الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الاسري( ضحايا نساء الى الابد)

سيماء علي مهدي

2021 / 12 / 19
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


قبل الإسلام كانت المرأة عند الأغلبية من المجتمع البدوي المتخلف تعتبر عورة رغم بروز شخصيات نسائية مرموقة في كافة نواحي الحياة, مثل بلقيس ملكة سبأ, وخديجه زوجة النبي محمد(ص) واشتغالها بالتجارة, والخنساء وما عرف عنها من الشعر العربي وروائعه, وخولة بنت الازور المقاتلة الشجاعة, وغيرها كثير, وعندما جاء الإسلام أول ما حرم سفك الدماء وعدم التعرض للنساء وقت الحروب وتحريم وأد البنات وكما جاء في قوله تعالى: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) وساوى الاسلام المرأة في الحقوق والواجبات مع الرجل وأحترامها بأعتبارها الأم والأخت والزوجة, ومن احاديث النبي محمد (ص) عن المرأة: (إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم،...), وقال عليه السلام:(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ), وعن الرسول الأكرم (ص) "يؤتَى بالرجل من أمتي يوم القيامة، وما له من حسنة تُرجى له، فيقول الله تعالى: "أَدخِلوه الجنّة، فإنَّه كان يرحم عياله" , ويوضح رسول الله في جملة بلاغية رائعة أن النساء يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبدًا كونُهنَّ نساء، فيقول: (إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ), و من قول الله تبارك وتعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) .
وبعد وفاة النبي (ص) ونهاية الخلافة الراشدة بدأت العقول الجاهلية والتي دخلت الاسلام خوفا من سيفه وحرصا على مصالحها الاقتصادية والسياسية والسيادية, وليس أيمانا حقيقا بمبادئه السمحاء بالعودة الى مفاهيم الجاهلية في التعامل مع المرأة, وهمشوا دورها الحقيقي في المجتمع . لكن ورغم التغييرات في المفاهيم وانشاء منظمات لدعم المرأة بوجه عام لازال العنف الاسري قائم.
وفي قصة حقيقة لفتاة تعرضت للعنف الاسري تحكي عن ظلم والدها لها, منذ نشأتها والخلافات قائمة بالأسرة رغم زواج الاب عن (حب), ولكن جدتها تكره والدتها لأنه اخذها رغما عنهم فقد اتفقت مع بناتها لزعزعة هدوء العائلة من اجل التسريع بتطليقها؛ وحدث الصدمة!!!!!
عند نشوء اول خلاف بينهم لجئت الزوجة لأهلها لتستنجدهم من تغيير تصرفات زوجها ومكائد اهله لها اتهموها بانه ( ساحرته؟ ) رغم كانت شخصية مؤمنه , ولكي يثبت صحة كلامهنّ عملنّ باتفاق احد العرافات سحر لابنهم لأجل تخريب واقناعه بان زوجته ساحرته وهي عديمة الاخلاق؟ّ! مع ذلك؛ كان رد الاهل قاسي جدا ( تحملي ما عندنا بنت ترجع مطلقة ومالك مكان عند اهلك, بيتك الحقيقي زوجك) , ولذلك تحملت انواع العذاب اللفظي والجسدي من زوجها ومكر اهله كي لا تتطلق , ومع استمرار الخلافات انجبت عدة اولاد وكان تربيته لهم بشكل قاسي لم يحتويهم بعطف الابوي لكره امهم ولم يعاملوهم على انهم احفادهم بل اعدائهم(كره الام مع كره اولادها), الى أن كبرت العائلة في واقع لا يصلح للعيش وعندما كبرت البنت وارادت أن تدخل الجامعة بدأت الحيل من المقربين لتركها الدراسة وتزويجها لمعارفهم رغم معرفتهم بانهم لا يحترمون المرأة ( زواج وخلاص)؛ مع ذلك لم تقبل البنت وتحملت العنف الجسدي واللفظي لأجل اكمال دراستها رغم انها من المتفوقات دراسياً, حاولن عماتها تشويه سمعة الكلية باعتبارها مكان للانفلات الاخلاقي والاختلاط واختلاق قصص غريبة لأجل تزويجها بمن يرغبنّ ولحثها لترك الدراسة.
لم تستسلم البنت, اكملت ما بدأت به وتخرجت من الاوائل بعدها ارادت اكمال شهادتها العليا, وهنا حدثت الفاجعة بدأ ( كيد الحريم) يحاوطها واغلب الكلمات التي سمعتها ( لاتخليها تكمل دراستها بعد ما تكَدر تسيطر عليها لان تتعالى علينا!), احس الاب بمكرهن فلم يستجب لهن رغم اصرارهنّ للخراب, ومع ذلك ظلت كلماتهنّ تدار في مخيلته على اقل كلمة (اسكتي لا ترفعين راسكِ عليه بدوني ما تحلمين تكملين دراسة اني مفضل عليكِ!!!!!!), بنت متفوقة, محافظة على نفسها , ومع ذلك لم تسلم من شر الجاهلين.
واستمرت بدراستها مع استمرار العنف اللفظي والجسدي , ومع اصرارها لرفض أي عريس متقدم لها اياً كانت مميزاته من اجل تحقيق طموحها واستطاعت ذلك وبصعوبة بليغة والحسد والحقد محاط حولها لإصرارها بإكمال دراستها وافشال خططهنّ.
العائلة الشبه منهارة عاشت بالقدرة, فيبقى السؤال الدائم الى متى يستمر الظلم؟ والى متى لم يفعل القانون الذي يحمي الاسرة من الانهيار ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان


.. في حوار لـ-العربية ENGLISH-.. أندرو تيت الملقب بـ-كاره النسا




.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب