الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح في مواجهة مع الانظمة الدكتاتورية

عصمان فارس

2021 / 12 / 29
الادب والفن


المسرح في مواجهة مع الانظمة الدكتاتورية
فن التعامل مع الشغل المسرحي ،هو أن تعيش سحر الكلمة والصورة التشكيل والموسيقى والحركة، والبعد الانساني لغة لايجيدها الا العشاق، أنه فن نابع من طقوس بيئة المجتمع وثقافته ويعبر عنه، وهو يرتبط بما يحدت داخل المجتمع ويواكب العصر ولن يتخلف عن الركب. وماقيمة الفن إذا لم يناقش قضاياالناس والمجتمع؟ رغم التنوع في الاساليب وتعدد الاتجاهات الفنية، اهمية المسرح كظاهرة فكرية والتحامه بقضايا الوطن واللحظة الثأريخة الراهنة وإثارة الجدل الثقافي مع التراث الثقافي الانساني، نتيجة النضج الفكري خلقت مفردات لغة مسرحية متطورة ونضج فني راقي في المسرح الكردي قدمت تجارب مسرحية متطورة ذات تقنيات راقية من اللغة السمعية والبصرية, وخرج مسرحنا من قمقم المحلية الى العالمية، والتأكيد على الهوية ولا اعني هنا الانغلاق عمر تأريخنا الحضاري وعلاقته بالتراث العالمي والانساني ،والمسرح هو منبر الحقيقة ورسالته تحتاج الى الجرأة والتغلغل الى أعماق النفس البشرية، لغرض تعميق وتطوير المشاهدة عند الجمهور علينا مراعاة المستوى الفكري والفني للعرض المسرحي فالمسرح يمنح المتلقي خصوصية البقاء والتطور والوجود وينقده من حالة الخمول والمسرح يثير حالة المتعة والتفكير والتغيير والعرض المسرحي يعتمد على الواقع والظروف الاجتماعية والسياسية والتي تسهم وتدفع المخرج على إخراجه وعليه يحصل الاتصال مابين خشبة المسرح والمتلقي وهو يخرج معبأ وهو يحمل تفسير للواقع من خلال المسرحية مثل الحرية الفردية في المجتمعات المدنية ومسألة الصراع مابين الحق والباطل.الكاتب يكتب وله موقف من الحياة والمجتمع أما المخرج وحدود علاقته مع الجمهور من المتعة الفنية والمعرفية ومخاطبة مشاعره الانسانية وتقديم متعة فكرية وفنية ويبقى المسرح ظاهرة من ظواهر الوعي يأخد ويستمد محتواه من الواقع ومن الحياة المادية والروحية للناس وهو مرأة وإنعكاس للواقع ويرسي القيّمْ الانسانية ويساهم في تطوير مدنية الانسان وجعل حياته أفضل ويخاطب عقل وقلب الانسان، فنجاح المسرحية جماهيريآ معناه إنه قريب من الواقع ومن مشاكل العصر هناك شعراء يكتبون قصائد ذات محتوى سياسي وهي عبارة عن قصيدة درامية ويبقى دور المخرج المجرب والمغامر يمتلك الجرأة في التعبير عن حركة العصر عندما تكون السياسة والعامل الاقتصادي جزء مهم من حركة وديمومة الناس، لذلك يدخل المسرح في إتصال مباشر مع الجمهور لكي يغير من معرفته والتأثير المباشر على روح المتفرج الحية. المسرح قرين الحياة اليومية ومرأة عاكسة لها ومع ذلك لم يتضح دور السياسة في المسرح الحديث بشكل مباشر ويبقى دور الكاتب والمخرج وتوجهاته وعلينا أن لانخلط بين المسرح السياسي والمسرح ذو الاسقاطات السياسية وهناك مسرحيات إجتماعية إنتقادية مثل ثيمة العنف ضد المرأة، ولتقديم عروض مسرحية تكون قريبة من الواقع من أجل النهوض والارتقاء بالمسرح الكردي، فمن يخرج من معطف المسرح يعشقه ويعشق الانسان وهذه حالة وظاهرة مسرحية باقية وليس سحابة عابرة، والمخرج الجيد يعمل على الابهار والادهاش، وتبقى التجربة العملية هي المحك وعملية إختيار النصوص وتفكيكها أو تركيبها من جديد بما يتلاءم مع الواقع ،وخلق عنصر التشويق ولعدم السقوط في الرتابة وبطئ لايقاع وتبقى المساحة الاخراجية ذات أهمية وتقديم عروض الحداثة وباسلوب جديد ومقنع.مشكلتنا التصقنا بقدسية المسرح وقدسية الناس. وكنا نتجاوز بؤرة البيت وسياج الشارع ونعلن مانريد، ولم نفقد شيئ وكنا نعبر عن حقيقة الاشياء بدون رتوش وزخرفة ونتجاوز حدود الانغام الحزينة ونخاطب الضمير ونعمق في مسرحنا كل ماهو حي الكلمة والحواس والشعور والموقف. كنت ولازلت اطمح بتقديم عروض مسرحية تعرض في أماكن مختلفة دون التقيد بخشبة المسرح لذلك أصبح المعمار المسرحي لايشكل عقبة في تقديم العروض المسرحية، وكانت البداية الاولى لمسرح تجريبي حمل الشعلة الاولى للتنوير في حركة المسرح الكردي في كردستان، ويبقى العمل الثقافي يأتي بالتراكم ورؤى وأفكار يتناولها الناس والنقاد وحماس مخرجي المسرح وظهور تيارات وإتجاهات مختلفة .وتجاوز حدود الاخراج النمطي والتقليدي وخلق مسرح تجريبي وكان المهرجان يعني مساحة ثقافية تجاوز رداءة المألوف في ظل ظروف سياسية ، وحاليآ نعيش في واقع سياسي وبنية إجتماعية وفق خلفية ثقافية تحاول الاتصال والارتباط بالناس في الشارع، ومع ذلك نعمل وفق منهجية وألية معينة و الهدف هو الناس، وخلق هوية وتأسيس لمسرحنا أي نطمح ونعني التواصل مع المجتمع وخلق جمهور يبحث بنفسه عن مسرحه والذي يتواصل معه، جمهورنا المسرحي يشكل دعامة مهمة وقوية لنا، جمهور محترم يحترم كل التقاليد المسرحية، وينبغي علينا بناء كيان مسرحي صحي وسليم ومعافى من فايروسات ووباء التخلف والجهل والحزبية الضيقة ونظام العشيرة، وترسيخ القيم الصحيحة لمسرحنا الكردي لكي يتذوقه الجمهور. ننقل هموم الناس الى هذا الوطن الصغير ،مسرح يثير الشارع والحراك المدني والسلمي ،مسرح يتجاوز كبث الحريات والجوع تبدأ وظيفة الفنان على عكس ونقل صورة الواقع , المسرح الذي يضع لنفسه هدفأ يكون قادر على التأثير طريقة تفكير المتفرج ومشاعره وبصرف النظر عن المفاهيم الجمالية ,والتاثير يكون على مستوى الشعور والوجدان , والفنان المسرحي الجاد يخلق أفعال تولد الاحاسيس والمشاعر لدى المتلقي ليس من خلال الكلمة فقط بل من خلال الايماءة ويبقى المسرح الكردي مرتبط بالاتجاه السياسي والمقصود هنا ليس الارتباط الحزبي الضيق والمعوق لفكر الابداع ,وكل المسرحيات لها علاقة وارتباط بالجمهور والفنان صاحب الكلمة وفنان العرض المسرحي . والتاثير يكون على مستوى الشعور والوجدان ,والفنان المسرحي الجاد يخلق أفعال تولد الاحاسيس والمشاعر لدى المتلقي ليس من خلال الكلمة فقط بل من خلال الايماءة, والمسرح الكردي مؤسسسة ثقافية وفكرية في تخطيط المرحلة الحضارية الحالية والمستقبلية ،ويبقى نهج الديمقراطية فرصة طيبة لإغناء وتطوير الواقع الثقافي وحماية الحريات العامة وفق فضاء الحرية خصوصية الفضاء المسرحي هو إشتراك الممثل والمتلقي في نفس الزمان والمكان والعرض المسرحي خطاب مسرحي مستمد من الواقع والمجتمع والظروف الاجتماعية والواقع السياسي والاقتصادي, والتي تسهم في إخراجه ويبقى التأويل جزء مهم في الخطاب المسرحي، والمسرح هو نتاج الحياة وجوهره الانسان وصراعاته وإغتراب الانسان في المجتمع وإبراز الحرية الفردية والحرية الاجتماعية، ولابد من وجود موقف لدى المخرج والمؤلف وكل العاملين في العرض المسرحي وكذلك موقف المشاهد من العرض ،يتطور المسرح وكل الفنون الاخرى إذا كان المجتمع يتمتع بهامش من الحرية والديمقراطية
عصمان فارس
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/