الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -2-

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 12 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يمكننا أن نحدد منطَلَقَ هذه المداورة من التناقض الواضح بين ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي " أوالثورات الملونة التي تفجرت على التوالي في بعض البلدان العربية ضد الوضع الاجتماعي السياسي السيئ و بين ازياد هذا الوضع سوءا ، حيث انتصرت أو تغلبت على السلطة الحاكمة واسقطتها جماعات و زعامات متخلفة ، مغفلة ، و مقترفة .خذ إليك مثل " الثورة" المجمّدة في لبنان بالرغم من الحالة الكارثية في الراهن ، التي ظهرت في نهاية 2019 بينما كانت ظروف العيش أفضل مما هي عليه الآن ، إلى حد أن الناس صاروا يخافون " الثورة " أوالدعوات إلى "التغيير " حذرا من الغوص أكثر في مأزق يضيق باطراد .

لا نجازف بالكلام أن هذه " الثورة " أضعفت في الواقع ، إذا استثنينا مصر ، ليس فقط سلطة الحكم و إنما الدولة أيضا أو شبه الدولة التي كانت قائمة و قادرة على الأرجح كما ألمحنا في الفصل الأول ،على اعتراض أي تحرك جماهيري لفرض الإصلاح في حوكمة البلاد . هنا ينهض السؤال عن طبيعة هذه " الثورة " التي عُمِّدت في ظاهر الأمر " ثورة " ، دون أن تتوافر فيها الشروط و العوامل اللازمة . كأن جهة أرادت أن تفرض اعتباطيا هذه التسمية ، فكان لها ما أرادت . ولكن هذا لا يعني أن " الثورة " كانت " ثورة " .

لا حرج في القول أن الولايات المتحدة تسعى في عصر الكوكبة إلى أن تمسك بزمام الحوكمة على الصعيد العالمي . ينبني عليه انه كان طبيعيا و منتظرا أن تكون حاضرة بقوة ، بشكل أو بآخر ،في جميع البلدان العربية التي ضربها إعصار " الثورات " . هذه مسألة لا تحتاج من وجهة نظري لأدلة و براهين كونها من المعطيات الثابتة في منطقة تتحول إلى ساحة " حرب باردة " جديدة بين الولايات المتحدة و قافلة الدول التي تسير خلفها من جهة و بين تلك التي تطمح إلى أن تكون دولا قطبية كروسيا و الصين و غيرها من جهة ثانية .

ينبنى عليه أنه يحق لنا أن نأخد على سبيل البحث و النقاش ، بفرضية وجود علاقة مباشرة بين " الربيع العربي " و بين الصراع الدولي في إطار الحوكمة المعولمة . لا سيما أن ( المعسكر الأميركي) الدول الأربع ، الولايات المتحدة بريطانيا ، فرنسا و اسرائيل ، شاركت عن قرب و باهتمام كبير في خلق الظروف الملائمة لكي تكون المحاصيل وفيرة و حصتها هي الأكبر .

يتعلق السؤال هنا بالقدرة على إيهام بعض الناس بأن ينعتوا " بالثورية "حركة جماهيرية تحظى بدعم من الرباعي الدولي المذكور ضد سلطة حاكمة منحرفة ، كانت متعاونة معه ، قبل أن يتخلى عنها باسم الثورة ، من أجل إلغائها أو استبدالها بأكثر من سلطة صورية .

و لكن ما يثير الدهشة إلى حد الذهول هو ان الذين كانوا يعرفون أن الرباعي يستغل أوضاعا سياسية و إجتماعية عفنة وقفوا على الحياد أحيانا و اعتدوا على المغفلين الذين خدعتهم "ثورية" الرباعي أحيانا أخرى ، و لم يجروا مراجعة لتحديد المسؤولية عن التدهور الإقتصادي والانحطاط الثقافي اللذان جعلا المجتمعات مفتوحة امام المشاريع الإستعمارية في المنطقة . بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، إن الحكومات العربية و حلفائها في الداخل مهدوا الطريق أمام الرباعي لكي يوجه ضربة موجعة و مزعزعة للشعوب في بلدانها تحت حجة التعارض الكاذب بينها و بين هذ الأخير الذي جاء بعسكره و سلاحه و مرتزقته من اجل دعم " الثورة " ضدها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024