الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -3-

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 12 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لو كان ماجرى في السنوات الأخيرة " ثورات " لم تجمدّت و توقفت هذه الثورات لأن المحفزات على الثورة في الراهن هي أكبر مما كانت بالأمس ، بل أقول استطرادا أن الحروب والمبادرات والحركات التي وسمت تاريخ المنطقة العربية خلال العقود الخمسة الماضية لم تكن من وجهة نظري خالصة لان الأمور تسير القهقرى منذ كارثة حرب حزيران 1967 .

مجمل القول أن تلك الحرب تؤرِّخ لبدء عصرالإنحطاط والتفكك على غير من صعيد جمعي ، الأمر الذي يجعل الخوض في موضوع الثورة مجرد لغوِِ ، في ظروف التفسخ المجتمعي و تناقص و تحلل القواسم المشتركة بين الأفراد و المجاميع و الكيانات . فالثورة تعبير عن حيوية المجتمع ، فهي مطلب ضروري و ملح تفرضه هذه الحيوية و ديمومتها . بكلام آخر ، إن الأفراد لا يثورون طالما لم يتوافقوا على الإلتزام بعلاقة شراكة فيما بينهم . ينجم عنه أن فكرة الشراكة و العمل في إطارها ، يسبقان الثورة .

استنادا إليه ، يمكننا مقاربة موضوع الثورة الوطنية تحت ثلاثة عناوين :
ـ لا بد أولا من التسليم بأن البيئة الطبيعية للثورة الوطنية الإجتماعية هي المجتمع الوطني . و هنا يحسن التشديد على المساواة بين المواطنين و على الشراكة فيما بينهم ، بما هما سمتان ضروريتان لكي يكون المجتمع و طنيا .
ـ توافر الظروف الملائمة في المجتمع للبحث في " أحواله " و لإقرار ما يلزم لانجاح الشراكة لصالح المواطنين جميعا . هذا حرية الرأي و التعبير و منع مصادرة الحيز العام .
ـ من البديهي أن الناس لا يجمعون على إعلان الثورة ، ولكن مهما يكن فهذه لا تعدو كونها سيروروة اصلاحية تصحيحية ، الغاية منها أمن المجتمع و تقدمِه ، تبارد إليها حركة أو جماعة سياسية اجتماعية ، و تبذل ما في وسعها من أجل ترجيح ميزان القوى في الداخل الوطني لصالح المشروع الثوري الذي أعدته . السفارة الأجنبية و المنظمة غير الحكومية عدوتان للثورة .

هنا ينهض السؤال عن الجماعة أو الحزب الذي يضطلع بتقديم مشروع ثوري من أجل حل أزمات المجتمع و معضلات وجوده ، بدءا من الدعوة إلى ضرورة الخروج من جميع الكيانات الفئوية القائمة على خصوصية موروثة و الإلتزام في سيرورة تكوين مجتمع وطني على اساس المشتركات العامة بين السكان دون تمييز فيما بينهم .

من نافلة القول أن المشروع الثوري يمثل خلاصة معرفة معمقة بالمجتمع الوطني ، توفرت من خلال معاينة جميع أوجه العيش في الراهن إضافة إلى التوقعات المحتملة مستقبلا ، تتضمن إقتراحات حلول تصب بطرائق مباشرة أو غير مباشرة في المصلحة العامة . مهما يكن فإن الثورة ليست في جوهرها إنقلاب فئة أو طائفة على أخرى و أنما هي تحول أو تبديل للنهج استهدافا لتحسين شروط العيش و لعدالة التوزيع و لرفع درجة التضامن الإنساني بين الجميع .

و أخيرا تحسن الإشارة إلى أن المشروع الثوري أو بالأحرى مشروع الخروج من الإزمات الإجتماعية المستعصية التي تهدد بإطاحة المجتمع و البلاد معا ، هو من حيث المبدأ موجود على جدول عمل أي حزب أو تيارفكري سياسي وطني. هدا يعني أن الثورة لا ترتجل ارتجالا ، و أنها في الأصل أفكار و أبحاث و حوارات ، وأن الثوار لا يبادرون إلى العنف دفاعا عن أنفسهم و عن ألمجتمع الوطني إلا عندما يُمنع التعبير عن الرأي و يُرمى الوطنيون في الزنزانات و يُشهِِر رجل الدين سلاح التحريم و يلجأ الحاكم الغاشم إلى اساليب الإذلال و التعذيب و القتل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024