الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير ماركس من الخرافات..! تحرير أم تفهرس؟

عذري مازغ

2021 / 12 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"تحرير ماركس من الخرافات والأساطير!" عنوان مثير بحق ومشوق أيضا، وهي سلسلة مقالات للكاتب العراقي المتميز عبد الحسين سلمان (جاسم الجزراوي) قرأت منها 11 جزء منشور بالحوار المتمدن (إلى حدود اليوم حيث أعتقد أن هذه السلسلة لم تنتهي بعدا) لكن فوجئت بشئ ما لم يثر في نفسي على الأقل تلك الحماسة التي يثيرها العنوان ، باستثناء الجزء الخامس المذيلة بترجمة لنص لفرانسيس وين تقدم إفادة خاصة كتحوير لهامش مرجعي حول شئ كتب عن تحرير ماركس لكن تبقى في سياقها العام كتابة يمكن تصنيفها في ما يذيل في الكتب البحثية : فهرسة المراجع. إن الامر يضعنا امام إشكالية هي تحديد فهارس دون سابق قول. فالسابق من القول في المقال هذا هو ايضا فهرسة أخرى وليس موضوعا محوريا حول مسألة التحرير.
في الجزء الاول يطرح الصديق عبد الحسين تقديما يعرف فيه الأسطورة لغويا وربما حتى منهجيا لينتقل إلى نص لإيريك هوبسباوم حول ماركس، نص ربما أعتبره شخصيا طعم للمتلقي، بحيث يفترض أن تاتي بعده نصوصا تحاول خلخلة الأساطير المثارة حول ماركس، لكن النص هذا لا يثير شيئا او على الأقل في غياب مساندة النص بتحليل خاص يظهر إلى أي حد بالفعل كان الرأسماليون وليس الإشتراكيون هم من اكتشفوا ماركس، إسناد نص إيريك بتحليل خاص ربما سيعطينا نغمة المرح النيتشية: الطقطقة بالمطرقة .. لكن لم يذهب االنص إلى أكثر من ذكر الكاتب وما هو هو إضافة إلى تحرر المفكرين في الغرب عموما.
في الجزء الثاني يتطرق إلى مسالة غاية في الأهمية، بدت من الوهلة الأولى مقدمة لمسالة التحرير، يقول الصديق عبد الحسين: "سنبدأ هذه السلسة مع الذين كتبوا عن حياة ماركس Biographies of Karl Marx بأسلوب حيادي , آكاديمي, عقلاني, لا محب و لا كارهاً ".
إنها عبارة مثيرة وملهمة توحي بأن السلسلة ستتناول موضوعا تحليليا (على الأقل في نظري) حول من كتبوا عن ماركس بحيادية واكاديمية وعقلانية وربما كما افترض أيضا سيتفرع النص بين تناول هذا المفكر وذاك في سلسلة تحليلية ممتعة وفق منهج معين تجعلك تتوغل في كل هذه الأمور التي جعلت من ماركس قديسا أو جعلت منه شيطان كما جاء في إحدى الفهرسيات لكن وعكس ما توقعت لم تأخذ السلسلة هذا المنحى أكثر مما أخذت شكلا جديدا قديما للكتابة هي كتابة فهرس المراجع والتي نجدها عادة في المجلدات الفكرية في الصفحات الاخيرة ضمن فهرس الصفحات وفهرس الأعلام والأسماء وغير ذلك..
شخصيا لا انقص من أهمية هذه الفهارس التي يمكن ان تفيذ الباحث، لكن يفترض ان تكون في مكتبات جامعية أو مكتبات عمومية لتسهيل البحث للمهتمين بالشأن الماركسي وطبعا لن اقول بأنها لا تصلح كمقالات في الحوار المتمدن الذي ربما نشرها فيه يمشي أيضا في هذا السياق، لكن لومي اساسا على الكاتب هو أن يحدد هذا من البداية: فهرس واعلام من كتبوا عن ماركس دون تلك الإشارات التي توحي أحيانا بأنها تتناول موضوع الأساطير المثارة حول ماركس، لان هذا الاسلوب من توجيه افتراضي يوحي بان الماركسيين أساؤوا إلى ماركس يفترض المقارعة الفكرية: "إن الرأسماليين هم من اكتشفوا ماركس.." لا تعني شيئا إن لم تقارن بافتراض السلب (توحي الفكرة إلى ان الإشتراكيين لم يكتشفوا ماركس وهذا التعميم مبالغ فيه في سياق الفهرسة ويحيل إلى تبخيس الإشتراكي تبخيسا بالتعميم ومجاني الطرح وحتى وإن كان الكلام من مفكر بأجندة من رفوف مؤلفاته).
إن الفكرة المستخلصة من كل ما تقدم (وإن احيانا بشكل مبهم خصوصا عندما تطرق إلى كتاب ألفه مجموعة من الباحثين المتخصصين في العلوم الطبيعية "المادية الدياليكتيكية" (قرأت هذا الكتاب وفي موضوعاته العلمية لا علاقة لها بستالين وإن كتب في عهد الإتحاد السوفياتي ))، قلت إن الفكرة المستخلصة من السلسلة ال 11يوحي بناؤها على تناقض بين: الماركسيون الأشرار وهم معتنقي الماركسية بشكل عام والماركسيون الأحرار وهم الرأسماليون وطبعا هذا الإيحاء لا يمكن إثباته بدليل موضوعات الفهرس نفسها حيث هناك نقاد للماركسية من داخل الماركسية نفسها وهناك نقاد رأسماليون تناولوا ماركس بإيجابية أكاديمية وهناك الرعيع المشيطن لماركس من داخل الرأسمالية أيضا.. بمعنى ان الإنطباع الأولي الذي تمنحه السلسلة حول جهل الماركسيين لماركس ينتفي بمجرد وجود ماركسي انتقد الشيوعية من داخل الماركسية نفسها، ثم إن دلالة الإكتشاف لها غموض سحري مغرض: لا يكتشف الشيء إلا من جاءه من خارج أو بعبارة اوضح: ساكن القارة المجهولة لا يكتشف قارته بل الآخر الذي لم يراها قط هو من يكتشفها.
أعرف موسوعية صديقي عبد الحسين بخصوص الماركسية لكن أعتقد شخصيا أنه أضاع علينا تلك المتعة في القراءة وهو كما نعلم يكتب بفصاحة مرحة وممتعة تجذب القراء أكثر من هذه المفهرسات المحنطة .
يبقى سؤال أخير: في ماذا يفيد هذا العنوان: "تحرير ماركس من الخرافات والأساطير"؟ أطرح السؤال لأنه هو من مشكل الإيحاء، تفكيك العنوان يطرح مشكلة الذين أسطروا ماركس وجعلوا منه خرافة، والإيحاء يتجه أساسا إلى قداسيي ماركس ومعتنقي الماركسية، إن موضوع العنوان هو تحرير ماركس.
من ماذا؟
من الذين أسطروه وأللهوه، وهذا يفترض تطرقا لهذه الأساطير ودحضها وليس إلى فهرس أعلام من تطرقوا في خطابات او مقالات أو شهادات حول ماركس تذهب في هذا المنحى أو ذاك .
أعتقد أن الذين قيموا سلسلتك لم يقرأوا أصلا موضوعا منها لأن ايحاء العنوان ذهب بهم إلى أنك تتهجم على الماركسيين، أي انه حتى وإن وضعت قولا نقديا لماركسي سيتصورون أنك تهاجم الماركسيين بلا هوادة، وحتى بعض أولئك الذي وضعوا تقييما إيجابيا وضعوها على هذا المنحى فكروا أنك تهاجم شياطين ماركس، بينما الموضوعات تطرح مختلف المفكرين الذين تناولوا ماركس سواء من داخل الماركسية أو من داخل الرأسمالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمر محزن وإن كنت لن أتوقع سواه
حسين علوان حسين ( 2021 / 12 / 20 - 22:52 )
الرفيق العزيز الاستاذ عذري مازغ الورد
تحية عراقية خالصة
هو أمر محزن ومشهود ؛ الأستاذ عبد الحسين سلمان المحترم معروف بكونه معاديا للماركسية وللشيوعية حتى النخاع لكونه يؤمن بأفكار الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي كان يقود الاممية الثانية وخان الطبقة العاملة العالمية منذ الحرب العالمية الأولى وقتل روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت مع آلاف العمال الثائرين عام 1918 .لذا فإنه لا يمكن أن يكون حيادياً ولا علميا البتة مادام الموضوع يخص الماركسية . كان سابقا يلهج بمقولة وجوب التعرف على ماركس من أعمال ماركس نفسها - وهذا صحيح 100% - وليس أبداً بواسطة من كتبوا عنه ؛ ثم انثنى في هذه السلسلة يفعل عكس ماكان يلهج به وبانتقائية واضحة لغرض بائن .
بودي التنويه أن اسمه السابق (ضمن عدة أسماء رباعية أخرى) كان جاسم الزيرجاوي وليس جاسم الجزراوي ؛ وعشيرة آل ازيرج (بني الازيرق) هي عشيرة قحطانية عريقة يعود أصلها لحمير سكنت جنوب العراق (المنتفق والعمارة) منذ القدم وتشتهر بالشجاعة والنضال ضد الظلم منذ الحكم العثمانى ولحد الآن ؛ في حين أن عشيرة الجزراوي هي كردية وليست عربية الأصل .
كل الحب والتقدير والاعتزاز.


2 - الصديق الكريم و الطيب عذري
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 12 / 21 - 09:13 )
الصديق الكريم و الطيب عذري المحترم
تحية
هذه السلسة والتي لا اعلم متى تنتهي هي تدخل في عالم ( المكتبات) وتشكل أرشيف مهم لمن يريد أن يكتب بحثاً عن ماركس , سواءاً كان طالباً جامعياً أو باحث متخصص. ولاقت هذه السلسة قبول متميز من الاصدقاء في شمال افريقيا من خلال صفحة ( المكتبة التقدمية) في الفيسبوك. وتم أختيار أكاديميين يرسون الفلسفة وعلم الاجتماع و التاريخ في الجامعات الامريكية و الاوربية واستراليا وكندا , وأغلبهم من جيل ما بعد الحرب الباردة وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ملاحظاتك مهمة وهي جديرة بالدراسة و المراجعة.
مع الشكر و التقدير


3 - الفَتوَى
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 12 / 21 - 09:46 )
الدكتور البروفيسور حسين علوان حسين المحترم
تحية لكم
أول من سن هذه ( الفَتوَى ) , فَتوَى ( العداوة و العداء) لمن يخالفك في الرأي هو السفاح ستالين ثم تبعه المجرم هتلر و قلدهم الطاغية صدام.

هذه ( الخَرْبَشةُ) في تعليق رقم واحد , يطلق عليها ماركس ( den Vorurteilen / prejudices ) أحكام مسبقة أو أجحاف.

كم هو الفرق بين النقد العلمي للصديق ( عذري) وبين خرابيشُ الدكتور حسين المحترم.

شعاري دائماً هو شعار ماركس:
أنا أرحب بكل حكم يرتكز على نقد علمي. إما الأحكام المسبقة , لم أقدم لها يوماً ما أي تنازل


4 - لكم اشعر بالحزن على زعماتكم وفي الناس عيد
حسين علوان حسين ( 2021 / 12 / 21 - 12:36 )
الأستاذ عبد الحسين سلمان المحترم
تحية حارة
لكم أشعر بالحزن على زعماتكم و في الناس عيد
وكم يغريني ردها عاجلا فأسكت خشية التبديد

كل الاحترام العلمي الحيادي الصداقي .!


5 - مقال ممتاز
جلال عبد الحق سعيد ( 2021 / 12 / 21 - 13:50 )
أعتقد أن الذين قيموا سلسلتك لم يقرأوا أصلا موضوعا منها لأن ايحاء العنوان ذهب بهم إلى أنك تتهجم على الماركسيين، أي انه حتى وإن وضعت قولا نقديا لماركسي سيتصورون أنك تهاجم الماركسيين بلا هوادة، وحتى بعض أولئك الذي وضعوا تقييما إيجابيا وضعوها على هذا المنحى فكروا أنك تهاجم شياطين ماركس، بينما الموضوعات تطرح مختلف المفكرين الذين تناولوا ماركس سواء من داخل الماركسية أو من داخل الرأسمالية

صدقت ياعزيزي اعترف انني واحد من هؤلاء الذين ذهبت بهم الايحاءات هذا المنحى واعتقد ان عنوان سلسلة المقالات كان اختيارا سيئا
تحياتي


6 - جزار الشيوعيين
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 12 / 21 - 15:03 )
يقول الدكتور البروفيسور حسين علوان حسين المحترم
يؤمن بأفكار الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي كان يقود الاممية الثانية وخان الطبقة العاملة العالمية منذ الحرب العالمية الأولى وقتل روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت.....الخ

سواءاً صح هذا القول ام لم يصح. الأ أنه يبقى رأي شخصي .

لكن ماذا عن الذي تحاف مع جزار الشيوعيين العراقيين في 8 شباط 1963 وشرب البيرة معه و غنى و رقص معه وشكل وزارة مسخ من وزراء في سبعينات القرن الماضي.

وماذا عن جزار الشيوعين العراقين في مدينة الثورة بعد 2003 والذي تحالف معه وأسست قائمة ( سائرون).

أنا اذا كنت أؤمن , فأنت وضعت يدك مع يد الفاشست سابقاً و مع الفاشية الدينية لاحقاً.

في أحد المرات قلت للدكتور المحترم
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا

واليوم اقول له:
عوض عن تشكرني عن عشرات المصادر و الكتب المهمة عن ماركس التي وردت في السلسة, تفتري علينا افتراء البعث صديقكم القديم و افتراء الصدر صديقكم الجديد.


7 - حسنا تلهج بأصحابك فشبيه الشيء منجذب إليه
حسين علوان حسين ( 2021 / 12 / 21 - 16:43 )
الأستاذ عبد الحسين سلمان المحترم
تحية حارة
من ذكرتهم في ت 6 هم أصحابك و شركاء اسيادك الألمان من خونة الماركسية و جزاري الشيوعية ممن زودوا صدام بالتيزاب و أسلحة الدمار الشامل ليبيد الشيوعيين و الأكراد بها و لست أنا الذي أمضيت زهرة شبابي ينقلونني من معتقل لمعتقل حتى حكموا علي بالاعدام .
مقالاتك حول تحرير ماركس من الخرافات والاساطير هي من قبيل تجارة البالات ، ويجب علي أن اعترف لك بكونك تاجر لنكة غر لكونك لا تستورد سوى البالات الفاسدة الرثة، وللناس عيون وعقول . ولكون بضاعتك رثة ، فهي لا تستحق الرد عليها .
قل لمن تعلمت منه خرافة القائل - أنك لا تستطيع صبرا معي - أما كان الأجدر بك - و أنت نبي - أن تهدي الناس بدلا من قتل الاطفال وأغراق السفن وهدم الحيطان مثلما يفعل أسيادك الصهاينة ؟
إن مجرد ترديدك للبضاعة الفاسدة لمثل هذه الاساطير الملفقة يثبت أنك أنت هو أبو الخرافات والأساطير .
لا تنس أن تذكر الجزار ستالين وووو في ردك الآتي علي لكونك نسيتهم في ت 6.
سلم لي على صاحبك الصهيوني العتيق يعقوب ابراهامي والصهيوني الجديد الذي جندتموه ، وسلم لي على عامر وسالم وكامل وصاحب ومن نسيته منهم .
كل الحب .

اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم