الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراث ألأسلامي وازدراء وتحقير الأنسان و الأديان الجزء الثاني

نافع شابو

2021 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التراث ألأسلامي وازدراء وتحقير الأنسان و الأديان الجزء الثاني


يقول معروف الرصافي مؤلف كتاب "الشخصية المحمدية"
"الحبُّ يُعمي ويصمُّ ، ولا ريب الأيمان (في الأسلام) يُعمي ويصمُّ ايضا
المسلمين يتكلمون عن إيمان وإعتقاد ،لأ عن تدبّر او تفكير ، إنهم ينحازون الى كل ما يقوله القرآن دون ان يتأمَّلوا في معانيه والفاظه ومصدره وعيوبه وتأثيره على الناس .إنّه إيمان أعمى لأجيال عميان يقودون أجيالا عميان . وكُلِّ من ينتقد هذا الأيمان ألأصولي الغالب في ألأمة ألأسلامية ، فهو كافر يستحق تطبيق حكم الردة عليه .
لا يمكن مناقشة او نقد التراث الأسلامي ولا النصوص القرآنية،لأنَّ المسلم يعتبرها من الثوابت المقدسة التي لايجب الأقتراب منها .إنّه الدين الذي يحجّر عقول الناس ويصبح ألأنسان مثل آلة لا حول له ولا قوّة يسيّره رجال الدين وليس على المسلم إلاّ قبول القضاء والقدر المكتوب في اللوح المحفوظ .
كتاب الشخصية المحمدية للشاعر العراقي معروف الرصافي
إن مناهج التعليم في المدارس والجامعات للدول الأسلامية عندما تدرّس مادة الدين هو للتلقين والحفظ ليس الا ، امّأ التفكُّر وطرح الأسئلة فهي غير مقبولة ويُتَّهم كُلّ من ينتقد او يتسائل بانه كافر وقد يصل الحكم عليه بالسجن او القتل او الصلب كما يخبرنا به التاريخ الأسلامي ولا زال ، هذا الحكم ، قائما في العديد من البلدان ألأسلامية ، كما نشهده اليوم من خلال ما يعاني منه المفكرون و المتنورون المسلمون ، الذين يحاولون مراجعة التراث الأسلامي وكنس ماهو مخالف للعقل والمنطق وحقوق الأنسان. ولا لاننسى بانَّ هناك دول اسلامية لاتفهم اللغة العربية التي كتب بها القرآن ، وهم الغالبية .
اليوم العلماء والمؤرخون و الباحثون المختصون في علم الفيولوجية (علم اللغات) وعلماء مقارنة الأديان واكتشافات حديثة للمخطوطات والآثار والأدلة من النقوش والمسكوكات عن البدايات المبكرة للأسلام ، تؤكّد لنا انّ معظم التراث ألأسلامي قائم على النقل وليس على التدوين الكتابي ، وايضا قائم على خرافات وقصص لاتستند على وقائع التاريخ الحقيقي للأحداث . هذه ألأكتشافات بدأت تنتشر في وسط الشباب والعامة من الناس بسبب وسائل ألأتصالات ألأجتماعية والقنواة الفضائية ، مما سبب في ازالة الحواجز وكسر الجدران التي بناها وعاظ السلاطين عبر 1400 سنة من التعتيم والتظليل والتجهيل للأنسان المسلم .هكذا اليوم يكتشف المسلمون ان هذا التراث مبني على جبال من الأكاذيب والخرافات والأساطير ، التي تُصدم العقل وتخالف المنطق وتقدّس الجهل وتمنع التسائلات وطرح الأسئلة . هذه الأكتشافات ، آجلا ام عاجلا ، ستُغيّر الكثير من المفاهيم السائدة في العالم الأسلامي،خاصة وسط الشباب الذين يعيشون في العالم الأفتراضي ، حيث العالم منفتح على جميع المعتقدات والديانات والأفكار والفلسفات والعلوم الأنسانية ، وحيث اصبح الوعي الجمعي يفرض نفسه على الحياة المعاصرة.
إن عدم القبول بمراجعة كتب التراث ألأسلامي التي اصبحت مع كتاب القرآن حجر عثرة في تقدم الشعوب العربية والأسلامية في كافة مجالات الحياة ، بل انّ المراجع الأسلامية كجامعة ألأزهر هي المسؤولة المباشرة في نشر الفكر الأرهابي من خلال إعادة أحياء النصوص القرآنية والسيرة النبوية والأحاديث التي تحرّض على الأرهاب والجهاد ونشر ثقافة العنف والكراهية والحقد والأنتقام . وهذا يحدث بالتعاون مع الحكام الذين يتحمّلون مسؤولية قمع شعوبهم وخنق الحريات والديموقراطيات في بلدانهم ، ومحاربة المتنورين والداعين الى مراجعة هذا التراث المبني عل جماجم البشرية . كل ذلك ادى ويؤدي الى تشجيع الأرهاب وانتشاره في العالم اجمع .إنّ عقيدة الولاء والبراء هي عقيدة تعادي وتكفّر غير المسلم ، فكيف يكون الأسلام صالحا لكل زمان ومكان؟. كيف يكون حال العالم والمسلم يدرس في كتب الأحاديث لصحيح البخاري وصحيح مسلم وابي داود والترمزي والنسائي ومسند احمد، انَّ الرسول قال:"أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلّا الله وإنّ محمد رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويعطوا الزكاة ، وإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دمائهم وأموالهم ..". وفي الموسوعة العربية الأسلامية تحت عنوان "الجهاد" جاء بالنص والحرف :" كان الجهاد حربٌ لنشر الأسلام". هكذا يفتخر فضيلة شيخ الأزهر احمد الطيب في عصرنا الحالي بهذا التراث ويتم تدريسه في مدارس مصرية . طبعا هذا غيض من فيض ، فهنك حوالي 35213 كلمة عن ألقتل والجهاد وألأغتيالات والحرب في الأحاديث (احصائيات في الأنترنت)
إنَّ علماء المسلمين ، وعلى رأسهم شيخ الأزهر، لا يقبلون أيّة نقد او طعن في التراث الأسلامي ، حتى لو كان هناك اشخاص مثل المستشار احمد عبده ماهر وغيره يريدون إعادة النظر في هذا التراث وازالة كُلِّ ماهويخالف القيم الأنسانية ومبادئ حقوق الأنسان .
لازال العلماء المسلمون يعيشون في عصور مظلمة بسبب هذا التراث الذي حارب ولازال يحارب الفكر والفلسفة ويعتبرها زندقة وكفر .
يطالب المفكر "السيد القمني " ان يعود ألأستعمار الغربي للبلاد العربية ويقول ساخرا :
"يجب أن يعود الأستعمار الغربي للبلاد العربية !!تفضلّوا تعالوا الى بلادنا ، ولكن تأتوا أنتم بمناهجكم بطلائبكم في الحياة مثل الأرساليات التي كانت تاتي بلادنا من زمان فخرّجت لدينا كبار مثقفي ألأمة العربية .

ويضيف فيقول: ان تعود الحضارة (الغربية ) في التواجد وسط بلادنا التي لم تعرف الحداثة وادخلتها وبنت دولة حديثة . فلا حل الا بانغراس الحضارة في المنطقة . على العالم المتحضر ان يقف إزاء هذا الوحش(ألأرهاب ألأسلامي) لتحجيمه ويفرض العلمانية فرضا أمَميا على هذه البلاد (البلاد العربية)مع مراقبين دوليين ومع حقوقيين عالميين ومع اساتذة علم وحقوق وقانون في البلاد والا ستخرج منها عليكم (على الحضارة الغربية ) شرور ستقضي على الأنسانية , فإذا كنتم خائفين من اليانز فنحن اشرُّ انواع الأيلنز.
ويخاطب السيد القمني الحاضرين في احد الندوات فيقول: كل منكم يجب ان يكون رسولا للأنسانية ، وان تخرجوا من هنا الى الدنيا وكل حسب امكانيته لنحمي العالم . إن لم نستطع حماية شعوبنا لنحمي الحضارة ، لكي يعرف العالم كيف نفكرّ( انتهى الأقتباس)
ومن المعروف انّ "السيد القمني نبه العالم وحذّر الأنسانية من الأرهاب الأسلامي ، ووضع اليد على التناقضات الداخلية في العقيدة الأسلامية وخاصة تناقضات الناسخ والمنسوخ في القرآن ومهزلة القول بالأعجاز العلمي في القرآن واعتراف السيد القمني بوجود الرق والسبايا في التشريع الأسلامي وإهانة كرامة المرأة واضطهاد الشعوب التي غزاها المسلمون . كما اعترف بان التراث الأسلامي فيه اساطير وخرافات وغياب وانغلاق العقل والأرادة الحرة عند المسلمين ومعارضته لفكرة الجهاد (القتال) والرق وفتاوي الفتنة في الأسلام. وكذلك معارضته للدستاتيرللدول العربية والأسلامية ، المبنية على العنصرية الدينية ، واعتبر الأسلام قائم على الترغيب والترهيب ووصفه لرجال الدين في الدولة الأسلامية في ايران بانهم اصحاب افكار متخلفة دينيا وسياسيا .
اما شهيد الأنسانية ، المفكر والكاتب "فرج فودة" فقد قُتل لا لسبب خروجه عن الدين الأسلامي ، ولكنه أراد الحوار بين الشيعة والسنة للوصول الى ماهي حقيقة زواج المتعة في ألأسلام ، فكان جزاءه القتل بدم بارد من قبل الأصوليين المسلمين ، وبتحريض من مشايخ الأزهر .. يقول في مقدمة كتابه "زواج المتعة":"إنَّ أسؤأ خصائصنا الفكرية ، في تقديري ، تتمثّل في الأعتقاد بالصواب المطلق – حتى في فروع الفروع وتفصيلات التفصيلات – وأعتقاد هذا شأنه لابدّ وأن ينعكس في نتيجة منطقية وهي ألأعتقاد بالخطأ المطلق لمن يختلف معنا . أمّا أسوأ خصائصنا (التفكيرية) فهي أسلوب التفكير أحادي ألأتجاة ، حيث لاسبيل للحقيقة غير أسلوبنا في التفكير ، ولا احترام لأسلوب الآخرين ولا إعتقاد بأنّ لهم منهجا وعقلا وأسانيد . فالمنهج هو ما ننهج ، والعقل في مفهومنا هو ما نعقل ، وألأسانيد في تصورنا هي ما يساند أفكارنا ومنهجنا ونتائجنا" (انتهى الأقتباس)
هنا يريد ان يقول، شهيد الفكر ،فرج فودا أنّ المسلمين يعتقدون انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة وأنّ كُلِّ من يخالفهم يجب محاربته ومن هنا نشأت وترعرعت الأصولية ألأسلامية عبر التاريخ ، والتراث الأسلامي خير شاهد على ما قاله فرج فودا وغيره من المتنورين . فالعنصرية ، خاصة في ألأيدولوجيات الدينية ، نتائجها كارثية على الشعوب والعقائد التي تختلف عنها .
يقول الأستاذ مجدي خليل:
"التراث ألأسلامي مبني على : إزدراء ألأديان الغيرالأسلامية مثل (المسيحية واليهودية) والترويج ل"اسلاموفوبيا " اي الخوف الوهمي وبعبارة اخرى "الخوف المرضي" من كلّ انسان ينتقد التراث الأسلامي ، فيتم محاكمته وسجنه او حتى قتله حتّى لو كان مسلما.
فالأسلاموفوبيا مرادف لأزدراء الأديان لانّ شيوخ المسلمين ومراجعهم السنية او الشيعية غير قادرين (خاصة في الغرب) ان يقتلوا او يسجنوا المنتقدين للتراث الأسلامي فروّجوا المسلمين هذه الدعاية "اسلاموفوبيا "وإن الغرب مجانين وعندهم وهم . فالمسلمين يتعاملون بالفوقية مع ألآخرين "إنَّهم خير امّة أخرجت للناس".
يقول شيخ ألأزهر أحمد الطيب :"لايوجد دين غير الأسلام وبقية الديانات توابع للأسلام ، فكيف يتم انتقاد الدين ألأسلامي وهو أعظم الديانات؟" . فكل من ينتقد ألأسلام هو مريض لأنّ ألأنسان يولد بالفطرة مسلم ,هذا هو تفسير اتهام الغربيين بالمرض .ألأسلام فوبيا اداة اسلامي دفاعية جديدة لخداع العالم وابتزاز الغرب (ارهاب). انَّه سيف مسلط على أعمال الفكر والأبداع والنقد في الغرب ، وتهدف الى تعطيل اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الجديدة ومنع دخول المسلم الى النادي ألأنساني ، وذلك لديمومة حصار المسلم داخل القفص ألأسلامي .(1)
يتسائل "رشيد ايلال " صاحب كتاب "اسطورة البخاري " فيقول : هل القضاء المصري يحاكم المستشار أحمد عبده ماهر، ام يحاكم فكر التنوير ؟ المسلمون يزدرون كل ألأديان وكُلِّ المعتقدات فهل من رادع ؟
هل هذا القانون يتماشى مع روح العصر والمنطق واين حرية الأنسان في التعبير ؟
هل يطبق هذا القانون من جهة الأسلام على الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية؟
الأجابة طبعا لاتوجد حرية النقد وحرية الرأيي ، ولا توجد اجوبة لآلاف التسائلات في هذه الدول .
يضيف رشيد ايلال فيقول:
ان الحكم الجائر على المفكر الأنساني والمفكّر الأسلامي احمد عبده ماهر يجب ان يفتح نقاشا واسعا حول قانون ازدراء الأديان في مصر والذي يوجد ما يشابهه في الكثير من البلدان الأسلامية سواء في الشرق الأوسط او شمال افريقيا . هذا القانون الذي بموجبه جُرّ المستشار احمد ماهر الى المحاكم وتم اضطهاده والتنكيل به والحكم عليه 5 سنوان حبسا نافذا .ايضا سبق وان تم الحكم على اسلام بحيري سنة وبسببه دخل عبدالله نصر السجن ايضا . هذا القانون يطبق على جهة ولا يطبق على جهة اخرى (حتى داخل العقيدة ألأسلامية ) .
المسلمون يتهمون اتباع الأنبياء بالظلال والكفر والشرك ، بل يُهينونهم في الكثير من الأحيان . فعندما ينبري امام جامع في مصر ويخاطب اليهود بانهم احفاد القردة والخنازير .وتوجد امثلة كثيرة في مساجد المسلمين وفوق المنبر يشتمون ويسبون اتباع الديانات الأخرى ويتهمونهم بالزندقة والكفر ، بل في صلاة التراويح يدعون عليهم بالقول:"اللهم جمّد الدم في عروقهم "، "اللهم يتّم أبنائهم " اللهم يتم اطفالهم "..الخ بل ترى الأمام يبكي ويردد القول :"اللهم عليك باليهود والنصارى" .
السؤال هو هل أُتُّهِم هؤلاء بازدراء الأديان ؟ اليست اليهودية دين ؟ أليست المسيحية دين ؟
الدولة المعاصرة تبنى على الأحترام المتبادل والكل سواسية امام القانون ، والكل له الحق في التعبيرعن ذاته وطرح افكاره من دون المس بالآخر . لكن المسلم مع كامل الأسف لايقبل ان ينتقد الناس حتى شيوخه، أعطاهم قداسة مطلقة .فإذا انتقدت البخاري او الأمام احمد او الأمام مالك او الشافعي او الحنبلي ..الخ فإنك في هذه الحالة زنديق كافر وتتهم بانك تزدري الدين الأسلامي ، على الرغم من انّ الكثيرين من هؤلاء الأئمة اساؤا الى الأسلام نفسه . ولكن المسلم ياخذ عدته الحديثة اوعدّته الفقهية وينتقد او يطعن في المسيحيين ويتهمهم بانهم مشركين ويؤمنون بثلاثة آلهة . ولو سألت اي مسيحي هل تؤمن بثلاثة الهة سيجاوبك :"كلاّ" بل يقولون نحن نوحد الله اي هم موحدون ، هكذا يتهمون اليهود بانهم احفاد القردة والخنازير وحرفوا كتباهم .."
اليس هذا ازدراء لدين اخر لمكون اخر قد يعيش معك كمواطن وخضع لقوانين الدولة التي يعيش فيها المسلم ايضا ؟
اذن المسلم له الحق في ازدراء الأديان وليس للآخرين الحق في مناقشة المسلم في دينه.
إذن ترسانة القوانين كلها تجر هؤلاء ( المتنورين) الى المحاكم وتُنكّل بهم
ألآن آن الأوان للتخلص من هذا القانون الرجعي والذي لايتماشى مع المواثيق الدولية وحقوق الأنسان .إنّ مناقشة الدين بالعقل هو من مقتضيات الدين نفسه .
اليس الدين فيه مجال للنقاش ومجالا للمناظرة والمحاورة والمطارحة ؟ اليس الدين باعتباره فكرا يقدم نفسه كبديل لمجموعة من ألأفكار ؟ اليس من اوجب الواجبات ان يقبل هذا الدين واهله (معتقديه) ان يُناقش بالحوار ؟
لكن شيوخ الدين لابضاعة لديهم كي يحاوروا . ولا قدرة لديهم للحوار .كلما اراد ان يناقشهم احد المفكرين او احد المتنورين او احد الناس العاديين ،ألاّ وحملوا سلاح التكفير وسلاح الترهيب وسلاح الجر الى المحاكم ، ثم استعداء الناس على هذا المفكر المتنور . وقد يصل الأمر الى التحريض على قتلهم كما وقع مع فرج فودا ، وغيره من ألأعلام الفكرية . منذُ فجر التاريخ (الأسلامي ) الى يومنا هذا والناس يُقتّلون ويُذبّحون وتسفك دمائهم ،فقط لأنهم عبّروا عن رأيهم في مسالة دينية او في رأيٍّ لشيخ ، لكن رايء الشيخ يحمل نفس القداسة التي يحملها الدين ، فيصبح كلامه وحيا . ومناقشة الصحابا كفرٌ. حتى الصحابا اصبحوا مقدسين . ألأمرُ غريب عجيب ليسقط قانون ازردراء الأديان ولن يتحقق ذلك الا بتظافر القوى الحيّة لتقول رايها بكل قوة وصرامة وتدعو الى اسقاط هذا القانون الرجعي الظلامي الذي لايليق بامة متحضرة متعددة مختلفة الأنتماءات والتوجهات والعقائد والديانات".(2)
اليوم عندما نشهد تكفير ومحاكمة المستشار "احمد عبده ماهر" في مصر، من قبل محاكم قضائية ، بتهمة ازدراء الدين ألأسلامي ، فهذا مثل حي على مانقوله ، بالرغم من انَّه يدافع عن اسلامه ويحاول عبر سنوات طويلة بالدعوى الى مراجعة التراث الأسلامي الذي فيه من البلاوي التي تخالف ابسط القيم ألأخلاقية ويطعن بالكرامة الأنسانية، ويتم تدريس قسم كبير من هذا التراث في المدارس والجامعات في الأزهر "الشريف" وفي اغلب الدول العربية والأسلامية .
والمضحك والمبكي هو انّ المراجع الأسلامية ، ومنها الأزهر ، يتّهمون كل مفكر ،حتى لو كان مسلما ، بازدراء الدين (ألأسلامي)، في حين انّ هؤلاء المفكرين يريدون انقاء التراث ألأسلامي من فضائح تُطال حتى الرسول محمد. والغريب العجيب انّ رجال الدين المسلمين يفتخرون بهذا التراث الذي يُندى له الجبين . والأغرب من كُلّ هذا هو انّ تهمة ازدراء الأديان كذبة لأنها لاتطبّق على المسلمين الذين يزدرون الديانات ألأخرى (كالعقيدة المسيحية واليهودية) ليلا ونهارا على منابر الجوامع في خطب يوم الجمعة.
آن الأوان ان يتم ادانة هذا الموروث اعلاميا ودوليا وانسانيا ، وازالته من المناهج الدراسية ومحاكمة كل مسلم يمدح هذا التراث الذي يربي اجيالا من الأرهابيين كما لا زالت الأزهر تفرّخ الأرهابيين الى هذا اليوم .وكما فعلت المانيا وايطاليا في ازالة شعارات وافكار النازية والفاشية من منهاهج المدارس والجامعات هكذا على الدول العربية والأسلامية ان تزيل كلّ ما هو وصمة عار على جبين الأنسانية من التراث الأسلامي . فساد موت زنى سقوط اخلاقي ...الخ
عندما نقلّب صفحات التاريخ والتراث الأسلامي فإننا سنستنشق رائحة الموت من هذا التراث . فالجهاد في سبيل الله هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، وجاء في الموسوعة العربية الأسلامية تحت عنوان "الجهاد ": " كان الجهاد حربٌ لنشر الأسلام "
وقد حاول المستشار احمد عبده ماهر وغيره ممن سبقوه ان يزيلوا هذه الصفحات السوداء من التراث الأسلامي لكنهم فشلوا. لأنّ هذه الرائحة الكريهة ، المنبعثة من هذا التراث، هي التي تشلّ عقول الناس البسطاء من التفكير والأبداع وتجعل المتاجرين بالموت يعيشون على حساب دماء الناس وغبائهم وجهلهم (اي تقديس الجهل). إنّ وعاظ السلاطين يقولون إنّهم يحاكمون هؤلاء الذين يزدرون بالدين الأسلامي ، ولكنهم في الحقيقة هم يحاكمون كل من يكشف "عورة "هذا التراث المليء بالفضائح . يمكن تشبيه امثال المستشار احمد ماهر وغيره من المتنورين بمن يقوم بازاحة غطاء لمخزون القاذورات ، وهذا يسبب بانبعاث رائحة قذرة ، هكذا كشف الغطاء عن التراث الأسلامي يعني كشف فضائح وجرائم الحكام
ووعاظ السلاطين عبر التاريخ والتي تخالف ابسط حقوق ألأنسان وتطعن في كرامته وتفقد وجدانه و انسانيته .
يقول المفكر المتنور"احمد عصيد":"محاكمة المستشار "احمد عبده ماهر" الذي حارب التناقضات الرهيبة في التراث الأسلامي لهو خير دليل على أنّ الفكر المتشدّد والظلامي والأرهابي لايزال يحكم مصر والكثير من الدول العربية والأسلامية . إنّهُ فكر يتعشعش على التجارة بالدين من خلال غسيل عقول واموال الشعوب والدول...اليوم هناك في مصر والدول ألأسلامية الصراع بين هؤلاء الظلاميين (فقهاء الموت) بالتعاون مع مؤسسات الدولة لمحاكمة وقتل كل من يحاول انقاء هذا التراث من السموم .
ويضيف فيقول:
إنّ استمرار الخرافة واستمرار العقلية الجامدة هما سبب جمود الديناميكية في البلدان الأسلامية . والحل هو في تفكيك الخرافة وعقلية الماضي وتغيير ألأنظمة التربوية والسياسية واطلاق الحرية والعلم والتربية الصحيحة [بناء الأنسان ]. فعندما يشعر الناس بانهم احرار ،عندها سيصبحون مبادرين ولا ينتظرون أن يملاْ عليهم المشايخ الذين يريدون أن يبقوا الناس تحت وصايتهم . المشايخ يريدون الفتوى وهي تاتي دائما مضحكة ومثيرة للسخرية ،لأنّها خارج التاريخ وخارج الواقع الراهن .
شيخ ألأزهر يرى التراث الأسلامي كُلُّه إيجابي وكله قابل للعمل به ، وهذا خطأ كبير . ولكن في الكثير من التراث الأسلامي حتى في تفاسير القرآن غير نافع في زماننا .
ماقاله الطبري قبل مئات السنين لايمكن لعقل ان يصدقها ، حتى ابن خلدون انتقده . هذه المعظلة التي تنظر الى ألأسلام ك"صراط مستقيم " لن تقدمنا خطوة الى الأمام . الكثير من ألأخبار والأحاديث ميتة في اغلبها لا تجيب على اسئلتنا . سيبقى فقط ما هو انساني مثل احترام الجار واحترام الأم والأب وكل ما هو خير للأنسانية .
هؤلاء الذين يحاكمون احمد ماهر لايستطيعون الرد عليه وإظهار اخطائه . فلوا اظهروا اخطائه لما احتاجوا الى محاكمته . لو ان الذين يحاكمونه قادرين على اسكاته بالحجة لما اضطروا ان يجرجروه في المحاكم .
اول ما يجب فعله هو الغاء مادة "إزدراء الأديان" التي تكمُّ اصوات ألأحراروالتي تمنع حرية التفكير والنقد والفكر الحر والأبداع في مصر . على الدولة ان تنفّذ أفكار رئيس الدولة "عبدالفتاح السيسي" الذي قال اشياء ايجابية في قوله بالأجتهاد ومراجعة الموروث وحرية الأعتقاد .
ألأزهر عاجز في التجديد وليس مؤهلا ان يعمل هذا الدور . يحتاج الى ثورة في المناهج التربوية. والأزهر لايستطيع في تغيير مناهجه ،لأنَّ اسلوبه في التفكير ليس مؤهلا للقيام بهذا الدور.المطلوب من الدولة المصرية ان تؤهل نخبة فكرية من فقهاء الدين ،وان توفر ميزانية للبحث والتجديد وتحديث الفكر الديني . وهذا واجب كل الشرق الأوسط وشمال افريقيا . وبدون ذلك سيبقى الصراع سائدا ويبقى العنف سيد الموقف وسيبقى العقل في تراجع ، في هذه البلدان ، وهذا وضع لايسر ولانجاح في التحول الديمقراطي ولا نجاح الدولة لانه لاتنمية بدون فكر حي ولاتنمية دون حرية ولا تنمية دون الكرامة الأنسانية.
ألأنسان هو جوهر التنمية وليس الدين . الدين وسيلة يمكن ان تهدم به بلد او تبني به بلد . تهدم به بلد عندما تستخدم كل الموروثات السلبية مثل التي ذكرها احمد عبده ماهر و رشيد بلال وغيرهم . ونبني بالدين عندما ناخذ من الدين ألأمور ألأنسانية التي تتلائم مع زماننا هذا . وان نعترف وهذا هو الأهم ولابد للمسلمين الأعتراف به وهو :
على المجامع الدينية الرسمية في كل بلدان المسلمين أن تعترف بأنّ في الأسلام أمور لها سياقات قديمة ولايمكن العمل بها اليوم .
وان يقال بشجاعة بان الكثير من النصوص فهمت من قبل الفقهاء القدامى انطلاقا من واقعهم (وثقافتهم حينها) .إنها قابلة ان تفهم اليوم فهما آخر انطلاقا من واقعنا اليوم .
هذا هو دور المجامع الدينية الرسمية ، إذا كان الهدف هو فعلا الخروج من المحنة .
امّأ اذا كان هدف السياسيين هو تخدير المجتمعات والحفاض على الوصايا عليها وجعل الناس تحت احذية الحكام ، عندها سيبقى الأمر على ماهو عليه . وفي هذه الحالة سيكون استخدام الدين بطريقة سيئة مضادة للحضارة ومضادة للأسلام نفسه (3).
-----------------------------------------------------------------------
المصادر
(1)
راجع الأسلاموفوبيا حقيقة ام كذبة ام حيلة دفاعية (مجدي خليل ) الحلقة 70
(2)
المسلمون والأديان
https://www.youtube.com/watch?v=vIE4e0i2Uok&t=4s
(3)
https://www.youtube.com/watch?v=GY6KzM7TSNQ&t=1339s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهم آخر لكتب التراث
عبد الفادي ( 2021 / 12 / 17 - 05:09 )
ماذا لو ظهر بأن الأحاديث والروايات والسيرة النبوية انها كتبت بأعلى درجات الصحة رغم طول فترة البدء في كتابتها وأن تلك النصوص فهمت من قبل الفقهاء القدامى بشكل صحيح وبما يطابق فعلا السيرة النبوية ؟ ما هو السند والبراهين التي تستند عليها استاذ نافع لتشك في فهم الفقهاء القدامى وتريد ان يعاد فهمها انطلاقا من واقعنا اليوم ؟ الا يعتبر ذلك نوع من الترقيع وتزوير النصوص التاريخية والتستر على افعال وسيرة الشخصيات التاريخية التي ربما كانت فعلا كما تذكره كتب التراث الإسلامي ؟؟ ان جميع المفكرين والمجددين والقرآنيين الذين يريدون التخلص من كتب التراث الإسلامي ليس لأنهم يشكون في صحة تلك الكتب وفهمها من قبل الفقهاء القدامى ، ولكنهم يريدون التستر على افعال الشخصيات التاريخية في التراث الإسلامي لأنهم باتوا يخجلون من افعال هؤلاء القادة الذين يعتبرون اسوة حسنه ويريدون ايضا التخلص من حمل النقاد الذين يعيّرون الإسلام بذلك التراث ، تحياتي استاذ نافع


2 - نافع شابو
عبد الجبار ( 2021 / 12 / 17 - 11:54 )
بعد التحية
بعيدا عن المجاملات الفاشلة والترقيعات والتبيضات والتجميلات والتبريرات فان هذا التراث هو تراث المهازل وتراث الف ليلة وليلة كله منقولا عن عن عن عن عن وكل نقل عن عن عن يضاف عليه سطر وتبرير وتجميل وتخدير لهذا تلمس ان الفكر العربي اولا قد وصل الى هذا الجهل والميتافيزيقي الجامد لان رسولهم من عندهم وبعد ذلك الاسلامي الى الشلل التام الذي سقط عنه التفكير الا التفكير بما ورث عن عنات عنات
لذا وبعيدا عن الاكاديميات ان الفكر العربي الاسلامي هو فكر بدوي تراثه مهازل من قصص العرب
تحية