الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القضاء العراقي وافاق المستقبل
ابراهيم أحمد السلامي
2006 / 8 / 30دراسات وابحاث قانونية
لم يكن سقوط النظام البائد أمرا هينا للبعض كما يعرف الجميع بل كان مدعاة للالم والحزن على ماض ولى بلا رجعة ولم يكن لهذا البعض القدرة على التكيف مع الوضع الجديد بلا بعث ولا صدام , وكأنهما آلهة ثرائنا ونعمتنا وخصب نسائنا , بينما وقف الوطنيون التقدميون وهم قلة طبعا موقفا متوائما مع انفسهم حينما رموا ( سبعة حجارات ) خلف ذلك النظام البغيض بكل سياساته المتخبطة وثقافاته البالية وسلوكياته الهجينة غير آسفين عليه ولكنهم في الوقت ذاته بكوا بمرارة وبدموع من دم على وطن يحترق تحت مطرقة الارهابيين واللصوص.
وقد يمكننا أن نلتمس العذر لاؤلئك الناس البسطاء والجهلة والحاقدين من الذين بكوا على ذلك النظام البائد وأصنامه المتهدمة ولكن المؤسف له أن نجد من الوسط القضائي وبالخصوص من القضاة وبعض المحامين ممن تباكوا عليه بدموع ساخنة .
أن سقوط النظام البائد كان قد أسقط ورقة التوت عن عورات بعض الناس , فكم من قاض لم نكن نعرف له هوية سياسية أو فكرية تكشفت هويته تلك ولكنها بدت غريبة وهجينة لايمكن ان نتلمس فيها شئ من الوطنية او التخلي عن العصبية الطائفية المقيتة , أو تكشفت لنا هويته البعثية التي أضحى يدافع عنها بحماس. ونحن هنا نفرق بين قضاة المعهد القضائي والقضاة الوطنيين السابقين لهم ولكنهم قلة قليلة , فقضاة المعهد القضائي يشعرون دائما وكأن كفائتهم هي التي جعلتهم قضاة دون أن يدركوا أن أساليب النظام البائد البالية العنصرية والحزبية هي التي رجحتهم على غيرهم ممن هم أكفاْ منهم علما ووطنية وتأريخا مشرقا وتحديا , اولئك الرجال الذين لم يقبلوا على أنفسهم الانتماء لحزب السلطة حتى ولو نفاقا , وسيبقون هؤلاء نبراسا مضيئا لكل من يريد أن يهتدي بهداهم ولكنهم مازالوا يعانون من التهميش والاقصاء لاسباب وعلات لايعرفها الا مجلس القضاء ومن ورائه .
وليتذكر الجميع كم من القضاة الذين تم طردهم من القضاء قد مارسوا كل انواع التزلف والنفاق من أجل اعادتهم للقضاء وقد تم اعادة بعض منهم ومازال البعض يستغيث ويتزلف من اجل العودة والغريب في الامر أن اؤلئك القضاة الذين تم طردهم ومن ثم اعادتهم ثانية عادوا بطباع اكثر غرابة وبعيدة كل البعد عن سلوكيات القضاء السليم .
وقد قام مجلس القضاء مؤخرا بتعيين وجبة جديدة من المحامين كقضاة ولا أغالي اذا قلت أن أكثرهم لايحمل أي تاريخ وطني ولا اراهم يمثلون مستقبل القضاء العراقي الرصين بل يحملون كل عقدهم وامراضهم , فهم ومنذ اليوم الاول الذي تم فيه تعيينهم تحولوا من اناس وادعين لطفاء الى اشخاص غرباء سلوكا ومنهجا ولكن ليس العيب فيهم بل العيب في من اختارهم ورشحهم وثبتهم.
وعلى مجلس القضاء أن يعيد النظر مجددا في الكيفية التي يتم فيها تعيين القضاة وأن يجعل ميزانه كميزان الذهب المصفى وأن يطرق أبواب المهنيين الشرفاء من ذوي التأريخ الوطني المشرف , والا فأننا نخشى ان تكبر تلك الانتقادات للعيوب والامراض والعلل التي يعاني منها لتودي بحياة ذلك الرجل المريض الذي اسمه القضاء العراقي فقد بلغ السيل الزبى.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل
.. المفوض العام للأونروا: الجوع انتشر في غزة والدخول في مرحلة ا