الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏أخلاقياتُ التعليمِ الإلكتروني

حسام محمود فهمي

2021 / 12 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


‏التعليمُ الإلكتروني ضرورةٌ فرضَتها جائحةُ كورونا، ‏ليسَ الاختيارُ الأمثلُ ولكنه الآمِن؛ ‏إنه اختبارٌ للبنيةِ الإلكترونيةِ من شبكاتِ إتصالاتٍ ومَنصاتٍ في الجامعاتِ والمدارسِ قادرةً على التعاملِ مع هذا التعليمِ. ‏التعليمُ الإلكتروني ليس مجردُ تعليمٍ لكنه أيضًا اختبارٌ للأخلاقياتِ، أخلاقياتُ الأمانةِ.

‏المحاضراتُ الإلكترونية تكونُ عن بعد؛ ‏المُحاضرُ يتعاملُ مع أجهزةٍ مفتوحةٍ ولا يدري إذا كان الطلابُ أمامَها أم هي مجردُ شهودٍ على عدم وجودِهم. المحاضراتُ تُسَجلُ، إذن يستمرُ طلابٌ في نومِهم ويرجَعون لها وقتما شاءوا. لكن هل من الأخلاقياتِ اِستغلالُ المحاضراتِ المُسجلةِ وتحمُيلها على يوتيوب في قنواتٍ يُنشِئونها؟ لطالما أُثيرَت قضايا الملكيةِ الفكريةِ على يوتيوب وغيرِه وما أكثر ما شُغِلَت بها المحاكمُ؛ هل أضيفَت لها قضايا الاستيلاءِ العَلني على مجهودِ أعضاءِ هيئةِ التدريس؟ هل يُبنى جيلٌ على هذا النمطِ من السلوكِ؟ هل يُستباحُ إذن تسجيلُ أي مكالمةٍ أو حوارٍ ونشرُه على مواقعِ التواصلِ؟

‏أما الامتحاناتُ الإلكترونية فهي أيضا ضرورةٌ ولكنها بابٌ للغشِ الجماعي حيث يتجمعُ الطلابُ لحلِ الأسئلةِ، وبعد أن كانوا يتخوفون منها أصبحوا عليها مُتلهفين، ‏مُتصورين انه ما من شاف وما من دَرى.

‏مع كلِ الاسفِ أفرَزَ التعليمُ الإلكتروني سلوكياتِ عدمِ الأمانةِ وكرَسَها لدى الطلابِ على مرأى ومسمعِ من الجودةِ التالفةِ التى اِستهلَكت ‏ممارستُها جهودَ واعصابَ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ ولم تركزْ إلا على مِلءِ ملفاتٍ وأوراقٍ لإدعاءِ تعليمٍ غيرِ موجودٍ، تعليمٌ بلا معاملٍ ولا مكتباتٍ وفي مدرجاتٍ خانقةٍ. ‏جودةٌ تنتهجُ المُخادعةَ وتتوهمُ أن العالمَ ينبَهرُ بالملفات المُنمَقةِ المُلونةِ على غير واقع. ‏لم تسعْ هذه الجودةُ لتكريسِ سلوكياتِ الأمانةِ لدى الطلابِ ولم تُحاسبْهم على اِنتهاجِ الغِشِ والسطو على الملكيةِ الفكريةِ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ، ‏بل على العكسِ شجعَتهم على شكواهم وغرسَت فيهم سلوكياتِ التنمُرِ عليهم وعلى كلِ سُلطة، ومواقعُ التواصلِ خيرُ شهودٍ.

‏الجودةُ الهزليةُ ودائرةُ المُتمَسِحين بها لبقائهم وتصعيدِهم، هل هم من أسسِ البلاءِ في مجتمعٍ اصبحَ يعتادُ الغِشَ والمُراوغةَ ويبرُرُها وبها يتباهى؟ وأسفاه …

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن