الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخرج الماركسي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ختان الاناث في فيلم -موولادي- الجزء الثاني

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2021 / 12 / 20
الادب والفن


المخرج الماركسي "عثمان سمبين" يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ختان الاناث في فيلم "موولادي"
Film - Moolaadé

علي المسعود
الجزء الثاني
فيلم "موولادي " للمخرج والروائي "عثمان سيمبين " ينتقد صراحة هيمنة الذكور ، ويظهر الرجال على أنهم أولئك الذين يقفون في طريق التقدم من خلال التمسك بالتقاليد البالية ورفض التفكير في طرق بديلة للتفكير. على النقيض من ذلك ، تتمتع النساء بعقلية متفتحة ومرنة ، ويقاومن النظام الأبوي وسلطة الرجال ويطلقن التغيير الضروري للمجتمع من أجل التقدم التي تسبب في حدوث مثل هذه المآسي؟ ، ومع ذلك . يقدم لنا فيلم ( موولادي) الأمل في أن التغيير ممكن من خلال المواجهة والمقاومة في النهاية ويمكن للناس التخلص من قراءاتهم القديمة للعقيدة الدينية وكذالك ممارساتهم القديمة المتمثلة في إخضاع المرأة . فالجميع في "موولادي" مُدان بما يُرتكب في حقِّ ال فتيات الصغيرات. يختار سمبين ختان البنات لكي يصبُّ عبر هذه الكارثة النقدَ الجارح على المعتقدات الشعبية الإفريقية وعلى الموروث الديني وعلى المجتمع الذكوري القاسي ضد المرأة في إفريقيا، وليقدِّم في الوقت ذاته وجهَ المرأة الإفريقية الناصع بالمقاومة والنضال . يقول المخرج سيمبين " واجهت ضغوطًا كبيرة حتى لا أصنع هذا الفيلم ، لكنني رفضت الركوع أمام هذا الضغط ، هذه قضية حساسة للغاية ويقول الكثيرون في إفريقيا إنها ثقافتنا ، لكن ما يقولونه هو وسيلة للهروب من الواقع ، إنهم يختبئون وراء التقليد، إنهم لا يفكرون في حقيقة ما يحدث للمرأة. بالنسبة لي إنها مجزرة". يشعر المخرج السنغالي عثمان سيمبين أن فيلم موولادي وبقية افلامه ألاخرى يمكن أن تكون أداة في كفاح الناس العاديين يتحدث الكثيرمن الأشخاص في الفيلم بلغتهم الخاصة ويعبرون عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة . ويكشف لنا كيف تمكنت النساء من التقاط صوت الحق والتحدث أمام الرجال . لقد قالها مرة " إنه يرى السينما على أنها دروس مسائية للعمال والفلاحين ". حان يوم ختان البنات في القرية في يوم المولد ، ويجب على كل فتاة بين 4 إلى 9 سنوات أن تختن، إنه عرف متوارث وصار شبه مقدس، تهرب اربع بنات ويلجأن لبيت رجل لديه 4 زوجات ويذهبن للزوجة الثانية يطلبن حمايتها فتجيرهن بعرف متوارث له قدسية عند أهل القرية يعرف بـ ( موولادي) وهو يشبه عرف حماية المستجير لدى القبائل العربية، عندما يعلن شخص أنه أعطى أحد عرف الموولاد أو الحماية فإنه يتم عقد حبل أمام عتبة الباب لا يتخطاه إلا أهل البيت ولا يسمح لأحد بالدخول وأخذ البنات ، الحل الوحيد هو أن يتخلى عنهن من منحهم الحماية، وبما أن الموولاد لا يمكن تخطيه فإن الحل الوحيد هو الضغط على المرأة لتعلن رفع حمايتها عن البنات، يضغط أهل القرية على المرأة بما فيهم أمهات البنات الهاربات وشيوخ القرية وحتى زوجها، فهل سترضخ وتسلم البنات للختان ؟ . يقدم لنا المخرج عثمان سيمبين صورة بشعة لعادة متخلفة منتشرة في افريقيا تنسب للدين ويقدم لنا صورة تناقض البشر حيث نرى الرجال حريصين على أداء الصلاة وحال خروجهم من المسجد يرتكبون كل المحرمات والشرور، فيلم "موولادي" رائع وهذا النوع من الافلام لا يمكن أن يصنعه إلا مخرج يتناغم قلبه مع عقله . عثمان سمبين الذي أخرج هذا الفيلم عندما كان يبلغ من العمر 81 عامًا عاش بما فيه الكفاية وعانى بما فيه الكفاية وضحك بما يكفي ليجد حكمة العمر، إنه لا يستغل مشاهد الرعب المليئة بالدماء ، وأسلوبه في الواقع أكثر فاعلية لأنه يقتصر على الصرخات خارج الشاشة ، أو صورة سريعة عن السكين التي تستخدمها نساء (السلندانا) المكلفات بعملية ختان الفتيات الصغيرات وهو سكين صغير جدًا ومعقوف بشكل مخيف، ولكننا سنكتشف بأن بعض النساء يؤيدن إزالة البظر لأنه لايقبل رجل يتزوج عروس لم يتم "ختانها". قالت الممثلة " فاتوماتا كوليبالي " التي تلعب دور كولي إنها تعرضت للختان، والنتيجة كما هو الحال مع معظم الضحايا كانت غياب المتعة الجنسية ، وغالبًا ما يكون الألم أثناء ممارسة الجنس ، والسؤال : لماذا يصر الرجل على هذا التشويه؟، ربما بسبب لأنعدام الثقة وحتى الخوف من النساء. لكن في فيلم الحماية تلاحظ كيف تقوم النساء أنفسهن بفرض وتنفيذ هذه الممارسة - لأنهن بالطبع يرغبن في أن تجد بناتهن أزواجًا، في حين رفضت كولي السماح بختان ابنتها وهي مخطوبة الآن لرجل عائد تواً من فرنسا. هل ستحرره أوروبا من الهمجية القديمة ، أم سيطالب عروسه بختانها ؟ ، وبما أن القرية تأمل في الثروة من الرجل العائد ، هناك ضغط اجتماعي على كولي وزوجها غاضب. لأنه بدأ يفقد مكانته بين رجال القرية لأنه لا يستطيع السيطرة على امرأته الثانية وهو في مأزق . أحد الموضوعات التي يتم إبرازها في هذا الفيلم هو أن النساء في هذا المجتمع يتمتعن بقوة كبيرة إذا كانت لديهن الجرأة الكافية لممارستها ، لكنه يؤكد أن أكبر عدو للإنسان هو الجهل . في احد ايام عام 2004 وفي بوركينا فاسو بالذات حيث مواقع تصوير فيلم ( الحماية ) اصيب المخرج سمبين بمغص حاد بسبب إنكبابه على إنجاز أحد مشاهد الفيلم الذي كان يعمل على إخراجه ، وحين اقترح عليه احد مساعديه نقله الى المستشفى، رفض المخرج عثمان سمبين مغادرة موقع التصوير مكتفيا بالقول :" سيتوفر لي وقت طويل للراحة حين اموت!". تناول عثمان سمبين في فيلمه "موولادي" قضية اجتماعية شائكة تتمثل في عادة ختان البنات في دول أفريقيا السوداء . لكنه يطرح الخلاص من هذه الكارثة بشكل مغاير تماما بعيدا عن الشعارات والخطابات ألايديولوجية فالخلاص في فيلم عثمان لا يأتي من قبل الأجيال الجديدة المتفتحة على الحداثة والعصرنة، لأن أحدا منهم لا يجرؤ على وقف عادات الختان المقيتة، إلى أن تنبري لذلك سيدة عجوز تدعى "كولي غالو أردوسي"، تمنع سكان القرية من ختان ابنتها الوحيدة، وإذا بالقصة تنتشر بسرعة ، فتتوافد البنات الخائفات من الختان من مختلف قرى المنطقة، على بيت هذه السيدة العجوز، طلبا لحق الضيافة والحماية وفقا لقاعدة قبلية تعرف في المنطقة باسم الـ"موولادي" (ومن هنا جاء عنوان الفيلم). وبذلك يحاول عثمان بالأسلوب الحكائي الأفريقي المميز الذي يطبع كل أفلامه، أن يثبت بأن محاربة الجوانب السلبية التي تجاوزها الزمن في التقاليد المحلية لا يتأتى بالانسلاخ الكامل عنها للعيش وفقا للمعايير الغربية، بل يجب محاربة السلبي من التقاليد بالإيجابي منها . فالسيدة العجوز التي منحت الـ"موولادي" للبنات المستجيرات بها من الختان، استطاعت أن تصمد أمام بقية السكان لأنهم بقدر ما يحترمون عادة الختان المتوارثة في التقاليد المحلية ، هم يحترمون أكثر قاعدة الـ"موولادي"المقدّسة في أعرافهم . وكان عثمان سمبين الذي توفي في التاسع من شهر يونيو/ حزيران 2007 عن سن تناهز 84 عاما، يقول دوما لطلابه إن الصورة أصدق من القلم لأن صاحب القلم قادر على فرض رقابة على قلمه، أما الرقابة المفروضة على الكاميرا فإن الصورة تفضحها بسهولة وعلى مدى تجربته السينمائية الطويلة، كانت المرأة بالنسبة إليه هي الحل، والنور، ورمز التضحية والوفاء في إفريقيا. هي امرأة الحوذي الشابة في فيلم " باروم شاريت "، وهي العاملة القصيرة المنتحرة في فرنسا في فيلم "أمراة سوداء"، وهي الأميرة ديرايسن في فيلم "سيدو" المدافعة عن التراث الروحي الإفريقي، في فيلم “موولادي”هي "كولي" إمرأة مقاومة وصامدة ضد عملية ختان البنات ، مُتحمِّلة الجلد بالسياط حتى الموت في سبيل مبادئها . هذا الفيلم يطرح أسئلة للأجيال القادمة في أفريقيا . ليست المرأة هي التي تحتاج إلى التحرر ولكن المرأة هي التي تحتاج إلى تحرير الرجل . ونجد في حوارات الفيلم جمل عظيمة ولكن أقوى جملة هي عندما يقول البائع المتجول (ماسونيري) "أفريقيا عاهرة ". يجيب عثمان سيمبين "إفريقيا عاهرة" لأنه كان في حالة يأس تام ، لقد صُدم مما كان يشهده ، ربما أنا من وضع كلامي في فمه ، لأنني أحب إفريقيا ، ولهذا أطلق عليها اسم العاهرة. عندما تحب شيئًا ما ، أعتقد أنه لا يوجد تناقض بين حب إفريقيا ووصفها بالعاهرة ، أنا أقولها بدافع اليأس". اماالممثلة " فاتوماتا كوليبالي" التي قامت بدور الزوجة الثانية( كولي)وهي ممثلة أفلام من مالي ومديرة وصحفية وناشطة في مجال حقوق المرأة ، ولا سيما ضد ختان الإناث ، ولدت فاتوماتا كوليبالي لعائلة من الموسيقيين، وكانت جدتها بازيكو تراوري مغنية وموسيقية من منطقة سيكاسو من حيث تنحدر كوليبالي وعملت لأول مرة كصحافية إذاعية ومذيعة في مالي، قبل أن يكون لديها فكرة عن المسرح، ثم ذهبت لرؤية لمخرج عثمان سمبين الذي اقترح عليها أن تحول كتاباتها إلى سيناريو سينمائي، قدم عثمان سمبين واحدًا من أفضل أفلامه في موولادي ، وهو ما يعني الملاذ أو الحماية. الملجأ والمعني هو ذلك الذي قدمه كولي (فاتوماتا كوليبالي) عندما تأتي أربع فتيات صغيرات إليها ، بحثًا عن ملجأ من طقوس "الختان" المحلية - ختان الإناث. قطعة القماش التي تضعها كولي عند مدخلها ترمز إلى هشاشة مقاومتها وثباتها كبادرة علنية ، كانت السيدة كولي ، في البداية مدفوعة بالتعاطف أكثر، لكنها سرعان ما أصبحت تمثل قوة ثورية في هذا المجتمع ، لأنها تعارض بغضب ساليندانا (النساء اللائي يؤدين الطقوس الوحشية) ، وكبار السن من الذكور وزوجها مع المحرض اخيه ألاكبر ، في فيلم موولادي تهتم الكاميرا بشدة بمساحة القرية في حين أن بعض الشخصيات تستدعيهم كرموز لتقاليد طويلة الأمد مهددة من أجل دعم حججهم الخاصة حول النظام الاجتماعي "الصحيح" للقرية ، يشار إلى قوة الفيلم مولادي تلخص في رسالتهالى المرأة في جميع مشاهد الفيلم على المسؤولية المجتمعية وبالتالي فهي تدعم تدخلات كولي في حياة القرويين الآخرين. وبالمثل ، بينما تجادل بعض الشخصيات بأن ختان الاناث مفوضة من قبل الإسلام ، فإن كولي والنساء اللواتي يدعمنها يعارضن هذا الادعاء مباشرة ويعبرن عن فهم للإسلام على أنه دعم النماذج الأخلاقية والهويات الجنسية التي لا تتضمن قضية ختان الاناث، وهو شيء يتعلمونه من الاستماع إليه الراديو واذي هو مصدر التثقيف والمعلومات من خارج القرية وشرارة لمزيد من الحوار والنقاش . بينما تحدث العديد من المشاهد الرئيسية في الأماكن العامة بالقرية ، يتم إجراء قدر كبير من العمل داخل المجمع العائلي وفي بيت الزوج (سيري باثيلي) الذي تشغله النساء في الغالب لزوج كولي ؛ ولعل أهم الحوارات الفكرية بين الشخصيات ، بين كولي وبقية الزوجات في نفس الدار، الفتيات الصغيرات ، وألابنة أمساتو. أن التوتر في الفيلم بين "سحب التقاليد" و "دعوة الحداثة" أساسي في فهم الجمهور للصراع المطروح . هذان العاملان ضروريان أيضًا في تعاطف الجمهور مع النساء الخاضعات في النهاية فإن "هدية الحداثة"، كونها انتفاضة النساء والسعي لتحقيق المساواة الاجتماعية والتقدم ، هي التي تسود وتجبر الجمهور على تشجيع المستضعفين (وهنً النساء). أتفق بالتأكيد مع هذه النقطة لأنه من المهم أنه في حالة الأفلام التي تروج للسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، فإن القصةالتي يتم عرضها على الشاشة تتصل بالجمهور - وبالتأكيد يستخدم عثمان سيمبين كاميرته بطريقة تجعل هذا المستطاع أن يصل الى المشاهد . من الواضح أن كولي هي الشخصية الرئيسية في الفيلم ، إلا أن هناك خطًا سرديًا مهمًا آخر يسري جنبًا إلى جنب مع الذي يصورها ، وهي قصة عودة إبراهيما دوكوري والجدل حول خطبته الأصلية للزواج من أمساتو. على الرغم من تصريح إبراهيما بأن "زواجي هي مسألة تعنيني وحدي " ، إلا أنه بالتأكيد ليس كذلك. كما يتضح من خلال العديد من المواقف والجدال مع ابيه المتشدد وهو شيخ القرية في نفس الوقت . لكن دعمه المالي هو الذي جعل سكان القرية يحسون بالرفاهية ولو بشكل بسيط ومن خلال دفع الفواتيرمن قبل الشاب إبراهيما يسلمه من إمداداته التي لا نهاية لها على ما يبدو ويجسد إبراهيما دوكوري الوعد الكاذب بالتقدم في عصر التنمية والأنظمة الثقافية والاقتصادية لحداثة ما بعد الاستعمار التي يجب على القرويين المشاركة فيها من أجل البقاء ، والتعدي الثقافي الغربي الذي ينزلق في المسار الذي شكله النقد والائتمان. إنه رأس المال الرمزي لقادة القرية ، وعندما يعترض على إعلانهم أن أمساتو أبنة (كولي ) غيرمناسبة له للزواج ، فإنه مهدد بالحرمان من الميراث وبالتالي يفقد ضمنيًا حقه كقائد مستقبلي لـالقرية باعتباره ابن شيخ القرية. في صورة إبراهيما ، يتفاقم السلوك "السليم" بين الجنسين مع مقتضيات اقتصاد السوق الإمبريالي الجديد. كما يقول الأب لابنه عندما يكافئ عمله الشاق عن طريق شرائه أول زوج من الأحذية له في سوق الماسونيري ، وفي التبادلات بين إبراهيما وميرسينير ، يذهب إبراهيما إلى ميراسيناير صاحب الكشك المتنقل ، ليس لشراء سلع لنفسه ولكن لدفع فواتير كل من والده وزوجته المستقبلية. وعندما يتهم إبراهيما الماسونيري ببيع الخبز الفاسد بأسعار متضخمة ، يعارض الماسونيري ذلك “ الخبز أرخص من الأرز أو الدخن . لقد زرت أوروبا ، وأنت تعرف ما تعنيه السوق الحرة والعولمة ". في تبادل لاحق وأكثر أهمية ، تجادل الشخصان حول كل من المال والذكورة. عندما سأل إبراهيما عن أصل اسم الماسونيري وأسباب طرده من الجيش ، يذكر الماسونيري بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي خدم فيها في إفريقيا والشرق الأوسط ، وكيف سُجن خطأً لقيادته حملة ضد الفساد داخل بعثة الامم المتحدة ورواتبهم التي سرقوها رؤساؤه . ولجهوده في كشف الحقائق ، أطلقت عليه الصحافة لقب " ماسونيري" ولكنه عوقب بطرده من الخدمة. تشير تجارب الماسونيري إلى الانتهاكات التي تحدث أثناء عملية "حفظ السلام" في أفريقيا . من ناحية أخرى وخلال هذا الحديث، اتهم الماسونيري إبراهيما ووالده وعمه بالبدوفيليا أو الاعتداء الجنسي على الأطفال ، عندما علم أن الأب ألغى الزواج من أمساتو وبدلاً من ذلك رتب لإبراهيما للزواج من ابنة عمه البالغ من العمر 11 عامًا . عندما عبّر إبراهيما عن غضبه من الاتهام ، أنهى الماسونيري المحادثة بإعلان أن "إفريقيا عاهرة حقيقية". بهذه الجملة ، يستحضر ماسونيري حسًا أخلاقيًا نشأ من خلال تجاربه والرحلات خارج إفريقيا ، تم طرد الماسونيري من المدينة وقتل بعد مقاطعة الضرب العلني والجلد لكولي من قبل زوجها الزوج ( سيري باثيلي) ، تم دفعه لضرب كولي وجلدها من قبل شقيقه في محاولة لإجبار كولي على كسر الحماية على الفتيات الصغيرات وأمام جامع القرية وبخضور كل رجال القرية وشيوخها ونساءها . ومن خلال بعض المحادثات "الجانبية" تبررز العقلية السائدة لرجال القرية وهي محادثات لا تقدم الحبكة الدرامية شيئاُ لكنها تؤدي وظيفة حيوية. في واحدة من هؤلاء ، يسأل اثنان من كبار السن بعضهما البعض عما إذا كانا قد ناموا مع امرأة غير مختونة ، ويعبر كل منهما عن اشمئزازه من الفكرة. هذا الأداء لإنكار الرغبة المنحرفة سرعان ما يجد تعبيره النهائي في جريمة القتل ( قتل الماسونيري) ، وهو فعل وصفه أحد الشخصيات بأنه ضروري ليس فقط لأن الماسونيري شكك علنًا في علاقة الزوج بزوجته ، ولكن لأنه "منحرف" نساء القرية . في حين أنه قد يكون من المغري قراءة جريمة القتل على أنها مجرد دليل على الأصولية الدينية للقرويين، يمكن بدلاً من ذلك قراءتها على أنها تتعلق بكيفية بناء العادات الجنسية وإستجابةً للظروف الاقتصادية والسياسية التي لا يمكن وصفها بأنها "ثقافة"، حتى كما يتم استدعاء "الثقافة" من قبل بعض الشخصيات لتبرير مثل هذه الأعمال. أرى القتل كتعليق نقدي على الاحتجاج بالثقافة والتقاليد ، في تلك الحالات عندما يتم استخدامه كوسيلة لإعادة العمل وترسيخ امتياز وسلطة مجموعات معينة على مجموعات أخرى، الظروف والنماذج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أصبح لديهم إمكانية الوصول إلى لغة الحداثة الإنسانية التي لا تمتلكها الشخصيات الأخرى، وهي لغة يبدو أن الفيلم في بعض الأحيان يشجع التعاطف معها. بهذا المعنى ، يكشف الفيلم بالفعل بعض مفاهيم التقدم - كما حدث عندما احتج إبراهيما على مطالبة عمه بإغلاق تلفزيونه بإعلان أنه "لا يمكننا عزل أنفسنا عن تقدم العالم". ومع ذلك، فإن جهودهم لإحداث التغيير في القرية لا تحقق الكثير، بل يخسر ماسونيري حياته لقيامه بهذه المحاولة ، وبينما يتم الترحيب بأموال إبراهيما لكن أفكاره ليست مرغوبة ولا مرحب بها. وحقيقة أن تبادل الحوار بين إبراهيما و ماسونيري مع بعضهما البعض تتم بالفرنسية (على عكس اللغة المستخدمة في معظم أجزاء الفيلم المتبقية وهي ديولا) تسلط الضوء على وعيهما وثقافتهما ووصولهما المميز إلى اللغة الدولية للإنسانية . فيما يتعلق بقصة ولادة أمساتو الصعبة والولادة القيصرية التي تلت ذلك ، تتحدث كولي عن الطبيب الذي أنقذ حياتها وحياة ابنتها (التي سمتها كولي بعد ذلك باسم طبيبها). في الصباح الذي يلي ليلة الجنس المؤلم ، تساعد أمساتو في تحضير حمام لأمها ، بينما تواصل الكاميرا التركيز على إصبع كولي المصاب. هذه لحظة حميمية تدل أيضًا على لم شمل الاثنين بعد مناقشة سابقة. وخلال المشهد الطويل جدًا الذي قام فيه سيريه ، زوج كولي بجلدها ، سلطت لقطات من حشد المتفرجين الضوء على تجربة العديد من نساء القرية على غرار تجربة كولي نفسها. صرخات النساء وهن يدعمن كولي ، وحثنها على البقاء واقفة وعدم الاستسلام ، وتتطابق صيحاتهن المتعاطفة مع إيقاع الضربات التي تسقط على جسد كولي. في وقت لاحق ، بينما تتعامل زوجتا كولي مع جروحها ، تتحدث أليما (الزوجة الصغرى) عن شعورها بالضربات على جسدها ، يمكن النظر إلى العلامات الموجودة على جسد كولي في كل هذه اللحظات على أنها مكونة للموضوع ، ليس بطريقة تحدد ثبات كولي فقط فيما يتعلق بألمها ولكن بطريقة توحي بأنه يمكن قراءة الندوب على أنها ناتج عن ذلك الموقف البطولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ