الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض كتاب -ذكريات- مذكرات أندريه غروميكو

هاني عبيد

2021 / 12 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عرض كتاب "ذكريات - 1"
مذكرات أندريه غروميكو
المؤلف: اندريه غروميكو
عرض: هاني عبيد


صدر في بداية عام 1988 كتاب يحمل عنوان "ذكريات" عن دار الأدب السياسي في موسكو لمؤلفه أندريه غروميكو، والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب رئيس مجلس السوفييت الأعلى لجمهوريات الاتحاد السوفياتي الاشتراكية، وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية لفترة طويلة.
يقع الكتاب في جزءين، يحتوي الجزء الأول على تسعة فصول في (478) صفحة، ويحتوي الجزء الثاني على أحد عشر فصلاً في (413) صفحة. ولغة الكتاب هي اللغة الروسية، وقد ترجم الى عدد من اللغات.
يغطي الكتاب فترة زمنية تمتد إلى نصف قرن، كان المؤلف في خلالها إما مشاركاً وإما مشاهداً عن قرب للأحداث الكبرى في العالم، مثل: الحرب العالمية الثانية ومؤتمرات ياطا وبوتسدام وتأسيس الأمم المتحدة وبداية الحرب الباردة بين الشرق والغرب وعهد الانفراج الدولي في بداية السبعينات. ويلقي المؤلف أنواراً كاشفة على الأزمات الكبرى التي وضعت العالم على شفير الحرب، مثل الأزمة الكوبية. ويقول المؤلف في مقدمة كتابه "يحتوي هذا الكتاب على ذكريات المؤلف، وقبل كل شيئ عن الاجتماعات والمحادثات مع مسؤولين حكوميين لدول عديدة في العالم، وكذلك على أهم الأحداث السياسية الخارجية، وتغطي الفترة الزمنية لهذا الكتاب – نصف قرن". وتنبع أهمية هذا الكتاب من أن المؤلف شاهد احداثاً نادراً ما يشاهدها أو يتعرف عليها عن قرب الكتاب المتخصصون، بل أن المؤلف شارك فيها باعتباره ممثلاً لدولة كبرى هي الاتحاد السوفياتي، والتي خرجت منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر الكتاب سجلاً حافلاً للسياسة الخارجية السوفياتية في نصف القرن الماضي، حيث كان المؤلف الشخصية الرئيسية في تلك الأحداث، حيث لم يستطع أي وزير خارجية في أية دولة أن يحتفظ بمنصبه مثل ما فعل السيد غروميكو، وخاصة في دولة عظمى مثل الاتحاد السوفياتي، رغم تغيير القيادات السياسية فيه. فقد عاصر غروميكو ستالين وخروشوف وبريجنيف وأندروبوف وتشيرنينكا، وأخيراً في عهد الزعيم السوفياتي غورباتشوف أصبح رئيساً للدولة السوفياتية.
ونظراً لأن الكتاب غني بالاحداث، وحافل بالذكريات، حيث ينقلك الكاتب من بلد إلى آخر، ومن حديث سياسي إلى لقاء ثقافي وبين هذا وذاك يغوص معك أحياناً في أعماق التاريخ ليوضح فكرة سياسية أو يشرح بعداً ثقافياً، فقد آثرت أن استعرض الجزء الأول من الكتاب، على أن أعود إلى الجزء الثاني في مقال آخر.
ابرز المحطات في حياة غروميكو
ولد أندريه اندرييفيتش غروميكو في قرية غروميكو القديمة من اعمال غومل، واليها ينسب، في عام 1909. ويصف الأسرة التي انحدر منها بأنها أسرة شبه فلاحية وشبه عمالية، حيث كان والده يضطر للعمل في المصانع عندما لا يكفي محصول الأرض لمعيشة الأسرة. تميز الفتى أندريه بولعه الشديد بالقراءة وهيامه بالكتب، وابتدأ يتعرف على الأدبيات الماركسية في سن التاسعة كما يذكر- أي بعد سنة من قيام الثورة البلشفية في روسيا -، هذا بالإضافة إلى مطالعته لروائع الأدب العالمي مثل الألياذة والأوديسة وفاوست لغوته، وعدد آخر من الكتب العلمية والأدبية. دخل المدرسة في قريته وأكمل منهاج السبع سنوات، ثم دخل مدرسة صناعية في مدينة غومل، وبعدها أكمل دراسته في كلية فنية في مدينة باريسوف، ثم معهد مينسك. أنهى غروميكو دراسة الدكتوراة في مدينة مينسك ثم في موسكو. أصبح عضواً في الحزب الشيوعي السوفياتي في عام 1931، حيث أوكلت اليه مهمات حزبية عديدة. تم تعينه في عام 1939 رئيساً للقسم الأمريكي في وزارة الخارجية السوفياتية، وبعد ذلك بعدة شهور استدعاه ستالين إلى الكرملين، وعينه مستشاراً في السفارة السوفياتية في واشنطن. ويذكر غروميكو أن عمره كان ثلاثين سنة عندما وصل إلى واشنطن، وفي ذلك الوقت كان جون كنيدي يدرس في جامعة هارفارد وعمره 22 سنة. وفي هوليوود كان نجم رونالد ريغان يبرز كممثل موهوب وخاصة بعد فيلمه الناجح "المطبخ الأمريكي"، ولم يدر بخلد هؤلاء الثلاثة ماذا يخبئ لهم القدر مستقبلاً.
في عام 1943 أصبح غروميكو سفيراً في واشنطن حتى عام 1946، وبعد ذلك أصبح مساعداً لوزير الخارجية السوفياتية حتى عام 1949، وفي نفس الوقت كان المندوب السوفياتي الدائم في هيئة الأمم المتحدة حتى عام 1948. شغل غروميكو منصب النائب الأول لوزير الخارجية في فترتين، الأولى بين عام 1949 وحتى عام 1953، والفترة الثانية من عام 1953 وحتى عام 1957. وشغل منصب السفير السوفياتي في بريطانيا بين عان 1952 وعام 1953. وأصبح في عام 1957 وزيراً للخارجية، وفي عام 1983 أصبح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء السوفياتي بالإضافة إلى منصبه الوزاري، وظل في هذا المنصب حتى عام 1985 حيث أنتخب رئيساً لمجلس السوفيات الأعلى. أما مناصبه الحزبية فقد ابتدأت في عام 1956 حيث عين عضواً في اللجنة المركزية، وقبلها – أي في عام 1953 – كان عضواً مرشحاً في اللجنة المركزية، وفي عام 1973 أصبح عضواً في المكتب السياسي وهو أعلى هيئة حاكمة في الاتحاد السوفياتي. أنتخب غروميكو نائباً في مجلس السوفيات الأعلى عام 1946 وحتى عام 1950، ثم أعيد انتخابه نائباً في جميع دورات المجلس ابتداءً من عام 1958.
كُرِّم غروميكو بمنحه لقب بطل العمل الاشتراكي (أرفع وسام سوفياتي يمنح للمدنيين) مرتان، الأولى في عام 1969، والثانية في عام 1979.
نشر في عام 1957 أول كتاب له وهو "تصدير رأسمال الامريكي" تحت اسم مستعار هو أندرييف، حيث منحته جامعة موسكو لقب دكتوراة على هذا المؤلف. وصدر له في عام 1961 كتاب "توسع الدولار"، كما صدر له في عام 1982 كتاب آخر بعنوان "توسع رأسمال الخارجي – تاريخ ومعاصرة"، حيث منح عليه في عام 1984 جائزة الدولة التقديرية.
تزوج غروميكو من ليديا ديمتروفنا، ورزق بابن وابنة. ابنه اناتولي كان رئيساً لمعهد افريقيا التابع لاكاديمية العلوم السوفياتية، وهو برفيسور، دكتور في العلوم التاريخية وعضو مراسل لاكاديمية العلوم. أما ابنته اميليا فهي تحمل شهادة الدكتوراة في العلوم التاريخية وتعمل في مجال التحرير العلمي. له ثلاثة احفاد هم: ايغور واندريه واليكسي، وقد رزق أحد احفاده بابن دعاه اليغ.
توفي غروميكو في 2 تموز 1989 وكقائد عظيم فقد تم ترتيب دفنه في جدار الكرملين بجانب القادة السوفييت الكبار، الاّ أن عائلته طلبت دفنه في مقبرة نوفاديفيتشي Novodevichy، وهذا ما تم، ولا بد أن نشير إلى أن الرئيس الامريكي جورج بوش أبرق إلى نجله معزياً بوفاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على