الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديبة والكاتبة مي زيادة.. عبقرية انتهت بمأساة مروعة!؟

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 12 / 22
سيرة ذاتية


«الذين قتلوا مي»!!

الأربعاء 22 ديسمبر 2021

لم ينتموا لـ«آل كابوني» هؤلاء الذين تكاثروا على الأديبة الفلسطينية الرائعة مي زيادة في زمانات ذلك العصر، ولم يندرجوا من قبائل «الواق واق» التي كانت تفترس بعضها البعض من الاستمتاع باللحم البشري الطري، لكنهم كانوا ذئابًا منفردة، ودواعش على الهامش من زمن جميل، تمامًا مثلما كانوا رواد فكر، وقادة تنوير، وعمالقة يُشار إليهم بالبنان، هؤلاء الذين حاولوا تمزيق الجسد الطاهر بعيونهم القاسية، لكنهم فشلوا حتى في لمس طرف حذائها في الواقع غير الافتراضي المريض.

لم يستخدموا خنجرًا مسمومًا، أو رشاشًا سريع الطلقات ولا حتى حزامًا ناسفًا لهدم المعبد الشمشوني الجبار، لكنه التجاهل، الاستغفال، الإقصاء عن قرب وليس الاستشعار عن بُعد، الاستبعاد عن سوء نية وليس من محاسن صدف.

هي الراحلة منذ عشرات السنين، وهي الرائعة منذ نعومة أظافرها، كتبت الشعر والرواية والمقال الأدبي الأخاذ، وأعدت لنفسها صالونًا أدبيًا قصده كبار المفكرين والمبدعين العرب، استقبلت الجميع بحفاوة القلب الجميل، وبإقدام الفارسة المغادرة التي حاولت دائمًا أن ترد لمصر الجميل، لكنهم لم يمكنوها من دماسة الابتسام في وجه المحبين، ولا من حلاوة الوصول بعد مشقة الرحلة الطويلة من «الأرض الضائعة» إلى «الأرض المحروقة»، ولا حتى من سذاجة التمني بعد أن تخور القوى، وتستسلم الأرواح، لترتفع الرؤوس والنفوس إلى البارئ في علاه، والغافل في مثواه، والضائع في منتهاه.

إنه المفكر والمؤرخ والشاعر والأديب الأدق شعبان يوسف، وهو «كتاب اليوم» المثير «الذين قتلوا مي» والذي كشف الغطاء مثلما عودنا عن أقتم الصناديق السوداء في تاريخ صناعة الحرف، وعن أقسى التجارب في حياة واحدة من أشجع «الرجال»، وسيدة من أعتى المحاربات، هي الأديبة الراحلة مي زيادة، وما أدراك ما مي زيادة في زمانات العصر الذهبي للقلم، وفي ملحميات الحدث الفاقد للشرعية رغم انتمائه لحالة وجودية تحاكي بكل جفاء حالات غير وجودية.

سيدة في مواجهة عشرات الرجال، لكنها تنتصر عليهم، أديبة أمام جهابذة الفكر، وصناع الحضارة، إنما ليس كل ما يلمع ذهبًا، صالون يتيم في مواجهة صالونات الكبار لكنه الاغتيال المعنوي الذي أسال كثيرًا من الدماء.

شعبان يوسف في «الذين قتلوا مي» يلقي بأصابع الاتهام في وجه كل من أحبوا مي ولم تحبهم، كل الذين طمعوا فيها ولم يصلوا إلى ضالتهم المنشودة، وكل الذين اعتبروها ملكًا خالصًا لهم لكنها لم تكن ملكًا لأحد حتى الذي أحبته ولا تعرف إذا ما كان يحبها أم لا، كل ذلك كان محلاً للرصد، وكل ذلك كان تدشينًا لسبق إصرار أكثر من كونه إطلاقًا لعصافير مغردة من صندوق عامر بـ«القتامة».

لقد عاقب شعبان يوسف كل الذين همشوا مي، وحاكم كل الذين اتهمتهم رحلة التقصي في الكتاب «الملغوم» نفر نكن لهم كل الاحترام والتقدير، تمامًا مثلما كان لهم كل الإبداع والتأثير.

إنها لحظة الحقيقة عندما تنتصر على ما عداها من لحظات، وهو الفتك اللعين بفرائس لم تكن جاهزة للأكل وقت نشوب المعركة الوحشية على صفحات الصحف، أو في دواوين «الكتب»، أو في صالونات الاغتيالات الجماعية المشئومة.

لقد نجح شعبان يوسف في أن يخلص مي زيادة من شائعات المغرضين، وأن يعيد توديعها إلى مثواها الأخير بعد عشرات السنين من الجنازة التي لم يمشِ فيها غير بعض البعض من بقايا ناس.

لقد تنكر الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد ورفاقه لمي زيادة لمجرد أنهم شعروا بأنها ليست مغرمة بهم للحد الذي دفعها للكتابة بخشوع لشاعر المهجر الأكبر جبران خليل جبران، ومارس الرفاق من أجل إرضاء «الزعيم» عملية إقصاء وتجاهل مبرمجة للقيام بأكبر اغتيال معنوي في التاريخ الأدبي الطويل.

«إما أن تكوني لي أو لن تكوني لغيري» شعار ما زال مفهومًا ومرفوعًا على أسنة رماح المرضى في الشرخ العميق، جملوه، وحملوه، ومارسوه، وقدموه قربانًا لكل من يحب ويفشل، ولكل من ينوي القصاص فيبيد، ولكل من يطلب الغفران فلا تستجيب إليه السماء.

هكذا كان شعبان يوسف رائعًا عندما جاء إليّ ذات يوم بالبدايات ونحن في مقتبل العمر، كان مجرد كتاب للصحفي والأديب الراحل أنيس منصور «في صالون العقاد» ليتحدث الرجل عن عشق «زعيم الأدب» العربي الكبير لأديبة مهاجرة لكنها لم تحبه ولم تعشقه، وربما لم يكن يدري مؤرخنا وشاعرنا ورفيق الطريق شعبان أنه قد يأتي يوم ويقوم بشحمه ولحمه ودماء ذاكرته، ليفتح الملف المترب ويزيح الغبار الكثيف عن جدرانه الصفراء، ليقيم محاكمة عادلة لكل الذين تربصوا، وكل الذين تلصصوا، وكل «الذين قتلوا مي».

بقلم الشاعر والصحفي المصري أسامة مهران

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

**********


عبقرية انتهت بمأساة مروعة.. ذكرى رحيل ميّ زيادة

18 أكتوبر 2020

أصبحت مقالاتها وآراؤها ونقدها ومراسلاتها مع جبران خليل جبران، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، وأمين الريحاني، وشكيب أرسلان، وآخرين بحجمهم، نموذجا أدبيا تردد صداه في الأصقاع

"هنا ترقد نابغة الشرق، زعيمة أديبات العرب، المثل الأعلى للأدب والاجتماع، المرحومة ميّ زيادة" هذه هي الكلمات التي حفرت على قبر الكاتبة والمفكرة والمترجمة والشاعرة، مي زيادة، يوم دفنها في القاهرة، بتاريخ العشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، سنة 1941، بعدما أعلنت وفاتها في التاسع عشر من الشهر نفسه، و"ارتسمت على وجهها الناحل، ابتسامة ملائكية" بحسب أحد أشهر المصادر الموسوعية عن زيادة، وهو كتاب "مي زيادة، أو مأساة النبوغ" للدكتورة سلمى الحفار الكزبري.

تنتمي لأي بلد؟

ولدت زيادة، في مدينة "الناصرة" الفلسطينية، في الحادي عشر من شهر شباط/ عام 1886م، وكان اسمها الأصلي "ماري" إلا أنها اختارت اسم "مي" بدءا من عام 1912، لتوقّع به على مقالاتها، وعرفت به منذ ذلك الوقت. وولدت مي، لأب لبناني ماروني الأصل، من آل زيادة هاجر فيما سبق، إلى مدينة الناصرة، وتزوّج بامرأة سورية الأصل، ولدت في فلسطين، من آل معمّر.

تعدّد البلدان التي تنتمي مي إليها، ومنها التي حملت جواز سفرها، وتعتبر بلد نبوغها وولادتها الأدبية والفكرية، مصر، ظهر جلياً، لدى الأديبة التي شغلت أدباء عصرها، فقالت في أحد مقالاتها: "ولدتُ في بلد، وأبي من بلد، وأمي من بلد، وأشباح نفسي تتنقل من بلد إلى بلد، فلأي هذه البلدان أنتمي؟ وعن أي هذه البلدان أدافع؟".

تلقت مي، تعليمها الأساسي في الناصرة، ودرست هناك الموسيقى، ولم تصل إلى عامها الثالث عشر، إلا وكانت قد تعلمت اللغتين الفرنسية والإيطالية، ودخلت لبنان، للمرة الأولى، وللتعرف إلى أصول عائلتها، عام 1899م، وأتمت دراستها في بلد أبيها الأصلي، ثم عادت مجدداً، إلى الناصرة، عام 1905م.

الهجرة إلى مصر

هاجرت مي مع أبيها وأمها، إلى مصر، عام 1907، وبرز اسمها في هذا البلد الذي منحها جواز سفره، وبقيت حتى اللحظات الأخيرة من حياتها، متيمة به معترفة بفضله، بحسب المصادر التي تناولت حياتها والتي تؤكد أن اللهجة المصرية كانت غالبة على لسانها.

وتعتبر ولادة مي، الأدبية، هناك، وكثيرا ما تحدثت عن ذلك البلد بمثل تلك اللغة، إذ قالت: "عادت روحي إلى مصر، فدعوني أجلس وراء تلال الرمال حيث يقطن السكون غير المتناهي، دعوني أنفرد في وحدة الأفق، وأناجي أبا الهول" ومن هناك، بدأت مي، بنشر إبداعها في "المحروسة" التي أصبحت ملكاً لأبيها منذ عام 1908، ثم أصبحت مي رئيسة تحريرها، بعد وفاة أبيها سنة 1929، ثم وفاة والدتها سنة 1932.

فريدة عصرها

وتوسّع نشاط مي الصحافي والأدبي، لينتقل إلى صحف "السياسة الأسبوعية" و"الأهرام" و"الهلال" و"المستقبل" و"المقتطف" ونشرت أول ديوان لها، بالفرنسية عام 1911، وكانت في ذلك الوقت قد حصدت شهرة واسعة في أوساط أرفع طبقة من الكتاب والمفكرين في مصر، بصفة خاصة، وبقية أرجاء العالم العربي.

وكانت تتباهى بأنها أتقنت فنون اللغة العربية، وحدها، حتى أصبحت تلقب بـ"فريدة العصر" الذي أطلقه عليها أحد أساطين التصنيف العربي، شكيب أرسلان، إلا أنها أقرت بفضل أحمد لطفي السيد، والملقب بدوره بأستاذ الجيل، بإتقانها العربية، عندما نصحها بقراءة القرآن الكريم، لاقتباس ما فيه من فصاحة وبلاغة، وأهداها نسخة منه.

وكان لكتابها "باحثة البادية" وهو عن الأديبة المصرية ملك حفني ناصف، وصدر عام 1920، أثر جوهري في شهرة مي، بين أوساط النخبة العربية المثقفة في ذلك الوقت، والذي أصبحت مي جوهرته المحاطة بعناية واهتمام و"حب" عدد كبير من ألمع الكتاب العرب، كطه حسين وعباس العقاد، وجبران خليل جبران الذي جمعتها به المراسلة، وولي الدين يكن، وأمين الريحاني، وأسماء أخرى كثيرة كانت جميعها من ضيوفها، ما خلا جبران المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، في صالونها المعروف بصالون الثلاثاء الذي كان يستقبل نخبة الأدباء العرب، ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي.

لقراءة المزيد ومشاهدة الصور أرجو فتح الرابط
https://www.alarabiya.net/culture-and-art/2020/10/19/%D8%B9%D8%A8%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A8%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%8A%D9%91-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9


سيرة الأديبة والكاتبة العربية مي زيادة

مي زيادة (1886-1941) أديبة وكاتبة عربية وُلدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. أتقنت مي تسع لغات هي: العربية، والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية.

كانت مدينة النّاصرة موطن والديّ مي، فأمُّها من أصل سوريّ إلّا أنّ موطنها فهو فلسطين، ووالدها إلياس زيادة أصلهُ من لُبنان، كان معلمًا في مدرسة الأرض المقدسة، كانت مهتمةً بدراسة الّلغة العربيّة، وتعلّم الّلغات الأجنبيّة، فتميّزت ميّ منذ صباها ونشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية، أما عن حياتها العاطفيّة، فقد أحبّت جبران خليل جبران على الرغم من عدم لقاءهما؛ حيث دامت المراسلات بينهما عشرين عاماً منذ عام 1911 وحتى وفاة جُبران في نيويورك عام 1931. سافرت إلى عدة دولٍ وعانت من اضطرابات نفسية بعد أن أدخلها أقرباؤها إلى مستشفى الأمراض العقلية في لبنان لتلقيّ العلاج. بدأت ميّ زيادة أول مراحلها التّعليميّة في مدارس النّاصرة الابتدائيّة ثمّ تابعت دراستها الثانويّة في دير الرّاهبات في مَنطقة عينطورة، ثم استكملت دراستها في كلية الآداب بالقاهرة.

أبدعت مي في مَجال الصّحافة، وكانت تنشر مقالاتها في الصحافة المصرية، وتُمضي في نِهايتها بأسماء مُستعارة، كان من أسمائها المستعارة: "شجية، خالد رأفت، إيزيس كوبيا، عائدة، كنار، السندبادة البحرية الأولى". كانَ لِمي زيادة دَور في الدِّفاع عَن حُقوق المَرأة، وبِمُطالبة المُساواة كَما أنّها استَحقّت أن تَكون رائِدة مِن رائِدات النَّهضة النِّسائية العَربيَّة الحَديثة، حَيثُ كانَت مُتطلعَة عَلى تاريخ المرأة في الفَترة التي سَبَقت سَجنها فَأكثرت مِن الكِتابة والمُحاضرات والنّدوات؛ لِلمُطالبة بِحقوق المرأة.

تُوفيت مَيّ في مُستشفى المُعادي في 17 تشرين الأول 1941م في مَدينة القاهرة عن عمر يُناهز 55 عاماً.

النَّشأة

وُلِدت ميّ زيادة في فلسطين في مدينة النّاصرة تحديداً، وذلك في الحادي عشر من شهر شباط عام 1886م، والدُها هو إلياس زيادة، وهو ماروني، أصلهُ من لُبنان، وكان معلمًا في مدرسة الأرض المقدسة، أمّا أمُّها فهي نُزهة معمر، وهي فلسطينيّة الجنسيّة، والتي تُعدّ من أصحاب الأدب الذين يُعنَون بحفظ الأشعار، وقد حَظيت الأديبة ميّ زيادة باهتمام كبير من والديها كونها الابنة الوحيدة لهما بعد وفاة أخيها، وممّا قالته أمُّها فيها:

مي زيادة.. أن من ينجبْ ميّاً، لا يُنجبْ غيرها

انتقل والدُها للعيش في مدينة النّاصرة الفلسطينيّة في النّصف الثّاني من القرن العشرين، وذلك بعد أن كان يسكن في قرية شحتول في لبنان، وكانت مدينة النّاصرة موطن اجتماع والديّ مي، فأمُّها من أصل سوريّ إلّا أنّ موطنها فهو فلسطين، ومن الجدير بالذِّكر أنّ لخلفيّة أمِّها الثّقافيّة والأدبيّة سبباً في إعجاب إلياس زيادة بها. تلقت ميّ مبادئ القراءة والكتابة في قرية الناصرة، وقد انتقل والد مي ّ "إلياس" هو وأسرته الصغيرة إلى لبنان وعمل بالتدريس في قرية عينطورة، وهكذا فارقت ميّ بلدة الناصرة مرتع طفولتها وصباها، فكتبت مذكراتها لمدينة الناصرة.

لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A_%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية