الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبراهيمية ..خدعة نحو التطبيع !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2021 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الديانات السماوية أو الديانات الإبراهيمية: المقصود بها في الغالب الاديان الخمسة السماوية : الحنيفية , اليهودية , الصابئة , المسيحية و الإسلام.
ويؤمن اتباع تلك الرسالات بالوحدانية للإله الواحد الأحد سبحانه على اختلاف بينهم في ماهيته. و أنبياء تلك الاديان كلهم من نسل إبراهيم عليه السلام.

وينتشر اتباع الديانات الإبراهيمية في العالم كله وجميع القارات ويشكلون حوالي 53% من سكان العالم.
فدين إبراهيم عليه السلام هو دين واحد، غير متعدد كما قد يتبادر للأذهان من خلال مصطلح (الديانات الإبراهيمية) وهو مصطلح مغلوط كما سيتضح من الآتي :
دين إبراهيم واحد , وهو التوحيد الذي دعا إليه جميع الأنبياء و الرسل الذين بعثهم الله عز وجل . ومن هؤلاء الأنبياء والرسل موسى وعيسي ومحمد .وحدانية الدين تدل على وحدانية الديان وهو الله الذي بعث رسله ليدلوا الناس عليه وحده كإله واحد متفرد بحق الألوهية دون سواه.

فالدين السماوي دين واحد يتلخص في عبادة الله وحده, أي حصر العبادة لله وحده , وذلك لأنه عز وجل هو المستحق وحده للعبادة لأنه وحده الخالق والرازق والمدبر للكون ومن غير شريك ولا ند, ثم عبادة الله عز وجل بما يرضيه لا بما يستسيغه المرء من أفكار وأعمال دون الاستناد لما شرع الله عز وجل . ثم الإصلاح الاجتماعي الذي يستند أساسا على التعاليم الربانية الموضحة في الكتب المقدسة قبل أن تحرف .لأن الله عز وجل أعلم بمصالح العباد من أي مخلوق.

قال الله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام)، فهو دين واحد ولكنه بشرائع متعددة لها هدف واحد وهو تعبيد الناس لله الواحد الأحد، وإيصال العبد الى الى مكارم الأخلاق متجهاً نحو الانسان الكامل في قوله صلى الله عليه وآله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
لكن انتشرت مفاهيم عن التعايش بين الأديان، استغلتها دوائر معادية للأديان، هدفها الهيمنة، والسيطرة على شعوب العالم، من خلال إضعاف الاعتقاد بالأديان التي هي في الأصل دين واحد، وننطق كلمة الأديان للدلالة ليس إلا.

التّعايش بين الأديان في الإسلام ، شيء جميل ومطلوب ولكن!
لقد وضع القرآن الكريم منظومة من القواعد الواضحة لحفظ المجتمعات البشرية وإبعاد الفتن الطائفية عنها، كما أعلن الإسلام في مكنون آياته أن الناس جميعاً قد خُلقوا من نفسٍ واحدة، مما يعني أنهم مشتركون في وحدة الأصل الإنساني، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، فجميع البشر على وجه هذه الأرض يشتركون في الإنسانية، وبالتالي كفل لهم الإسلام الحق بالحياة والعيش بكرامةٍ؛ دون تمييزٍ بينهم، وذلك من مبدأ أن الإنسان مُكرَّمٌ لذاته، دون الالتفات إلى ديانته أو عرقه أو لونه أو منشئه، فجميع أفراد المجتمع أسرة واحدة، ولهم حقوق معينة، وعليهم واجبات، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، أما الاختلاف الظاهر في أشكال الناس وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم فليس إلا دليل على عظمة الله الخالق وقدرته وإبداعه في خلقه، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).

لكن ما يراد من الحديث عن وحدة الأديان والتعايش بينها شيء آخر يجب أن ينتبه له المسلمون ويلتفتوا الى أن حقيقة الدعوة الى التعايش ، دعوة فلسفية النزعة، سياسية النشأة، إلحادية الغاية، تبرز في لباس جديد، لأخذ ثأر من المسلمين، عقيدة، وأرضا، وملكا، مستهدفة القضاء على الإسلام ، ووهن المسلمين، ونزع الإيمان من قلوبهم من خلال إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه ، وظهوره على الدين كله، وتميزه، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل، في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى التي سيتم إدخالها في مقولة (التعايش بين الأديان) .

ومن أجل تحقيق هذا الهدف ، افتتحت ألمانيا معبد الديانات الإبراهيمية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية.
وسارع الرئيس العراقي برهم صالح الى تبني هذه الفكرة من خلال دوره الذي يقوم به منذ المظاهرات غير العفوية في تشرين 2019 التي ثبت ضلوعه فيها ، لتهيئة العراق الى مرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وتمثل دعوة برهم صالح لإنشاء البيت الإبراهيمي للسلم والتعايش بين الشعوب والأديان فتحا ونصرا كبيرا للإستراتيجية الإسرائيلية لبناء مملكة يهوذا وداود وسليمان من النبل الى الفرات، وستمنح هذه الدعوة على ترامي وجودها في أرض الشتات وفي الأراضي الفلسطينية دفعة قوية لتصديق نصوص التوراة المكتوبة بأيدي الحاخامات خاصة ما جاء في سفر التكوين والتي تقول(في ذلك اليوم قطع الرب وعدا لآبرام إني أعطيك ولنسلك من نهر الفرات إلي نهر مصر الكبير).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التباكي على الاسلام
علي الجاف ( 2021 / 12 / 21 - 20:59 )
هل هناك نص قراني يدل على تحريف الاديان التوحيدية غير الاسلام؟ ان الاسلام ليس بحالة يرثى لها من التظلم والتهجم عليه، لكن المسلمين هم من يشوهون الدين الاسلامي بالتنظيمات والمنظمات الدينية التي لاتخدم الاسلام والمسلمين والحركات الارهابية التي تمثلها المسلمون وتمول من جهات ودول مشبوهة.. لماذا المسلمون ينتمون الى هذه التنظيمات التي تحطم دينهم في الخفاء؟ ان هذا التباكي علي الاسلام من خلال التهجم على الاديان الاخرى لاتخدم الاسلام..


2 - نجاح على
عبد الجبار ( 2021 / 12 / 22 - 20:21 )
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
اين هي هذه الاخلاق الذي بعث ليتممها
هل كانت ناقصة ليرسله الله
انا اطالبك لكونك مسلم شيعي متشدد وصحفي نعرف خلفيتك ان تعرفنا اين كانت الاخلاق ناقصة ليرسله الله كما ادعى ليتممها
اريد منك اثباتا وبعكسه ساقول كلاما سيزعجك وكل مسلم


3 - متخصص
عبد الكريم السماوي ( 2021 / 12 / 25 - 21:59 )
بصفتك متخصص في الشأن الإيراني والايرانيون يعيشون
على هدى فتاوي نائب الإمام الغائب منذ الف عام ولي أمر امر المسلمين لم لا تتحفنا بتفاصيل فتوى تفخيذ الرضيعة ومثيلاتها لنعيش اللحظة مع الرضيعات