الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة الكوفيدية و المسألة الفلسطينية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 12 / 28
القضية الفلسطينية


تأخذك الدهشة عندما تسمع مثقفا أو مثقفة تكرر بعد مضي بضع قرون على وقوع النكبة الفلسطينية اللوازم الدعائية نفسها المخالفة للواقع و المنطق ، مثل تبرئة جيش الحركة الصهيونية في مسألة طرد نصف سكان فلسطين الاصليين ( بين 700 و 800 ألفا ) من بلادهم ، في حين أن المعطيات تثبت أن هذه الحركة هدمت الكثير من القرى الفلسطينية و صادرت أراض زراعية فتحول سكانها إلى لاجئيين في بلادهم بلا مأوى و بلا مصدر عيش . ويمكننا أيضا أن نجد في سياق القضية الفلسطينية نماذج عديدة عن سياسة الفصل التعسفي و الإعتباطي ، فبالإضافة إلى التمييز العنصري على اساس المعتقد الديني ، و الأصل الجغرافي و الإثني (اليهود الأوروبيون الأشكناز ـ اليهود المشرق ـ يهود شمال إفريقيا ـ يهود الفلاشا) ،نذكر جدار الفصل العنصري و الطرق الإلتفافية في الضفة الغربية المخصصة للمستوطنين حصريا ، و غيتو قطاع غزة .

ما أود قوله هو أن جميع المحاولات التي تبرر الإستعمار الإستيطاني في فلسطين هي من وجهة نظري ، غير منطقية و غير حضارية ، كونها مفروضة فرضا ناهيك من انعدام الحجة المقنعة التي تنفي الظلم الذي لحق بالمفصولين و المُرحليين و المنفيين و المنبوذين .

و لكن اللافت في هذه المسألة هو أن السلطة التي بادرت إلى تكبيل الفلسطينيين بالاساليب و الوسائل التي أشرنا إليها و التي يعرفها الجميع ، تصر على إظهار نفسها أمام الجميع بصورة مختلفة ، مزورة لا تعكس حقيقتها بما هي في جوهرها سلطة استعمارية عنصرية مفترسة ، من المعلوم أن شعوب إفريقيا و آسيا و أميركا و أوقيانيا و أوروبا عانت من صنوف عسفها.

إن ما حملني في الواقع على أن أرتجع هنا ، هذه الملاحظات هي تطورات عديدة تطفو رغواتها على سطح المجتمعات ليس في بلدان العرب و حسب و أنما في البلدان الأوروبية أو الغربية نفسها أيضا ، توازيا مع الحروب التي تشنها حكوماتهم في أكثر من بقعة على الكرة الأرضية ، باسم الدين و الديمقراطية و حقوق الإنسان وأفضلية الرجل الأبيض أو " الشعب المختار " ، إلى آخر المعزوفة .

مجمل القول أن الناس في البلدان الغربية ليسوا بمنأى عن جبروت السلطة التي تحكم في بلادهم و عن سياساتها المتناقضة و الملتبسة و الإعتباطية أحيانا إلى حد أنها تثير الشكوك . من البديهي أنه يوجد أمثلة كثيرة تدل على ذلك ، سنكتفي هنا ببعض منها كما تبدت في سياق إدارة الوقاية من وباء الكوفيد الحالي في الدول الغربية :
- فلقد أجازت السلطة استخدام علاج جديد ، لم تكتمل التجارب للتأكد من عدم ضرره و من فعاليته ، حيث ثبت أنه ضار و عديم الفعالية ، بينما حظرت أدوية قديمة و معروفة من الأطباء ، يعتقد بعضهم أنها مفيدة ضد الكورونا ولا تتسبب بأعراض جانبية .
ـ أجازت إعطاء لقاح للعموم، قبل أن تنته مراحل تجارب الفعالية وعدم الضرر المتعلقة به ، بالرغم من أنه لا يمنع العدوى و الإنتشارو الإصابة بالمرض ، بحجة أنه يخفف من حدة الإصابة ، علما أن بيانات الدراسات الوبائية أثبت خلال العامين الماضيين أن أصابة الأشخاص دون 65 عاما و الأولاد و الأطفال ، الذين لا يعانون من أمراض موهنة لا تكون شديدة ، بل تكون أحيانا دون أعراض
ـ المسألة الثالثة هي أن الدول الغربية أوكلت إنتاج اللقاح بشكل يكاد أن يكون حصريا إلى مختبر أو أثنين أميركيين ، و ان التغطية بهذا اللقاح واسعة جدا في أوروبا و اميركا الشمالية ، كما هي الحال في روسيا و الصين و الهند التي أنتجت لقاحات ،على عكس التغطية في البلاد الفقيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على