الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة الحضانة المشتركة للاطفال بعد الفرقة بين الزوجين

مصطفى سعيد الشهاب
حقوقي

(Mustafa Saeed)

2021 / 12 / 21
دراسات وابحاث قانونية


سارت القوانين التي تنظم الاحوال الشخصية في الدول العربية على اللجوء الى المذاهب الاسلامية التي تتبعها في تنظيم مواضيع الاحوال الشخصية ومن بين هذه المواضيع هو موضوع الحضانة والذي اختلف فيه الفقه الاسلامي فالحنفيه يرون ان مدة بقاء الذكر عند الام سبع سنين والانثى تسع وقال الشافعيه بأن ليس هناك مده معلومة للحضانه بل يبقى الطفل عند امه حتى يميز ويمكنه من اختيار احد ابويه فأذا وصل الى هذه المرحلة يخير بين امه وابيه فاذا اختار الولد الذكر الام مكث عندها في الليل وعند ابيه في النهار حتى يقوم بتعليمه وان اختارت الانثى الام تستمر عندها ليلا ونهارا وان اختار الطفل الاب والام معا أقرع بينهما واذا سكت يفسر سكوته للام. بينما يرى المالكيه بأن مدة الحضانة عند الام بالنسبة للغلام من حين الولادة الى ان يبلغ والانثى حتى تتزوج وقال الحنابلة ان الحضانة عند الام سبع سنين للذكر والانثى وبعدها يخير الطفل بين الام او الاب اما الامامية يرون ان الحضانة للام بالنسبة للذكر سنتان والانثى سبع سنين وبعدها تنتقل الحضانة للاب الى ان تتم الاثى تسع سنوات والذكر خمس عشر سنة يخيرون بأختيار احدهما.ووفقا مما تقدم نجد ان المشرع العراقي قد جعل الام احق بالحضانة حال قيام الزوجيه وبعد الفرقة بشرط استمرار شروط حضانتها وعدم تضرر المحضون وذلك في المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 ونجد تأثر المشرع بالمذهب الشافعي والامامي في تنظيم الحضانة اذ اجاز بقاء المحضون عن الام حتى اكماله سن الخامسه عشر من العمر اعطاه المشرع حق الاختيار بين والديه . ويراد بالحضانة المشتركة تناوب الاب والام في شؤون تربية الطفل ورعايته بعد فراقهما وقد نظم الحضانة المشتركه اغلب التشريعات الغربية كما هو الحال في السويد وفرنسا اذنصت المادة( 373-2-9 ) من القانون المدني الفرنسي (يجوز تحديد مكان إقامة الطفل بالتناوب في منزل كل من الوالدين أو في منزل أحدهما ) , اي يمكن تحقيق المساواة بين الوالدين في حضانة الطفل وفق نص المادة اعلاه , ومع ذلك ، فإن هذا الأساس القانوني لا يتطلب أن يكون الوقت الذي يقضيه الطفل مع والده ووالدته متماثلًا ؛ حيث قضة (الغرفة المدنية الأولى في ، 25 أبريل 2007 ، رقم القرار 06-16.886) , (إذ اقتضت مصلحة الطفل ذلك و مع مراعاة ظروف القضية المعروضة أمام القضاء ، اتخاذ قرار بشأن تناوب يؤدي إلى تقاسم غير متكافئ لوقت حضور الطفل مع كل من والديه ) . وبلا شك ان للحضانة المشتركة اثرا بالغا على نفسية الطفل اذ اكدت البحوث والدراسات النفسية على تفوق حالة الاطفال النفسية الذين يتناوب الاب والام في شؤون حضانتهم بعد الفرقة على الاطفال الذي ينفرد احد الابوين في رعايتهم ،ونلتمس من موقف المذاهب الاسلامية ان المذهب الشافعي قد اشار الى بعض من جوانب فكرة الحضانة المشتركة فيما يخص الذكر عندما اجاز التعاون بين الام والاب في تعليمه والنظر بشؤون حضانته بعد الفرقة ،الا ان فكرة الحضانة المشتركة تحتاج الى مقومات لأنجاحها اهمها هو التوافق بين الام والاب بعد الانفصال وهذا مايفتقر اليه الواقع العملي في المجتمعات العربية على العكس من المجتمعات الغربية الا ان ذلك لا يمنع من تضمين فكرة الحضانة المشتركة بنصوص قانونية ملزمة تنظم حق الابوين معا في الحضانة اذا طلبا ذلك ،ووما تجدر الاشاره اليه بهذه الصدد ان المشرع الامارتي قد اصدر في هذا العام قانون ينظم احوال غير المسلمين تبنى فكرة الحضانة المشتركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل