الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظومة الصحية العالمية تساهم في قتل البشر

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2021 / 12 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ذكرت في مقال سابق، كتبته عام 2016 ونشرته في موقعي في الحوار المتمدن في 27/5/2021، عن "النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة"، جاء فيه ((ان الشركات المساهمة وبعد ان تمكنت من ان تجيرالقوانين التجارية لصالحها، بدأت لا تبالي الا في تعظيم ارباحها، حيث لا تبالي اذا تعاملت مع الطالبان في باكستان او مع الدواعش في العراق وسوريا وليبيا، وأصبح هوس الربح هاجسها الأوحد وبأقل الضرائب سواء في مجال صناعةالأسلحة او السيارات او المستحضرات الطبية والدوائية والغذائية والطاقة والخدمات المصرفية، ودخولها مع الأنظمة السياسية الحاكمة ووكالاتها الاستخبارية في مصالح مشتركة، كما أسلفنا ذلك، لاستمكانها من تنويع مجالات التصنيع والتسويق، وقد يرقى الشك الى ظهورهذا ألكم الهائل من الفيروسات وتطور أجيالها نتاجاً لتطور مختبرات الصناعة الجينية لتهدف في النهاية الى تسويق الأدوية التي تصنع خصيصاً لمعالجتها لتجني شركات قطاع الأدوية ارباحاً خيالية. كما تروج بعض القطاعات لتجارة وتسويق المخدرات والهيمنة السياسية على منابعها الخصبة)).
ان عالمنا الجديد بأخلاقية تعظيم الأرباح سينهي حياة الانسان على هذا الكوكب. ان سياسة التسويق والترويج للأدوية التي تقوم بها شركات الادوية في هذا النظام هو سبب موت البشر اكثر بكثير من الأسباب الطبيعية. قبل خمسون عاما كانت الثقافة الشائعة في مجتمعاتنا هو تجنب تناول الادوية متحوطين لخطورتها واثارها السلبية عموما، بل كنا نتألم حد البكاء على فرد من العائلة اذا بدأ بتناول حبوب الامراض المزمنة كالضغط والسكري. لقد خلق الصانع الانسان بأتم واحسن تقويم، ففي خوارزمية جسم الانسان القدرة على اصلاح كل عطب يصيبه، وان الصانع خلق لكل داء دواء، فحين تشتهي فاكهة معينة، يعني انك تعاني من نقص في احد الفيتامينات التي تتوفر بكثرة في تلك الفاكهة، يدلك اليه محسسات خاصة لتقوم بالبحث عن تلك الفاكهة وتناوله. كذلك الامر بالنسبة للحوم او ما يكافئها، لا داعي لتبحث عن منشورات طبية تدلك على الفواكه والخضر واللحوم وما تحويها من فوائد لجسمك، فإنك مبرمج لمعرفة ذلك طبيعيا، بل بالبدائل المتاحة في البيئة التي تتواجد عليها. نعم الجسم له القابلية على اصلاح نفسه بتوفير المستلزمات والمواد من الطبيعة دون ادوية، بشرط ان يتوافق مع تلك البرمجة. ان جسم الانسان كما يقول د. بيتر كليدن المختص بضمور العضلات هو" مثل ماكنة السيارة تعمل على نوع واحد من الوقود، رغم انه بالإمكان استخدام الماكنة بنوع اخر من الوقود ولكن بكفاءة اقل ومستوى أداء متدني سريع العطب "، فالخطأ ليس في السيارة، بل في نوع الوقود المستخدم لتشغيلها. كذلك الانسان، فالخطأ او اصابته بالعجز في أحد أعضاء جسمه، ليست بسبب في منظومة الجسم، بل في طبيعة الأغذية التي يتناولها. يستقر حواس الانسان وضغط دمه والراحة في نومه، مع تناول الأغذية الصحية السليمة التي تقتاده اليها خوارزمية الصانع.
المشكلة هي غياب الثقافة الاجتماعية بسبب غزو امبراطورية شركات الادوية للعالم. قامت امبراطورية الادوية منذ الحرب العالمية الثانية من القرن المنصرم، بالتسويق الدعائي للأدوية بشكل ينسخ الثقافة التحذيرية من استخدام الادوية وحصرها في الضرورة القصوى، التي كانت سائدة فيما قبل ذلك. بدأتها بالدعاية للأسبرين ثم المقويات، وتطورت خلال العقدين المنصرمين الى ارشاء مئات الاف الأطباء حول العالم لتنظم الى عمليات التسويق لشركات الادوية في منظومة الشركات المساهمة التي تدير العالم. ذلك الارشاء من خلال المال او الدعوات الى فنادق النجوم الخمسة في أجمل مدن العالم، لحضور المؤتمرات الصحية حول الادوية لعلاج الامراض او الوسائل المادية والغيار الصناعية لمعالجة العجز في فسلجة الأعضاء.. انها امبراطورية حقيقية تتحكم في مصائر الانسان أينما كان خلال ادواتها، وتسهل الحكومات مهامها في ضل غياب تشريعات حماية الثقافة الاجتماعية المثمنة في اغلب بلدان العالم.
حصيلة هذا النظام العالمي الجديد هو موت عشرات الملايين من البشر سنويا في العالم، نعم لا تستغربوا هكذا رقم، ففي إحصائية في الولايات المتحدة وحدها يموت 1,7 مليون انسان سنويا بسبب الامراض المزمنة، و15 الف انسان كل شهر بسبب ضمور العضلات، فحين يموت جنديا أمريكيا واحدا تقوم الدنيا ولا تقعد ويكون مبرراً لغزو او مقاطعة اقتصادية للبلدان، اما الالاف التي تموت يومياً بسبب سياسة المنظومة الصحية التي تديرها الشركات المساهمة فليس محل نقاش ولو بالهمس!!!
ان الأطباء رسل السلام والرحمة، على علم بكل ذلك، ولكنهم توظفوا من حيث يعلمون ولا يعلمون في هذه المنظومة، وجميع نشرات الادوية يوجه باستشارة الطبيب قبل الاستخدام، لذلك أصبح لزاماً اطاعة الطبيب لما يوجهه لاستهلاك الادوية بتدفقات كافية وبمئات الانواع لنمو راس مال تلك الشركات وكفيلة بقتل الملايين من البشر من خلال التداخلات العلاجية لهذه الادوية مع نمط الاغذية. والغالبية لا تدري بان السياسة الاقتصادية هي التي توجه العالم، وان تطور الادوية والمستلزمات الطبية هي ضمن استراتيجية هذه الشركات في التحديث والتحسين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح