الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائفية المستأثرون بالحكم والثروة دوما 0

سميه عريشه

2006 / 8 / 29
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


• درج الحديث عن وجود الطائفية في البلاد التي تتطاحن وتتحارب فيها الطوائف المحلية فيما بينها ، سواء كانت تلك الطوائف دينية أو عرقية أو جغرافية وخلافه ،

• لكن ما أود أقوله انه حان الوقت لإعادة تسمية الطائفية وتفسيرها لتتسع وتشمل البلاد التي يستأثر فيها بالحكم والثروات من قبل ، فئة ، أو مجموعة ، أو نوعية واحدة من البشر ، على أساس المهن مثل : ( العسكريون ، أو رجال الدين ، أو ، أو 000) حتى ولو لم يكن هناك تطاحن ظاهر اّخذ شكل الحروب ، لأن التطاحن موجود بالفعل ولكنه أخذا لأشكال أخرى تتناسب مع طبيعة ونتيجة الحكم الديكتاتوري طوال عقود ، وما خلفه من خوف وتشوه في الطبيعة البشرية الجانحة للحرية ، فأصبحت تنفس عن غضبها من ضرر كبير لا تقدر على مواجهته / بالتزيد في الغضب من أضرار اقل ، أو حتى ادعاء الغضب والضرر من مواضيع هي في الأصل لا تسبب للمقهورين ضررا مباشرا أو حتى غير مباشر ، ومن أمثال ذلك تصاعد الغضب الشعبي الأخذ الضوء من الحكومات من الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، برغم أن السخرية من النبي كانت موجودة في حياته ، ولم يحشد في مواجهتها جموع المسلمين ، وليس معنى ذلك اننى أوافق على إباحة السخرية من الرموز الدينية أو الأديان 0


• ولقد آن الأوان إن تصنف الدول التي تستأثر فيها فئات أو أسر بالحكم دوما على أنها حكومات طائفية ومسببة لها ، ومن ثم ضرورة معاقبة أي فئة أو طائفة تستأثر بالحكم بأشكال غير ديموقراطية ، والعمل على تطوير الدستور والقانون الدولي بحيث يسمح بمحاكمة هؤلاء الطائفيون المحتكرون ، انطلاقا من أن ما يفعلونه ، يؤدى إلى ابادة سمات الصفات الطبيعية في البشر الذين يحكمونهم ، ومن ثم هي جرائم ابادة جماعية ، انطلاقا من أن موت السمات الإنسانية وتشويه الشخصيات ، اشد ضررا من الموت الجسدي ، لأن البشر ألمشوهه شخصياتهم يكونون قد خسروا حياتهم الأدميه ، كما أنهم أصبحوا إما معوقون للتطور ، أو طاقات خاملة وعاله على المجتمعات السوية التي تحكم بالديموقراطية ، أو وهذا هو الأخطر : أصبحوا وقودا للتطرف والإرهاب الذي يستمد استمراره وقوته من وجودهم بتلك الحالة ألمشوهه 0


إن إلغاء الطائفية السياسية أو الدينية أو العرقية وغيرها ، لن يتأتى إلا طائفية الصفوة جسمت على مقاليد الحكم في العالم الثالث لنصف قرن ـ أو أكثر ، وفى سبيل إلقاء كل تلك المدد ، ارتكبوا كل أشكال التمييز عامة الشعوب التي يحكمونها ، وحتى لو تغير حاكم بديلا عن حاكم أخر نتيجة مات الأول أو في أحسن الأحوال فوز الثاني في انتخابات محدد سقفها سلفا حتى لا يصل للحكم إلا من يشبه سابقه أو يقل ، فان الحفاظ على كل تلك العنصرية والطائفية السياسية ، وضمان البقاء ليس نتيجة رغبات الشعوب وإنما للأسباب سالفة الذكر وما يشبهها ، فانه تم التعامل مع الشعوب بوصفها عبيد لا يستحقون اى حقوق ، وأدى ذلك إلى التردي في كل شئ ، في الخدمات والثقافة والتعليم والتنمية وفى الأخلاق الإنسانية ، وأيضا في تسخير الدين لأهداف ذاتية ظالمة لم يصرح بها أي دين ، وتم إسباغ الهالة المقدسة والحكمة الفائقة على الحكام ، لدرجة حاضرة أمام وفى ذهن الشعوب لتبث فيهم الخوف من الحاكم ورجاله وجواسيسه ، أكثر من خوفهم من الله ، ففي الحالة الأولى سيسجنون في الحياة ، أما في الثانية فسيدخلون النار بعد الموت ، ومن هنا جاء تقديس الحاكم والخوف منه 0، ليفرز سلوكيات مريضه وانتهازية ، بالسعي إلى التقرب للحكام ومنافقتهم على طول الخط بصرف النظر عن العدل والحق ، وطال وباء الفساد عقول الأمة العربية كلها ، بغية رضاء الحكام 0 فأصبح السلم الفاسد الطائفي من أعلى إلى أسفل ، وأصبح الإحساس بالذات لا يتأتى إلا بوجود وتكريس استمرار وجود من هم أقل ، وممارسة كل إشكال العلو والسلب المتزايد لحقوقهم ، ومن ثم ضرورة الحفاظ على البقاء في الجانب القاهر ، بالمزيد من القهر على العموم المقهورين ن والسعي بل التأكيد على إن الموجودون على القمة هم كذلك لأنهم متميزون وأرقى وأكثر علما وحكمة وفهما ، ولذلك يجب بقاء الحال على ما هو عليه ، والويل لجموع الشعوب المقهورة ، الذين نصفهم نساء ناقصين عقل ودين والنصف الأخر من الرجال مسموح لهم الشعور بالسيادة على ما يملكونه من نساء وأطفال ، في مقابل عدم تخطى الخط الأحمر المرسوم لهم ، ومن ثم الرضاء بالقيام بنفس دور النساء إذا ما قورنوا بالحكام والصفوة التي تنظر لرجال الشعوب بأنهم ايضا ناقصون عقل ودين ، ليصبح في النهاية الدين في خدمة الظالمون المحتلون مقاعد الصفوة ، بفضل الاستخدام السيئ من قبل تلك الصفوة له التي ميزت نفسها عن عوام الشعوب في طائفية ممنهجة ومقننه وتبدو بفضل التزوير الثقافي والدينى لتبدو، كأنها حقوق مشروعة وشرعية لهم وأبدية 0 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان