الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



من البديهي أني لست هنا بصدد دراسة بلاغية ( سيمنطيقية ) لا أمتلك عناصرها ، و إنما أعبر في الواقع عن حيرتي أمام ما يتناهي إلى العلم عن حال البلاد و العباد في بلادي الأصلية ليس بدافع العصبية الهويّاتية ، و لكن انطلاقا من مبادئ إنسانية مبنية على المساواة والشراكة بين الناس على اختلاف أصولهم و معتقداتهم .

لا نجازف بالقول أن شعوب البلدان العربية دخلت مرحلة جديدة في سنوات 1980 ما تزال مستمرة حتى الآن فصولا متتالية ، تميزت بالعنف الداخلي على انواعه على يد سلطات الحكم التي ظهر عجزها بوضوح عن تسهيل قيام الدولة الوطنية الحقيقية في الأقطار التي تقع تحت سيطرتها .فقدمت الأعذار عن ذلك وتبرأت من المسؤولية و لكنها رفضت التخلي عن " القيادة " ، بل فرضت تبجيل و تعظيم ذاتها وفككت الحركات الوطنية و اضطهدت المعارضة و أفسحت المجال أمام التنظيمات السياسية ـ الدينية لتملأ الساحة إلى جانبها ، تتحالف معها حينا و تتصادم حينا آخر .

ليس من حاجة لإطالة الكلام في موضوع الثورات التي أعقبت منذ مطلع الألفية الثالثة ، سيرورة تنظيف البلاد من النخب الوطنية بالمطلق ، إذا جاز التعبير . و لكن تحسن الإشارة هنا إلى أن هذه "الثورات " ضربت البلدان " الإستراتيجية " المرشحة في ظروف ملائمة لأن تشكل أعمدة أساسية في هيكلية الأمن العربي ، علميا و أقتصاديا ووجوديا . فجعلت الأوضاع السائدة فيها أسوأ مما كانت عليه .

و ما يثير الدهشة في هذه المسألة هو أنه لم يعلن عن "هزيمة هذه الثورات " . بل يقال على العكس أن بعضها انتصرت و بعضها ماتزال مستمرة كما في سورية أو توقفت لأسباب مجهولة . و في مختلف الأحوال ،تلازمت جميعها كما هو معروف ، بتفاقم الفساد و انهيار العملة الوطنية وشُح المواد الغدائية و الدواء و بانقطاع الماء و الكهرباء ، و بهبوط مستوى التعليم والتربية ،بالإضافة إلى الخوف من المتفجرات الإرهابية ومن اشتعال الحروب المذهبية و العرقية .

لا جدال في أن الأمور كانت قد وصلت قبل الثورات إلى أقصى درجات الإحباط وبالتالي كان الخروج من المأزق مستحيلا ، فقد ظنت سلطة الحكم أن تعقيم المجتمع في البلاد يضمن بقاءها و أن لا مصلحة بحسب مداركها و مفاهيمها ، لأميركا و اسرائيل في أسقاطها كونها تحولت موضوعيا إلى خدمة مصالحهم .

فما العمل ؟ و لكن قبل أن نتفكر في هذا السؤال لا بد من مداورة ما جرى في الذهن . فلا حرج في القول باقتضاب أن هذه الثورة انطلقت يمشاركة أربع عوامل :
ـ باشراف و تخطيط و إمداد من الولايات المتحدة وحلفائها و من ضمنهم إسرائيل التي استحوذت كما هو معلوم ، على قِسْط من النفود الذي كانت تمتلكه مصر في العالم العربي نتيجة الحرب في تشرين أول . أوكتوبر 1973 و بمشاركة الدول النفطية الخليحية .
ـ التدخل الفعّال و المنتظر و الطبيعي من قبل القوى الإقليمية إيران و تركيا و روسيا .
ـ الحركات السياسية الدينية المحلية
ـ النخب السياسية الإنتهازية التي مدت أياديها إلى الحركات السياسية الدينية ، بحجة أن الأقل سوءا هو أفضل من السيء ، لعلّ هذه الحركات تقبل بتوظيفها لكي تستفيد من علاقاتها الدولية من أجل إظهارها أما الرأي العام كما لو أنها " سياسيا متناسقة " مع ثوابت الراسمالية اللبيبرالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا