الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخرج الشيوعي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ختان الاناث في فيلم -موولادي- الجزء الثالث والاخير

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2021 / 12 / 23
الادب والفن


المخرج الشيوعي "عثمان سمبين" يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ختان الاناث في فيلم "موولادي"
Film - Moolaadé

علي المسعود
الجزء الثالث والأخير
وفقًا لفيلم "موولادي" أو الحماية ، يأتي العنف الموجه ضد المرأة في عدد لا يحصى من الأشكال وينتج عن ألانانية و الذاتية الجندرية ،وفي الفيلم أيضاً يترك الكاتب ( وهو نفسه مخرج الفيلم ) جانبًا قضية المتعة الجنسية كمشكلة رئيسية مع ظاهرة ختان الاناث . المشهد الأخير للفيلم هو مواجهة بين غالبية نساء القرية ، بقيادة كولي وساناتا ، والشيوخ الذكور أمام جامع القرية مع كومة أجهزة الراديو التي تم مصادرتها من نساء القرية و إشعال النيران ا فيها (والأكثر من ذلك ، إطلاق صرخات) في الخلفية ، وتعلن كل من كولي وساناتا أنه لن يتم ختان المزيد من الفتيات ، وهذا يتناقض مع الادعاء بأن الإسلام يتطلب الختان للاناث( كما يذكر به إمام الجامع )، ويجبرنً نساء الساليندانا على التخلي عن السكاكين وهي أدوات الختان . يتجادل الرجال فيما بينهم ، وينظر سيري إلى زوجته ألثائرة و المتمردة كولي بإحترام وإعجاب ويعلن تايده ولاءه لها، الأمر الذي أثار استياء بعض الرجال الآخرين ، بينما يتعرض إبراهيما دوكوري للاعتداء الجسدي من قبل والده عندما يعبر عن دعمه للنساء ولفعل أم خطيبته كولي بوقوفها بوجه الرجال. في نفس الوقت تحصل مواجهة بين أمساتو وخطيبها لإبراهيما ، وتعلن لإبراهيما "أنا سأظل بيلاكورو" ويعني (امرأة غير مختونة). كما هو الحال مع بقية الفيلم ، يمكن القول أن هذا المشهد الأخير يعيد إنتاج ويشارك في بدائل لخطاب حقوق الإنسان. بينما يتم استخدام العديد من المصطلحات في جميع أنحاء الفيلم لوصف عملية ختان الاناث في الترجمة الإنجليزية للحوار ، "القطع" ، "التطهير" و "الاستئصال" - فإن المشهد الأخير أكثر جدلية. أثناء احتجاج النساء على نهاية الفيلم ، تم استخدام مصطلح "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" ، وهو مصطلح مفضل في توصيف هذه العملية المهينة للمرأة وللحركة النسائية في العالم . في محادثة مع الماسونيري ، أشار إبراهيما دوكوري إلى بيضة النعام التي تم لصقها على قمة مسجد القرية وأشار إلى أنها موجودة منذ 150 عامًا. بقيت البيضة مرة أخرى أمام الكاميرا في اللقطات الأخيرة للفيلم و جنبًا إلى جنب مع الهوائي الموجود أيضًا فوق المسجد والدخان المتصاعد الناتج عن الكومة المحترقة من أجهزة الراديو، تستدعي البيضة وقتًا (أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر) ) قبل فترة طويلة من إنشاء بوركينا فاسو ، وفي الواقع ، قبل الحكم الاستعماري الفرنسي للمنطقة. يشير هذا إلى أن التغيير الذي سيأتي لن يتم من خلال مناشدة الدولة أو مؤسساتها بل في في الثورة وألانتفاضة على هذا الواقع الذي يتماشى مع رؤية التغيير الاجتماعي التي عبر عنها سيمبين في مكان آخر . غالبًا ما شدد سيمبين على رغبة الأفارقة في تولي المسؤولية عن سياساتهم وتاريخهم وثقافتهم ، وقد دعا إلى نوع من إعادة التشكيل النشط للمعنى الثقافي والأشكال الاجتماعية، بما يتجاوز استصلاح التقاليد أو تبني "الحداثة". بالنسبة لعثمان سمبين في فيلمه ( الحماية ) أو موولادي ، العالم الخارجي هو نعمة ونقمة في نفس الوقت. إن العالم الخارجي هو الذي قدم الإسلام لسكان دجيريسو ، وهي قرية صغيرة في بوركينا فاسو ، والعالم الخارجي هو الذي وفر مكانًا لإبراهيما (ثيوفيل) لتجميع الثروة التي جلبت درجة معينة من التحديث إلى القرية. أقول بدرجة معينة ، لأنه على الرغم من وجود الآبار وأجهزة الراديو والمسجد ، فإن طرق القرية لا تزال غير معبدة ويبدو أن هناك القليل من الفرص الاقتصادية. ومع ذلك ، فقد جاءت مع هذه التغييرات الإيجابية عناصر غير مرحب بها ، مثل فكرة الفردية والفكرة القائلة بأن التقاليد القديمة يمكن وينبغي التشكيك فيها. هذا الأخير قضية مزعجة لأنه لا يمكن تفسير العديد من التقاليد. في قرية إسلامية في بوركينا فاسو ، ظاهريًا ، هذا مجتمع تقليدي مبهج ، نظيف ، يرتدي ملابس ملونة ، ليس مزدهرًا. فتاة جميلة تبلغ من العمر 17 عامًا تنتظر عودة ابن الزعيم الذي وُعدت له بالزواج من باريس. لكن والدتها ، كولي ، الزوجة الثانية للزوج الضعيف ، رفضت إخضاعها لختان الإناث. ثم تأتي أربع فتيات يبلغن من العمر 11 عامًا إلى كولي أثناء فرارهن من احتفالات "التطهير" العادية (أي التشويه) في يوم المولد النبوي وتعطيهن "مولاددي " أي الحماية ."هذه الصور النهائية تعكس بصريًا إعلان كولي لكبار السن خلال مواجهتهم النهائية بأنه إذا لمسها أي شخص ، "سأضرم النار في القرية وأغرقها بالدماء." هنا وفي هذا التهديد بالتحديد ، لا أرى الفيلم يدعم العنف بشكل مبسّط ، ولكن كإقرار بإرث العنف الذي غالبًا ما يتم استبعاده من خلال نفاذ محاولات السلام او إيجاد الحلول بالحوار والاقناع . إن استدعاء كولي للعنف بدلاً من حل مشكلة محددة بشكل منفصل، يذكرنا بالعمليات الاجتماعية المتعددة ، والمعتقدات الثقافية ، والطرق السياسية ، والسياسات الاقتصادية المعرضة للخطر هنا. هذه القرية الأفريقية تحترق ، وبقينا حتى نهاية الفيلم غير مدركين للتأثيرات الدقيقة التي ستحدثها قوة اللهب المتعدية على هياكلها أو على النظام الاجتماعي التي فجرتها كولي . يتناول هذا الفيلم القوي تشويه الإناث باعتباره ممارسة قاسية يجب إلغاؤها وكتعبير مجازي عن القهر التقليدي للمرأة في مجتمع يهيمن عليه الرجال الذين يحترمون أنفسهم ويقفون مكتوفي الأيدي بينما تقوم زوجاتهم بمعظم العمل والتفكير والتعبير عن الذات ، تربية الطفل ، جلب المياة من المضخة وحملها على رؤزسهنً وينتهي بشكل إيجابي بالنساء إلى حد التحكم في مصائرهن . مع العلم أن كولي (التي من المحتمل أن تتحدث ندوبها وجروحها الظاهرة على بطنها إلى عملية قيصرية استلزمتها عملية استئصال البظر في سن المراهقة) ، وقد رفضت قبل بضع سنوات تقديم ابنتها أماساتو (ساليماتو تراوري) إلى حفل الختان ، ولهذا السبب توقعت الفتيات أنها سوف تقوم بحمايتهن . وهذا ما فعلته ، متذرعًة بطقوس وقائية، مثل ربط حبل أصفر وبني وبرتقالي على ارتفاع تسع بوصات فوق الأرض في مدخل الفناء الذي تتشارك فيه مع زوجات زوجها الأخريات ، وفصله عن بقية القرية ، كما أعلنت بأن الفتيات تحت رعاية الحماية السحرية وأي شخص يحاول إزالتهن يجب أن ينزل غضب السحر على رؤوسهن . أثار هذا عاصفة من الجدل داخل القرية . إن مسؤولة طقوس الختان (ماه كومبوريه) غاضبة بالطبع من كولي ؛ تبدو الزوجة الأولى لزوجها ، حاجاتو (ميمونة هيلين ديارا) في البداية تعارض بهدوء ، على الرغم من أن هذا يخفي في داخلها أملًا في انتصار فعل التحدي الذي قامت به كولي ؛ أما بالنسبة للزوج ، سيري (راسماني ويدراوغو) ، فمن الواضح أنه لا يمارس نفس القدر من السيطرة على زوجاته كما يفضل الرجال الآخرون في قريته ، وشقيقه أماث (عثمان كوناتي) يستخدم كل قوته الذكورية من أجل إذلال وإجبار زوجة أخية كولي على إلغاء المولادية او الحماية عن الفتيات الصغيرات - فهي الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك دون أن يخالف السحر ، وهو( الزوج) الشخص الوحيد الذي يفترض أن لديه سلطة عليها . على الورق يبدو السيناريو برمته أشبه بالنقد اللاذع لمجموعة من المعتقدات البالية أكثر من كونه دراما مع انضمام نساء القرية إلى جانب كولي ببطء إلى حد ما في البداية ، ثم بشكل جماعي عندما تقرر القيادة الذكورية مصادرة كل راديو في المجتمع وتشغيله وحرقها، معتبرا أنه مصدر التلوث الحديث هو الذي أعطى كولي فكرة معارضة الختان في البداية . بالنسبة للمرأة ، يبدو أن الرجال يشعرون بالذعر لأن زوجاتهم سوف يتطورنً فجأة ويصبحن ذوات إرادة ذاتية ويصبحون خارج السيطرة . هذا هو الروائي والمخرج السنغالي الشيوعي" عثمان سمبين " ، وهو الفيلم التاسع الذي أخرجه وهو في سن 81 الذي يعتبر "أب الفيلم الأفريقي". وكان أول أفريقي يحصل على الاعتراف الدولي كمخرج . هذا الفيلم الذي يعتبره الأكثر إفريقية من أي فيلم أخرجه وهو الجزء الثاني من ثلاثية حول القضايا السياسية الحديثة. الأول في عام 2000 كان يتحدث عن التغيير الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع السنغالي من ماضيه الاستعماري كما تراه من خلال أعين النساء . مولاددي اوالحماية هو حكاية غير خفية وهي تمثل هجوم حاد على النظام الأبوي المسيء للمرأة . إنه يقدم حجة مقنعة لا هوادة فيها ضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ويتم سردها من خلال قصة حقيقية عن امرأة شجاعة تدعى كولي في قرية سنغالية مسلمة تتخذ موقفًا ضد هذه الممارسة. تعود هذه الممارسة البربرية لإزالة البظر إلى زمن هيرودوت اليوناني وكانت إحدى الطقوس المستخدمة لإخضاع الإناث للذكور الحاكمة في عصور ما قبل الإسلام. ، التي كانت منتشرة إلى حد كبير ، الآن مقتصرة إلى حد كبير على مناطق معينة من إفريقيا ،إن استمرار هذه الممارسة في إفريقيا وليس في أي مكان آخر في العالم الإسلامي أثار حفيظة المخرج الذي يأمل في تغيير مثل هذه الممارسة المهينة وغير الصحية المسؤولة إما عن قتل أو تشويه العديد من الفتيات اللواتي يتعرضن للجرح بالسكين وعلى الرغم من أنها ترتبط في كثير من الأحيان بالعقيدة الإسلامية ، إلا أنها في الواقع ممارسة عادة مورثة ليس لها دلالات دينية. على الرغم من طرح الحجج الدينية للدفاع عنها ، إلا أنها قليلة الأهمية ، حتى مع العديد من أولئك الذين ينتمون إلى ديانات مماثلة. بعد أن تم تجريده من أساسياته ، فإن الأسباب مألوفة بشكل قاتم ، البظر لديه وظيفة واحدة فقط ، لتوفير المتعة للمرأة أثناء الفعل الجنسي ، وفي المجتمعات الأبوية الصارمة التي تقودها العقيدة ، يُنظر إلى فكرة هذا على أنها شريرة إلى حد ما وبالتالي يجب إيقاف تلك الشهوة الجنسية عند المرأة . لا يتعلق الأمر بالدين أو التقاليد أو الثقافة ، إنه يتعلق بالسيطرة والقهر . يبدأ الفيلم بست فتيات صغيرات يهربن من التطهير (ختان الإناث) ، مع دخول أربع فتيات خائفات قرية مسلمة مغبرة مليئة باللبن الأفريقي التقليدي ومسجد فريد على شكل بيضة نعام. تسعى الفتيات للحصول على ملاذ (أوحماية) عند كولي ، تقدم كولي ، الزوجة الثانية (والمفضلة) لزوجات أحد شيوخ المجلس القبلي الثلاث ملاذًا للفتيات في منزلها ، يُطلق على الإناث اللواتي لا يخضعن للتطهير اسم (بيلاكوروز) ، يجمع شيوخ القبائل الذين يحفزهم الأخ الأكبر لزوج كولي أجهزة الراديو التي تعمل بالبطاريات من النساء ، والتي تعد وسيلة اتصالهم الوحيدة بالعالم الخارجي والمعرفة التي يكتسبونها تمنحهم قوتهم الوحيدة. من أجل كسر الحماية ، يتبع الزوج المتردد نصيحة أخيه الأكبر ويجلد زوجته في الأماكن العامة وامام رجال القرية ونساءها حتى تنطق بالكلمة السحرية الوحيدة التي يمكنها كسر التعويذة. عندما ترفض التراجع ، تأتي نساء القرية لمساعدتها ويتمردن على أسيادهن الذكور وبنهاية سعيدة وضعن حداً لممارسة التعذيب. يتتبع السرد أيضًا مهاجرًا فرنسيًا عاد مؤخرًا كان من المفترض أن يتزوج أمساتو لكن والده رئيس العشيرة أخبره أنه لا يمكنه الزواج من بيلاكورو ؛ يعيد اكتشاف نفسه بهذه الحياة المبسطة والبدائية ، ويجب أن يقرر ما إذا كان سيكون حديثًا ومتمردًا على والده أو متجذرًا في الماضي مثل والده. الرجل الآخر الوحيد الذي يظهر بعض الشجاعة هو ميرسيناير، بائع متجول متجول (يبيع الملابس والبطاريات وشفرات الحلاقة والأحذية الرياضية) الذي يتقاضى رسومًا زائدة وهو زير نساء ولكن لديه قلب وموقف انساني. كل شخصية في الفيلم هي حافز لسمبين لتحقيق رؤاه الإنسانية في هذا النوع من الابداع السينمائي ؛ لا يخشى صانع الفيلم إظهار الجانب القبيح من الحياة التقليدية ، واتخاذ وجهة النظر النسوية بلا خجل والتعبير عن السخرية من رجال الدين دون الاهتمام بمدى إهانتهم . على الرغم من أن رسالته يتم توصيلها بطريقة قاسية ، إلا أنها لا تخلو من الفكاهة والقناعة العميقة التي تشير إلى الحاجة الملحة للتغيير. ينظر سمبين إلى إفريقيا على مفترق طرق العزلة الثقافية والعولمة . الممثلة كولي (فاتوماتا كوليبالي) تتحدث عن تجربتها في الفيلم" كنت أعمل بالفعل في الإذاعة والتلفزيون الماليين. كانت وظيفتي تعمل في برامج مصممة للنساء والأطفال ، وتركز على الأسرة. سافرت كثيرًا إلى المناطق الريفية وتحدثت مع النساء والجميع هناك. وحاولت أن أتطرق إلى جميع القضايا ذات الصلة بحياتهم. خلال هذا العمل ، لاحظت أن العديد من الفتيات الصغيرات ماتن بعد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، من خلال النزيف. لذلك قمت ببعض الأبحاث في المناطق الريفية. عندما قررت أن أتخيل برنامجًا بدون استشارة رئيسي ، واجهت الكثير من المشاكل ، وأريدكم جميعًا أن تنضموا إلي وتدعموني حتى نتمكن من الوصول إلى نتيجة إيجابية . لقد صنعت بنفسي فيلمًا وثائقيًا تم بثه مرة فقط على التلفزيون المالي ، وبالطبع قام الناس بإخفاء الشريط وقالوا إنه ضاع . وذلك عندما قررت إدارتنا إسكات أي حوار حول تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية . على الرغم من ذلك ، بالطبع ، كنت أرغب في مواصلة هذا النوع من العمل. في عملي ، تعاونت أيضًا مع منظمة غير حكومية مؤلفة من النساء. كنا نذهب إلى المناطق الريفية ، ونحاول تثقيفهم حول النظافة والعائلة ، بلغاتهم الخاصة ، وليس بالفرنسية أو الإنجليزية. لقد جمعنا زعيم القرية وكل رجل وامرأة وطفل - حضر الجميع تلك الاجتماعات . بالطبع ، نحن لا نبدأ وجهاً لوجه مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. كنا نتغلب بشكل استراتيجي على الأدغال لفترة ثم نأتي إلى القضية التي تهمنا فقط لأنه في مجتمعنا ، لا يزال الحديث عن الجنس من المحرمات ، وبالطبع لا يريد العديد من رؤساء القرى أن يسمعوا عن هذه القضية وسوف يردون عليك (إنكِ تحاولين أن تحيدنا عن أسلوب حياتنا وتقاليدنا. وبالطبع فإن الحجة التي يقدمونها هي أن هذه التقاليد تعود إلى ما قبل ولادتنا، وهم في الواقع يتهموننا بأننا نتلقى التمويل من العالم الخارجي لتخريب أسلوب حياتهم. ولكن بالإصرارسننقل رسالتنا ". وتكمل حوارها (فاتوماتا كوليبالي) بعد عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي قائلة " المنصب الذي أشغله في مالي - أحظى بشعبية كبيرة - لذلك ساعدني ذلك في وظيفتي. بعد فترة أستطيع أن أرى أنهم لم يعودوا يغلقون أعينهم وأنهم يواجهون الجسد الذي يخرج منه الطفل. بالطبع نقوم بكل هذا بتواطؤ قابلة. يطرح علينا الناس أسئلة وننخرط في حوار. نتحدث أيضًا عن جميع عواقب الختان وأعتقد أن هذا قد أسفر عن بعض النتائج الإيجابية في التخلي عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية . وهكذا بعد ذلك عندما كان السيد سيمبين يلقي دور التمثيل في باماكو - في ذلك الوقت ، لم يكن يعرف مدى مشاركتي في النضال ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية - لقد تشرفت وحظيت بامتياز وحظوظ في الاختيار" . عثمان سمبين أبدع 17 شريطا سينمائيا بحجمي 16 و35 ملم و11 رواية، ومنح عنها عشرات الجوائز والتكريمات، والكتب والأفلام التي صورت عن حياته، والجوائز والشوارع والمراكز الثقافية والسينمائية التي أطلق عليها اسمه ، رغم أن عثمان سمبين اثبت حضوره على مدى خمسين سنة باعتباره روائيا، سيناريست ، مخرجا سينمائيا ونقابيا دافع عن الإنسان الإفريقي عبر كل هذه المنابر والمواقع، وفي مقابلة له تحدث قائلا " أعتقد أن السينما مطلوبة في جميع أنحاء إفريقيا ، لأننا متخلفون في معرفة تاريخنا. أعتقد أننا بحاجة لخلق ثقافة خاصة بنا. وأعتقد أن الصور رائعة ومهمة للغاية لتحقيق هذه الغاية. لكن في الوقت الحالي ، السينما في أيدي صانعي الأفلام فقط لأن معظم قادتنا يخافون من السينما ".
في الختام : فيلم " موولادي” الذي فيه يضع اليساري "عثمان سيمبين" خلاصة نقده لإفريقيا الماضي والحاضر، فالجميع في الفيلم مدان ، يختار سمبين ختان البنات لكي يصبُّ عبر هذه الكارثة النقدَ الجارح على المعتقدات الشعبية الإفريقية، وعلى المجتمع الذكوري القاسي ضد المرأة في إفريقيا، وعلى مثقفي إفريقيا الفرانكفونيين وهم يقفون مواقف سلبية جبانة ضد سلطات بلادهم . وليقدِّم في الوقت ذاته وجهَ المرأة الإفريقية الناصع بالمقاومة والنضال . وتميز سيمبين بنهج راديكالي، فكان مؤيدًا للاستقلال . وضد أي ميول اندماجية مع المستعمر الفرنسي والتي أنتهجها مؤيدي الحركة الأدبية المرتبطة بالكتاب مثل إيميه سيزير وليوبولد سنغور(أول رئيس للسنغال). وبقى سيمبين لنهاية حياته عام 2007 ناقدًا لاذعًا لأنظمة ما بعد التحرر من الإستعمار في أفريقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير