الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة كتاب برنامج من أجل الثورة

أنس كازيب

2021 / 12 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ليون تروتسكي- برنامج من أجل الثورة، البرنامج الانتقالي ونصوص مختارة، اديسيون كومونار، باريس، 2021

كان عليّ انتظار 30 عاماً قبل أن أكتشف فعلياً من هو ليون تروتسكي، اسمه الحقيقي ليف دافيدوفيتش برونشتين. لم أكن أعرف شيئاً عن الرجل الذي ترك بصماته في التاريخ، باستثناء القليل من رواسب الدعاية البرجوازية. بالطبع، صادفت اسمه في المدرسة، في زاوية كتاب مدرسي حيث أخبرونا بأسطر قليلة متقطعة وسيئة عن لينين وتروتسكي وكذلك عن ستالين والغولاغ، دون أدنى تمييز على الإطلاق، وصولاً إلى هتلر والحرب العالمية الثانية وخطر “الشمولية”. علقت بذهني، تماماً كمن سبقني ولحقني، من تلك المرحلة من “التعليم”، صورة وحيدة لتروتسكي: شخصية استبدادية.

كان لافتاً للاهتمام أن هذه الدعاية البرجوازية ما زالت مهمة، حتى اليوم، عندما يتعلق الأمر بتروتسكي. أتذكر تلك السلسلة المروعة والمليئة بالأكاذيب التي عرضتها منصة نيتفليكس، حتى عند كتابتي لهذه الأسطر، اقتبس قائد شرطة باريس، ديديه لالمان، نصاً مجتزأً لتروتسكي حتى يبرر قمع الشرطة. لقد شاركت في الكثير من الحوارات التلفزيونية، حتى أنني أمضيت ما يقارب العامين في برنامج الأفواه الكبيرة Grandes Gueules على RMC وكنت أندهش كثيراً من مشاهدة وجوه نظرائي في تلك المناظرات، أغلبهم من السياسيين والكتاب الصحفيين البرجوازيين، التي تتغير فجأة عندما أذكر اسم تروتسكي.

لكن كيف يمكن تفسير أنه بعد مرور 81 عاماً على اغتياله، لا يزال اسمه موضع احتقار وخوف الطبقات الحاكمة؟ ما الذي يبرر هذه الدعاية السياسية المكثفة ضد هذا الرجل الذي أمضى معظم حياته في السجن أو في المنفى، في كل أنحاء العالم، وقتل ابنه خلال حياته، حتى هو انتهى مقتولاً، بعد عدة محاولات، يوم 21 آب/أغسطس عام 1940 بواسطة مطرقة على رأسه على يد عميل ستاليني؟

جوابي على هذا السؤال هو أن صلابة نضاله من أجل التحرر البروليتاري على الرغم من المصاعب الهائلة التي واجهته فلم يتوقف عن التسبب بإفراز العرق البارد لكل أعداء الثورة. ما يلفت النظر عند قراءة تروتسكي لأول مرة هو الجانب الحيوي والتحريضي لأفكاره. وهي أفكار لا تأتي من العدم إنما على العكس تمثل استمرارية للأفكار الماركسية الثورية، أي أفكار ماركس أو لينين أو حتى ثورة أكتوبر. بالطبع، يمكن تقييم مؤهلات تروتسكي، بدءاً من العبقرية السياسية، والقدرة على متابعة الوضع السياسي الدولي وفهم تقلباته في وقت الأزمات المتشنجة على نحو خاص. ولكن، في العمق، قوة أفكاره ونفوذه السياسي هي التي تخيف سواء خلال حياته أو بعد عقود على وفاته. لذلك، حتى عندما كان في المنفى، بعيداً عن بلاده، مختبئاً ومنعزلاً كان لا بد إسكاته. تعرض تروتسكي وأنصاره للاضطهاد والافتراء والاعتقال والإعدام، وكانوا هدفاً لكل القوى الرجعية: من الستالينيين وصولاً إلى الفاشيين، من بينهم الديمقراطيين “الغربيين”- يتذكر المرء ونستون تشرشل الذي وصفه بأنه “وحش أوروبا”- كلهم سعوا إلى إزالة التروتسكية من تاريخنا إلى الأبد، حتى لو كان ذلك عبر تزويرها.

لقد طبع تروتسكي التاريخ بنضاله، ولكنني أقول أيضاً أنه ترك بصماته في حياتي، على الرغم من أنني لم أكن مهتماً بالسياسة أو بالنظرية. ولدت في سارسيل Sarcelles في فال دواز Val d’Oise، حفيد جندي مشاة مغربي، وابن عامل سكك حديدية، عملت أنا بدوري في السكك الحديدية. كعامل شاب من أصول مهاجرة، نشأت في الضواحي، كنت بعيداً آلاف الأميال من تخيل أنني ذات يوم سأصبح تروتسكياً وأنني سأكتب هذه السطور القليلة لتقديم واحد من أهم نصوصه، البرنامج الانتقالي، عندما أقيس حجم العقبات التي واجهتها، أقول لنفسي إن ثلاثين عاماً حتى أكتشف تروتسكي، ليست كثيرة في الواقع.

يعود أول التقاء لي مع أفكار تروتسكي إلى ربيع العام 2016. في تلك الفترة، بدأت بالنضال النقابي، حين انتخبت مؤخراً لعضوية نقابة سكك الحديد Sud Rail عن منطقة شمال باريس Paris Nord واختبرت تجربتي الأولى مع المناضلين على الأرض، الذين ينظمون ويحاولون إقناع زملائهم…، في إطار النضال ضد قانون العمل في ظل حكومة فرنسوا هولاند. قبل ذلك، شاركت في المظاهرات ضد قانون الـ CPE [عقد العمل الأول] ودعماً للشعب الفلسطيني، ولكن ليس أكثر من ذلك. يجب أن أقول إنه حتى ذلك الحين كنت بعيداً كل البعد عن أي شكل من النضال ومتردداً من الانضمام إلى منظمة. كنت واحداً من أولئك الذين لم يقتنعوا باليسار الانتخابي أو الإصلاحي. هذا اليسار، كنت أعرفه جيداً لأنني كنت ألتقيه في أحيائنا، التي يعبرها اليسار قليلاً خلال الانتخابات، واعداً دائماً بأيام سعيدة لم تكن تأتي. عليكم أن تتخيلوا أنه في كل شبابي كنت أعتقد أن اليسار هو الحزب الاشتراكي. وكيف يمكن أن يكون الأمر على العكس من ذلك؟ لم يأتِ أي أحد ليحدثني عن الثورة الروسية، عن الحزب البلشفي، والثورة الدائمة أو حتى ما نسميه كماركسيين ديكتاتورية البروليتاريا! لا. بالتأكيد. خلال شبابي رأيت أهلي يصوتان لصالح الحزب الاشتراكي. أتذكر أنه حتى خلال الاحتفالات بعيد الأضحى، جاء رئيس بلدية Sarcelles وقتها، دومينيك شتراوس خان، متمنياً عيداً سعيداً داخل المسجد لمسلمي المدينة. تلك كانت السياسة بالنسبة لي: رجال بربطات عنق يهتمون بك حتى تصوت لهم! لم يجذبني ذلك، ولم أجد نفسي فيه، لكن بدا لي طبيعياً لأنني لم أكن أعرف إلا ذلك. إذاً عام 2016، في مواجهة التقهقر الاجتماعي الذي سببته حكومة “يسارية” كرست كل جهدي في النضال النقابي الميداني. كنت أريد الدفاع عن مصالح زملائي الذين لم تتوفر لهم هذه الوسيلة الجماعية التي هي النقابة ولا حتى “الحصانة” الحامية التي يتمتع بها موظفو سكك الحديد. مع الوقت توصلت إلى استنتاج مفاده أن النضال النقابي ليس كافياً عندما أردنا تغيير فعلي للوضع.

معركة عام 2016 ضد “قانون العمل وعالمه”، كما قلنا وقتها، والاجتماعات التي تمكنت من عقدها في ذلك الوقت كانت محفزاً حقيقياً. “المدخل الرئيسي” الذي استعملته، في البداية دون أن أعرف بذلك، للاندماج مع الأفكار التروتسكية هو النتيجة السلبية التي استخلصتها من تصرفات قيادة الكونفدرالية العامة للشغل. تذكروا، كانت أيام “القفزة” الشهيرة التي ميزت ربيع النضال هذا! لقد شعرت بالذهول من هذه الاستراتيجية ولم أفهم كيف يمكن للقيادة العمالية المركزية الأكثر نضالية في البلد أن تفكر لثانية أنها يمكنها دحر الحكومة خلال بضعة أيام معزولة، دون خطة معركة حقيقية. في الشركة الوطنية للسكك الحديدية SNCF كنا نناضل ضد قانون [وزيرة العمل السابقة مريم] الخمري، ولكن في الوقت عينه ضد اتفاقية الشركة الهادفة إلى المصادقة على المكاسب الاجتماعية حول تنظيم العمل بين عمال السكك الحديدية. في النضالات السابقة التي اختبرتها في الشركة الوطنية للسكك الحديدية، مثلاً عام 2014، أضربنا لعدة أيام ولكن لم تطأ قدماي الاجتماعات العامة وكنت راضياً بما كنا نسميه “إضراب الكنبة”. عام 2016، كان الأمر مختلفاً للغاية لأنني استثمرت بذاتي من الألف إلى الياء. وهنا بدأت أرى أن جمعياتنا العامة تبدو كأنها اجتماعات نقابية لتقليص التنظيم الذاتي للمضربين إلى الحد الأدنى، يجرى التصويت في بعض الأوقات على نقطة ثانوية، ليس أكثر، حيث واجهت حقيقة أن طرق النضال بدت كأنها كانت تقرر في مكان آخر. أتذكر قول أحد الزملاء لي “نخسر كلنا المال لذا يجب أن يكون لنا رأينا بالاستراتيجية!” ولكن التفكير “من فوق” كان هو الاستراتيجية، بعيداً عن المضربين… ومن فوق كذلك أنهوا إضرابنا! كنت غاضباً، غضباً شديداً، لكنني كنت ما زلت غير قادر على فهم ما يحصل. من خلال النقاش مع رفاقي في “الثورة الدائمة“، التيار الذي أناضل فيه اليوم، تمكنت من اكتساب فهم سياسي ودروس من هذه التجربة. اقترحت علي طالبة، غالباً ما كانت تأتي لرؤيتنا عند خط الاعتصام، قراءة نصوص لتروتسكي. في البداية، أذكر جيداً، لم أرَ ما الفائدة من قراءة ما كتبه رجل عاش في القرن الماضي- حتى أنني ادعيت أنني قرأته حتى لا أخيب آمالها! لم أكن الشخص الذي كان له هذا الانطباع: كنا نعتقد أن ما حصل قد حصل ولا علاقة بما يحصل الآن… وهو كما أدرك اليوم أفضل طريقة لتكرار أخطاء الأمس!

بكل الأحوال، قرأت بعض المقاطع من النصوص التي أخذتها معي إلى البيت، ولكنني ما زلت أتذكر الأثر الذي تركه هذا المقطع في نفسي: “تعرف الجماهير العمالية ما لا يفهمه “القادة”، أي: في ظل ظروف أزمة اجتماعية كبيرة لا يمكن أن يؤدي النضال الاقتصادي الجزئي، الذي يتطلب تضحيات جسيمة وهائلة، إلى نتائج جدية. أكثر من ذلك، يمكن يضعف هذا النضال البروليتاريا ويستنزفها. إن العمال مستعدون على المشاركة في المظاهرات النضالية وحتى في الإضراب العام، ولكن ليس عبر إضرابات صغيرة مرهقة من دون أفق”. ما كتبه تروتسكي في هذا النص كان له صدى مباشر مع الصعوبة التي واجهتنا في بناء توازن قوى كافٍ لتحقيق النصر. في نهاية الأمر، أتذكر أنني فكرت أننا لسنا مضطرين إلى البدء من الصفر في كل مرة وتكرار ذات الاستراتيجيات إذا أدت إلى الهزيمة المرة تلو المرة. بالنسبة لي كان اكتشافاً كبيراً، وأردت المزيد! تابعت قراءة البرنامج الانتقالي لتروتسكي. مرة إضافية، أدهشني ما كنت أقرأه. سمح لي هذا البرنامج التدخل في النضال الميداني، واليومي، بالقرب من زملائي، من خلال صياغة هذه المعارك الدقيقة بهدف البدء بالتركيز على اكتساب الوعي أكثر فأكثر: التغلب على النظام الرأسمالي والنضال من أجل مجتمع آخر. دور البرنامج كما طوره تروتسكي، ليس كبرنامج وعود إنما على العكس كمجموعة من أهداف نضالية ملموسة، للسماح لكل من يعاني، وكل من يتعرض للاستغلال، للاضطهاد، ويطمح إلى حياة محترمة. هذا المنطق، والإجابات البرنامجية التي وجدتها عند تروتسكي، في الواقع، صدمتني لأنها شديدة الراهنية. وهذا هو الحال اليوم أكثر من أي وقت مضى حيث نواجه أزمة عالمية جديدة يذكرنا عمقها تماماً بسنوات الـ 1930ات.

على سبيل المثال، نحن نواجه تزايدا في الخطط الاجتماعية وصرف العمال كنتيجة “منطقية”، من وجهة نظر رأسمالية، للأزمة الاقتصادية والوباء. في البرنامج الانتقالي، عالج تروتسكي مسألة الشركات التي تغلق أبوابها أو تطرد أعداداً كبيرة من العمال، فعارض الحاجة إلى طلب فتح حسابات هذه الشركات نفسها. حتى نظهر بشكل ملموس الفوائد التي يحصلون عليها على حساب صحتنا وتعبنا، في الوقت عينه، يطلب من الجماهير “تقديم التضحيات”! لكن تروتسكي يذهب أبعد من ذلك، إذا كان أصحاب العمل غير قادرين على تأمين حياة كريمة للجميع، وإذا تطلبت الأزمة طرد آلاف العمال عبر إغلاق المصانع، إذا فلنحتل أماكن العمل، ولنصادر ملكية كبار الرأسماليين ولندير الانتاج! للانتهاء من “البطالة الجماعية التي قد تصير “حتمية”، فلنتشارك الوقت الضروري للعمل، الأمر الذي سيسمح لنا، إضافة لذلك، بتحرير الوقت الحر وعدم “تضييع حياتنا في كسبها”! فلنقرر بأنفسنا ما الذي ننتجه وكيف، هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الأمن المادي والبدء بالتحول البيئي الجذري. إذاً، هذه بعض الأمثلة التي أعتقد أنها توضح أهمية هذا البرنامج الانتقالي، على الرغم من أن وضعنا، بالطبع، ليس نفسه الذي كتب تروتسكي فيه. يحدد البرنامج الانتقالي طريقاً، “جسراً”، حتى نستعمل كلمات تروتسكي، باتجاه الثورة. الأمر متروك لنا لتولي المسألة وموضعته [للبرنامج] مع ظروفنا والتحديات الجديدة التي تواجهنا.

في نهاية المطاف، من الواضح أنه لا المدرسة ولا الصحافة هما ما جعلني أرغب بالاهتمام بكتابات ليون تروتسكي، إنما الصراع الطبقي. لا يأتي العامل إلى الماركسية من منطلق المصلحة الشخصية أو المادية. لا يأتي إلى السياسة الثورية من أجل بناء مهنة، إنما إنطلاقاً من غريزة البقاء. ليس من أجل الذات إنما مع اقتناع عميق بأن هناك حاجة ملحة لتغيير جذري من أجل بقاء البشرية جمعاء. من دون شك أن بعض الناس سيقرأون هذا الكتاب كما نقرأ الكتب الأدبية. البعض الآخر، كما آمل، أن يكونوا كثيرين، سيجدون مثلي في نصوص تروتسكي، بوصلة سياسية في النضال من أجل تحرر طبقتنا. تملأني آمال كبيرة لأن ما دفعني إلى تسييس نفسي، أي أن أرى وأفكر بشكل مختلف، هو ما يدفع اليوم المزيد من من العمال الشباب والعمال/ات إلى الاهتمام بفكرة الثورة. فهم أن النظام الرأسمالي ليس لديه أي شيء يقدمه لنا، بالإضافة إلى استنفاد الطرق التقليدية لتنظيم النزاعات الاجتماعية. ساهمت الهزائم والخيانات المتتالية منذ كانون الأول/ديسمبر 1995 في ظهور راديكالية جديدة كما لمسنا عند انتفاضة السترات الصفراء، التي تعارض أساليب النضالات “المفرطة بنقابيتها” وبيروقراطية القيادات النقابية. منذاك، يُعبَّر عن هذه الراديكالية الجديدة بأشكال مختلفة على الرغم من جنينيتها، كما لاحظنا في معركة شتاء العام 2019 ضد “إصلاح” نظام التقاعد واستبسال المضربين في قطاع النقل، والتي نظمت بشكل خاص بالتنسيق مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية والهيئة المستقلة للنقل في باريس RATP/SNCF. إحدى التحديات ستكون بالضبط معرفة ما إذا كانت هذه الراديكالية ستنتشر واسعاً داخل الحركة النقابية. يجب أن يكون الإنسان أعمى حتى لا يلاحظ دخولنا في مرحلة من الأزمة العميقة التي تدعونا إلى التساؤل عن إمكانية الحصول على الفتات التي كانت الرأسمالية مستعدة للتنازل عنها لصالح الطبقة العاملة والبيروقراطية النقابية، ما يزال أمامنا عقود قليلة من ذلك. اليوم وصلت الرأسمالية إلى درجة من العناد إلى حد أن ردها لا يمكن إلا المزيد من القمع والتسلط. بمواجهة ذلك لسنا محكومين مسبقاً برؤيتهم يفعلون ذلك. على العكس، أصبح ملحاً أكثر من أي وقت مضى قلب الطاولة والتقدم، بواسطة النضال الثوري، باتجاه ديمقراطية عمالية. ولكن تحديداً من أجل ذلك، نحن بحاجة إلى برنامج يقدم أفكاراً تقدمية للخروج من الأزمة، واستراتيجية للتفكير بطرق إحراز النصر وحزب ثوري من أجل إعطاء التماسك والتوجيه لنضالاتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024