الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية الغابة لسنكلير

محمد زكريا توفيق

2021 / 12 / 16
الادب والفن


نشرت رواية "الغابة" ل أيتون سنكلير، عام 1906، بعد ثلاث سنوات من روايته الأولى الفاشلة. قوبلت "الغابة" بنجاح فوري فور صدورها. تعرض سنكلير، في الرواية، إلى صناعة تعبئة اللحوم الأمريكية. وهي صناعة جابهت الكثير من الفحص والتدقيق في العقد السابق لنشر الرواية، من قبل الصحفيين والنقاد الاجتماعيين.

لسنوات قبل أن يبدأ سنكلير روايته، كتب الكثير من الكتاب والصحفيين عن انتهاكات لقوانين الصناعة بصفة عامة، وبينوا ما كان يعانيه العمال المهاجرين من ظروف عمل رهيبة في ذلك الوقت.

ومع ذلك، نجحت رواية سنكلير، في الوقت الذي فشل فيه الآخرون. ليس فقط لأن الرواية أوضحت حقائق الظروف المعيشية في أماكن التخزين في شيكاغو، ولكن لأنها أيضا، جعلت هذه الحقائق ماثلة في مخيلة الناس.

بدأ سنكلير كتابة روايته عام 1904. قال لمساعديه إن هدفه هو كتابة ما يشبه "كوخ العم توم" للحركة العمالية. وكان سنكلير يأمل أيضا في خلق عمل فني من شأنه أن يجعل الرأي العام يتعاطف ويشعر بآلام آلاف المهاجرين والعمال الذين يخاطرون بحياتهم، في ظروف عمل غير آمنة وغير إنسانية في الشركات والمصانع الأميركية.

بالرغم من أن الرواية كانت فضحا لصناعة الأغذية في أوائل القرن العشرين، إلا أن موضوع الرواية كان مجرد بيئة استخدمها سنكلير لتعزيز رؤيته الخاصة الاشتراكية.

استخدم سنكلير صناعة الأغذية لأنه كان يعتقد أنها صناعة أثرت على حياة جميع الأميركيين. إن أمكن إثارة غضب الناس، للطريقة التي تعد بها اللحوم وتعبأ، قبل أن تصل إلى موائدهم، فإن هذا الغضب قد يؤدي إلى تحسن أوضاعهم في العمل.

الرواية تنتقد شركات تعبئة اللحوم العملاقة، وهي قطاع من الشركات الأمريكية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر. التي كان ينظر إليها الشعب الأمريكي بكل إعجاب، ويرى في رؤسائها التنفيذيين، أعجوبة من الإبداع الأمريكي وإدارة الأعمال. لكن سنكلير، يبين في روايته، عيوب الرأسمالية وأسوأ انتهاكاتها.

الرواية تتبع قصة جورجيس وأونا رودكوس، المهاجرين الليتوانيين، والأسرة والأصدقاء المتعاطفين معهم. جورجيس وأونا يتعرضان لمصاعب لا تصدق.

جورجيس يدمن الشرب ويلقي في السجن بعد ضرب رئيس عمال المصنع الذي يغتصب زوجته. أونا تموت أثناء الولادة وجورجيس يهرب إلى الريف. وعندما يعود إلى المدينة، يجد الخلاص في الحزب الاشتراكي، الذي يدعو جميع العاملين في العالم إلى الاتحاد من أجل الصالح العام.

تنتهي الرواية بالدعوة إلى الثورة، والعثور على قوة جديدة لجورجيس، لكي يستطيع مواصلة رحلته في الحياة. في كل صفحات الرواية، نرى الطريقة الدموية لعملية صنع الطعام، تتداخل مع أهوال ومشاق حياة المهاجرين في الأحياء الفقيرة في شيكاغو.

قابل سنكلير العديد من المشاكل، عندما حاول نشر روايته، الغابة. رفض أول ناشر الرواية، بسبب مقدار العنف المفرط والكآبة التي تخيم على كل صفحاتها. حاول سنكلير نشر الرواية بنفسه ففشل. أخيرا، التقطتها دار دبلداي المرموقة للنشر، وقامت بنشرها.

كان الرئيس روزفلت يتناول وجبة الإفطار وهو يقرأ الرواية. عندما وصل إلى الجزء الخاص بفرم اللحمة الفاسدة مع الفئران الميتة لعمل السجق، أمر خادمه برفع طبق السجق المقلي بالبيض من أمامه، وإلقائه في صفيحة الزبالة.

بحلول نهاية عام 1906، كانت الرواية قد بيع منها أكثر من 100,000 نسخة، وأصبح سنكلير اسما مألوفا. دعاه الرئيس ثيودور روزفلت إلى البيت الأبيض، وأدت مناقشاتهما إلى بدء التحقيقات في صناعة الأغذية.

التي أثبتت أن كل ما جاء بالرواية، يحدث بالفعل بالنسبة لصناعة تعبئة اللحوم. وأثبت الفحص أيضا، أن مريضا بالسل، كان يبصق فيختلط بصاقه باللحوم المعدة للتعليب وعمل السجق.

في وقت لاحق، شعر روزفلت بالاستياء من دعوات سنكلير الصاخبة للإصلاح. وفي خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ عام 1906، صاغ مصطلح "موكراكر"، كصفة لأولئك الذين يسعون إلى إثارة المشاكل دون إعطاء حلول ملموسة للمشاكل التي يثيروها.

بالرغم من أن الروية قد أدت إلى إصلاحات حكومية كبيرة في صناعة الأغذية، بما في ذلك إصدار قانون الأغذية والعقاقير النقية لعام 1906، إلا أن سنكلير شعر بخيبة أمل. لأن الرواية لم تثر المزيد من التعاطف مع العمال، كما كان يريد.

أصبح سنكلير رجلا غنيا من بيع كتبه، لكنه خلص إلى أن الغرض الرئيسي لروايته لم يتحقق. بالرغم من ذلك، يعتبر النقاد رواية الغابة لسنكلير، هي أفضل مثال، لالتقاء الواقع مع الخيال في الأدب الأمريكي. فهي رواية تشبع الخيال الأدبي الأمريكي، وفي نفس الوقت، تقوم بمهمة الإصلاح السياسي لصناعة الأغذية.

ملخص الغابة:

الغابة، هي رواية تحكي حكاية جورجيس رودكوس وعائلته، المهاجرين الليتوانيين الذين يأتون إلى أمريكا للعمل في مصانع تعبئة اللحوم في شيكاغو. قصتهم هي قصة صعوبات هائلة ومشقة ومعاناة كبيرة، يواجهونها خلال الرواية.

يمرون بظروف عمل قاسية وخطيرة من فقر وتجويع، ويكابدون من قسوة رجال أعمال ظالمين، يأخذون أموالهم، وسياسيون فاسدون يبتكرون قوانين لكي تسمح بحدوث كل هذا.

تتابع القصة مشاق جورجيس وعائلته، والتحول الذي يمر به عندما يتقبل الثورة السياسية والاقتصادية الجديدة.


تبدأ الرواية في حفل زفاف جورجيس وأونا رودكوس. تنظم الحفل ماريجا بيرزينسكاس، صديقة العائلة. وهي امرأة قوية وقائدة. ويقوم تاموزيوس بالعزف على الكمان. لم تكن نغمات تاموزيوس، نجم الحفل، وأنغامه سليمة. فآلته تصدر الطنين مع النغمات المنخفضة، والصرير والخربشة مع النغمات المرتفعة.

الجميع في أحياء العشوائيات الفقيرة في باكينجتاون مدعوون لحضور الزفاف. من المفترض أن يساهموا بشيء من تكاليف الحفل كهدايا للعروسين، لكن الكثير منهم لا يفعل ذلك. هذا يترك جورجيس وأونا غارقين في الديون منذ اليوم الأول من زواجهما.

جاء جورجيس وأونا من ريف ليتوانيا. بعد موت والد أونا، تاركا لها القليل من المال، قررت هي وخطيبها الهجرة، مع أم ووالد جورجيوس وصديقة العائلة ماريجا، إلى أمريكا وباقي أفراد العائلة.

يخبرهم جوناس، شقيق جورجيس، بصديق جمع ثروة في شيكاغو فقرروا الذهاب إلى هناك. لكنهم يكتشفون أن الأجور أعلى وكذلك الأسعار. كما أن العديد من العملاء واللصوص قاموا بالاحتيال عليهم عند وصولهم، مما تسبب في الذهاب بالكثير من أموالهم.

كانوا يعيشون في شيكاغو، في حي فقير ملوث وفاسد. جزء من حي، باكينجتاون، مبني على مقلب للقمامة. هذا الجزء بأكمله من المدينة، مليء بالذباب وتفوح منه الرائحة الكريهة.

بالرغم من ذلك، لا يزال جورجيس وأونا يشعران بالأمل وإمكان تحقيق الكثير في هذه الأرض الجديدة. يجد جورجيس وظيفة بسهولة في مصنع تعبئة اللحوم، تتعامل مع الدم والأحشاء من الماشية المذبوحة.

العمل شاق جدا والظروف غير آمنة، لكن جورجيس قوي وعنيد. راض وشاكر لإتاحة الفرصة له للحصول على عمل يكسب منه لقمة العيش. غير أن العديد من العمال يشعرون بالمرارة إزاء ظروف عملهم في المصنع.

عنابر تعبئة اللحوم في المصنع، قذرة غير صحية. يتم استغلال كل جزء من الحيوان المذبوح بهدف تحقيق أكبر ربح. في كثير من الأحيان، يتم وضع علامة الصلاحية على اللحوم الفاسدة، وإرسالها للبيع.

حتى مخلفات الصرف الصحي، مع اللحوم الفاسدة، يتم طرحها في كومة مع اللحوم لتكون جاهزة للتعليب أو لتصنيع اللحوم الباردة والسجق. في بعض المصانع، تضاف الفئران الميتة إلى اللحوم.

العمال لا يهتمون، ورؤساء المصنع يفعلون كل ما في وسعهم لتسريع إنتاج اللحوم. في كثير من الأحيان، تقوم المصانع بتوظيف عمالة مؤقتة بدلا من الدائمة، حتى يعطوهم أجورا زهيدة. فعدد من يطلبون الوظائف، أكبر بكثير من الوظائف المتاحة. لذلك معظم العمال لا يحصلون إلا على بضعة سنتات في الساعة.

ترى عائلة جورجيس إعلانا عن منزل للبيع، وتقرر أنه من الأفضل شراء السكن، بدلا من هدر الأموال على الإيجار الشهري. الإعلان عن المنزل يقول إنه جديد، بالرغم من أنه لا يبدو كذلك.

سمسار العقارات رجل ماكر. يبيع لهم المنزل بمقدم بضع مئات من الدولارات فقط. إلا أن الأسرة ترفض العقد، لأنه ينص على أنهم يستأجرون المنزل. لكن العديد من المحامين يقولون لهم إن هذا أمر معتاد وأنهم سيمتلكون المنزل بعد سبع سنوات إيجار.

توقع العائلة على الاتفاق، وتنتقل إلى المنزل. يشترون أثاثا جديدا ويستقرون جميعا في حياتهم الجديدة. ماريجا وجوناس يحصلان على عمل، وقريبا أونا والصغير ستانيسلوفاس، أحد أطفال الأسرة، سوف يعملان أيضا. هم دائما قادرون على تسديد ديونهم.

ثم يكتشفون أنهم مطالبون بالفائدة على ثمن المنزل ويجب عليهم شراء التأمين. ويكتشفون أيضا أن الشركة العقارية تبيع المنازل على أنها جديدة، لكنها تطرد شاغليها عندما لا يستطيعون دفع الإيجار المرتفع والفائدة، ثم تبيعه لعائلة مهاجرة ساذجة أخرى.

الشتاء صعب جدا في شيكاغو. غالبا ما يكون الثلج عميقا جدا لدرجة أن العائلة تواجه صعوبة في الوصول إلى العمل. جورجيس يبدأ في فهم مصاعب وظيفته وزملائه العمال.

إنهم يعملون حتى الموت، والشركات تفعل كل ما في وسعها لتسريع العمل ودفع أجور أقل. إنهم يستخدمون الممارسات الفاسدة لبيع اللحوم المتعفنة، ويمكنهم القيام بكل هذا لأنهم يمتلكون السياسيين الذين يضعون القوانين.

ينضم جورجيس وماريجا إلى النقابات، وسرعان ما يصبحان عضوين نشطين. يقوم جورجيس بنشر إنجيل الإخوان بقوة السلاح. في الصيف، وتفقد ماريجا وظيفتها. لذلك تبدأ الأسرة في الشعور بالضائقة المالية أكثر من ذي قبل.

يموت أنتاناس العجوز والد جورجيس بسبب المرض الذي أصابه في أحد المصانع، وتذهب أونا وحماتها تيتا إلزبيتا إلى سوق العمل من أجل مساعدة الأسرة على الوفاء بالتزاماتها المالية.

عندما تحمل أونا، تضطر إلى مواصلة العمل الصعب ولا تمنح سوى أسبوع عطلة واحد لإنجاب طفلها. تعود إلى القوى العاملة بسرعة كبيرة وتعاني من الألم والمرض بقية حياتها.

في أحد الأيام، لم تعد أونا إلى المنزل في ميعادها. عندما وجدها جورجيس وقام بسؤالها، علم أنها أجبرت على علاقة جنسية مع أحد رؤساء المصنع. مما أثار غضب جورجيس، فذهب إلى المصنع وقام بضرب الرجل بعنف. فيتم رميه في السجن وينقطع عن العمل. وتسقط الأسرة في أزمة مالية كبيرة.

عندما يغادر جورجيس السجن، يعود إلى المنزل ليجد أن أونا في حالة ولادة مبكرة لطفلهما الثاني. ثم تموت أونا أثناء الولادة، ويقع جورجيس في حالة من الحزن والاضطراب النفسي. فيبدأ في الشرب بكثافة، وتخفي إلزبيتا ما تبقى معه من نقود، حتى تتمكن العائلة من البقاء على قيد الحياة.

يذهب جورجيس إلى المدينة وسرعان ما يجد عملا في مصنع لآلات الحصاد. المصنع يتبع جمعية خيرية، تهيئ للعمال معيشة كريمة وظروف عمل عادلة.

ومع ذلك، سرعان ما يفقد جورجيس تلك الوظيفة، مما يسبب له كراهية أكبر للأنظمة الاقتصادية التي تبقيه هو وعائلته في فقر مدقع، وتحرمه من العمل في وظيفة ثابتة تقيم أوده.

مرة أخرى، يجد جورجيس نفسه عاطلا. يستجدي العمل حتى يقيم رمقه. أخيرا، يجد عملا في مصنع للصلب على بعد خمسة عشر ميلا من منزله. يسافر جورجيس للعمل في هذا المكان، لكن سرعان ما يتعرض لحادث حرق يده.

يمكث بالمنزل ويهتم بابنه الصغير لعدة أيام. ثم يذهب إلى العمل بعد شفائه. يعود إلى المنزل أيام السبت لزيارة عائلته. عندما عاد إلى المنزل في أحد الأيام، وجد أن ابنه الصغير قد غرق في أحد شوارع باكينجتاون التي غمرتها المياه.

يغادر جورجيس باكينجتاون، ويذهب بالقطار إلى الريف. يصبح صعلوكا، يهيم على وجهه في جميع أنحاء البلاد. ينام في الحقول والغابات ويأخذ وجبات الطعام من المزارعين عندما يستطيع.

ثم يقرر أنه سوف ينتقم من هذا العالم الذي سبب له مثل هذه المصاعب، وقرر أن يفعل ما يشاء. ينفق ماله على المومسات، ويشرب حتى الثمالة.

يعمل عامل في مزرعة مهاجر. إنه يشعر بحرية أكبر من أي وقت مضى. لكنه عندما يرى زوجة المزارع تداعب ابنها الصغير، يمتلئ قلبه بالحزن على وفاة ابنه الطفل.

يعود جورجيس إلى شيكاغو، ويجد وظيفة في بناء أنفاق السكك الحديدية تحت شوارع شيكاغو. بينما كان يعمل في هذا العمل في إحدى الأمسيات، صدمه قطار خارج عن السيطرة فكسر ذراعه بشدة.

بعد أن بقي في المستشفى لعدة أيام، ترك المستشفى عائدا إلى الشارع. لكن، ليس لديه مال، ولا يستطيع العمل بسبب إصابته. فيبدأ جورجيس في التسول في الشوارع، ويصبح جائعا جدا ومرصرص من البرد.

في يوم بارد جدا، يلتقي جورجيس بشاب في حالة سكر في الشارع. يدعوه الشاب إلى منزله، ويعلم جورجيس أنه الابن الأصغر لجونز، أحد أصحاب مصانع التعبئة، الذي يمتلك منزلا فخما مع العديد من الأشياء باهظة الثمن.

يسرق جورجيس 100 دولار من الفتى، لكنه يطرد من المنزل. يحاول صرف المائة دولار، لكنه يدخل في شجار مع حارس حانة، أراد أن يسرق أمواله. ويذهب مرة أخرى إلى السجن.

بينما هو في السجن، يتعرف على جاك دوانج، وهو صديق من فترة سجنه السابقة. يدعوه دوانج إلى حياة اللصوصية والخروج على القانون. وسرعان ما يصبح جورجيس متورطا في جميع أنواع الاحتيالات والأعمال غير المشروعة.

سرعان ما يجمع قدرا كبيرا من المال. ثم يصبح متورطا في آلة شيكاغو السياسية الفاسدة، ويشارك في عملية احتيال لمساعدة مايك سكولي، أحد سياسي مدينة باكنجتاون، لكي ينجح في انتخابات مجلس المدينة والبقاء في سلطته. يحصل جورجيس على مبلغ محترم لاشتراكه في هذه العملية، ويحصل على وظيفة في مصنع التعبئة لكسب المزيد من المال.

عندما حدث إضراب الحوم الكبير، بقي جورجيس في وظيفته وأصبح أكثر فسادا. إنه يكسب المزيد من المال، ولكن يبدأ في الشرب بكثافة، ولعب القمار، والمشاركة في المعارك كبلطجي. يقوم بتعبئة العمال السود الفقراء من الجنوب، لفض الإضرابات والتجمعات العمالية.

وسرعان ما غرقت مدينة باكينجتاون في المزيد من القذارة والفجور أكثر من ذي قبل. في إحدى الأمسيات، كان جورجيس ثملا عائدا إلى المنزل عندما اصطدم بكونور، الرجل الذي اغتصب زوجته. فيستشيط غضبا ويمسك بتلابيبه ويوسعه ضربا.

يتم القبض عليه. بالرغم من علاقاته السياسية، لم يتمكن من الخروج من السجن. لأن كونور كان صديقا لسكولي. ثم يساعده صديق على دفع كفالة. الآن، وبدون أي أموال، يغادر جورجيس المدينة.

يصبح جورجيس مرة أخرى متشردا، يسرق للعثور على الطعام. بعد الذهاب إلى تجمع سياسي من أجل البقاء دافئا في إحدى الأمسيات، يصطدم جورجيس بصديق قديم من ليتوانيا، يعطيه عنوان ماريجا.

يجد جورجيس، ماريجا، صديقة العائلة، في بيت عاهرات، تعمل مومس. تقول ماريجا لجورجيس إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تجدها لإعالة نفسها وأفراد الأسرة المتبقين.

حتى ستانيسلوفاس ابن تيتا إليزبيتا قد قتلته الفئران أثناء نومه بعد حبسه في مصنع أثناء الليل. كان قد حبسه جورجيس فيه، عندما كان يقضي الليلة في السجن. ثم ينتاب جورجيس حزن عميق ويأس.

بعد إطلاق سراحه من السجن، يذهب جورجيس مرة أخرى إلى تجمع سياسي من أجل العثور على مكان دافئ للجلوس لفترة من الوقت. عندما ينام، تناديه امرأة شابة بلقب "الرفيق" وتقول له إنه يجب أن ينتبه، وأنه ربما يجد شيئا يعجبه في الخطاب السياسي.

فجأة يصبح جورجيس مفتونا بالمتحدث اللبق، الذي يفسر كل أسباب الظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الذي يبقي العمال في فقر ومصاعب. جورجيس يأتي إلى الرجل بعد ذلك ويطلب معرفة المزيد. يذهب إلى المنزل مع رجل يدعى أوسترينسكي، الذي يشرح له ما هي الاشتراكية.

يصبح جورجيس مدافعا فخورا عن الحزب الاشتراكي. يذهب للعمل كحمال في فندق لدى رجل يدعى هيندز، وهو اشتراكي متحمس. يدخل عالم الفكر، ويتعلم قدر الإمكان عن هذا النظام السياسي والاقتصادي.

يذهب إلى مأدبة عشاء في منزل اشتراكي بارز. هناك يستمع إلى مثقفا اشتراكيا، وواعظا للاشتراكية المسيحية، ومحررا لصحيفة، ومتشككا يناقش مزايا نظام عالمي اشتراكي جديد.

بعد العشاء يحضر جورجيس احتفالا ليلة الانتخابات في مقر الحزب الاشتراكي. عدد الأصوات الاشتراكية التي تأتي غير عادية. لقد زادت نسبة مشاركة الاشتراكين عن 300 في المائة. أحد المتحدثين ينهض ليقول للحشد: "يجب تجنب الرضا عن الذات، والكفاح من أجل قضية الحزب الاشتراكي. وأنه قريبا، ستكون شيكاغو لنا.

ملحوظ عن الرواية:

رواية الغابة لسنكلير، مثل رواية جيرمينال لإميل زولا، أو رواية عناقيد الغضب لجون شتاينبك، هي رواية اشتراكية. المحن وصعوبة الحياة التي يتعرض لها أبطال الرواية تظهر شرور وفساد الاقتصادات الرأسمالية غير المقيدة، والتي لا تخضع للرقابة الحكومية.

يعيش جورجيس وأونا رودكوس، فضلا عن أصدقائهما وأسرتهما المهاجرة، في فقر مدقع. حياتهم معرضة للخطر عندما يذهبون إلى العمل، إن أمكنهم العثور عليه. هذا لأن الشركات تسعى إلى زيادة الإنتاج دون أي اعتبار لكيفية تأثير مثل هذه الأساليب الإنتاجية على حياة العمال.

الرواية، والروايات التي تشبهها، هي حجة مستمرة، تدعو العمال والمظلومين للاتحاد، من أجل ضمان الحقوق والكرامة للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أفهم سبب التقييم السلبي
محمد زكريا توفيق ( 2021 / 12 / 19 - 06:34 )
لا أفهم سبب التقييم السلبي. واضح أن نصف المشتركين في التقييم لم يعجبهم المقال. وكنت أود أن أعرف السبب. فالرواية العظيمة تدافع عن الفقراء والمظلومين والمهاجرين الغلابة في نهاية القرن التاسع عشر، وتطالب بوضع صناعة الأغذية تحت المراقبة الحكومية، منعا من الاستغلال ومحاولة تعظيم
لربح على حساب المستهلك. فماالذي يغضب السادة القراء في ذلك؟ عجبي!


2 - لا تعجب يا صديقي.
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 12 / 19 - 14:19 )
ثمة جماعة ناشطة في متابعة ما ينشر في الموقع، تأخذ على عاتقها مهمة التقييم السلبي، والرد متراوح مستوى البذاءة على كل مقال أو دراسة أو بحث ينتقد نظام اللا عدالة الأجتماعية، أو يشير الى سياسة إسرائيل وموقفها من الحقوق الفلسطينية.


3 - إذا عُرف السبب
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 19 - 20:18 )
إنهم أرتال الذباب الالكتروني : مريدو أبي الأعلى المودودي و تلاميذ يوسف القرضاوي من الإسلامويين ، زائدا مريدي فريدريش فون هايك و تلاميذ مِلتون فْرِدمان من النيوليبرالويين ؛ فالقاسم المشترك بين المتأدلجين الاسلاميين و المؤدلَجين النيولبرالويين ، هو العداء الايديولوجي (العميانيّ) لمطلَق كلمة اشتراكية ، حتى لو كانت اشتراكية حزب العمال البريطاني . و لأن الرواية تدافع عن الفقراء ، إذن فهي رواية اشتراكية ملعونة ، و بالتالي فالمقال يُغضب نصف المشاركين في التصويت من (السادة) القراء !
و بدلا من الطنين ، فهم يلسعون بالأصفار ، للمناكفة الصامتة بقصد الإيذاء النفسي (و العيار اللي مايصيبش يَدْوش) .


4 - إلى أحبائي الأعزاء الذين دافعوا عن المقال بضراوة
محمد زكريا توفيق ( 2021 / 12 / 20 - 02:25 )
إلى الأعزاء أمير سليم، عبد الله عطية شناوة ومحمد بن زكري وكل من أيد المقال: تعقيباتكم أثلجت صدري، وجعلتني أتيقن أن الدنيا لا تزال بخير، مادام هناك من يدافع عن الفقراء والمساكين والمظلومين في كل مكان. فبمثلكم تشد الرحال، ولمثلكم نكتب ونتناقش. فألف شكر وشكر، ودمتم، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة أعياد رأس السنة.

اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير