكتشف البطلة انها ليست ابنة اسير فلسطيني بل ابنة ضابط صهيوني , هذه الحبكة التي جعلت ثلاث شركات انتاج تصرف عليه وهي شركات مصرية واماراتية وكما فعلوا بالكويت الرافضة للتطبيع بجعل دور البطولة للكويتية حياة الفهد فعلوا ذلك بالفتاة الاردنية التي شعبها رغم سفارة القذارة فيها على المستوى الشعبي يرفضون التطبيع ويرفضون داعميه .
وبعد هاشتقات عديد على وسائل الاتصال الاجتماعي قوبلت الفنانة الاردنية الطامحة بالاستهجان والشتم ووصمها بالتطبيع المجاني الرخيص وقوبلت ترشيحات الملكية للافلام بذات الاتهامات بل ايضا اتهم جهاز المخابرات في الدولة لترشيحه فيلما ليس اردنيا فقد كتب المخرج دياب في صفحته على الفيس بوك مايلي "مفارقة جميلة أن يكون المخرج والمؤلفون مصريين لفيلم فلسطيني وتختاره بلد ثالثة لتمثيلها في الأوسكار ,وهكذا نجد ان رعاة التطبيع في الاردن هم من رشحوا الفيلم للاوسكار فقط لأن ممثلتهم هي اردنية فهل يدخل الاردن في دائرة الاتهام بفيلم مدفوع له اماراتيا ومكتوب بقلم تطبيعي من عائلة ذياب المصرية لتشويه سمعة الاسرى الفلسطينيين !
وهذا يحيلنا الى جزئية , لماذا حدث الآن ! وما هذه الموجة التطبيعية الهادرة والتهافت المتهالك لارضاء هذا الكيان الوضيع , وهل بات التطبيع موضة جديدة لكل طامح ومغرور وصاحب اجندة وكل من ليس له حضور .
فالفيلم تبنته الجمعية الملكية للافلام بعد ان حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان "ميدفيلم" بإيطاليا وجائزة انتر فيلم لتعزيز الحوار بين الاديان وهذه لنضع تحتها عشر خطوط .
بدأ عرض الفيلم مطلع سبتمبر/أيلول الماضي 2021 في مهرجان فينيسيا، ثم عرض في مهرجاني الجونة وقرطاج، وآخر عرض للفيلم كان مساء الأحد الماضي في افتتاح مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان في العاصمة الأردنية عمّان.
كان مبرر مخرج الفيلم محمد ذياب من هذه القصة الخيالية التي لا تخدم الاسرى بقدر ما تخدم الاحتلال بعد سحبه للفيلم والتعهد بعدم عرضه , فقصة تعزيز الحوار بين الاديان التي ابتدعتها عاصمة التطبيع الدافىء في ابو ظبي وخاصة في العلاقات التي قد تلوثها مصطلحات التعايش والسلام والدين الابراهيمي الذي صنعته الامارات برعاية النبي محمد بن دحلان والنبي محمد بن زايد فالمخرج يتلاعب جدليا بقضية مصيرية على انها قصة خيالية لتشويه الفكرة التي لا تموت بل يمكن تشويهها كما فيلم هذا المخرج المصري وانجرت وراءه الصاعدة الاردنية وباموال كثيرة كثيرة من صندوق الامارات للتطبيع .
مخرج اراد ان يراهن على جدلية ان الانسان اذا مااكتشف انه ليس كما هو هل سيبقى على ما هو عليه من مبادىء وافكار وتوجهات . بمعنى ان تلك الفتاة التي اكتشفت أن والدها عقيم وانها نطفة صهيونية من رحم موبوء , فكيف ستتصرف ؟
هذه الجدلية تخدم الصهاينة وليس الاسرى وهذا الفخ الذي وقعت فيه الفنانة الاردنية التي فضحتها فيه الفنانة القديرة التي مثلت فيلم التغريبة الفلسطينية جولييت عواد والتي لولاها لمر الفيلم بدون مساءلة وكشفت للمواطنين عن التطبيع الناعم الذي يناقش جدلية " لو كنت انت نفسك العدو الذي تحاربه "وكأن مشاكل الدنيا لدينا انتهت لنعتني بالعدو الصهيوني ونقف موقفا متساويا معه وكأنه نظير لنا في المأساة ونظير لنا في اللجوء والتغريب ونظير لنا في الانسانية الظالمة التي احلت شعبا تائها وجلبته من شتات الارض ليحل بدلا من الشعب العربي صاحب الارض, فهجرته وفرقته بين القبائل العربية ليذوب فيها وينسى وطنه كما ارادوا له ان ينسى فلسطين , ولكن هيهات هيهات !!
فاين العدالة واين الانسانية يامن تبحثون عنها عبر اسئلة وجودية جدلية لا تنفع الضحية , فان مقارنة الضحية بالجلاد هو قتل اخر للضحية بسكين اعمى يريد ان يجعل العدو السارق ندا لصاحب الارض ويعقد مقارنة وتبديل بالمواقف وجدليات وجودية لا نراها من قبلهم كصهاينة يعرفون اننا اصحاب الارض وانهم ليسوا سوى حفنة لصوص مارقين وسيرحلون يوما ما سيكون قريبا.
اللافت للنظر ان مخرج الفيلم المصري السيساوي المطبع , يعفي الفيلم مسؤوليته عن القصة الخيالية التي ستطيح بصمود اسرانا بمعلومة قد لا ينتبه لها المشاهدين مكتوبا بخط ضئيل في نهاية الفيلم :" بانه ولد اكثر من مائة طفل بطريقة تهريب النطق وكل الاطفال تم التأكد من نسبهم وتظل طرق التهريب غامضة ""وهذه الجملة الاخيرة التي تفتح ابوابا للشك ومنها وجدت حبكة هذا الفيلم الذي يجعل العدو الصهيوني شريكا بسفراء الحرية ويهتك قداسة الحياة التي انبثقت من رحم الصمود الفلسطيني حتى لو تم حبسه بجدران متينة .
ولا يغفل الفيلم ان يسقط مرة اخرى بتقديم شكر خاص لادارة السجن , فأي سفالة وانحطاط اكثر منذ ذلك فما دام الفيلم خيالي و لم تكن مهتما بالتثبت من كل الحقائق البديهية من التأكد من النطف المهربة ومن مطالبة الاسرى بحقهم بالانجاب ورفض المحكمة لذلك . فلم يكن بالاحرى مهما ان تذهب الى سجن جلبوع المقام على اراضي فلسطينية لتصور بابه ولتشوه فيلمك بهذا الشكر الخجول لمؤامرتك الوضيعة .
***تقول ليديا احدى نساء فلسطين التي هربت نطفة زوجها عبد الكريم واستلمتها باليد باليد باليد منه وذهبت بها الى المركز الطبي قبل فسادها. تقول ليديا
"في اللحظة التي خرجت من السجن وأنا أحمل النطفة شعرت أن عبد الكريم تحرر"
وتأتيك هاوية تريد الشهرة الاوسكارية على حساب حرية الاسرى و تاريخهم النضالي عبر قصة خيالية لا نقول عنها سوى انها مؤامرة تطبيع للعدو ,بجعل الكيان الصهيوني بضباطه القتلة , شريكا لهم في الحياة والحرية والصمود.




*** https://www.aljazeera.net/news/arts/2021/11/12/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با