الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام يدعو لتحطيم المعابد والأصنام؟

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2021 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سوف يتم تقسيم هذه الدراسة لأربعة فصول تتضمن رؤية موسوعية لاستقراء الحدث علميا قدر الإمكان..

أولا: كيف يجري تقديس الصنم (التمثال)

أولا: يجب العلم أن كل دين له أصناما وتماثيل هو (دين روحي) ليس ماديا كما يتصوره بعض الناس، فالصوفيون مثلا يتخيلون أن عدم تجسيد السلف لله في صورة تماثيل يعني أن كل أديان الأصنام هي أديان مادية لا تؤمن سوى بالحس..أي ما تراه وتسمعه وتشمه..إلخ، ولأن الصوفي هو المعادل الموضوعي للدين المادي كونه يتصور دينه ببُعد روحاني أخلاقي أفرطوا في تصوير مادية عقائد القرشيين والعرب القدامى ثم ورثنا هذا التصوير في الكتب دون عرضه للمناقشة والتشريح، مما يعني أن كلمة الدين الروحي بالأساس معناها (دين أخلاقي) والأوائل عندما تصوروا دينهم البدائي كان على شكل أخلاقي وجودي مصدره الإنسان..

ثانيا: تأمل حضرتك كل تماثيل ومعبودات الأديان القديمة والحديثة..هي أصدق تعبير عن وجود صله بين وجه التمثال وروح الإنسان، فالنار التي تخرج من عين الصنم..هي نفسها النار التي تضئ ظلام الليل، وكلما كان الوجه كبيرا ومبدعا تم نحته بشكل جيد كلما كانت الصلة أقوى بينه وبين المريد، وكلما كثرت صلوات الإنسان للصنم كلما تعمقت العلاقة وارتبط بحبل أثيري نفسي كامن في وعي المُصلّي، مما يعني أن التمثال أو الصنم ما هو إلا تعبير عن نفس الإنسان العابد، يعني القرشي العربي الذي كان يعبد اللات والعزى هو يفعل ذلك لرؤيته فيها صفات الخير بداخله ، وكلما كانت تماثيل اللات معه كلما يشعر بالاطمئنان والمراقبة العلوية..وكلما وقع في مأزق رفع أيديه بالدعاء للصنم ليس لأنه صنم..ولكن لأنه تعبير عن قيم الخير في نفسه وضرورة العدل وانقضاء الأزمة حتميا..

ثالثا: لو حضرتك ذهبت للهند تجدهم يعبدون تمثالا برأس (فيل) ويسموه جانيشا، هذا ليس حيوانا عندهم لا يعقل..ولكنه (كائن معبر عن قيم الوداعة واللطف والحماية) شبيها بالإله حورس الشجاع الحارس عند المصريين القدماء، ولأنه كان يحميهم تخيلوه من أولاد الإله "شيفا المدمر" ومن تدمير شيفا ورث جانيشا الفيل قوة أبيه وأصبح حارسا للهنود..فكلما يقع الهندي في مأزق يتقرب لجانيشا أو أبيه شيفا، كلما شعر أحدهم بالظلم يستغيث بشيفا المدمر..خلافا للعرب الذين فهموا تدمير شيفا على أنه إلها للشر..وهذا غير صحيح..فشيفا عند الهنود هو بمقام (وزير الداخلية) الآن، لذلك يسمونه اللورد وهذا تعبير انجليزي شُرَطي اكتسبوه من فترة الاحتلال البريطاني..

رابعا: كل الديانات الوثنية التي فيها أصنام لا توجد فيها (شياطين) بقوة عليا خارقة تنافس الآلهة..وهذه من الملاحظات اللي اكتشفتها شخصيا بتحليل أبرز ديانات آسيا، ففي الهندوسية لا يعرفون الشيطان "كالي" كمنافس للآلهة الكبرى (براهما وفشنو وشيفا) ولكنه عدوا شريرا لتجسد فشنو العاشر (كالكي) أي باختصار منزلة الشيطان عندهم أقل من منافسة الإله الأعظم ولكن لرموزه في رحلة السامسارا/ أي التناسخ..مما يدل إن فكرة الشر ليست هي الأساس في المعتقد الهندي ولكن فكرة (الخير) وهي السمة المميزة لكل الديانات الوثنية التعددية الصنمية تقريبا، وهذا خلافا للزرادشتية التي تقوم فيها على ثنائية النور والظلمة..وأن وحدانية الإله "آهورا مازدا" لم تمنع من وجود منافس له بنفس القوة وهو "أهريمان"..لذلك لا تجد الزرادشتيين يمثّلون الإله في صورة تماثيل وأصنام منفصلة..وأقصى ما فعلوه..رسوم على الحوائط رغم استمرارية هذه الديانة حوالي 3000 عام حتى الآن، خلافا لأديان سومر القديمة وبابل ومصر وكنعان واليونان..جميعها كانت روحانية نفسية تم تشخيص الإله الأعظم في صورة تماثيل منفصلة وآلهة مساعدة وتطوراته في المكان والزمان على شكل أصنام..

وسبق قلت أن الزرادشتية بهذا المعنى قالت أن (الشر) هو الأساس خلافا للهندوسية، اعتقدوا إن النور يكافح ظلمة الليل..يعني الظلام عندهم أصل، وهذا سر لتكوين عقلية الفارسي والإيراني المتدين إنه دائما لا ينظر للكون والأشياء بمعنى واحد بل معنيين، يفترض سوء النية غالبا ويجهز نفسه بأساليب القوى المناسبة، وتاريخ الإيرانيين يشهد على أنهم من أقل الشعوب تقبلا للاحتلال الأجنبي..فلم يفلح الإسكندر في احتلال كل بلادهم وانسحب بسرعة وكذلك العثمانيين والروس والإنجليز في البقاء..خلافا للهند والشام والعراق ومصر الذين ظلوا لقرون طويلة محتلين كونهم يرون الحياة والكون بشكل معاكس يفترضون فيه الخير مسبقا وحُسن نوايا المخالفين..

ولو تأملنا في ديانة إخناتون نجد أن الإله لم يتم تشخصيه في صنم منفصل، يعني آتون لم نعثر له على تمثال بل رسوم رمزية على حوائط شبيه بما فعله الزرادشتيون ، وهذه دلالة قد تقودنا للاستنتاج بأن إخناتون لم يؤمن بوجود شيطان منافس لقدرة آتون..هو إله واحد وكفى، أشبه بطريقة تعبد الإبراهيميين لله، فالمسلم يعبد الله ويؤمن بوجود الشيطان الشرير لكنه لا يعتقد بأن الشيطان منافس وذو قدرات خارقة..وهذا يعني إن إخناتون وطوال العصر الحديث لم يتخلص المصري القديم ولم يثور كليا على دينه القديم - دين رع - ولكنه أجرى تطويرا وتعديلا فيه ليحافظ على امتداده الروحاني الأخلاقي في نفس كل مصري..

والخلاصة هنا: أن فكرة استقلال الصنم بتمثال منفصل حجري أو معدن هي معبرة عن تجريد نفسي وذهني للشخصية الإنسانية في صورة هذا البناء الذين أطلقنا عليه لفظ صنم..وهو في الحقيقة تعبير عن نفس الإنسان العابد والصلة الخالدة اللي تجمع بين الاتنين، وكلما نشط الكهنة في تقوية هذه الصلة بالخير والبر والإحسان كلما بقيت الديانة..والعكس صحيح..أي لو تحوّل الكاهن لشرير يظلم ويقتل من أجل الإله..فورا تنقضي هذه الصورة المجردة في البناء ويجري تطويرها بأخلاق أخرى وصورة مختلفة لاحقا، بالضبط كما فعل إخناتون مع آمون، فالرجل لم يثر على آمون نفسه ولكن على صورته التي صدرها الكهنة وفيها ظلم وحرص على السلطة، فاستبدلها بصورة أخرى مشخصة فيها تعبير عن أمنيات الملك الجديد وأتباعه في إن آتون يسمعهم ويرفع عنهم الظلم الذي فعله آمون ورجاله، وعندما صوّر نفسه وهو يعبد آتون ظهرت معاني (الرجاء والحب) فالرجاء هو في القربان بينما الحب في القبلات لأطفاله..

ولشرح ما سبق أكثر ما عليك إلا أن تنظر لما يفعله الدواعش والإخوان ورجال الدين المسلمين، فهم صّدروا صورة لله مختلفة عن التي تصورها وتمناها أغلبية البشر..فكانت النتيجة ثورات شعبية وحروب وموجات ردة وإلحاد ونقد وطعون لم توجه فقط ضد هؤلاء الذين أساءوا للصورة الإلهية الروحانية المحفوة في الوعي..ولكن وجهت أيضا لله، وهذا لا يعني أن الملحد لا يرغب في التحرر من الدين أو الانقلاب ، بل بعضهم يثور على طريقة إخناتون في البحث عن صورة جديدة للإله والأديان تكون أكثر عقلانية وأخلاق من النسخة البائدة..وهذا يعني أن لو كان الله مشخصا عند المسلمين في صورة أو تمثال لظهر دين جديد بتمثال جديد ، لكن ولأن الله في وعي الإبراهيميين لا صورة له ولا تمثال وأن جوهر عبادته يقوم على الإدراك والتأمل..يعني إن بعض الملحدين يمرون بتجربة نفسية شاقة يبحثون فيها عن إدراك جديد وتأمل جديد ومرحلة انتقالية يعبرون من خلالها لمعتقد جديد ليس بالضرورة يكون إسلام أو إلهه إسمه الله..وهذا لا ينسحب على الكل لأن البعض الآخر ما بين متمرد فقط على فعل وسلوكيات الدواعش وغير مهتم ببناء صورة نفسية أو يربط نفسه بإله لأنه بالأساس عندما كان متدينا كان لا يرتبط..

وبالتالي نفهم إن أهم شرط في العبادة والتدين هو (الصلة) أو (الربط) بين العابد والإله، نرجع فيها للزمن قبل 5000 عام عندما كان المصري يقف أمام الإله رع ثم آمون يتقرب له في المعابد..هذه الصورة الذهنية ليست في الحقيقة رجل يقف أمام صنم..ولكنها رجل يقف أمام نفسه والأخلاق المجتمعية التي تحكم وقوانين السلطة، ومعنى ذلك أن الأديان أحيانا تحمل قوانين سلطوية اخترعها الحاكم وهي اللي تسببت في الخلل الذي أصاب الدين، ومختصر ذلك إن القيم الاجتماعية والأخلاقية التي ترسم صورة الإله في مخيلة الشعوب تحدث آليا وبطريقة جماعية تلقائية في زمن واحد، بالضبط كالماكينة الجديدة عندما تعمل ببرنامج أجنبي، فقيم الكهرباء والضغط والأسلاك وحركة الميكانيكا لابد ان تكون متوافقة مع بعضها، وعندما تذهب الماكينة لأحد الشركات ويجري اللعب في هذه القيم ويتم تغيير الأعداد أو بعض القطع (يحصل الدروب) فتتعطل الماكينة حتى تفسد تماما..وهذا ما يحدث لأي دين..

لأن وعي المجتمع يرسم إلهه بطريقة متزامنة تكون فيها الأخلاق والمصالح مفهومة ومترابطة..وعندما يخترق عنصر دخيل الجسم يفسد الدين ويعطل..وعندما تقرر إصلاحه باستدعاء مهندس صيانة / مجدد/ فيلسوف يعمل لفترة مؤقتة، لكن ولأن الأساس أصبح فاسدا فمهمة المجدد لم تعد سوى إصلاح مؤقت ترجع بعدها ريما لعادتها القديمة..ونستنتج من ذلك أن نجاح المجدد والإصلاحي في حفظ الدين مرتبط بوجود ثورة معرفية وأخلاقية كبرى تكون فيها السلطة مساعدة وداعمة لتلك الثورة، لا ينقلب الشعب فيها على الدين..ولكن على معظم ثوابت وأسس الدين القديم حتى بالحس العادي تظن أن هذا دينا جديدا..وفي الحقيقة هو ليس دينا جديدا..ولكنه امتدادا (لجوهر) الدين القديم، ثورة أعطت الحياة لمعنى الدين فقط وحافظت على امتداده التاريخي والنفسي..ولو تسنى للبشرية معلومات عن عصور الأنبياء سنجد أن هذا ما حدث بالضبط..وهنا نتوقف ونترك لكل قارئ تخيل ما سبق ونتائجه..

ثانيا: هل القرآن يقول بضرورة هدم الأصنام؟

من النقطة الأولى تبين أن الدين العربي القديم لم يكن عدوانيا في ذاته، بل هو روحاني استعان فيه العربي بقيم الخير لإسقاطها على أصنامه، لكن عدوانية العربي كامنة حصريا في نظامه الاجتماعي والسياسي الذي كان يفضل فيه الطبقية والحرب العشائرية على المصالح والعدل..ومن تلك الزاوية كان هذا المجتمع الصحراوي قاسيا مع نفسه بشكل أولى..ولم يشكل خطرا على جيرانه بشكل ملحوظ..والقسوة الداخلية هذه هي التي دفعته لرفض ومقاومة الدين الإسلامي في بداياته كونه يهدد ذلك النظام الاجتماعي والسياسي الراسخ، ولذا فمن الطبيعي أن يجتمعوا على قتل الرسول وأصحابه في وقت لم يكن فيه قتالا في مكة ولا أوامر صريحة برفع السلاح..وعلى هذه القاعدة نزل القرآن المكي ناهيا بشكل تام عن أي تعرض لأصنام العرب ولا إهانة معتقدات الغير..والاكتفاء فقط بالدعوة الحسنة والإشارة على عدم نفع وضرر تلك الأصنام باعتبارها ممثلة لنفس العربي بالحقيقة..

أي كان هناك طريقا آخر مرسوما لم تنقله لنا كتب التاريخ يقول بأن بديل تلك الأصنام موجود، فجميعهم مؤمنون بالله سواء مسلمين أو مشركي قريش..لكن الفيصل في إيمان القرشيين بتجسيد الرب،لكن الإسلام كاليهودية في ذلك يمنع تماما هذا التجسد ويشير إلى ان معرفة الله تكون بالتأمل والتدبر من باب الفضل والحوار والتواصل لا من باب الحرب والعدوان والإجبار، وفي القرآن عدة آيات تمنع منعا صريحا في التعرض لأديان الغير وعدم الاعتداء على معتقدات العرب أذكر منها:

1- " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" [الأنعام : 108] والهدم أعظم مهانة من السبب مما يعني أن المسلم كان مأمورا بعدم تكسير وإيذاء أصنام العرب ولا إهانة معتقدات القبائل بأي شكل، وفي تفسير الرازي ، قال الجبائي: "دلت هذه الآية على أنه لا يجوز أن يفعل بالكفار ما يزدادون به بعدا عن الحق ونفورا. إذ لو جاز أن يفعله لجاز أن يأمر به، وكان لا ينهى عما ذكرنا، وكان لا يأمر بالرفق بهم عند الدعاء. كقوله لموسى وهارون: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى [طه: 44] وذلك يبين بطلان مذهب المجبرة" (تفسير الرازي 13/ 110)

2- قوله " ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون [المؤمنون : 96] وكذلك" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" [فصلت : 34] والآيات فيها أمر صريح بمعاملة الأعداء بالحسنى، مع العلم أن هناك فارقا بين الحسن والأحسن..كالفارق بين الجيد والأجود..فالأحسن والأجود أعلى درجة وبهما يفاضل الإنسان بين أمور حسنة وجيدة ويختار أفضلها على الإطلاق، مما يعني أن المسلم مأمور في القرآن ليس فقط بمعاملة مخالفيه معاملة حسنة ولكن اختيار الأحسن مطلقا من تلك المعاملات، فالفارق بين الصديق والعدو يلزمه معاملة الثاني بطريقة أفضل لاكتساب الثقة، بينما الصديق هو أكثر ثقة واطمئنانا لك من عدوّك..

وفي ذلك يقول الإمام الماتوريدي " قوله: (ادفع بالتي هي أحسن) على وجهين: أحدهما: ادفع سيئتهم في حادث الوقت بحسنة تكون منك إليهم، أي: إذا أحسنت إليهم كفوا هم عن الإساءة إليك في حادث الوقت - والله أعلم - فيكون كقوله: (ولكم في القصاص حياة). والثاني: أي ادفع سيئتهم بالعفو والصفح عنهم، أي: لا تكافئهم بمساويهم ولكن تجاوز عنهم واصفح، فإذا فعلت ذلك يصير الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، أي: لا يعاد ذلك، والله أعلم" (تفسير الماتوريدي 9/ 82) ومعنى كلام الماتوريدي واضح في أن المسلم مأمور بمعاملة غيره ليس بقانون السيئة بالسيئة بل السيئة بالعفو والصفح، فإذا أساءت قريشا للرسول وطردته وآذته من قبل لا يجوز رد هذا الأذى في عام الفتح والتمكين..بل العفو والصفح عنهم، ومن صور ذلك العفو والصفح عدم التعرض لمعتقداتهم بسوء مما يثير الشبهة على أحداث هدم الرسول ل 360 صنم في الحرم المكي عام الفتح، لكون القرآن يحكي مبادئ وأحكام مختلفة..

3- ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" [النحل : 125] وفي الآية نهي تام عن العنف، وهدم الأصنام والمعابد صورة من صور العنف بل من أعلى صوره على الإطلاق حيث يؤدي ذلك لاشتعال الحروب الأهلية وتفشي الضغينة بين نسيج المجتمع الواحد، والقرآن ملئ بعشرات الآيات التي تحصر دعوة الرسول فقط بالدعوة لا الانشغال بمصير الناس في الآخرة أو الحكم عليهم في الدنيا وإجبارهم على دينٍ يرفضوه، ولسنا بوارد ذكر تلك الآيات الآن كونها كثيرة لكني سوف أذكر منها خمسة آيات وهي قوله تعالى "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد"..[الرعد : 7]

ونرى أن ثمة قطع إلهي بحرية العقيدة المطلقة..وأن العقوبة على العقائد ليست في الدنيا، قال تعالى.."فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب"..سورة الرعد 40 وقال أيضاً.."ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه"..سوة المؤمنون 117، فالنبي ليس إلا مُبلّغاً عن الله، وأن الحساب حق أخروى لله، وأن مافي الدنيا هو ليس إلا بلاغ للناس كي يتذكروا ويتفكروا ، قال تعالى.."فهل على الرسل إلا البلاغ المبين"..سورة النحل 35 وقال أيضاً.."فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"..الغاشية 21،22 والسؤال الاستنكاري هنا على من يعتقد في رسالة الأنبياء أنها موجهة لفرض عقائد على الناس، أو إجبارهم على أشياءً لا يقنعون بها..فكيف يزعم البعض أن الحرية في الدين ليست مُطلقة، وما هي وظيفة .."البرهان".. الذي اعتبره القرآن حُجة على المنكرين "قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي " [الأنبياء : 24] "..

ثالثا: ما مصير دعوى هدم الأصنام وموقعها من الدين؟

بادئ ذي بدء فحوادث هدم الرسول للأصنام سواء كانت قبل الهجرة أو عام الفتح جاءت بخبر الواحد، بينما القرآن - مثلما تبين في الفصل الثاني - يقول بخلاف ذلك..ومن القرائن الدالة على عدم فعل الرسول هذا الأمر هو غياب الأمر بهدم الأصنام تماما من القرآن ، وكافة ما ذكر فيه من أدلة يعتمد عليها القائلون بوجوب الهدم هي قصة نبي الله ابراهيم، بينما عند مطالعة القصة نجد العلة أو سبب الكسر هو قول ابراهيم "بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون" [الأنبياء : 63] وفي ذلك يقول الإمام الماتوريدي " علق فعله بشرط النطق، فإذا كانوا لا ينطقون لم يجئ منه" (تفسير الماتوريدي 7/ 356) فيكون علة فعل ابراهيم هو قيام الحجة العقلية فقط لا غير لا الأمر بهدم الأصنام بالمطلق..والمشهور أن تلك الحادثة حصلت لإبراهيم في صباه وهو صغير، حيث وصفه القرآن بالفتى ومن ثم يكون ذلك الفعل مشفوعا بحماس الشباب وإثباتا لبشرية الأنبياء..بدليل غياب الفعل عن ابراهيم في رجولته وكهولته، وانعدام أي أثر عنه بتكرار الفعل برحلاته الكبيرة منذ قراره بالهجرة من العراق إلى مصر وفلسطين..

ولو كان شأنا دينيا ما فعله ابراهيم في صباه وليس بشريا لفعله بمصر وهم كانوا يتعبدون لأصنام وفقا للقصة المشهورة، وكذلك بفلسطين والشام التي كانت فيها معتقدات الفينيقيين والكنعانيين على اختلافها..علما بأن الطريقة التي كان يتعبد بها الناس في ذلك الزمن سميت بالأديان التعددية وطريقتها في العبادة واحدة مثلما شرحنا في النقطة الأولى، ويتفق فيها الدين الهندوسي بالعربي بالفينيقي والكنعاني والمصري والسومري..إلخ، وإلى الآن تجري طقوس هندية تسمى "برانا براتيشثا" Prana pratushtha وهي طقوس يجري فيها صب اللبن والسوائل على الصنم ودهنه بالفواكه والأطعمة لغرض إحياء الروح الإلهية فيه، وهي طقوس يتجسد فيها الإله في الصنم والساكن بالأساس في نفس العابد كما شرحنا بالتفصيل في النقطة الأولى، وقصدت استباق هذه الدراسة بشرح الأديان الروحية والتعددية وطريقة عبادتها للصنم لتقريب المعنى وأن الذي يحدث أكبر من كونه سخافة بشرية ولكنه اعتقاد إنساني حقيقي بحياة الإله في أشكال مادية، يمكن مناقشتها بالحوار والبراهين مثلما أمر بذلك القرآن ومنع إهانة معتقدات الغير كما في النقطة الثانية..

والجدير بالذكر أنه حتى لو صحت حادثة كسر النبي لأصنام مكة في عام الفتح فهو تعبير عن خصوصية مكة والبيت الحرام (للأحناف) بالخصوص..فالذي كان يفعل ذلك بناء على عقائد بانتساب ذلك البيت وهذا المكان لإبراهيم وبالتالي فهو تعامل بمبدأ الملكية الخاصة اجتماعيا واقتصاديا قبل أن يكون دينيا، والعرب جرى العرف على وصفهم بالأحناف حتى في غزواتهم للبلاد المجاورة مثلما كان يحكي "ساويرس بن المقفع" المتوفي عام 987م مما يعني أن نظرة العرب للبيت الحرام في مكة كانت وراثية قبلية في المقام الأول، ويظهر ذلك في تقديسهم للمكان وتوارث المسلمين احترامه في سلوكياتهم اليومية كعدم التبوّل تجاه القبلة مثلا أو دفن الميت ورِجله تجاه القبلة كي لا يصبح ذلك إهانة للبيت الحرام، فجرى العرف والطقس الديني على دفن الميت ورأسه للقبله كتعبير عن الاحترام، فضلا عن الصلاة اليومية خمس مرات تجاه هذا المكان

ومن تلك الخصوصية للبيت الحرام في الثقافة العربية والإسلامية صار وجود الأصنام فيها غير ضروري لا من حيث الدين، ولكن من حيثيات العُرف والسلالة..فيكون فعل النبي لذلك من كونه بشرا وليس أمرا دينيا مطلقا واجب النفاذ دون اعتبارات الزمان والمكان، مع العلم أنني حرصت على مناقشة ذلك الجانب في حال ثبوت واقعة التحطيم لفهمها في سياقها التاريخي والمكاني لمن لا يقنع بأدلة القرآن في منع ذلك، والأوامر الإلهية الصريحة بعدم التعرض بسوء لآلهة وأًصنام الغير على الإطلاق ، وبالتالي فالثابت إسلاميا من المصدر الأول هو النهي المطلق عن تحطيم الأصنام ووجوب احترام المخالفين وحوارهم بالحسنى لا إهانتهم بازدراء معتقداتهم...

رابعا وأخيرا: مصير أصنام مكة

يبقى تحديد أين ذهبت تلك الأصنام فلو قلنا أن حوادث تحطيم 360 صنم عربي في البيت الحرام غير ثابتة إذن فأين ذهبت الآن وهي غير موجودة؟

وفي الحقيقة أن هذا السؤال مبني على فرضية مسبقة تقول بوجود 360 صنم في البيت الحرام فعلا، وتستبعد تماما قول ذلك من مؤرخي المسلمين من باب التفاخر وإثبات الإيمان والتباهي به ليس إلا، وكذلك تستبعد فكرة وجود تماثيل ومعابد حضارات مصر واليمن والشام والعراق وفارس ضمن سياق الدعوة وهي فرضية وجود مئات الأصنام ووجوب تحطيمها، فلو كان ذلك صحيحا بالمطلق لأقدم المسلمون الأوائل على تحطيم كل هذه الأصنام عند غزو البلدان وعدم الدفع بفكرة تأجيل تحطيمها لما بعد التمكين..فالأقباط لم يعبدوا تماثيل المصريين القدماء مثلا فلماذا تركها العرب الأوائل، وهل ثمة منع حقيقي فهمه هؤلاء لم يتسنى نقله في كتب التاريخ؟..فالمنطق يقول أن فكرة تأجيل التحطيم لما بعد التمكين أسوة بما حدث في مكة كان يستدعي تحطيم معابد وتماثيل مصر كونها غير مقدسة عند الأقباط..بل اتفاق مسلمي ومسيحيين مصر على هدمها قولا واحدا..

نجد أن كتب التاريخ تحكي شيئا مختلفا، أن محاولات تحطيم معابد وآثار مصر بدأت في العصرين الأموي والعباسي..وبالخصوص في عصر المأمون في الثورة البشمورية، و في عصر الدولة الأيوبية قام "صلاح الدين" بهدم كثير من الأهرامات الصغيرة واستخدام حجارتها في بناء قلعته الشهيرة، وبعد موته قلده ابنه "العزيز" ولكن هذه المرة أراد هدم "هرم منكاورع" وبعد شهور من العمل توقف بعد يأس جنوده لصعوبة الهدم، ولا زالت آثار محاولات العزيز لهدم هرم منكاورع ماثلة الآن بفتحة كبيرة في جانب الهرم..

وكذلك محاولات تحطيم أبي الهول في العصر المملوكي، حيث حدث ذلك في زمن المؤرخ المقريزي المتوفي عام 845 هـ..الموافق عام 1442 مـ والذي حطّم منخاره شيخا صوفيا صعيديا إسمه.."محمد صائم الدهر"..حين فعل ذلك هو وجماعته لاعتقادهم بنفس اعتقاد داعش وهو أن.."الأصنام حرام"..وقد روي المقريزي تلك الحادثة في كتابه.."الخطط والآثار"..بقوله ما يلي: "وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه، فهو على ذلك إلى اليوم".. الجزء الأول صفحة 230" علما بأن أبي الهول لم يكن وحده المستهدف..بل روى المقريزي أن شيوخا وأمراء آخرين حطموا تماثيل أخرى ظنا منهم أن تحتها كنوزا وأموال، وأخرى تقربا إلى الله، وذكر أن الشيخ صائم الدهر شوّه تماثيل أخرى لعدة سباع على قناطر خارج القاهرة بحجة الكفر والعبادة..

والسؤال الجوهري هنا: لو كانت تلك الحوادث لتحطيم معابد وأصنام مصر حدثت تاريخيا في العصر العباسي والأموي والمملوكي..فكيف غاب عن المسلمين الأوائل فكرة التحطيم هذه وقد أخذوا أمرا مباشرا بكسرها كما هو مفترض؟

علما بأن أبي الهول لم يكن مجرد تمثال، بل هو معبود مصري قديم لم يُدوّن اسمه على جسم التمثال، ودلائل عبادته واضحة لكن كثيرا من المؤرخين يخشون الاعتراف بذلك لحاجة في أنفسهم قد تتعلق بالتشدد الديني السائد ، ودلائل عبادة متعددة بحاجة لفحص تاريخي منها: أولا: منصّات القرابين موجودة أمام جسم التمثال مباشرة..وإلى الآن لم يفسر المؤرخين وجود تلك المنصّات والمذابح أمام الصنم برغم أنها دليلا مهما على هوية أبي الهول في الثقافة المصرية القديمة، ثانيا: المعبد غير المسقوف على يمين التمثال، ولمن يقول أن أبي الهول كان حارسا فما هي وظيفة المعبد بجانبه؟..وهل من عادة المصري القديم أن يبني المعابد في منطقة مقابر؟..لاحظ أن الأهرامات بنيت على ضفاف نهر النيل قبل تحويل مجراه..وهذا يعني أن الأهرامات لم تكن مجرد مقابر للملوك..

تفسيري لذلك أن حركة دينية في زمن بناة الأهرام الثلاث خلطت بين الدين والملك بدليل أن الملك زوسر من قبلهم لم يفكر في بناء هرمه/ مقبرته على ضفاف النيل ولم يبنِ بجواره أي معابد، بل بناه على مسافة 3 كيلو متر من النهر وهي تعتبر على حدود المناطق السكنية القديمة نفس الشئ هرم اللاهون في الفيوم لأمنمحات وسنفرو في دهشور وميدوم..

والأمر الثالث: أن تمثال أبي الهول عثر عليه في معبد "سرابيط الخادم" في سيناء قبل 1700 سنة ق. م تقريبا، وسرابيط الخادم هو أهم وأشهر معبد مصري قديم للإلهة حتحور في سيناء، ووجود تمثال لأبي الهول فيه دلالة على ما قلناه أن أبي الهول كان معبودا للمصريين القدماء لم يفصح بشكل واضح عن إسمه بحجة شهرته، أي شهرة التمثال بين القدماء لم تكن لتستدعي كتابة ماهيته ليفتح الباب لتحريف وتزوير حقيقته بعد ذلك، وقيمة ذلك التمثال ليست فقط لكونه أبي الهول ولكن لأن عليه رسوما سينائية قديمة قيل أنها (أصل الأبجدية السامية) والتي خرجت منها الأبجدية الفينيقية ثم الخط الآرامي والعبري الأول ثم العربي بعد ذلك،ووجود الخط السينائي وفي ذلك الزمن بالتحديد ربما له علاقة بنظرية د سيد القمني التي ساقها في كتابه "النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة"..وتلك قصة أخرى مختلفة..

الأمر الرابع: تقديس المصريين للإله الأوحد رع وتمثيله في قرص الشمس واضح في توجيه نظر أبي الهول لمشرق الشمس، والخامس والأخير: أن تماثيل الآلهة كانت تُعبد في البيوت ومناطق متعددة، بينما تماثيل أبي الهول كثيرة ليست فقط في الجيزة..فهي موجودة حتى في السودان وتحت أنقاض البيوت القديمة في أون القديمة/ عين شمس والمطرية حاليا، وفي الحقيقة لم أقف على السبب الحقيقي لعدم ذكر وإهمال تلك المعلومات رغم بداهتها، ولمن يريد التأكيد فليذهب لمنطقة أبي الهول سيرى منصّات القرابين والمذابح أمامه، والمعبد على يمينه...لكن هوية التمثال لا زالت مجهولة والأشهر أنها للملك خفرع لكن الدارس للمصريات سيجد أن بعض ملوك مصر القديمة كانوا ينحتون أسمائهم على أصنام من سبقوهم ، وأشهر من قام بهذا العمل رمسيس الثاني، لذا فهوية أبي الهول سوف تبقى محل جدل لا ينتهي لفقدان المعلومة..

وهنا يطرح سؤالا جوهريا كسابقيه لم نجد له إجابة، إذا كان ذلك التمثال مقدسا ويمثل معبودا قديما فكيف لم يحطمه المسلمون ومن قبلهم المسيحيون؟..وهل لصعوبة الكسر دور في إهمال الفكرة وصرف النظر عنها؟

في تقديري أن ثمة محاولات متشددين حصلت بالفعل لتحطيم آثار ومعابد وتماثيل مصر، لكنها لم تكن توجها عاما للدولة بل أفهام فردية لنصوص دينية رأينا ذلك في استبدال بعض معابد مصر لكنائس، مثلا في عصر الدولة الحديثة عندما بنى الملك رمسيس الثاني معبد آمون في وادي السبوع جنوب مصر، وصور نفسه وهو يقدم الزهور للآلهة يمينا ويسارا، ثم بعد تحول مصر للمسيحية وفي القرن 5 م جرى تحويل المعبد لكنيسة، ولأن النقوش تعني وثنية وزندقة غطى القساوسة وجه آمون ورسموا مكانه وجه أحد القساوسه وعندما ظل المعنى وثنيا قاموا بتغطية النقوش كلها بالجص والمحارة..ثم مؤخرا وبعد اكتشاف وفك رموز المعبد عرفوا القصة فتم إزالة الجص والمحارة التي طليت على النقوش فظهر الملك رمسيس الثاني وهو يقدم الزهور للقسيس..فكان مشهدا مضحكا..ولا زال ذلك المعبد في وادي السبوع شاهدا على طريقة تفكير بعض القساوسة الأوائل ورؤيتهم للدين المصري القديم كدين وثني يجوز تحويل معابده لكنائس..

لكن هذه المحاولة في وادي السبوع لم تُعمم على سائر معابد مصر، فالحاصل أن عشرات المراكز الأثرية المصرية من الشمال للجنوب ظلت كما هي، نعم حصل تحولا لبعض المعابد لكن كما قلنا لو كان ذلك توجها عاما للدولة لتم استبدال الكل..خصوصا وأن القوة الكبرى في مصر كانت للدين المسيحي واختفاء تام لأنصار الدين المصري القديم أو ديانات الرومان والإغريق بدءا من القرن 5 م وما حدث بعد وفاة هيباتيا..ونفس الشئ بعد غزو العرب لمصر كانت القوة الكبرى للمسلمين والمسيحيين اللذان يتفقان في موقف واحد تجاه الأديان التعددية القديمة، فلو كان ثمة تفسير بضرورة ووجوب تحطيم هذه الأصنام والمعابد لتم الإنفاق على ذلك بسخاء كونه يمثل أحد أركان العقيدة بل هو الركن الأول وهو "التوحيد"..

كذلك فليست كل محاولات هدم معابد مصر وتماثيلها حصلت لأسباب دينية، منها لأسباب اقتصادية وعسكرية كما تقدم في حادثة هدم صلاح الدين وولده العزيز للأهرامات، ولكن الوضع أحدث من ذلك بكثير حيث أقدم محمد علي باشا نفسه على نفس الفعل، حيث جاء المستشرق الفرنسي.."بريس دافين".. المتوفى عام 1879، إلى مصر في عهد محمد علي باشا وعمل موظفا في دولته، فأحب مصر وشعبها وتمصر قولا وفعلا، وقرر تسمية نفسه.."إدريس أفندي" للتقرب أكثر إلى المصريين ، وبدأ في دراسة الحضارة المصرية القديمة بالفعل وكتب فيها مجموعة رسائل ، وبجهوده على الأرض حفظ كثيرا من آثار مصر بالصعيد..

حكى إدريس افندي حادثة نادرة لو صحت تكشف حجم تخلف وجهل موظفي الدولة، فكان الباشا يبني معملا للبارود في الأقصر وقرر الناظر بقطع حجارة معبد الكرنك ليستعملها في بناء المعمل، ولأن إدريس أفندي كان مسئولا وقتها ويعلم قيمة المعبد الثقافية رفض وصعد الموضوع، وبإصراره تم وقف هدم المعبد..علما بأن إدريس افندي كان معارضا لمحمد علي ونظام حكمه، وكشف كثيرا من المظالم والحقائق السياسية والاجتماعية في عهده، ولمن يريد معرفة الوجه الآخر- الظالم والمتخلف- لحكم محمد علي يقرأ مذكراته، فالمشهور أن عصر محمد علي كان علما وتنويرا ونهضة..في الغالب هو كذلك، لكن بمذكرات إدريس أفندي يتضح كيف حدث وعلى حساب من؟..وهل فعلا الباشا كان مؤمنا بالعلم أو بصناعة مجد سريع لنفسه؟..وهل كان معارضا لهيمنة وظلم رجال الدين أم كان يستعملهم ضد خصومه؟

تم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس لهم عقول اصلا
احمد علي الجندي ( 2021 / 12 / 14 - 11:40 )
اولا
لماذا لم يكسر الصحابة الاوائل التماثيل والمعابد التي من حولنا ويراها الجميع
رد السلفين الوهابين على ذلك بعدة ادعاءات
اشهرها
مسخرة ابن جبرين
-
لانها لم تكن ظاهرة وكلها ظهر في العصر الحديث بعد التنقيب وغيرها من امور
-
ولان السلفين ليس لهم عقول لم يبحثوا وصدقوا الغبي
والحقيقة ان تاريخ البغدادي والمقريزي وغيره من كتب التاريخ تذكر الاهرامات وابو الهول وغيرها بالتفصيل

رد اخر
لانهم لم يروها

الرد :
معقول كل هاي الامور ما رأؤوها معقول
!!!!
فيل ولو طار

رد اخر لانهم لم يستطيعوا تدميرها فمثلا تمثال بوذا عجزت طالبان عن تدميره بدون قنابل
والرد
1
لم ينقل لنا التاريخ اي محاولة من الصحابة لتدميرها
في حين نقل لنا التاريخ محاولة الخليفة المعتزلي المأمون ولم يحاول ان يدمرها لانها اصنام وانما طمعا بالذهب الموجود اسفلها حسب وجهة نظره
ايضا صلاح الدين الايوبي استطاع تدمير بعض الاهرامات الصغيرة
ولا اظن التكلنوجيا تطورت كثيرا من عهد الصحابة
ملاحظة صلاح الدين دمرها من اجل بناء قلاعه
اي من صخورها وليس لاسباب دينية
2
بعض هذه التماثيل صغيرة الحج ويمكن تكسيرها


2 - المفاجأة
احمد علي الجندي ( 2021 / 12 / 14 - 11:48 )
قصر كسرة
فيه صور وتماثيل

ردود السلفين
1
كانت مطمورة في التراب
الرد
لاء قصر كسرى هو قصر الامبراطور فكيف يكون مطمور بالتراب
بل الثابت تاريخيا بل تواترت الاخبار به
من دخول المسلمين له
وكيف يكون قصر الامبراطور مطمور في التراب
2
لم ير الصور المسلمين
الرد :
بتتخوتو صح
؟
كيف لم يراها
وهو قصر الامبراطور الذي دخله المسلمون
ولا دخلوا وهم مسكرين على عينهم
3
لم يتفرغ المسلمين لازالتها
الرد :
قديش بدو ازالتها بالزبط
كل شيء لا تستطيعون الرد عليه تخترعون له سبب اغرب من الاخر
وكم يحتاج ازالها
يوم او اقل
4
لم يستطيعوا ازالتها لانها جزء من الحائط
الرد
اسخف جواب
يتم ازالتها من خلال دهنها او رميها بالالوان وهكذا
وهو ما فعله المسلمون بالكنائس التي حولوها لمساجد فقاموا بازالة الايقونات من خلال الدهن او رمي الالوان

اذن قصر كسرى شاهد على ان الصحابة ابقوا على الصور والتماثيل

اما مسألة تدمير بعض الصحابة للتماثيل في الشام
وليس جميعها وانما جزء قليل منها فذلك لانها كانت تعبد من غير الله فقط
اما التماثيل من باب الفنون الجميلة والعبث فلم تدمر


3 - شوية صفاء فكري
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 12 / 14 - 16:12 )
هي دي حاجة تدعو للخجل
نعم
ولا زمتها ايه؟
تقول فنون في مليون جاجة مفيدة يعملها النحات يكون لها فانكشن يكسب منه فلوس
اما ينحت تمثال ويبرز فيه الثدي والقضيب والبيضات لزوم ايه؟
اعمل كوبري اعمل مدخل بيت جميل وقفت على تقليد صنعة الرب التي اساسها الحياة لنصب تمثال ميت عدة شغل للدجالين ووكهان المعابد
اما اذا كان هناك معابد يمارس فيه الشرك والبغاء الفكري لزومها ايه يا سامح
مقالتك بروية وبصفاء فكري تجيب عبلى نفسها بنفسها


4 - فعلا كما ذكر الأستاذ أحمد علي الجندي بارك الله فيه
عبد العزيز فرج عزو ( 2021 / 12 / 14 - 23:39 )
أشكر الأستاذ أحمد علي الجندي علي هذا الكلام المحترم والذي يدل علي اطلاعه للاحداث القديمة والبحث والتدقيق في الكتب التاريخية للرد علي الوهابيين والسلفيين الذين لا يقولون الحق والحقيقة ويزورن كثير من الاحداث التاريخية فعلا كما ذكرت جزاكم الله خيرا ان الاثار القديمة في مصر وغيرها لم يقوم الصحابة ولا المسلمين بتكسيرها اللهم الا قلة قليلة كما قلت قامت بكسر
بعضها لغرض المال او البناء فشكرا للتوضيح واكثر من امثالك وتحياتي لك في هذه الرود القوية وبالدليل القوي