الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاربة الدين للعلم والعلماء.

اسكندر أمبروز

2021 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين في واد والعلم في واد اخر , فعلى مرّ التاريخ ظلّت الفلسفة المادية والفلسفة الميتافيزيقية على صراع دائم مستمر منذ بدايات ظهور المدارس الفلسفية اليونانية , مروراً بنقّاد الدين من فلاسفة وعلماء في العصور الوسطى , الى اليوم حيث بات الدين محط سخرية عندما يتم وضعه جنباً الى جنب أمام العلم الذي تطوّر بشكل مذهل خصوصاً في القرن الماضي.

فمن المعروف أن الدين قد حارب العلم , وضيّق على العلماء في مختلف بقاع العالم , سواء أكان هذا الدين أحد اديان الصحراء البهيمية الثلاث , أو احد الاديان الاسيوية , أو غيرها من الخرافات الساذجة والمميتة , فكلّها تجتمع معاً على مبدأ واحد , وهو تغييب العقل وتحكيم الخرافة والمهلوسين من رجال الدين , أيّاً كانت الخرافات الدينية التي ينتمون اليها.

ولكن ما لا يعلمه الجميع , هو حجم هذا القمع الديني للعلم والعلماء على مرّ التاريخ , خصوصاً في العالم الاسلامي والمسيحي , حيث ظلّت المؤسسات الدينية تحت سلطة الحاكم , تقمع بالعلم والعلماء بشكل مستمر , إلّا في حالات استثنائية والتي قام بها الحاكم بتدعيم العلم والوقوف مع العلماء على حساب رجال الدين والفقهاء والقساوسة وغيرهم من الكلاب.

والان سنمر بشكل سريع على عدّة أسماء عظيمة , من مفكّرين وفلاسفة وعلماء , والذين تم قمعهم وقتلهم وتكفيرهم والتنكيل بهم وبأعمالهم الخالدة من قِبل الاسلام ورجال الدين المسلمين , وسنذكر أيضاً العلماء الذين تعرضو لنفس الاضطهاد من قبل المسيحية ورجال الدين المسيحيين.

- ابن المقفع : اتهم بالزندقة وقتل بعدها على يد سفيان بن معاوية حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيها في النار أمام ناظريه حتى مات (المصدر : البداية والنهاية لابن كثير 96/10 )

- الفارابي :" من أكبر الفلاسفة وأشدهم إلحاداً وإعراضاً كان يقول بقدم العالم ويكذب الأنبياء وله في ذلك مقالات في إنكار البعث والسمعيات."
( المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 224/11 )

- ابن سينا : " إمام الملاحدة فيلسوف كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وله من الضلالات والكفريات ما تنشق له السماوات."
(المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 42/12)

- يعقوب بن اسحاق ( الكندي ) : " فيلسوف من أوائل الفلاسفة منجم ضال متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة بلغ من ضلاله أنه أنكر الوحي وحاول معارضة القرآن بكلامه " (المصدر : لسان الميزان : 373/6 + مقدمة ابن خلدون : 331 + مجموع الفتاوى : 186/9)

- ابن الهيثم : "من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام من أقران ابن سينا علماً وإلحاداً وضلالاً كان في دولة العبيديين الزنادقة كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات" (المصدر : درء التعارض : 281/2 + في تاريخ الفلاسفة : ص 270 + فتاوى شيخ الإسلام : 135/35)

- الجاحظ : "كان سيء المخبر رديء الاعتقاد تنسب إليه البدع والضلالات وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال وحكى الخطيب بسنده أنه كان لا يصلي ورمي بالزندقة" .(المصدر : البداية و النهاية : 19/11)

- عباس بن فرناس : "فيلسوف موسيقي مغنٍ منجم نسب إليه السحر والكيمياء وكثر عليه الطعن في دينه واتهم في عقيدته ورمي بالزندقة وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والموسيقى" .(المصدر : المقتبس من أهل الأندلس : ص 279 + نفح الطيب : 348/4)

- ابن رشد : "فيلسوف ضال ملحد يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع ويقول بقدم العالم وينكر البعث وحاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو في كتابيه "فصل المقال" و "مناهج الملة " (المصدر : سير أعلام النبلاء : 307/21 + درء التعارض : 11/1 – 127 – 152)

- الرازي : من أهم علماء وأطباء عصره , إن لم يكن أفضلهم , سخّر قدراته للقيام بالعمليات الجراحية وتدريس الطب , وقام بترجمة العديد من الكتب الطبية اليونانية مثل كتب أبقراط وجالينوس , وبسبب نقده للدين والنبوات واحترامه للفلسفات اليونانية القديمة , تعرّض للتنكيل والإضطهاد من قبل السلطات ورجال الدين الذين قالوا فيه...

"من كبار الزنادقة الملاحدة يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرائيين الصابئة وهي الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك" .(المصدر : در التعارض : 346/9 + مع منهاج السنة : 209/1 + مجموع الفتاوى : 304/6 )

حيث خسر عمله كأستاذ للطب , وبعدها تم اعتقاله , وتحريم كتبه , حيث تم ضربه على رأسه بكتبه حتى فقد بصره , ومن بعدها قضى بقيّة حياته عاجزاً في فقر فقر مدقع. (المصدر : Riesman D. The Story of Medicine in the Middle Ages. Hoebner, New York, 1935.)

-------------------------------------------------------------------------------------
تنويه : بعض هذا الكلام والمصادر مأخوذة كما هي من مواقع اسلامية مختلفة , حيث أنهم يقرّون لا بل ويتفاخرون بكل سفاهة وانحطاط بتكفير العلماء ومحاربتهم.
-------------------------------------------------------------------------------------

والآن سنناقش حالة بعض العلماء الذين تم التنكيل بهم أيضاً ولكن في الأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرة المسيحية.

وهذه الأمثلة ستبين مدى عداء هذه الأديان القذرة للعلم والعلماء , وهذا بسبب وهنها وضعفها وعدم قدرتها على مقارعة الأدلّة العلمية , بسبب جفاف وضحالة ما تحتويه تلك الأديان من خرافات وخزعبلات بلا أي قيمة.

والان اليكم هذه الأمثلة التي تعتبر غيض من فيض الارهاب الديني المسيحي القذر على مر العصور...

- هيباتيا الإسكندرية (370م - 415م) : من أهم الأساتذة والمعلّمين في عصرها , والتي أحيت النظريات اليونانية القديمة مضيفة عليها العديد من الإكتشافات والأدلّة , كإثباتها لثبات الشمس ودوران الأرض حولها.

وبعد عدة سنوات من الصراع مع السلطات المسيحية في ذلك الوقت , تم اتهامها بالهرطقة والشعوذة والسحر..ألخ. من التُهم السفيهة كسفاهة الأديان نفسها , حيث تم القاء القبض عليها من قبل مجموعة من المتزمتين المؤمنين , وسحبها في شوارع الاسكندرية ملقين عليها الأوساخ , حتى وصلو الى معبد روماني قديم والذي قد تم تحويله الى كنيسة , حيث قامو بضربها بالحجارة حتى الموت. (المصدر : Hypatia: The Life and Legend of an Ancient Philosopher)

- مايكل سيرفيتوس : وهو طبيب إسباني , اكتشف في عام 1545 الدورة الدموية الصغرى , وبعد كتابات دينية تحث على اصلاح المسيحية بطرق مختلفة , تم اتهامه بالهرطقة في اسبانيا , حيث هرب منها الى سويسرا , ولكن هناك أيضاً تعرض للملاحقة من قبل محاكم التفتيش البروتستانتية , حيث تم القاء القبض عليه وحرقه مع كتبه عام 1553. (المصدر : Christie RV. Discovery of the pulmonary circulation.)

- جاليليو : الغني عن التعريف طبعاً , والذي تمت محاكمته وإدانته عام 1633 لنشره أدلة تدعّم نظرية العالم نيكولاس كوبرنيكان التي تثبت دوران حول الأرض حول الشمس.

انتقدت الكنيسة الكاثوليكية بحثه على الفور لأنه يتعارض مع الكتاب المقدس الذي يضع الأرض وليس الشمس في مركز الكون. ومن ثم تم وضعه تحت الاقامة الجبرية في منزله , ممنوعاً من الكتابة والنشر. (المصدر : Drake, Stillman (1999). Essays on Galileo and the History and Philosophy of Science, Volume Toronto: University of Toronto Press. p. 292)
-------------------------------------------------------------------------------------
هذه الأمثلة هي غيض من فيض حيث لا يمكن حصر جميع العلماء الذين تم استهدافهم والاسائة اليهم وقتلهم بسبب التزمت الديني والحيونة الناشئة بسبب الخرافات الدينية والقطعان المغيبين الخاضعين لسيطرتها.

وقد اخترت هذه الأمثلة الأشهر فقط حتى لا أطيل عليكم , والتي في رأيي يجب أن تكون معروفة لدى الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي