الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا الموجودة على الأرض

خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)

2021 / 12 / 15
الادارة و الاقتصاد


تركيا مرة أخرى .. تحليل سريع للإقتصاد التركي
( تركيا الموجودة على الأرض على حد قولهم)!!

تحدث الجزيرة الوثائقية عن برنامج أردوغان السياسي في 2014 وكيف وعد في خطابه بتنشئة جيل جديد مسلم مبني على التقوى الإسلامية لكن بما أن الجزيرة تنسى دائما نقل النتائج سنقوم نحن بالدور وننشط ذاكرتها :

مؤسسة تركية تدعى كوندا أجرت دراسة وجدت أن أعداد الملحدين واللادينيين في تركيا إزداد ثلاث أضعاف منذ ذلك الخطاب حتى وصل 5% من عدد السكان وأن 73% من الأتراك لا يطبقون المشاعر الدينية .. لا صلاة ولا زكاة ولاصوم ولا أي شيء فقط البيرة والسبحة في مشهد واحد!

تقول الجزيرة الإقتصادية أن الصادرات التركية إرتفعت وبلغت 140 مليار دولار حتى شهر أغسطس 2021 ولا تقول شيئا عن الواردات التي بلغت عن نفس الفترة 170 مليار! أي بعجز تجاري يبلغ حوالي 40 مليار دولار!

مؤشرات إقتصادية أخرى :

معدل النمو في 2020 وصل 1.7% بعد أن كان في 2011 حوالي 11%

العجز التجاري في سنة 2020 بلغ 49 مليار دولار!

الدين الخارجي 460 مليار دولار!

معدل التضخم بعد هبوط الليرة وصل 20% ولايزال مستمر في الإرتفاع

معدل البطالة 23% بين الرجال و29% بين النساء!

هبوط رصيد الإحتياطيات النقدية من حوالي 140 مليار دولار إلى 12 مليار في مايو 2021 بسبب إستنزافها في إنقاذ الليرة!

هبوط دخل الفرد من 12 الف دولار سنويا إلى 8 ألاف دولار سنويا

إرتفاع تكاليف إنتاج الصناعات التركية إلى 43% بسبب إنهيار الليرة مما يشكل ضغط على صاداراتها وقدرتها التنافسية!

كل هذه المؤشرات تؤدي إلى ضعف الإقتصاد التركي وهروب الإستثمارات الاجنبية وزعزعة الثقة في السياسة النقدية التركية وبالتالي إرتفاع مستوى الفقر والبطالة وإنتشار الجريمة المنظمة وتعثر الصناعات الحربية وما لها من تأثير سلبي على القوة العسكرية التركية الصاعدة ..

خطأ إردوغان القاتل :

إردوغان يُصر على تخفيض سعر الفائدة تمشيا مع الرؤية الإسلامية ويبررها بالرغبة في تحفيز النمو وزيادة الإنتاج لكنه في الواقع يطبق رؤية دينية خالصة ترى الفائدة ربا وحرب على الدين لكن مضاعفات هذا القرار جعل من سعر الفائدة أقل من معدل التضخم وبالتالي دفع الأتراك للبحث عن طريقة تحفظ مدخراتهم فحدث طلب كبير على الدولار أطاح بالليرة التركية إلى الحضيض وأفقدها حتى الآن أكثر من ربع قيمتها رغم تغيير 3 مدراء للبنك المركزي التركي كلهم رفضوا الإحتفاظ بسعر فائدة منخفض حتى عثر أردوغان أخيرا على ضالته في مدير جديد من نفس الخلفية هو الرابع منذ بداية الأزمة والإثنان متفقان حتى الآن على التمسك بتجميد الفائدة حتى إشعار آخر

مشكلة أردوغان أنه يعتمد على خطاب ديماغوجي يستخدم نظرية المؤامرة بكثرة ويهدف إلى نقل خسائره وفشله إلى معارضيه وهنا يذكرني بشعارات الدكتاتوريين العرب في الرد على معارضيهم والتي تفسر كل فشل يمرون به على أنه نتيجة لهجوم الأعداء المتربصين وتآمر دوائر الإستعمار! .. المهم الدكتاتور لا يعترف بالفشل ولا تنتظر منه أن يتحمل المسؤولية أبدا مهما حصل!!

النقطة المهمة الاخرى هي الكلام عن ظاهرة الإقتصاد الإسلامي فعند حدوث أي أزمة تتصاعد الدعوات من جديد لتطبيق الرؤيا الإسلامية في الإقتصاد والتي تتركز على شيئين رئيسيين لا ثالث لهما وهو إلغاء العمل بالفائدة في البنوك وإحلال نظام المرابحة الإسلامية في منح القروض وهي من الأشياء التي يستحيل تطبيقها في هذا العصر نظرا لأن البنوك هي العمود الفقري لأي نظام إقتصادي وأي كلام عن إلغاء الفائدة يعني توقف عمل البنوك نهائيا عن العمل ولك ان تتخيل مضاعفات هذا القرار على أي بلد .. وإذا كان هناك من عمل لرفع الظلم عن الناس فهو في محاربة الفساد والبحث عن طرق أكثر نجاح وعدالة في توزيع الدخل والأهم من هذا كله الإبتعاد عن التلاعب بالمشاعر الدينية للناس والعزف على وتر الإيمانيات ومظاهر التدين الكاذبة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل


.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ




.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد


.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و




.. كل يوم - فيه فرق بين الأزمة الاقتصادية والأزمة النقدية .. خا