الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين الشعبية تتقدم لاستعادة القيادة الشرقية للنظام العالمي

جورج حداد

2021 / 12 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


منذ بزوغ فجر المجتمع البشري في العصور السحيقة، كانت مختلف اصقاع الشرق، من وادي النيل الى سوريا الطبيعية وما بين النهرين وبلاد فارس الى الصين والهند، مهد ولادة وتطور وتفاعل منظومات الحضارة الانسانية في العالم القديم؛ وكانت قيادة ما يمكن تسميته "النظام العالمي" تعود، في مختلف المراحل، لمختلف الدول والامبراطوريات الشرقية العريقة.
وفي القرن الثالث قبل الميلاد اصطدمت قرطاجة العظيمة، التي كانت تقوم على نظام هجين من متحدات المنتجين الاحرار وبواكير النظام العبودي، بالدولة الرومانية الصاعدة، التي كانت تقوم بالكامل على نظام العبودية العنصرية وحَيْونة وتشييء الانسان "الآخر" وتحويله الى ""اداة عمل" وسلعة تباع وتشترى. ونشبت بين الدولتين ما يعرف بالحروب البونية، التي يعتبرها الكثير من المؤرخين اول حرب عالمية في التاريخ، بسبب امتدادها في القارتين الاوروبية والافريقية.
وكانت قرطاجة اكثر تقدما حضاريا وتفوقا عسكريا، واكثر غنى بالحجم العام للاقتصاد. ولكن روما كانت تمتلك النظام العبودي ــ العنصري، الاكثر تفوقا في انتاجية العمل وسرعة مراكمة الثروات.
وفي 146ق.م، وبعد ثلاث سنوات من الحصار والتجويع، تمكنت الجحافل الرومانية المتوحشة، يرافقها النخاسون ــ تجار العبيد ــ اليهود، من اقتحام المنارة الحضارية للعالم القديم، قرطاجة الكنعانية، وتدميرها حجرا حجرا، واشعال الحريق فيها طوال سبعة عشر يوما بلياليها، وذبح 300 الف من سكانها، واسر واستعباد الـ 400 الف الباقين. ومن ثم اقتحمت روما الاراضي الشرقية، وفرضت النظام الاقتصادي الاستغلالي ــ العبودي، الغربي، على العالم.
وكانت روما في تلك المرحلة تدين بالوثنية. وكرد حضاري على الغزو العبودي الروماني، ظهرت في اثينا الفلسفة الرواقية لزينون الفينيقي، التي تقوم على المبادئ الاخلاقية الانسانية المناهضة لاخلاقيات الفكر العبودي الروماني؛ وظهرت في فلسطين الديانة المسيحية، كحركة عصيان مدني، اخلاقي ــ وجداني، فلسفي ــ ديني، لشعوب الشرق (شرقي اوروبا وغربي آسيا وشمالي افريقيا) ضد نظام العبودية الغربية لروما.
ولحوالى خمسة قرون كان نظام السيادة العبودية الغربية لروما ذا وجه وثني، معاد لشعوب الشرق التي تحولت الى المسيحية.
وحينما عجزت روما عن مقاومة انتشار المسيحية، حتى داخل مدينة روما ذاتها (التي عمد الامبراطور نيرون لاشعال الحريق الكبير فيها في منتصف القرن الاول، من اجل اتهام المسيحيين بالحريق وتبرير اضطهادهم وذبحهم، على طريقة الاتهامات التي توجه اليوم الى حزب الله في لبنان)، عمدت السلطة الرومانية في القرن الرابع للميلاد الى التبني الشكلي للديانة المسيحية، وتفريغها من المحتوى الوجداني ـ الانساني، المعادي للعبودية، وطرحها بصيغة سلطوية "لاوطنية" شمولية (المعنى الحرفي لكلمة: كاثوليكية)، واعلانها دينا رسميا للدولة. ومنذ ذلك التاريخ اتخذت السيادة العبودية، الغربية، وجها "كاثوليكيا"، تفرع منه لاحقا الجناح السلطوي الغربي الآخر الذي تمثل في: البروتستانتية، وفرعها البريطاني الانكليكاني. (وتنبغي الملاحظة ان استخدامنا لكل تسمية دينية ومذهبية هنا، انما نوردها بدون اي معنى او تأويل او خلفية لاهوتية، بل فقط بالمدلولات التاريخية السياسية ــ الاجتماعي، على غرار تسمية "المارونية السياسية" او "الاخوان المسلمين" او "الداعشية").
وطوال قرون كانت الصراعات على السلطات الوطنية، والسيادة العالمية، تجري بشكل رئيسي فيما بين الكتل العنصرية والقومية والدينية، الغربية. بينما تحول الشرق كله الى مناطق سيطرة وعبودية لمختلف الدول الغربية.
XXX
ومنذ القرن الرابع الميلادي وحتى هزيمة نابوليون بونابرت في معركة واترلو في 1815، كانت قيادة العالم الاوروبي الغربي، ومن ثم النظام الاقتصادي ــ الاجتماعي ــ السياسي، العالمي، في قبضة الكتلة الكاثوليكية ــ الفرنكوــ لاتينية، بشكل رئيسي.
وبعد هزيمة نابوليون واسره ونفيه، على يد الجيش الملكي البريطاني الانكليكاني، انتقلت القيادة الى الكتلة البروتستانتية (وشريكتها اليهودية) الانغلو ــ ساكسونية، بزعامة انكلترا. ودامت هذه الحقبة طويلا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي الحربين العالميتين الاولى والثانية، كانت بريطانيا في عداد الدول المنتصرة. الا انها خرجت من الحربين ضعيفة جدا، وتقدمت عليها باشواط الولايات المتحدة الاميركية، التي انتقلت اليها زعامة الكتلة البروتستانتية ــ الانغلو ــ ساكسونية (وشريكتها اليهودية)، ومن ثم زعامة النظام الاقتصادي ــ السياسي للعالم. واصبحت بريطانيا مجرد تابع لاميركا. وطبعا ان ذلك لم يكن ليتم بدون صراع مع الكتلة الكاثوليكية، وهو الصراع المتواصل منذ مئات السنين. وحينما جرى انتخاب جون كينيدي كأول رئيس كاثوليكي لاميركا في 1961 تم اغتياله في وضح النهار في 1963. ولم يكتشف القتلة حتى اليوم(!). وربما يقوم بعض انصار سمير جعجع، الاميركيين من اصل لبناني، بتقديم طلب لضم ملف قضية جون كينيدي الى المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في قضية اغتيال رفيق الحريري، فربما يكون قاتل كينيدي ايضا احد اعضاء حزب الله او على الاقل ايرانيا او شيعيا لبنانيا او عراقيا(!).
لقد تكبدت الانسانية جمعاء ويلات حربين عالميتين، لكي تنتقل زعامة الكتلة الاستعمارية الغربية المتسلطة على العالم، من بريطانيا الى اميركا. وهذا يدل على مدى فظاعة ووحشية النظام الرأسمالي ــ الامبريالي العالمي، وعلى مدى حقارة وانحطاط وسفاهة انصار "الدمقراطية الغربية" المزيفة التي هي ليست اكثر من شاهدة قبر جماعي لدفن الشعوب.
XXX
واليوم يقف العالم على عتبة تحول جذري تاريخي عميق في الوضعية الجيوستراتيجية العالمية، يقوم على ازاحة اميركا عن مركز الصدارة كأضخم اقتصاد دولة، يتحكم بالنظام الاقتصادي ــ السياسي العالمي. ويتم هذا التحول ليس بفعل اي حرب مدمرة، بل بفضل حكمة القيادة الصينية، وافضليات النظام الاقتصادي الصيني، والانجازات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية التي تحققها الجماهير الشعبية الصينية الكادحة بقيادة الدولة الشعبية الصينية والحزب الشيوعي الصيني.
ونكتفي بايراد بعض مؤشرات التقدم الاقتصادي والتكنولوجي الصيني:
ـــ في 2018 استوردت اميركا من الصين سلعا بقيمة 557 مليار دولار، وصدرت الى الصين بـ 179 مليار دولار، اي ان العجز الاميركي في ميزان التجارة مع الصين بلغ في سنة واحدة 378 مليار دولار. وتقول الاحصاءات الاميركية ان العجز التجاري الاميركي لصالح الصين في الفترة ما بين سنة 2000 و2020 بلغ حوالى 5 تريليون دولار (اي خمسة الاف مليار دولار)، ذهبت لتطوير الاقتصاد الصيني الذي تمسك بزمامه الدولة الصينية "الشيوعية" (ويا للهول!).
ـــ قبل جائحة كورونا كان معدل النمو السنوي للاقتصاد الصيني اكثر من 8%، وبعد وقوع الجائحة تمكنت الصين من الاحتفاظ بمعدل نمو اكثر من 6%، بينما انخفضت معدلات النمو العالمية الى اقل من 2% في اميركا والى الانكماش ما دون 0% في العديد من دول اوروبا الغربية.
ـــ يبلغ الدين العام لاميركا اليوم اكثر من 23 تريليون دولار اي ما يعادل نسبة 110% من الناتج المحلي الاميركي. في حين ليس في الصين مشكلة دين عام.
ـــ سنة 2000 كان الاقتصاد الصيني يمثل 16% من الاقتصاد الاميركي، فصار سنة 2020 يمثل 95% منه. ويقول الخبراء انه بهذه الوتيرة، فإنه بعد اقل من 10 سنوات ستنقلب الآية ويصبح حجم الاقتصاد الاميركي يساوي 95% او اقل من الاقتصاد الصيني، وبعد اقل من 20 سنة سيصبح الاقتصاد الاميركي يساوي اقل بكثير من 50% من الاقتصاد الصيني.
ولكن اميركا لا تزال تتقدم على الصين في الناتج المحلي للفرد من السكان، حيث ان عدد سكان الولايات المتحدة في 2021 بلغ 331 مليون نسمة، في حين ان عدد سكان الصين هو 1 مليار و403 ملايين نسمة. ولكن هذا يعطي الصين ميزة خاصة كبرى، وهي انها تمتلك سوقا وطنية هائلة، ويمكنها الاعتماد اعتمادا كاملا على السوق الداخلية لتطوير اقتصادها بشكل مذهل، عن طريق الرفع المتواصل لمستوى المعبشة، حتى في حالة الانقطاع التام عن الاسواق الخارجية.
ـــ تقول بعض الاحصاءات انه في 2020 بلغ حجم الاقتصاد الاميركي 21 تريليون دولار، اما حجم الاقتصاد الصيني فبلغ 14.7 تريليون دولار. وهذا بالسعر البورصوي لليوان الصيني والدولار الاميركي. ولكن بمعدل القدرة الشرائية لليوان والدولار، فإن القدرة الشرائية للوحدة النقدية لـ 14.7 تريليون دولار في الصين هي اعلى بكثير من القدرة الشرائية لـ 21 تريليون دولار في اميركا.
ـــ يبلغ الاحتياط النقدي للصين بالعملة الصعبة 3.2 تريليون دولار، في حين انه لا يتجاوز 146 مليار دولار لدى اميركا. ولكن بامكان اميركا ان تطبع المزيد من الدولارات الورقية المكشوفة، ولكن المعترف بها كعملة دولية رئيسية. الا ان طباعة المزيد من الدولارات المكشوفة بدون تغطية ذهبية تؤدي، اولا، الى زيادة حجم الدين العام للدولة الاميركية، وثانيا، الى زعزعة الثقة الدولية بالعملة الاميركية وانحسارها وانخفاض سعرها وتضخمها.
ـــ في سنة 2020 امتلكت الصين 69 الف براءة اختراع، بينما امتلكت اميركا 59 الف براءة اختراع. وهذا يعني ان الصادرات الصينية لم تعد تقتصر على السلع الاستهلاكية العادية، بل اخذت تقتحم سوق التكنولوجيا الرفيعة. وهذا ما يصيب الادارة الاميركية بالهستيريا، وهي تتهم الصين بالتجسس على الشركات الاميركية وسرقة حقوق الملكية الابداعية. وهذا احد براهين الافلاس التام للسياسة والاخلاق السياسية لاميركا، كنتيجة لتقهقرها الاقتصادي. واذا افترضنا جدلا ان الصين قادرة على ان تتجسس على الشركات الاميركية وتسرق اكتشافاتها، فهل ان المخابرات الاميركية هي عفيفة ــ لطيفة لا تتجسس ولا تسرق ولا تتأمر ولا تغتال ولا تقتل ولا تنظم الانقلابات و"الثورات" والمذابح في شتى ارجاء العالم؟!
صحيح... "اذا لم تستح، إنبح كما تشاء!".
XXX
ان فقدان اميركا لميزة احتكار الاسلحة النووية، وفقدانها للتفوق العسكري امام روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية، جعلت الآلية المالية والاقتصادية هي الاداة الرئيسية لاميركا لفرض هيمنتها الدولية على العالم.
وانتزاع هذه الاداة من يدها لن يتم بسلاسة، وهي لن تستسلم بسهولة، وستعمل المستحيل، عن طريق فرض العقوبات والتضييقات على مختلف الدول، للدفاع عن موقعها الحالي.
وفي ظروف مغايرة، كان "من المنطقي" ان تشن اميركا الحرب على الصين لوقف تقدمها. ولكن اميركا وحلفاءها في الناتو فقدوا الى الابد القدرة على شن الحرب على الحلف الشرقي المتمثل في روسيا والصين وايران ومحور المقاومة الوطنية العربية ــ الاسلامية وعلى رأسها حزب الله اللبناني. فأميركا اليوم لم يعد بامكانها ان "تختبئ" خلف المحيطات، كما كان الامر في الحربين العالميتين الاولى والثانية. واذا وقعت حرب شاملة لا سمح الله، فإن صاروخ "افانغارد" النووي الروسي ــ مثلا ــ تبلغ سرعته 27 ماخ (سرعة الصوت) اي ما يعادل 31 الف كلم-ساعة (حسب تقدير الخبراء)، اي انه قادر على الوصول الى كافة ارجاء اميركا، انطلاقا من القواعد الروسية، بعد 20ــ25 دقيقة من لجظة انطلاقه. والغواصات النووية الروسية ــ مثلا ايضا ــ المحملة بالصواريخ النووية "بولافا" المصنوعة خصيصا لاميركا (على قاعدة "متطلبات السوق")، تربض في قاع المحيط بقرب المياه الاقليمية الاميركية على بعد 200 ميل عن الشاطئ. اي ان صواريخ "بولافا" النووية الاسرع من الصوت قادرة على الوصول الى مختلف الاهداف الاميركية في غضون 5ــ6 دقائق فقط. ونظام البحرية الروسية يجعل كل اميرال غواصة روسية في ظروف الحرب، "مستقلا ذاتيا" ومخولا بأن يوجه ضرباته بدون الرجوع الى القيادة المركزية. واذا نشب اي نزاع اقليمي شامل في الشرق الاقصى، او اوروبا، او غربي أسيا والبحر الابيض المتوسط، فإن جميع الاساطيل والقواعد العسكرية الاميركية والناتوية والاسرائيلية وحلفائها ستتلقى موجات من الصواريخ والمقذوفات الكلاسيكية وغير الكلاسيكية، وستجتاج كل البلدان المعادية للمحور الشرقي موجات لا تنتهي من ملايين رجال الكوماندوس وعشرات ملايين المتطوعين الاشداء والمدربين افضل تدريب، الروس والصينيين والايرانيين والكوريين الشماليين والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين وغيرهم.
XXX
ان ازاحة اميركا عن مركز الصدارة الاقتصادية العالمية اصبحت ضرورة حتمية توفرت لها كل الشروط السياسية والعسكرية والاقتصادية. وسيؤدي ذلك الى تحقيق تبدلات جوهرية في النظام الاقتصادي، ومن ثم في النظام العالمي برمته. ومن تلك التبدلات:
ــ1ــ الكسر التام لسياسة العقوبات والحصار والتضييقات التي سبق وفرضتها اميركا على الصين وروسيا وايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها.
ــ2ــ تحجيم كامل للدور المالي العالمي للدولار، وإلقضاء النهائي على وظيفته كعملة دولية رئيسية واحتكارية تتحكم بها زمرة من طواغيت المال اليهود، المسيطرين على البنك المركزي الاميركي، فاقدي اي حس انساني، ناهبي ومجوّعي جميع شعوب العالم، بمن فيها التشكيلة البشرية المفككة المسماة الشعب الاميركي.
ــ3ــ إعادة إرساء العلاقات المالية والتجارية والاقتصادية، بين مختلف الدول والبلدان، على اسس انسانية جديدة، تستبعد الاحتكار وابتزاز الشعوب الضعيفة، وتخريب الاقتصادات الوطنية عن طريق الالاعيب البورصوية والمضاربة على العملات الوطنية.
ــ4ــ تصحيح العلاقة بين الانسان والطبيعة، ووقف الاستغلال اللاعقلاني والوحشي للطبيعة، وتدمير البيئة، وايجاد الانسجام بين تطوير الانتاج والتكنولوجيا، والمحافظة على سلامة الكوكب الارضي.
ــ5ــ واهم ما سيحققه تقدم الصين الشعبية لقيادة النظام الاقتصادي العالمي، هو الثأر لقرطاجة ولمئات ملايين ومليارات ضحايا انظمة العبودية والاقطاعية والرأسمالية والامبريالية، الغربية، واعادة القيادة الحضارية للمجتمع الانساني ــ كما سبق وكانت ــ الى الشرق، ممثلا بالصين الشعبية التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني المجيد، الذي يتمتع بالروح الثورية الخلاقة والمتجددة، ويسترشد بالقواعد الاخلاقية العليا للفلسفة الصينية الكلاسيكية، وبالمبادئ الاجتماعية والانسانية الشاملة للفكر الاشتراكي العلمي، الذي وضع اسسه الفيلسوف وعالم الاجتماع الاكبر كارل ماركس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر