الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجح نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من إلغاء عرض فيلم -أميرة-

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2021 / 12 / 13
الادب والفن


أثار الفيلم الروائي "أميرة"، واختاره الأردن في ترشيحات جوائز "الأوسكار" لعام 2022، غضب ورفض الفلسطينيين والأردنيين كونه يسيء للأسرى داخل سجون الاحتلال ويسيء الى محاولتهم في إنجاب الأبناء عبر النطف المهربة من أجل استمرار الحياة والوجود الفلسطيني .
و قد أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم #اسحبوا_فيلم_اميرة تعبيرا عن رفضهم لهذا لفيلم الذي اختاره الأردن من أجل أن يُمثّل المملكة في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022) بحسب ما سبق وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. وجاء هذا الرفض كون الفيلم يتناول قضية حساسة وهي "تهريب النطف من سجون الاحتلال"، وهي ظاهرة عرفت في الحياة الواقعية المتمثلة في التلقيح الاصطناعي بـ"أطفال النطف" التي عرفت منذ عام 2012 في فلسطين،
وذلك حين عمل أسرى فلسطينيون بهدف الإنجاب، على تهريب نطفهم من السجون الإسرائيلية.
لماذا كل هذا الهجوم على المخرج والممثلين والمنتجين ؟ مع ان الفيلم شارك في مهرجانات سينمائي كثيرة، وكان اول مهرجان شارك فيه لأول مرة عالميًا في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في 3 أيلول / سبتمبر 2021 وتنافس ضمن مسابقة أوريزونتي. في المهرجان ، حصل الفيلم على جائزتين: جائزة Lanterna Magica و Interfilm Award في أب / أغسطس. وأول عرض له في العالم العربي كان في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي.
تدور احداث القصة في فلسطين، زوجة اسير فلسطيني مناضل محكوم عليه بالمؤبد في سجون الاحتلال الصهيوني سبق وان نجح منذ سنوات بتهريب نطفة، لتنجب الزوجة طفلة أسموها أميرة، صارت شابة جميلة مراهقة تبلغ من العمر 17 عاماً، تشعر بالفخر انها ابنة بطل وأسير، تحلم ان تصبح مصورة ، وتمتلك مهارة في الفوتوشوب بحيث تستخدمها للتلاعب بالصور العائلية، وفي كل زيارة لرؤية والدها ( نوار ) في سجن "مجيدو"، تحمل له هدية صور عائلية متخيلة لها ولوالديها تقوم بتجميعها وتركيبها وكانهم عاشوا معا كعائلة سعيدة، وزاروا أماكن جميلة في العالم .
وكل ذلك يتغير عندما يعلن الزوج السجين لزوجته، في احدى الزيارات رغبته في طفل ثاني بنفس الطريقة بتهريب نطفة "الحيوانات المنوية" وكان قد أنهى مؤخرًا إضرابه عن الطعام ، وأن الوقت قد يكون هو الوقت المناسب للاستفادة من فترة وجيزة من التساهل الإسرائيلي ؟! تمتنع الأم في البداية، ثم تعود لتوافق، فليس سهلاً تربية الأطفال في غياب الأب.

ويتم تهريب النطفة، بطريقة غريبة لا يقبلها العقل، لكن المفاجأة تقع عندما يعلن الأطباء أن النطفة التي استلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقاً، وامام هذا الخبر الذي ينزل كالصاعقة على الجميع. إذن من يكون والد أميرة البيولوجي ووالدها يعاني من العقم ولا يمكنه من الإنجاب ؟ وتتغير حياة المرأتين ، صارت الزوجة متهمة في شرفها، يحبسها رجال العائلة في غرفة ويتعهدون بمعاقبتها على العار الذي ألحقته بالأسرة، ومع هذا تلتزم بالصمت غير مفهوم، أما أميرة أصبحت ترى في عيون الأقرباء والمجتمع انها ابنة زنى بعد ان كانت أميرة تتباهى انها ابنة أسير ومناضل فلسطيني، وتحاول الأسرة معرفة لمن تعود البصمة الوراثية، ويصبح كل المحيطين بالزوجة متهمين ، وتدور الشبهات حول مدرس أميرة، فقد يكون هو الأب المحتمل لانه زميل لوالدتها، خاصة عندما يحاول مساعدتها وتبديد إحساسها بالعار . ومن ثم الى أخ الأسير لانه هو الذي جلب النطفة، وحتى يتحول الشك نحو الطبيب الأسير المحرر، ولكن بعد الفحص الطبي، لا احد تتطابق بصماتهم الوراثية مع بصمة أميرة، الكشف النهائي عن أبوة أميرة يضرب في صميم هويتها الوطنية على أنها ابنة جندي صهيوني. وتتحول الأحداث الى كليشات تافهة ومملة. ان المخرج وكتاب السيناريو اخطأوا في تناول هذه القضية الحساسة بهذه الخفة، لا تمت للواقع بشيء، قصة مفككة هشة في بنائها وأسلوب سردها.

وكان مكتب إعلام الأسرى ومقره غزة، دعوته إلى مقاطعة فيلم "أميرة" وجميع الجهات المعنية بنشره والترويج له، وجاء في البيان ندعو أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لمقاطعة فيلم ( أميرة )وكل الجهات التي تتعامل مع الفيلم أو تنشره أو تروج له، وطالبوا المنتجين والمخرج بالاعتذار ، وإن الفيلم المذكور ما هو إلا تشويه فج وقبيح للحقائق، ولنضالنا الوطني الفلسطيني في سبيل نيل الحرية التي طال انتظارها، ولقضية أسرانا الأبطال، ومحاولاتهم التي لا تكل ولا تمل من أجل كسر قيد احتلال إسرائيلي لا يفهم لغة الإنسانية، ولنسائنا ونضالهن وصبرهن اللامتناهي". وتابع "لقد كان من الأجدر لو تناول الفيلم معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وظروف حياتهم التي لا تتناسب وآدميتهم، وكيف قضى 227 أسيراً شهداء في السجون بفعل التعذيب والتنكيل، سيما وقد تزامن عرض الفيلم مع معركة التحدي والكرامة التي يخوضها أسرانا البواسل".
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الفيلم يخدم الاحتلال وروايته ضد الأسرى، مشيراً إلى أنه سيتخذ موقفا وخطوات عملية ضدّ الفيلم. وقال الأسير الأردني المحرر، حمزة الدباس، إن تلك الرواية لا تخدم غير الاحتلال، مؤكداً على أن عملية تهريب النُّطف تخضع لإجراءات معقّدة جدا من قبل الأسرى، ومن سابع المستحيلات أن تصل ليد المحتل، كما أن النطفة وبعد كلّ تلك الاجراءات تخضع لفحص الحمض النووي "DNA" في مراكز متخصصة، وقالت الناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى، شيرين نافع: إن أسوأ ما يمكن تقديمه للقضية الفلسطينية أن تناقشها بطريقة مشوهة ليست واقعية، وهذا ما حدث في فيلم أميرة. وقد تدخلت نقابة الفنانيين الأردنيين للتعبير عن موقفها عبر نقيبها الفنان حسين الخطيب الذي أكد رفض النقابة لفيلم "أميرة" الذي يمس بإحدى أهم ثوابت الشعب الفلسطينية والمتمثلة بقضية الأسرى، وقال " "نقابة الفنانين الأردنيين ترفض رفضا قاطعا المساس بقضية الأسرى أو بقضيتنا الأولى القضية الفلسطينية التي تمثل ثابتاً من ثوابت الشعب الأردني". ونبّه الخطيب إلى أن نقابته ستتداعى إلى عقد اجتماع لتدارس قضية فيلم أميرة وستدرس العديد من الخطوات للرد عليه ومحاربته. وتابع "فيلم أميرة يؤكد وجود نوايا مبيتة غير سليمة، وهو نتاج عمل منظم ومؤسسي لتصدير الرواية الصهيونية وتُحرّف الرواية والحق الفلسطيني"، مشددا على ضرورة مواجهة "الحرب الفنية والثقافية" بماكنة إعلامية وفنية لتحقق إنجازات فنية مدروسة تثبت أحقية الشعب الفلسطينية والمقاومة وثوابت القضية. وكل ذلك جاء بعد ان أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة الذي اختاره الأردن من أجل أن يُمثّل المملكة في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية، بحسب ما سبق وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
واخيرا أكد رئيس هيئة الأسرى قدري أبو بكر، أن الأردن قرر رسميا وقف عرض فيلم "أميرة" في عمان ومنعه من التداول، بعد تواصل بين وزيري الثقافة الأردني والفلسطيني. واختيار فيلم اخر لتمثيل الأردن للتنافس على جائزة الأوسكار للفيلم الدولي .

الفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والوجه الجديد تارا عبود، وإخراج المصري محمد دياب قصة وسيناريو محمد دياب، خالد دياب ، شيرين دياب، تصوير أحمد جبر، التأليف الموسيقي خالد داغر، مونتاج أحمد حافظ، وهو إنتاج مشترك لشركات من مصر والأردن والإمارات والسعودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقاله تمثل وجهة نظر واحده متطرفه وعنصريه حتى بلغ
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 12 / 13 - 20:30 )
عنصريه حتى بلغتها -نريد من الكاتب الكريم ان يذكر لنا وجهة نظر وتفسيرات هذه النخبه التعدديه من المنتجين والممثلين والكتاب الذين خلقوا فيلم اميره-اليد الواحده لاتصفق-تحياتي

اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-